أبوظبي (وام)
نظم المجلس الأعلى للأمومة والطفولة أعمال الورشة الإقليمية، «إعلام صديق للطفولة»، تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، وبحضور صاحبة السمو الملكي عزيزة أمينة ميمونة إسكندرية، بنت المرحوم سلطان إسكندر حاج ملكة ولاية باهانج الماليزية.


ويأتي تنظيم الورشة الذي تمّ بالتعاون مع جامعة الدول العربية والمجلس العربي للطفولة والتنمية وبرنامج الخليج العربي للتنمية «أجفند» ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، في إطار البرنامج التمهيدي لمنتدى فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة حول الصحة النفسية، الذي يعقد يوم 10 أكتوبر المقبل في أبوظبي، ويركز على الأطفال واليافعين والأسر، بهدف إرساء حوار شامل حول قضايا الصحة النفسية المرتبطة بالأمومة والطفولة في دولة الإمارات، واعتماد النهج المجتمعي لتعزيز الوعي وتوفير الدعم وطرح حلول فعالة لهذه القضايا.

القضايا المفصلية
ورحبت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» في كلمتها في افتتاح أعمال الورشة، التي ألقتها نيابة عن سموها، الريم بنت عبدالله الفلاسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، بضيوف دولة الإمارات المشاركين في الورشة.
وأكدت سموها، أن الورشة تتناول إحدى القضايا المفصلية في المجتمع، خصوصاً وأنه يمس شريحة قد تكون الأهم من بين شرائحه، هي الأكثر تعرضاً وتأثراً بما يعج به الفضاء الإعلامي من محتويات متفاوتة ومتنوعة من حيث مضامينها وجودتها، وهي شريحة الأطفال الذين هم في طور تكوين الرؤى والقناعات تجاه كل ما يحيط بهم.
وقالت سموّها: «إننا جميعا أفراداً ومؤسسات، مواطنين ومسؤولين، نحمل على عاتقنا مسؤولية عظيمة تجاه الأطفال، تتمثل في حمايتهم من كل ما يلوث عقولهم وما يشوّه فطرتهم، وتوفير التربة الصالحة والبيئة الفضلى التي تضمن تنشئتهم التنشئة القويمة، والوصول بهم إلى بر الأمان، خصوصاً في ظل المؤثرات والمتغيرات التي تطرأ بشكل يومي على جوانب الحياة كلها».
وأشارت سموها إلى أن الإعلام يمثل أحد أهم المؤثرات التي يتعرض لها الطفل على مستوى العالم أجمع، وخصوصاً في ظل انتشار المنصات وتنوعها وسهولة الوصول إليها، وأنه يشهد في عصرنا الحالي طفرات متسارعة وتطورات تتجاوز الحدود تجعل منه شريكاً أساسياً في تربية الأجيال، الأمر الذي يتطلب منا ترشيده وحوكمته لضمان تعظيم إيجابياته وتلافي سلبياته على أبنائنا ليكونوا كما نريد لهم أفراداً صالحين ناجحين قادرين على تمييز الغث من السمين، ينفعون وطنهم ويخدمون مجتمعهم ويبنون المستقبل الذي نتطلع ويتطلعون إليه.
وأكدت سموها الحاجة الماسة إلى تعزيز التأثير الإيجابي للإعلام على الطفل، لبناء جيل يتمسك بعقيدته السمحة وقيمه ومبادئه وموروثه الغني، ويعض عليها بالنواجذ، ويستوعب في الوقت ذاته متطلبات العصر ومستجدات التطور والحداثة وينفتح عليها من دون تفريط ويسخرها لصالح واقعه ووطنه ومستقبله.
وأعربت سموّها عن ثقتها في أن جهود المشاركين في الورشة ومساعيهم وتعاون جميع المعنيين بشؤون الطفولة ستصل إلى الغاية النبيلة في تنشئة جيل المستقبل المنشود، وتحقيق ما فيه صالح وطننا وأبنائنا وما نرجوه لهم من الخير والصلاح والرشاد.

أخبار ذات صلة الإمارات تقدم 82 طناً من المساعدات في شمال غزة سلطان القاسمي يترأس الاجتماع الأول لمجلس أمناء جامعة الذيد

التحديات
وألقى محمد الشحي، الأمين العام لمجلس الإمارات للإعلام كلمة في جلسة افتتاح الورشة أكد فيها أهميتها سواء من حيث المضمون أو التوقيت؛ حيث نواجه العديد من التحديات في ظلّ التطورات الإعلامية والتقنية المتسارعة، خصوصاً مع ازدياد استخدام الأطفال للمنصات الإعلامية، الأمر الذي أصبح من الضروري معه، وجود محتوى إعلامي مناسب وآمن يُسهم في تنمية وتوسيع مدارك الأطفال. 
وأشار إلى أن الإمارات بدعم القيادة الرشيدة وتوجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، تحرص على توفير بيئة آمنة وملائمة للأطفال، تُقدم لهم محتوى إعلامياً هادفاً وجذاباً يُسهم في الارتقاء بمعارفهم من خلال منظومة متكاملة من السياسات والتشريعات تضمن لهم حياة مناسبة في مختلف فئاتهم العمرية.

الأسر والأطفال
وألقت معالي السفيرة، د. هيفاء أبوغزالة، الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، كلمة وجهت فيها الشكر والتقدير إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، على دعمها المستمر لقضايا تعزيز وتمكين الأسر والأطفال على المستويات كافة، وإلى دولة الإمارات العربية المتحدة على إغاثة الشعب الفلسطيني وتعزيز الاستجابة للأوضاع الإنسانية المتفاقمة التي يشهدها قطاع غزة.
كما أعربت عن شكرها للريم الفلاسي، وفريق المجلس الأعلى للأمومة والطفولة على تنظيم الورشة والإعداد المتميز لها من أجل تحقيق غاياتها وأهدافها، وللمجلس العربي للطفولة والتنمية، وبرنامج الخليج العربي للتنمية «آجفند» على جهودهم في ترسيخ الشراكة مع جامعة الدول العربية لدعم قضايا الطفولة والتنمية في الوطن العربي.

خطاب ثقافي
وقالت، إن الغاية الأساسية للورشة هي تشكيل خطاب ثقافي وإعلامي مستنير موجه للطفل يسهم في دعم قضايا الطفولة في عالمنا العربي ويعزز الوعي بحقوقها، ويضمن عدم إهدارها تحت أي ظرف كان باعتبارها حقوقاً أصيلة كفلتها الاتفاقيات الدولية والتشريعات الوطنية، وإن نجاح هذا العمل يعتمد على مدى التزام المؤسسات الإعلامية والإعلاميين به وإسهامهم نحو إدماجه في المحتوى الإعلامي، وهو ما سيؤكد أنهم يؤمنون بأن الإعلام رسالة والتزام.

المرصد الإعلامي
بدوره، أكد سمو الأمير عبدالعزيز بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية «آجفند»، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه، الدكتور ناصر القحطاني، المدير التنفيذي للبرنامج، أن الورشة تنعقد في ظل تحولات هائلة في مجال الاتصال والإعلام مفهوماً ونمطاً ومضموناً، لافتاً إلى أن الإعلام اليوم وما يقوم به من أدوار ووظائف أسهم في تغيير شكل الحياة على وجه الأرض على المستويات كافة.
وأشار إلى أن المجلس العربي للطفولة والتنمية تبنى تنفيذ مشروع المرصد الإعلامي لحقوق الطفل العربي، ليكون آلية للرصد والتحليل والمتابعة والتقويم، من أجل الارتقاء بالأداء الإعلامي العربي تجاه قضايا تنشئة وحقوق الطفل بالتعاون والتنسيق مع وسائل الإعلام وغيرها من المؤسسات التنموية، وصولاً إلى تنمية مستدامة تحمي أطفالنا، ويسهم فيها الإعلام في البناء فيعالج قضاياهم في إطار القيم والمبادئ الفاضلة والتنوير المسؤول بجديد العصر، ولا يقوض ما تنجزه مؤسسات التنشئة والتعليم.

حقوق الأطفال
وتهدف الورشة التي عقدت على مدار 3 أيام إلى إكساب الإعلاميين خلفية معرفية حول حقوق الأطفال وقضاياهم الملحة، وتمكينهم من مهارات تفعيل وسائل الإعلام لحماية حقوق الطفل ورعايته، وتضمين ذلك في الرسائل والبرامج الإعلامية بهدف رفع مستوى وعي أفراد المجتمع وصانعي القرار بقضايا الطفولة وحقوقهم وحمايتهم.
وشارك في الورشة عدد من الشخصيات العامة والإعلاميين والخبراء في مجالات الطفولة والتنمية، من أبرزهم الفنان أحمد حلمي، سفير اليونيسف الإقليمي، والفنانة شيماء سعيد، والإعلاميات منى الشاذلي، ود. نشوة الرويني، ونادية الزعبي، وماما أنيسة، وعدد من الخبراء المتخصصين في حقوق الطفل.
وتناولت الورشة عدداً من القضايا المتعلقة بحقوق الطفل والإعلام. وشهدت جلسة حوارية مع الأطفال، وتكريم المؤسسات الإماراتية التي فازت بجائزة المؤسسات الصديقة للطفولة والأسرة التي تنظمها جامعة الدول العربية، وهي وزارة البيئة والتغير المناخي، وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، والاتحاد النسائي العام، وجمعية أمهات أصحاب الهمم ـ همة، وعدد من الجهات الإعلامية الداعمة لقضايا الطفولة على المستوى المحلي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الشيخة فاطمة الإمارات حماية الطفل أبوظبي المجلس الأعلى للأمومة والطفولة فاطمة بنت مبارك أم الإمارات المجلس الأعلى للأمومة والطفولة سمو الشیخة فاطمة بنت مبارک العربی للطفولة والتنمیة جامعة الدول العربیة قضایا الطفولة أم الإمارات حقوق الطفل إلى أن

إقرأ أيضاً:

حكم اصطحاب الأطفال لصلاة الجمعة.. الأزهر للفتوى يوضح

ما حكم اصطحاب الأطفال لصلاة الجمعة؟ سؤال أجاب عنه مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية.

وقال الأزهر للفتوى عبر صفحته الرسمية على فيس بوك: إن اصطحاب الأطفال غير البالغين إلى المسجد لصلاة الجمعة بغرض تعويدهم على أداء الصلاة أمر مستحب؛ ويتأكَّد استحباب ذلك إذا كانوا مُميِّزين؛ لتنشئتهم على حُبِّ المسجد وشهود صلاة الجماعة؛ مع الحرص على تعليمهم آداب المسجد برفق ورحمة، من احترامه والحرص على نظافته وعدم إزعاج المُصلِّين؛ فقد روي عن سيدنا رسول الله ﷺ أنَّه كان يحمل أحفاده وهو يؤُم المُصلِّين في المسجد.

التعصب ليس مرتبطا بالدين وحده.. موضوع خطبة الجمعة اليومحكم ترك صلاة الجمعة بسبب البرد الشديد والمطر.. مفتي الجمهورية يوضحدعاء للميت يوم الجمعة .. ردد أفضل 310 أدعية تنير القبر وتجعله من رياض الجنةمسبعات الجمعة.. 4 سور اقرأها تحفظك 7 أيام كاملة

واستشهد بما جاء عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ، انه قَالَ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَؤُمُّ النَّاسَ وَأُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ، وَهِيَ ابْنَةُ زَيْنَبَ بِنْتُ النَّبِيِّ ﷺ عَلَى عَاتِقِهِ، فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا، وَإِذَا رَفَعَ مِنَ السُّجُودِ أَعَادَهَا». [متفق عليه]

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعِشَاءِ وَهُوَ حَامِلٌ حَسَنًا أَوْ حُسَيْنًا، فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَوَضَعَهُ، ثُمَّ كَبَّرَ لِلصَّلَاةِ فَصَلَّى فَسَجَدَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلَاتِهِ سَجْدَةً أَطَالَهَا، قَالَ أَبِي: فَرَفَعْتُ رَأْسِي وَإِذَا الصَّبِيُّ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَهُوَ سَاجِدٌ فَرَجَعْتُ إِلَى سُجُودِي، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الصَّلَاةَ قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ سَجَدْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلَاتِكَ سَجْدَةً أَطَلْتَهَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ أَوْ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْكَ، قَالَ: «كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي، فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ».[أخرجه النسائي]


الأطفال في عهد الرسول
كان الأطفال يحضرون إلى المسجد في عهد الرسول ﷺ وكان عليه الصلاة والسلام يخفف الصلاة ويقصرها عندما يسمع بكاء طفل في المسجد، بل إنه عليه - الصلاة والسلام – قطع خطبته وحمل الحسن والحسين، لما دخلا المسجد فرآهما يعثران في ملابسهما فحملهما.

آداب اصطحاب الأطفال إلى المساجد
 

فإن كان الطفل لا يعبث في المسجد ولا يؤذي المصلين فلا حرج في حضوره للمسجد، – وعليه يحمل حديث الحسن والحسين – والأفضل أن يكون بجوار أبيه أو أحد أقاربه الكبار، ويعلم آداب المسجد، وأن يحذر من أذية الناس وتخطيهم ونحو ذلك قبل أن يؤتى به إلى المسجد

ويجب نهى الأطفال عند اصطحابهم للمسجد عن التشويش على المصلين أو العبث في المسجد؛ بشرط أن يكون ذلك برفق ورحمة، وأن يُتَعامَل مع الطفل بمنتهى الحلم وسعة الصدر من غير تخويف أو ترهيب له.

ردود الأفعال العنيفة التي قد يلقاها الطفل من بعض المصلين ربما تُوَلِّد عنده صدمةً أو خوفًا ورعبًا من هذا المكان، والأصل أن يتربَّى الطفل على حبِّ هذا المكان ويتعلق قلبه ببيت الله –تعالى-، كما جاء في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله: «ورجل قلبه معلق بالمساجد»؛ فالمسجد مكان مليء بالرحمات والنفحات والبركات.

طباعة شارك الأطفال اصطحاب الأطفال لصلاة الجمعة صلاة الجمعة الأزهر المسجد الجمعة آداب اصطحاب الأطفال إلى المساجد

مقالات مشابهة

  • خطوة لافتة.. الإمارات تعدل قانون الحضانة لتعزيز حماية الطفل
  • بـ 10 حيل مجرّبة.. كيف تزيد من شغف الأطفال بالمذاكرة؟
  • تحت رعاية الشيخة فاطمة.. انطلاق فعاليات ملتقى أبوظبي الأسري الخامس 2025
  • هند الخالدي.. حكاياتها ملهمة للأجيال
  • مختصون: حماية الطفل في البيئة الرقمية مسؤولية تكاملية بين الأسرة والمدرسة
  • حاصباني: حماية الحرية مسؤوليتنا اليوم
  • حكم اصطحاب الأطفال لصلاة الجمعة.. الأزهر للفتوى يوضح
  • خلال المنتدى العربي للأسرة.. أيمن عقيل يطرح حلولاً لحماية الأطفال من تحديات العالم الرقمي
  • نائب محافظ قنا يستقبل وفدي التنمية المحلية واليونيسف لمتابعة منظومة حماية الطفل
  • نائب محافظ قنا يستقبل وفدًا من «التنمية المحلية» و«اليونيسف» لمتابعة منظومة حماية الطفل