الشيخة فاطمة: حماية وتنشئة الطفل مسؤوليتنا جميعاً
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
أبوظبي (وام)
نظم المجلس الأعلى للأمومة والطفولة أعمال الورشة الإقليمية، «إعلام صديق للطفولة»، تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، وبحضور صاحبة السمو الملكي عزيزة أمينة ميمونة إسكندرية، بنت المرحوم سلطان إسكندر حاج ملكة ولاية باهانج الماليزية.
ويأتي تنظيم الورشة الذي تمّ بالتعاون مع جامعة الدول العربية والمجلس العربي للطفولة والتنمية وبرنامج الخليج العربي للتنمية «أجفند» ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، في إطار البرنامج التمهيدي لمنتدى فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة حول الصحة النفسية، الذي يعقد يوم 10 أكتوبر المقبل في أبوظبي، ويركز على الأطفال واليافعين والأسر، بهدف إرساء حوار شامل حول قضايا الصحة النفسية المرتبطة بالأمومة والطفولة في دولة الإمارات، واعتماد النهج المجتمعي لتعزيز الوعي وتوفير الدعم وطرح حلول فعالة لهذه القضايا.
القضايا المفصلية
ورحبت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» في كلمتها في افتتاح أعمال الورشة، التي ألقتها نيابة عن سموها، الريم بنت عبدالله الفلاسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، بضيوف دولة الإمارات المشاركين في الورشة.
وأكدت سموها، أن الورشة تتناول إحدى القضايا المفصلية في المجتمع، خصوصاً وأنه يمس شريحة قد تكون الأهم من بين شرائحه، هي الأكثر تعرضاً وتأثراً بما يعج به الفضاء الإعلامي من محتويات متفاوتة ومتنوعة من حيث مضامينها وجودتها، وهي شريحة الأطفال الذين هم في طور تكوين الرؤى والقناعات تجاه كل ما يحيط بهم.
وقالت سموّها: «إننا جميعا أفراداً ومؤسسات، مواطنين ومسؤولين، نحمل على عاتقنا مسؤولية عظيمة تجاه الأطفال، تتمثل في حمايتهم من كل ما يلوث عقولهم وما يشوّه فطرتهم، وتوفير التربة الصالحة والبيئة الفضلى التي تضمن تنشئتهم التنشئة القويمة، والوصول بهم إلى بر الأمان، خصوصاً في ظل المؤثرات والمتغيرات التي تطرأ بشكل يومي على جوانب الحياة كلها».
وأشارت سموها إلى أن الإعلام يمثل أحد أهم المؤثرات التي يتعرض لها الطفل على مستوى العالم أجمع، وخصوصاً في ظل انتشار المنصات وتنوعها وسهولة الوصول إليها، وأنه يشهد في عصرنا الحالي طفرات متسارعة وتطورات تتجاوز الحدود تجعل منه شريكاً أساسياً في تربية الأجيال، الأمر الذي يتطلب منا ترشيده وحوكمته لضمان تعظيم إيجابياته وتلافي سلبياته على أبنائنا ليكونوا كما نريد لهم أفراداً صالحين ناجحين قادرين على تمييز الغث من السمين، ينفعون وطنهم ويخدمون مجتمعهم ويبنون المستقبل الذي نتطلع ويتطلعون إليه.
وأكدت سموها الحاجة الماسة إلى تعزيز التأثير الإيجابي للإعلام على الطفل، لبناء جيل يتمسك بعقيدته السمحة وقيمه ومبادئه وموروثه الغني، ويعض عليها بالنواجذ، ويستوعب في الوقت ذاته متطلبات العصر ومستجدات التطور والحداثة وينفتح عليها من دون تفريط ويسخرها لصالح واقعه ووطنه ومستقبله.
وأعربت سموّها عن ثقتها في أن جهود المشاركين في الورشة ومساعيهم وتعاون جميع المعنيين بشؤون الطفولة ستصل إلى الغاية النبيلة في تنشئة جيل المستقبل المنشود، وتحقيق ما فيه صالح وطننا وأبنائنا وما نرجوه لهم من الخير والصلاح والرشاد.
التحديات
وألقى محمد الشحي، الأمين العام لمجلس الإمارات للإعلام كلمة في جلسة افتتاح الورشة أكد فيها أهميتها سواء من حيث المضمون أو التوقيت؛ حيث نواجه العديد من التحديات في ظلّ التطورات الإعلامية والتقنية المتسارعة، خصوصاً مع ازدياد استخدام الأطفال للمنصات الإعلامية، الأمر الذي أصبح من الضروري معه، وجود محتوى إعلامي مناسب وآمن يُسهم في تنمية وتوسيع مدارك الأطفال.
وأشار إلى أن الإمارات بدعم القيادة الرشيدة وتوجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، تحرص على توفير بيئة آمنة وملائمة للأطفال، تُقدم لهم محتوى إعلامياً هادفاً وجذاباً يُسهم في الارتقاء بمعارفهم من خلال منظومة متكاملة من السياسات والتشريعات تضمن لهم حياة مناسبة في مختلف فئاتهم العمرية.
الأسر والأطفال
وألقت معالي السفيرة، د. هيفاء أبوغزالة، الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، كلمة وجهت فيها الشكر والتقدير إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، على دعمها المستمر لقضايا تعزيز وتمكين الأسر والأطفال على المستويات كافة، وإلى دولة الإمارات العربية المتحدة على إغاثة الشعب الفلسطيني وتعزيز الاستجابة للأوضاع الإنسانية المتفاقمة التي يشهدها قطاع غزة.
كما أعربت عن شكرها للريم الفلاسي، وفريق المجلس الأعلى للأمومة والطفولة على تنظيم الورشة والإعداد المتميز لها من أجل تحقيق غاياتها وأهدافها، وللمجلس العربي للطفولة والتنمية، وبرنامج الخليج العربي للتنمية «آجفند» على جهودهم في ترسيخ الشراكة مع جامعة الدول العربية لدعم قضايا الطفولة والتنمية في الوطن العربي.
خطاب ثقافي
وقالت، إن الغاية الأساسية للورشة هي تشكيل خطاب ثقافي وإعلامي مستنير موجه للطفل يسهم في دعم قضايا الطفولة في عالمنا العربي ويعزز الوعي بحقوقها، ويضمن عدم إهدارها تحت أي ظرف كان باعتبارها حقوقاً أصيلة كفلتها الاتفاقيات الدولية والتشريعات الوطنية، وإن نجاح هذا العمل يعتمد على مدى التزام المؤسسات الإعلامية والإعلاميين به وإسهامهم نحو إدماجه في المحتوى الإعلامي، وهو ما سيؤكد أنهم يؤمنون بأن الإعلام رسالة والتزام.
المرصد الإعلامي
بدوره، أكد سمو الأمير عبدالعزيز بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية «آجفند»، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه، الدكتور ناصر القحطاني، المدير التنفيذي للبرنامج، أن الورشة تنعقد في ظل تحولات هائلة في مجال الاتصال والإعلام مفهوماً ونمطاً ومضموناً، لافتاً إلى أن الإعلام اليوم وما يقوم به من أدوار ووظائف أسهم في تغيير شكل الحياة على وجه الأرض على المستويات كافة.
وأشار إلى أن المجلس العربي للطفولة والتنمية تبنى تنفيذ مشروع المرصد الإعلامي لحقوق الطفل العربي، ليكون آلية للرصد والتحليل والمتابعة والتقويم، من أجل الارتقاء بالأداء الإعلامي العربي تجاه قضايا تنشئة وحقوق الطفل بالتعاون والتنسيق مع وسائل الإعلام وغيرها من المؤسسات التنموية، وصولاً إلى تنمية مستدامة تحمي أطفالنا، ويسهم فيها الإعلام في البناء فيعالج قضاياهم في إطار القيم والمبادئ الفاضلة والتنوير المسؤول بجديد العصر، ولا يقوض ما تنجزه مؤسسات التنشئة والتعليم.
حقوق الأطفال
وتهدف الورشة التي عقدت على مدار 3 أيام إلى إكساب الإعلاميين خلفية معرفية حول حقوق الأطفال وقضاياهم الملحة، وتمكينهم من مهارات تفعيل وسائل الإعلام لحماية حقوق الطفل ورعايته، وتضمين ذلك في الرسائل والبرامج الإعلامية بهدف رفع مستوى وعي أفراد المجتمع وصانعي القرار بقضايا الطفولة وحقوقهم وحمايتهم.
وشارك في الورشة عدد من الشخصيات العامة والإعلاميين والخبراء في مجالات الطفولة والتنمية، من أبرزهم الفنان أحمد حلمي، سفير اليونيسف الإقليمي، والفنانة شيماء سعيد، والإعلاميات منى الشاذلي، ود. نشوة الرويني، ونادية الزعبي، وماما أنيسة، وعدد من الخبراء المتخصصين في حقوق الطفل.
وتناولت الورشة عدداً من القضايا المتعلقة بحقوق الطفل والإعلام. وشهدت جلسة حوارية مع الأطفال، وتكريم المؤسسات الإماراتية التي فازت بجائزة المؤسسات الصديقة للطفولة والأسرة التي تنظمها جامعة الدول العربية، وهي وزارة البيئة والتغير المناخي، وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، والاتحاد النسائي العام، وجمعية أمهات أصحاب الهمم ـ همة، وعدد من الجهات الإعلامية الداعمة لقضايا الطفولة على المستوى المحلي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الشيخة فاطمة الإمارات حماية الطفل أبوظبي المجلس الأعلى للأمومة والطفولة فاطمة بنت مبارك أم الإمارات المجلس الأعلى للأمومة والطفولة سمو الشیخة فاطمة بنت مبارک العربی للطفولة والتنمیة جامعة الدول العربیة قضایا الطفولة أم الإمارات حقوق الطفل إلى أن
إقرأ أيضاً:
عام على احتجاجات بنغلاديش: محكمة خاصة تتهم الشيخة حسينة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية
مع مرور عام على الانتفاضة الطلابية الدامية التي هزّت بنغلاديش وأسفرت عن مقتل المئات، وجّهت محكمة خاصة، الخميس، اتهامات لرئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة واجد، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية على خلفية تلك الأحداث. اعلان
وتواجه الشيخة حسينة، التي تُحاكم غيابيًا من منفاها في الهند، خمس تهم أساسية إلى جانب وزير الداخلية السابق أسد الزمان خان، ورئيس الشرطة السابق شودري عبد الله المأمون.
ترأس هيئة المحكمة القاضي غلام مرتضى مزمدار، وافتتحت الجلسات في 5 حزيران/ يونيو، مع توجيه إنذارات رسمية لحسينة وخان عبر الصحف تطلب منهما المثول أمام القضاء. لكن حتى الآن، لا تزال السلطات الهندية تتجاهل طلبًا رسميًا من الحكومة الانتقالية البنغلاديشية، برئاسة محمد يونس، لتسليم حسينة، التي غادرت البلاد في 5 آب/ أغسطس. ويُعتقد أن خان أيضًا موجود في الهند.
في المقابل، كان المأمون، رئيس الشرطة السابق، حاضرًا في قفص الاتهام أثناء توجيه التهم له. وقد أقرّ بالذنب وأعلن عن نيته الإدلاء بشهادته لصالح الادعاء في وقت لاحق. وفي الوقت نفسه، حضر المحامي المكلّف من الدولة، أمير حسين، للدفاع عن حسينة وخان، وقدم التماسًا لشطب اسميهما من القضية، إلا أن المحكمة رفضت ذلك.
"رخصة للقتل" واتهامات تُلاحق "العقل المدبر"حددت المحكمة تاريخ 3 آب/ أغسطس للاستماع إلى بيان الادعاء الافتتاحي، و4 آب/ أغسطس لبدء الاستماع إلى إفادات الشهود. وكانت المحكمة قد أصدرت، في وقت سابق من هذا الشهر، حكمًا بسجن حسينة ستة أشهر بعد إدانتها بازدراء المحكمة، عقب تصريحات منسوبة لها في تسجيل صوتي مُسرّب، قيل فيه: "هناك 227 قضية ضدي، لذا أصبحت أملك رخصة لقتل 227 شخصًا." ويُعتقد أن هذه المكالمة كانت مع أحد قادة الجناح الطلابي لحزبها.
وفي لائحة الاتهام الجديدة، وصف الادعاء حسينة بأنها "العقل المدبر، والمحرّك، والقائد الأعلى" لما سمّاه سلسلة من الفظائع. وذكر أنها أصدرت أوامر مباشرة إلى القوى الأمنية، مدعومةً من حزبها "رابطة عوامي" وحلفائه، أدّت إلى تنفيذ عمليات قتل جماعية، وارتكاب أعمال عنف ضد النساء والأطفال، وحرق جثث، ومنع الجرحى من تلقي العلاج.
وقد سبق لحسينة وحزبها أن وجّها انتقادات حادّة للمحكمة وفريق الادعاء، متهمين إياهم بوجود ارتباطات سياسية، لا سيما مع حزب "الجماعة الإسلامية". إلا أن الحكومة الانتقالية ردّت بحظر الحزب الحاكم السابق، وعدّلت القوانين لمحاكمته على خلفية مسؤوليته في الأحداث.
وتمرّ هذه الأيام الذكرى السنوية الأولى لانطلاق شرارة الاحتجاجات الطلابية في بنغلاديش، حين شهد الأول من تموز/ يوليو تحرّكًا غاضبًا قاده طلاب عمدوا إلى شلّ الحركة في البلاد بإغلاق الطرق العامة وخطوط السكك الحديدية، رفضًا لنظام الحصص في التوظيف الحكومي.
Relatedجماعة حقوقية في بنغلاديش تتهم الحكومة بالفشل في حماية الأقلياتحرائق كارثية تدمر نحو 100 منزل بمخيم في بنغلاديش كان يؤوي لاجئين مسلمين من أقلية الروهينغا مسيرة في بنغلاديش تحيي ذكرى سقوط مئات القتلى في المظاهرات التي أطاحت بحكومة الشيخة حسينةوبحلول 11 من الشهر نفسه، ردّت الشرطة بعنف، مستخدمة الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المتظاهرين الذين احتشدوا في قلب العاصمة داكا.
وأكد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في شباط/ فبراير الماضي، أن نحو 1400 شخص قُتلوا خلال ثلاثة أسابيع من قمع الاحتجاجات الطلابية، أي قبل 14 يوما فقط من سقوط حكومة حسينة في آب/ أغسطس.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة