السفير حجازي: تحرك الجامعات الأمريكية والأوروبية صحوة ضمير تساند فلسطين وتحاصر عنف إسرائيل
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير الدكتور محمد حجازي، إن تحرك الجامعات الأمريكية والأوروبية والجماهير بالمدن الغربية المختلفة، يمثل صحوة ضمير إنساني، تساند فلسطين وتحاصر عنف إسرائيل وداعميها الذين تواطؤا مع مرتكبي واحدة من أكبر جرائم الإبادة الجماعية الموثقة في العصر الحديث.
واعتبر السفير حجازي، اليوم الجمعة، أن هذا التحرك يعد بداية لتحول جذري في الرأي العام الأمريكي وسيكون له تأثير كبير في مسار ليس فقط الانتخابات الأمريكية، لكن أيضا في مسار الأوضاع بالشرق الأوسط، سواء ارتباطاً بالأحداث داخل قطاع غزة أو بمستقبل القضية الفلسطينية، خاصة بعد ما اكتسبته من مساندة غير مسبوقة من قبل صفوة الجامعات الأمريكية بل والشعوب الغربية التي كشفت انحدار مؤسسات الحكم في دولها لدرك اسفل وانهيار أخلاقي وانتهازية.
وتابع إن الرأي العام العالمي يعي ويدرك أن واشنطن والغرب تغاضيا عن كل الخروقات، التي ارتكبتها وعن عمد وقصد "حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل" والمجازر والممارسات التي صنفت بأنها "جرائم ضد الإنسانية"، مذكراً بوصف فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة في تقريرها المعنون "تشريح الإبادة الجماعية" أن ما حدث في غزة هو جريمة إبادة جماعية، علاوة على وصف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث الحرب في غزة بأنها "خيانة للإنسانية".
وانتقد مساعد وزير الخارجية الأسبق، اعتبار نتنياهو والمؤيدين لإسرائيل بأن ما تقوم به طلبة الجامعات الأمريكية هو خطاب كراهية أو معاداة للسامية، مشيراً إلى حديث السناتور بيرني ساندرز عن تجاهل رئيس حكومة تل أبيب لتدمير جيش الاحتلال 221 ألف منزل في غزة وإدانة قتل 43 ألف فلسطيني، 70% منهم من الأطفال والنساء.
وشدد على أن جريمة الإبادة ضد الشعب الفلسطيني باتت تتكشف ملامحها ومنهجيتها وتوثق، حيث هدمت إسرائيل كل الجامعات في غزة وقتلت الأساتذة والعلماء ودمرت المدارس ومرافق الكهرباء والمياه ودمرت المستشفيات وحولت ساحاتها لمقابر جماعية، كما استهدفت المساجد والكنائس والأسواق واستخدمت التجويع المحرم دولياً سلاحاً لاستكمال جوانب جريمة التطهير التي باتت موثقة أمام العالم و الشاشات.
وجدد السفير حجازي، التشديد على أن الصحوة في الضمير العالمي التي شهدتها، لاسيما الجامعات الأمريكية، تعبر عن القطاع الأكثر تأثيراً من مجتمع المثقفين والصفوة والشباب و أصحاب الفكر والرأي الذين سيشكلون مستقبل الرأي العام الأمريكي الآن وفي المستقبل، بدلا من الدور الانتهازي المبتذل لدوائر الحكم في واشنطن وأوروبا.
ورأى أنه كما كانت الجامعات الأمريكية في طليعة القوى، التي ساهمت في القضاء على الأبرتهايد الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وفي الدور المهم، الذي لعبته لوقف العدوان والحرب الأمريكية علي فيتنام، فها هي وفي المقدمة طلبة الجامعات الأمريكية وهيئات تدريس وبعضهم من الأساتذة والطلبة اليهود، تتحرك لوقف العدوان والجرائم الإسرائيلية في غزة، وإدانة المشروع الصهيوني، الذي استهجنه اليوم في الجاردين البريطانية المحلل الإسرائيلي ناعومي كلاين في مقاله المهم والمعنون "لا بديل عن هجرة من الصهيونية"، والذي أدان المشروع الصهيوني الذي قاد إسرائيل لتنفيذ تلك الجرائم.
وأكمل مساعد وزير الخارجية الأسبق:"الأهم أن قوى الشباب المتعلم في الجامعات الأمريكية بدأت تتصاعد وتتحرك اليوم لمواجهة التعدي على حقوق الإنسان وتردي الأوضاع الإنسانية لمستوى غير مسبوق وغير أخلاقي في غزة.
وذكر أن هؤلاء الطلاب المنتمين إلى صفوة الجامعات الأمريكية والأوروبية، والذين قرروا عدم التغاضي عن انتهاك قيم ومبادئ الإنسانية، هم الذين وقفوا من قبل ضد حرب فيتنام و الأبارتايد أو التمييز العنصري في جنوب إفريقيا، و هم الذين يمثلون الضمير الحي و المستقبل، وهم الذين سيقفون مع الحق الفلسطيني و سيشكلون الوعي الأمريكي.
وأثنى السفير حجازي على تحرك شباب فرنسا - أيضاً - اليوم في كلية الدراسات السياسية والانضمام إلى الحراك الشعبي في كل ميادين العالم لنصرة أهل غزة الصامدين وللتعبير عن التمسك بالقيم الإنسانية في مواجهة هؤلاء الذين لم يستشعروا في مسئوليات الحكم في واشنطن وأوروبا، حتى الخجل من مشاهد مذابح الأطفال والأبرياء، واستمرارهم في دعم آلة القتل والدمار وإسناده والدفاع عنها والتستر عليه في مجلس الأمن.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل السفير حجازي الجامعات الأمريكية عنف إسرائيل الجامعات الأمریکیة السفیر حجازی فی غزة
إقرأ أيضاً:
السفير الفلسطيني لدى المملكة: الموقف السعودي تجاه فلسطين عنوان للثبات والمروءة
ثمن السفير الفلسطيني لدى المملكة العربية السعودية مازن غنيم المواقف السعودية الثابتة تجاه القضية الفلسطينية منوهاً بتصريح صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية بشأن مؤتمر تنفيذ حل الدولتين.
وقال السفير مازن غنيم : نعرب في دولة فلسطين، قيادةً وشعبًا، عن تقديرنا العميق وامتناننا الكبير للموقف الثابت والداعم للمملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظهما الله – تجاه القضية الفلسطينية، الذي تجلى مجددًا في إعلان سمو وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، حول رئاسة المملكة، بالشراكة مع الجمهورية الفرنسية، للمؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين الذي سيعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك هذا الاسبوع..
وقال السفير الفلسطيني إن هذا الدور الريادي للمملكة ليس بجديد، بل هو امتداد أصيل لمواقفها التاريخية والمبدئية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه – الذي رسخ دعم فلسطين بوصفها قضية العرب والمسلمين الأولى، وتواصلَ هذا النهج المبارك حتى يومنا هذا.
وأضاف: وقد جسّدت المملكة على الدوام الركيزة الأساسية في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، ودعم كافة الجهود الدولية والعربية والإسلامية الهادفة إلى إنهاء الاحتلال، وتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، وقيام دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال : نُشيد بما أكده سمو وزير الخارجية حول دعم المملكة للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين الذي أُطلق في سبتمبر 2024 بالشراكة مع مملكة النرويج والاتحاد الأوروبي، ونعتبر أن المؤتمر الدولي المرتقب في نيويورك يمثل فرصة مهمة للدفع قدماً نحو تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتثبيت حقوقه غير القابلة للتصرف.
وتابع : وفي هذا السياق، نجدد شكرنا باسم الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، وباسم شعبنا المناضل، للمملكة العربية السعودية الشقيقة قيادة وحكومة وشعباً على دعمها المتواصل والثابت سياسياً ودبلوماسياً وإنسانياً، وعلى كافة المستويات عربياً ودولياً، وحرصها الدائم على أن تكون القضية الفلسطينية حاضرة في كل المحافل الدولية، ومركزاً في أولويات العمل العربي والإسلامي المشترك.
وقال السفير الفلسطيني إن وقوف المملكة إلى جانب فلسطين اليوم، كما كانت بالأمس، هو عنوان للثبات والمروءة، وتجسيد لمعاني الأخوة الصادقة التي لم تخضع لأي حسابات ظرفية أو متغيرات إقليمية، وسنظل أوفياء لهذا الدعم الكريم حتى يتحقق لشعبنا الفلسطيني حريته الكاملة في دولته المستقلة.