أكدت الدكتورة منال حمادة، استشاري الصحة النفسية، أن الطفل قد يصمت ولا يفصح عن معاناته بسبب غياب الأمان داخل الأسرة، مشيرة إلى أن الخوف من العقاب أو التهديد بالعنف يمنع كثيرًا من الأطفال من الحديث عن مواقف حساسة، قد تشمل اعتداءً أو تحرشًا أو تنمرًا.

الخوف من العقاب

وأضافت خلال مشاركتها في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم،  أن بعض الأطفال يخشون العقاب الجسدي من الأهل، أو يتعرضون لتهديد مباشر من المعتدي، كأن يقول له: "لو حكيت هأذي ماما"، وهو ما يدفع الطفل للانطواء والسكوت رغم الألم.

حيل لن تتوقعها لزيادة ذكاء الأطفال .. 17 طريقة مختلفةاستشارية صحة نفسية: البيدوفيليا مرض عصبي سلوكي يستهدف براءة الأطفال

وشددت على أن الحوار الأسري الدافئ، والاحتواء العاطفي، هما خط الدفاع الأول في حماية الطفل، مؤكدة أن حضن الأم أو الأب، في لحظة خوف أو ارتباك، أقوى من ألف جلسة علاج نفسي.

وأوضحت حمادة أن التربية لا تعني فقط النصح والعقاب، بل تعني أيضًا توفير بيئة يشعر فيها الطفل بالأمان مهما أخطأ، قائلة: “طول ما الطفل بيحس إنه مش هيتأذى لما يغلط، هيحكي، وهيتعلم، ومش هيتكرر الخطأ بنفس الطريقة".

وعن تكرار الطفل لنفس السلوك الخاطئ رغم التوجيه، قالت: “الأبوة ليست إنهاء الأخطاء، بل مرافقة الأطفال وهم يتعلمون من أخطائهم... حتى التكرار قابل للعلاج ما دام هناك حضن مفتوح ونية للاستماع".

طباعة شارك الأطفال التعامل مع الأطفال أطفال مصر الصحة النفسية الصحة العالمية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأطفال التعامل مع الأطفال أطفال مصر الصحة النفسية الصحة العالمية

إقرأ أيضاً:

إنذار للأهالي.. خبراء يكشفون علامات خفية للتحرّش بالأطفال

كشف عدد من الخبراء في الطب النفسي وأساتذة علم النفس التربوي عن علامات وصفوها بأنها "مشتركة" بين الأطفال الذين يتعرضون للتحرش، خاصة هؤلاء الذين يعانون نفسيًا جرّاء تهديدات بالقتل لهم أو لذويهم من جانب المعتدين عليهم.

وقال أستاذ علم النفس التربوي والمتخصص في علاج أمراض الأطفال النفسية مازن عمر إسماعيل، إن ارتفاع حوادث التحرش والاعتداء الجنسي على الأطفال ـ من الذكور والإناث ـ مؤشر على ضرورة أن يُدرك الوالدان خطورة ما يتعرض له أبناؤهم، وألا يكونوا مصدر ضغط إضافي عليهم.

وأضاف، في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن بعض الآباء يضغطون على أبنائهم أو يلومونهم لأنهم أخفوا أمر تعرضهم للاعتداء الجسدي، لكن هذا الضغط يُعد كارثة أكبر، لأن الواقعة نفسها تمثل ضغطًا كبيرًا على نفسية الطفل الذي تصور أنه يحمي نفسه وأهله.

تهديدات

وتابع: "بعض الأطفال الذين تعرضوا لاعتداءات جنسية ـ وفق ما شاهدنا وسمعنا من تحقيقات وأنباء ـ تعرضوا للتهديد بالكلام وبالأسلحة أحيانًا، حتى أن بعض المعتدين وصل بهم الأمر إلى تهديد الطفل بالذبح أو ذبح والديه إذا تحدث عما يتعرض له من اعتداء".

وفي السياق نفسه، أوضح إسماعيل أن هناك حاجة إلى أن يتفهم الآباء أن إخفاء الأمر من جانب أبنائهم كان سلوكًا صحيحًا بالنسبة لهم كأطفال، وفي الوقت نفسه يجب على الآباء إدراك وجود علامات معينة تشير إلى أن أطفالهم يمرون بأزمة دون أن يتكلموا.

تغيرات سلوكية

ولفت إلى أن أول هذه الأعراض هو وجود تغيرات سلوكية تطرأ على الطفل، وفي هذه الحالة تكون الأم الأكثر قدرة على تمييز هذه التغيرات، لأنها الأكثر تعاملًا مع ابنها أو ابنتها، ومن ثم فهي تلاحظ هذا التغير السلوكي من اللحظة الأولى، وعليها أن تتعامل معه بهدوء.

أما العرض الثاني، وفق الخبير النفسي، فهو رفض الذهاب إلى المدرسة لتجنّب رؤية المعتدي، وربما يرفض الطفل الجلوس مع الأقارب لأنه في هذه الحالة يكون مرتابًا في نوايا الجميع، وقد يعاني حالة من الخوف غير المبرر من التعامل مع أشخاص يراهم لأول مرة، وهي علامة مهمة.

وأردف: "العلامة الأهم كذلك هي الصمت غير المعتاد، حيث يلجأ عقل الطفل ـ كحيلة دفاعية منه ـ إلى الانعزال والصمت، في محاولة لإخفاء التفاصيل اليومية، بالإضافة إلى الشرود الدائم، وعدم اللعب بالأسلوب المعتاد، وبعض الأطفال قد يتحدثون مع أنفسهم فقط ولا يحادثون الآباء".

علامات جسدية ونفسية

وفيما يتعلق بالحركات التي قد يفعلها الطفل بجسده، قال الدكتور مازن عمر إسماعيل إن بعض الأطفال يصابون بالتبول اللاإرادي واضطرابات النوم، فهم يعيشون حالة رعب دائمة ويراقبون أنفسهم وجسدهم، وكثيرون لوحظ عليهم مصّ الأصابع كبديل للتحدث مع الكبار.

من جانبه، قال الخبير السلوكي محمد مهدي منصور إن هناك علامات أخرى تشير إلى أن الطفل يعاني ضغطًا أو تهديدًا، يجب على الآباء إدراكها سريعًا من خلال مراقبة سلوكيات أطفالهم، موضحًا أن الاعتداء لا يجب أن يكون جنسيًا حتى يتغير سلوك الطفل، ولكن المراقبة واجبة.

وأوضح، في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الطفل الذي يتعرض للتحرش غالبًا ما يصاب بآلام جسدية خلال الفترة الأولى من هذه الاعتداءات، وهو ما يقوده إلى ألم غير معتاد أثناء التبرز، ويؤدي به ـ بشكل تلقائي ـ إلى اضطرابات في الطعام.

بالإضافة إلى ذلك، وفق منصور، يكون الطفل عرضة للإصابة بالعصبية وسرعة الانفعال، وهو سلوك طبيعي يكون ناتجًا عن اضطرابات النوم التي تترتب على الكوابيس والأحلام المزعجة التي دائمًا ما تراوده، ويكون محورها الشخص الذي اعتدى عليه أو هدده.

وأشار إلى أن الأطفال في هذه المرحلة يصابون بحالة شديدة من الحساسية تجاه أجسادهم، فيتجنبون الملامسة مع الآباء، كما يتجنبون تبديل الملابس أو الاستحمام أمام أحد الوالدين، في محاولة منهم لإخفاء علامات التعدي الجنسي عليهم.

إرشادات للوقاية

ولتجنب التعرض لمثل هذه الاعتداءات، حدّدت استشارية الطب النفسي وعلاج الإدمان نهاد أبو السعد مجموعة من التعليمات التي يجب على الآباء تعليمها لأطفالهم، وأهمها تعريفهم بمفهوم التحرش الجنسي من خلال لغة مبسطة تتناسب مع عقليتهم كأطفال.

وأكدت، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن هناك حاجة ماسّة إلى زرع مفهوم تعزيز الجسد في نفس الطفل، من خلال تعليمات بعدم السماح لأي شخص بلمس الأجزاء الخاصة والحساسة من أجسادهم، وتحديد هذه الأماكن الخاصة بلغة واضحة لا لبس فيها.

وشددت على ضرورة وضع قواعد عامة يتم تطبيقها في البيت والمدرسة والنادي والشارع، أهمها عدم دخول الطفل المرحاض مع أي شخص آخر، وكذلك عدم الجلوس بمفرده في أي أماكن معزولة، والحرص على الوجود بجانب زملائه أو أقاربه أو والديه.

وإلى جانب ذلك، وفق الخبيرة النفسية، يجب على الآباء التشديد على أبنائهم بعدم قبول الحلوى أو أي شيء يُؤكل أو يُشرب من الغرباء، إلا في حالة واحدة وهي وجود الوالدين وموافقتهما، لأن المعتدي يحاول شراء ودّ الطفل من خلال هذه الأشياء البسيطة.

مقالات مشابهة

  • قرى الأطفال تطلق حملة “احنا عزوتهم” لدعم الأطفال والشباب فاقدي السند الأسري
  • مدير «أسرية الأحساء» لـ ”اليوم“: «لغة الاتهام» تغلق أبواب الحوار وتفاقم التوتر الأسري
  • د. هبة عيد تكتب: دمعة لا تجد سؤالًا صادقًا
  • المشدد 5 سنوات عقوبة استخدام الأطفال في الأغراض غير المشروعة
  • استشارية نفسية: الذكورية المفرطة تهدد الصحة النفسية للأسرة بأكملها
  • استشارية نفسية تحذر: الذكورية المفرطة تهدد الصحة النفسية للأسرة بأكملها
  • إنذار للأهالي.. خبراء يكشفون علامات خفية للتحرّش بالأطفال
  • «أم القرى» تنشر قرار تعديل تنظيم المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية
  • ميزانية مستقلة.. "الوزراء" يعتمد تعديلات جديدة على تنظيم مركز الصحة النفسية
  • الأميرة كيت تعود لدعم صحة الأطفال النفسية بإطلالة شتوية راقية