أبريل 26, 2024آخر تحديث: أبريل 26, 2024

المستقلة/- حذر أنتوني بلينكن شي جين بينغ في اجتماع في بكين من أن الولايات المتحدة و حلفائها الأوروبيين مستعدون لفرض عقوبات جديدة على الشركات الصينية إذا لم تتوقف عن توريد المواد و المعدات لصناعة الأسلحة الروسية.

و لم يصدر رد فوري من الرئيس الصيني شي جين بينغ لكن وزير الخارجية الصيني وانغ يي قال في وقت سابق يوم الجمعة إن “الاضطرابات” يمكن أن تعكس التحسن الأخير في العلاقات بين الولايات المتحدة و الصين و تؤدي إلى “دوامة تنازلية” من التنافس و المواجهة وحتى الصراع.

و في حديثه للصحفيين في نهاية زيارة استمرت ثلاثة أيام للصين، أقر بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، بوجود تحسن في العلاقات منذ قمة سان فرانسيسكو في نوفمبر بين شي و جو بايدن.

و أشار إلى التعاون في مكافحة المخدرات، و إحياء الاتصالات بين جيشي البلدين، و أعلن عن أول محادثات أمريكية صينية حول المخاطر الأمنية لتطوير الذكاء الاصطناعي، و التي قال إنها ستعقد في الأسابيع المقبلة.

و مع ذلك، أوضح بلينكن أن الدعم الصيني لصناعة الدفاع الروسية، يظل محورًا رئيسيًا للخلاف، و الذي كانت الولايات المتحدة و حلفاؤها الأوروبيون على استعداد للعمل بشأنه.

و قال بلينكن: “إن الصين هي أكبر مورد للأدوات الآلية و الإلكترونيات الدقيقة و النيتروسليلوز، و هو أمر بالغ الأهمية لصنع الذخائر و وقود الصواريخ و غيرها من العناصر ذات الاستخدام المزدوج التي تستخدمها موسكو لتعزيز قاعدتها الصناعية الدفاعية. و ستواجه روسيا صعوبة في مواصلة هجومها على أوكرانيا دون دعم الصين.”

و أضاف أن حلفاء واشنطن في حلف شمال الأطلسي و شركاء مجموعة السبع ينظرون إلى القضية في الضوء نفسه. إن تزويد القاعدة الصناعية الدفاعية الروسية بالوقود لا يهدد الأمن الأوكراني فحسب، بل يهدد الأمن الأوروبي. و لا يمكن لبكين أن تحقق علاقات أفضل مع أوروبا بينما تدعم أكبر تهديد للأمن الأوروبي منذ نهاية الحرب الباردة.

و أضاف: “لقد أوضحت أنه إذا لم تعالج الصين هذه المشكلة، فسوف نقوم بذلك. لقد فرضنا بالفعل عقوبات على أكثر من 100 كيان صيني، و فرضنا ضوابط على الصادرات، و ما إلى ذلك. كما كان من قبل، نحن مستعدون للتحرك لاتخاذ إجراءات إضافية، و قد أوضحت ذلك تمامًا في اجتماعاتي اليوم”.

و قال بلينكن إن الصين أظهرت في السابق أن بإمكانها اتخاذ “إجراء إيجابي” في لحظة حرجة في حرب روسيا في أوكرانيا.

و قال: “تذكرون أنه قبل أكثر من عام كانت لدينا مخاوف من أن روسيا تفكر في احتمال استخدام سلاح نووي. أعتقد أن صوت الصين كان مهما، على الأقل في ذلك الوقت، في إبعاد روسيا عن مسار العمل المحتمل هذا.”

و لم يصرح شي، في تصريحاته الخاصة في بداية اجتماعه مع بلينكن، بشكل مباشر السياسة الصينية تجاه روسيا و أوكرانيا. و قال الرئيس الصيني إنه يأمل أن تتمكن الولايات المتحدة من النظر إلى التنمية في الصين في ضوء إيجابي.

و أضاف: “هذه قضية أساسية يجب معالجتها، تمامًا مثل الزر الأول للقميص الذي يجب تصحيحه، حتى تستقر العلاقات الصينية الأمريكية و تتحسن و تتحرك للأمام حقًا”.

و في وقت سابق من اليوم، حذر وانغ الولايات المتحدة من “التجاوز على الخطوط الحمراء للصين” عندما يتعلق الأمر بسيادتها و تنميتها.

و في لهجة صارمة في بداية يوم من الاجتماعات، أشار وانغ إلى أن العلاقات الثنائية تمر بنقطة تحول. و قال إنه منذ قمة بايدن و شي في سان فرانسيسكو في تشرين الثاني (نوفمبر)، “بدأت في الاستقرار”، مع زيادة الحوار و التعاون.

و قال وانغ عبر مترجم رسمي: “هذا أمر مرحب به من قبل شعبينا و المجتمع الدولي … لكن في الوقت نفسه، لا تزال العوامل السلبية في العلاقة تتزايد و تتراكم و العلاقة تواجه كل أنواع الاختلالات.”

و قال: “لقد تم قمع حقوق التنمية المشروعة للصين بشكل غير معقول، و تواجه مصالحنا الأساسية تحديات”، ثم طرح سؤالا: “هل يجب على الصين و الولايات المتحدة الحفاظ على الاتجاه الصحيح للمضي قدما نحو الاستقرار أو العودة إلى الاتجاه الهبوطي الحلزوني؟”.

و أضاف وانغ أن “هذا سؤال رئيسي أمام بلدينا، و هو يختبر صدقنا و قدرتنا”، محذرا الولايات المتحدة “من تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها الصين بشأن سيادة الصين و أمنها ومصالحها التنموية”.

وتساءل: “هل ينبغي على الجانبين أن يقودا التعاون الدولي بشأن القضايا العالمية و يحققا الفوز للجميع، أو أن ينخرطا في التنافس و المواجهة أو حتى الانزلاق إلى الصراع، الأمر الذي سيكون خسارة للجميع؟ المجتمع الدولي ينتظر إجابتنا”.

و شدد بلينكن على أهمية إدارة ما أسماه العلاقة “الأكثر أهمية” لكلا البلدين بشكل مسؤول، لتقليل فرصة سوء التقدير في منطقة مضطربة.

و قال بلينكن: “إنها في الواقع مسؤولية مشتركة لدينا، ليس فقط تجاه شعوبنا و لكن أيضًا تجاه الناس في جميع أنحاء العالم، نظرًا للتأثير الذي تحدثه العلاقة بين بلدينا في جميع أنحاء العالم. من المهم أن نثبت أننا ندير بشكل مسؤول العلاقة الأكثر أهمية لكلينا في العالم.”

لكنه أصر على أن الولايات المتحدة ستدافع عن مصالحها. و قال إنه كان “واضحا للغاية” في اجتماعه مع شي بشأن مخاوف واشنطن بشأن الإمدادات الصينية لصناعة الأسلحة الروسية، و أضاف: “سيتعين علينا أن نرى ما هي الإجراءات التي ستتبع ذلك”.

و بالإضافة إلى التهديد بفرض عقوبات على الإمدادات الصينية لصناعة الدفاع الروسية، تدرس واشنطن أيضًا فرض رسوم جمركية ردًا على ما وصفه بلينكن بصادرات التصنيع الصينية المدعومة التي تغمر السوق العالمية على حساب العمال الأمريكيين.

كما شددت إدارة بايدن ضوابط التصدير على رقائق الكمبيوتر المهمة لتطوير الذكاء الاصطناعي. و في خطوة أثارت غضب بكين بشكل خاص، تخطط واشنطن لتقديم مساعدات بمليارات الدولارات لمنطقة المحيطين الهندي و الهادئ و التي من شأنها أن تفيد تايوان إلى حد كبير.

و بينما كان بلينكن في طريقه إلى الصين، أصدر الكونجرس تشريعًا من شأنه حظر TikTok في الولايات المتحدة في غضون عام إذا لم تبيع الشركة الأم الصينية، ByteDance، حصتها. و قال بلينكن إن الموضوع لم يطرح خلال اجتماعه مع شي يوم الجمعة.

و يقول مسؤولون أمريكيون إن الهدوء النسبي شهده مضيق تايوان منذ قمة بايدن و شي، في أعقاب فترة من التوتر الشديد كانت فيها السفن الحربية و الطائرات الصينية تقترب بانتظام من تايوان. و لكن في الوقت نفسه، كان هناك احتكاك متزايد في بحر الصين الجنوبي بين الصين ــ التي تدعي السيادة على أغلب البحر ــ و الدول المجاورة، و خاصة الفلبين، حليفة الولايات المتحدة.

 

مرتبط

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة قال بلینکن

إقرأ أيضاً:

بسبب رسوم ترامب الجمركية.. أبل تبتعد عن الصين وتعتمد على هذه الدولة

في تحول كبير يشير إلى تغيرات جوهرية في سلاسل الإمداد العالمية، أصبحت الهند المصدر الرئيسي للهواتف الذكية المباعة في الولايات المتحدة، متجاوزة بذلك الصين (لأول مرة)، وذلك بعد أن زادت شركة أبل من عمليات تجميع هواتف آيفون داخل الأراضي الهندية، وفقًا لتقرير صادر عن وكالة "بلومبيرج" والتي أشارت فيه إلى أن الهند تتصدر قائمة مصدّري الهواتف الذكية إلى الولايات المتحدة متجاوزة الصين.

الهند تتفوق لأول مرة على الصين

أشار تقرير وكالة "بلومبيرج"، إلى أن الهند سجلت خلال الربع المنتهي في يونيو الماضي أعلى نسبة من صادرات الهواتف الذكية إلى الولايات المتحدة، حيث استحوذت على 44% من السوق، بينما تراجعت الصين، التي كانت تهيمن سابقًا على أكثر من 60% من الحصة السوقية، إلى 25% فقط. وجاءت فيتنام، التي تعتبر مركزًا رئيسيًا لإنتاج شركة سامسونج، في المرتبة الثانية.

نقل التصنيع خارج الصين

بدأت كبرى شركات التكنولوجيا، وعلى رأسها أبل، بنقل جزء من عمليات التصنيع خارج الصين إلى دول أخرى مثل الهند وفيتنام، ويأتي هذا التحول في محاولة لتقليل المخاطر المرتبطة بالرسوم الجمركية والتوترات الجيوسياسية، لا سيما مع تزايد الضغوط الأمريكية بشأن الاعتماد المفرط على الصين، وقد أثار هذا التوجه غضب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي لطالما دعا الشركات إلى توسيع قاعدة التصنيع داخل الولايات المتحدة.

ارتفاع حاد في إنتاج الهواتف داخل الهند

تشير البيانات إلى أن حجم إنتاج الهواتف الذكية في الهند تضاعف أكثر من ثلاث مرات خلال الربع الأخير مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مما يعكس حجم النمو في هذا القطاع داخل الدولة الآسيوية التي باتت تلعب دورًا حاسمًا في سلسلة التوريد العالمية.

تراجع في الشحنات إلى السوق الأمريكي

على الرغم من تعزيز الإنتاج في الهند، تراجعت شحنات هواتف آيفون إلى الولايات المتحدة بنسبة 11%، ويُعزى ذلك إلى تغيير أبل لنمط الشحنات التقليدي، إذ قامت بشحن كميات كبيرة في وقت مبكر من العام لتخزين وحدات احتياطية تحسبًا لأي تطورات تتعلق بالرسوم الجمركية.

صناعة آيفون لا تزال متمركزة في الصين

ورغم هذا التحول التدريجي، فإن أبل لا تزال تعتمد بشكل كبير على الصين في تصنيع هواتفها، إذ يُنتج ما يقرب من 90% من هواتف آيفون داخل الصين، ويُذكر أن أبل لا تنتج حاليًا أي هواتف ذكية داخل الولايات المتحدة، بالرغم من إعلانها نيتها توظيف المزيد من العمال محليًا وتعهدها بضخ استثمارات تصل إلى 500 مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة.

آيفون.. منتج أمريكي يُصنع خارجيًا

تبيع أبل أكثر من 220 مليون وحدة من هواتف آيفون سنويًا حول العالم، ويقدر أن نحو 60 مليون وحدة يتم بيعها داخل الولايات المتحدة، ورغم أن الهاتف يُسوّق باعتباره منتجًا أمريكيًا يحمل عبارة "صُمم في كاليفورنيا"، إلا أن الواقع يشير إلى أن النسبة الأكبر من إنتاجه لا تزال تتم خارج الأراضي الأمريكية، مما يثير نقاشًا متجددًا حول مستقبل التصنيع والتكنولوجيا في الولايات المتحدة.

طباعة شارك ترامب رسوم ترامب الجمركية أبل الهند الصين

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تدرس إصدار تحذير سفر إلى الصين بسبب تفشي حمى شيكونغونيا
  • كيف تستعد الصين لمعركة الذكاء الاصطناعي مع الولايات المتحدة؟
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات على أكثر من 100 شخص وشركة مرتبطة بإيران
  • 120 هيئة ومنظمة دولية تطالب بفرض عقوبات على إسرائيل وحظر تصدير السلاح لها
  • الصين: مستعدون لتعزيز الاتصالات مع الولايات المتحدة وتجنب سوء التقدير
  • 31 شخصية إسرائيلية بارزة تطالب المجتمع الدولي بفرض عقوبات على إسرائيل احتجاجًا على تجويع غزة
  • بسبب رسوم ترامب الجمركية.. أبل تبتعد عن الصين وتعتمد على هذه الدولة
  • ترامب يهدّد بفرض عقوبات جديدة على روسيا
  • والد أسير بغزة: نأمل بفرض عقوبات على الدولة المريضة إسرائيل
  • شركات الذكاء الاصطناعي الصينية تتحد معا لمواجهة قيود الولايات المتحدة