حكم هجر المسلم أخاه فوق 3 ليالي.. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال بشأن حكم هجر المسلم أخاه فوق ثلاثة أيام.
وقالت الإفتاء، لما كان الإنسان مجبولًا على الغضب والرضا، ومعرَّضًا لسوء الخلق والتباغض والتخاصم بينه وبين أخ يه، وصدور أشياء تزعزع رابطة الأخوة أو تقطعها لأمر دنيوي؛ نَبَّهَ الشرع الشريف على هذا، وراعى الفطرة البشرية عند احتدام التخاصم والخلاف، وأوصى بألَّا يزيد الهجر والتخاصم على ثلاثة أيام، وهي مدة كافية لتهدأ فيها النفوس من غضبها، ويراجع كلٌّ مِن المتخاصمين نفسه، ويصل من قطعه.
أوضحت الإفتاء، أنه إن زاد على الأيام الثلاثة حَرُمَ عليهما، وأثما ما داما مشتركين في الخصام والقطيعة ولم يبادر أحدهما بالصلح والوصل؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ» أخرجه الشيخان.
دار الإفتاء المصرية تستطلع هلال شهر شوال.. اليوم دار الإفتاء توضح أثر سماع الفحش من القول على أجر الصوم أقل ما يتحقق به قطع الخصام والخروج من الهجران المنهي عنهوبينت دار الإفتاء المصرية إذا نوى أحدُ المتخاصمَين الصُّلْحَ وسَعَى فيه جُوزِي على نِيَّتِهِ وسَعْيِهِ في الصلح؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «لَا تَحِلُّ الْهِجْرَةُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، فَإِنِ الْتَقَيَا فَسَلَّمَ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ الْآخَرُ السَّلَامَ؛ اشْتَرَكَا فِي الْأَجْرِ، وَإِنْ أَبَى الْآخَرُ أَنْ يَرُدَّ السَّلَامَ؛ بَرِئَ هَذَا مِنَ الْإِثْمِ، وَبَاءَ بِهِ الْآخَرُ» أخرجه الإمامان: الطبراني في "الأوسط"، والحاكم في "المستدرك" وصححه.
واستشهدت دار الإفتاء، بحديث هشام بن عامر رضي الله عنه مرفوعًا: «فَإِنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ وَرَدَّ عَلَيْهِ سَلَامَهُ؛ رَدَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ، وَرَدَّ عَلَى الْآخَرِ الشَّيْطَانُ» أخرجه الأئمة: عبد الله بن المبارك والطيالسي وابن الجعد وأحمد -واللفظ له- وأبو يعلى في "مسانيدهم"، والبخاري في "الأدب المفرد"، وغيرهم.
وتابعت دار الإفتاء المصرية أن في حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «فَإِنْ رَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ؛ فَقَدِ اشْتَرَكَا فِي الْأَجْرِ، وَإِنْ لَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ؛ فَقَدْ بَاءَ بِالْإِثْمِ»، زَادَ أَحْمَدُ: «وَخَرَجَ الْمُسَلِّمُ مِنَ الْهِجْرَةِ» أخرجه الأئمة: البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو دود -واللفظ له- والبيهقي في "السنن".
دار الإفتاء المصريةوجملة هذه الروايات وغيرها يدُلُّ على أنَّ أقلَّ ما يحصل به الخروج مِن الهِجران هو السلامُ وإن اجتنب مخالطته والكلام معه، وبه تبرأ ذمة المسلِّم من الشحناء والقطيعة والإثم؛ كما هو قول جماهير العلماء، واشترط الإمام أحمد والإمام ابن القاسم من المالكية إضافةً إلى السلام: عدم تأذِّي المسَلَّم عليه من اجتناب الكلام معه؛ لأن السلام يهدف إلى نَفْيِ الأذى، ويُزيل الضغائن، وَيُورث التحابُب، ويَنشر الأُلفة، وهو أدفعُ للضغينة بغير مؤنةٍ، واكتسابُ أخُوَّةٍ بأهوَنِ عطية، وبقاءُ التأذي يعكِّر صفو هذه المعاني؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دار الإفتاء المصریة رضی الله عنه
إقرأ أيضاً:
أذكار المساء.. نور وطمأنينة لقلب المسلم قبل النوم
مع اقتراب الليل وسكون الحياة اليومية، يبحث المسلم عن لحظات صفاء تهدئ قلبه وتقرّبه من الله عز وجل، فتأتي أذكار المساء كوسيلة عبادة تعيد ترتيب الروح، وتملأ القلب نورًا وسكينة، وتحصن النفس من الشرور، وقد حرص النبي ﷺ على تعليم أمته هذه الأذكار، مؤكدًا أثرها العظيم في حياة المسلم.
أذكار المساء الثابتة
تجمع أحاديث النبي ﷺ ما يُعرف بـ أذكار المساء، وهي كلمات جامعة تتضمن الدعاء والتوحيد والاستعاذة والتوكل على الله.
«أمسينا وأمسى الملك لله»ورد في صحيح مسلم أن النبي ﷺ كان يستفتح مساءه بهذا الدعاء، مستذكرًا ملك الله وحاملاً قلبه على التوكل والاستعاذة من كل شر، طلبًا للحفظ والسلامة طوال الليل.
سيد الاستغفارروى البخاري أن النبي ﷺ قال: «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت…» وبيّن أن من قاله بإيمان ومات قبل الصباح دخل الجنة، مما يعكس عظمة هذا الذكر وأثره الكبير.
الرضا بالله ربًامن الأذكار المؤكدة قول المسلم ثلاث مرات: «رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد ﷺ نبيًا»، حيث ذكر النبي ﷺ أن من قاله صباحًا ومساءً كان حقًا على الله أن يرضيه يوم القيامة.
الشهادة لله ولرسولهيقول المسلم: «اللهم إني أمسيت أشهدك، وحملة عرشك، وملائكتك، وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدًا عبدك ورسولك»، ويكررها أربع مرات لتأكيد التوحيد والشهادة لله ورسوله.
شكر النعم«اللهم ما أمسى بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك، لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر» – ذكر يعلم المسلم دوام الشكر ورد النعمة إلى صاحبها.
حسبنا اللهيُقال سبع مرات: «حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت، وهو رب العرش العظيم»، وقد ورد أنها سبب كفاية العبد في ما أهمّه من أمور الدنيا والآخرة.
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيءثبت عن النبي ﷺ قوله ثلاث مرات مساءً: «بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم»، ووعد بأن من قالها لم يضره شيء.
أذكار لحفظ النفس وتحصينها
إلى جانب الأذكار الثابتة، يحث العلماء على التضرع بالدعاء بالتحصين والحفظ، مثل:
«اللهم احفظني من كل شر وسوء»
«اللهم لا تكلني لنفسي طرفة عين»
«يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله»
كما أن قراءة آيات الرقية من القرآن الكريم، ومنها آيات سورة البقرة وآيات السحر، تساهم في حماية المسلم من الحسد والشرور.