27 أبريل، 2024

بغداد/المسلة الحدث: صوّت مجلس النواب العراقي على مشروع قانون يتيح إمكانية استبدال الحبس بالغرامة للمحكومين، بحيث يتمكن السجناء من دفع مبلغ نقدي بدلاً من قضاء فترة الحبس. ورغم أن هذا المشروع قد لاقى تأييدًا من بعض القوى السياسية والقانونية، إلا أن الخبير القانوني علي التميمي أعرب عن اعتراضه على تفصيلاته.

وفي حديثه لوكالة المسلة، أكد التميمي أن مشروع القانون يحتاج إلى التوسع في شموله وأن يتم تطبيقه على جميع المحكومين، دون استثناء أي فئة.

وأشار إلى أن المعيار الرئيسي للتطبيق ينبغي أن يكون مدة الحكم، بغض النظر عن نوع الجرم المرتكب. وأكد أن الهدف من هذا المشروع هو تعويض فترة الحبس بمبلغ نقدي، وليس مجرد عفو.

وأضاف التميمي أن المشروع ينبغي أن يشمل المحكومين الذين حُكم عليهم بأحكام قصيرة تقل عن خمس سنوات، بغض النظر عن نوع الجرائم التي ارتكبوها. وينبغي أيضًا أن يشمل المحكومين الذين لا يزالون في السجون والموقوفين بعد محاكمتهم. وتم تحديد مبلغ الاستبدال في القانون بمبلغ 10 آلاف دينار عراقي عن كل يوم من فترة الحكم.

وأشار التميمي إلى أنه يجب على إدارة السجون تقديم أسماء المحكومين المشمولين بالقانون إلى أقرب محكمة للبت في طلباتهم وتحصيل المبالغ المالية كشرط للإفراج عنهم. وأكد أنه يجب أن يتم تنفيذ هذا القانون بسرعة، مستشهدًا بقول الإمام علي عليه السلام بأن العدالة البطيئة هي ظلم.

وأكد التميمي أن هذا المشروع يمثل فرصة جيدة لتقليص عدد السجناء والحصول على إيرادات مالية تساهم في ميزانية الدولة. وأشار إلى ضرورة مراعاة الوضع المالي للمشمولين بالقانون، وأن يتم سداد المبالغ المالية على أقساط. وأوضح أن مبلغ 10 آلاف دينار عراقي يعد مبلغًا كبيرًا على الفقراء الذين لا يملكون موارد كافية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

وفي الختام، أكد التميمي على ضرورة سرعة تشريع هذا القانون وتنفيذه بأقصر وقت ممكن، مع وضع جدول زمني محدد لإنجاز الإجراءات. وشدد على أنه لم يفهم سبب استثناء جرائم غسل الأموال من التطبيق، مشيرًا إلى أن هذه الجرائم تعتبر غير خطيرة وتُعاقب بالإيقاف التنفيذي.

يأتي هذا المشروع في إطار الجهود الحكومية لتحسين نظام العدالة الجنائية وتخفيف الاكتظاظ في السجون، إضافة إلى تحقيق إيرادات مالية للدولة. ومن المتوقع أن يثير هذا المشروع جدلاً واسعًا بين القوى السياسية والمجتمع القانوني في العراق.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: هذا المشروع

إقرأ أيضاً:

الاقتصاد العراقي يعانق الرقمنة: حظر النقد يعيد تشكيل المستقبل المالي

9 يونيو، 2025

بغداد/المسلة:  يمثل التحول نحو الدفع الإلكتروني في العراق خطوة طموحة نحو اقتصاد رقمي حديث، حيث تسعى الحكومة إلى تقليص الاعتماد على النقد وتعزيز الشفافية المالية.

وأعلن مستشار رئيس الوزراء العراقي، صالح سلمان، في 9 يونيو 2025، حظر الدفع النقدي في المؤسسات الحكومية اعتبارًا من يوليو 2025، في إطار إصلاحات مالية شاملة تهدف إلى دمج البنوك العراقية في النظام المالي العالمي.

وارتفعت نسبة الشمول المالي من أقل من 10% في 2018-2019 إلى حوالي 40% حاليًا، مع وصول عدد أجهزة نقاط البيع إلى 60-70 ألف جهاز، وزيادة الحسابات المصرفية إلى 22-23 مليون حساب، مما يعكس تقدمًا ملحوظًا في البنية التحتية المالية.

وأطلقت الحكومة حملات توعية لتغيير الثقافة التقليدية القائمة على النقد، حيث يفضل العراقيون تاريخيًا التعامل النقدي بسبب انخفاض الثقة بالمصارف. وشهدت تجربة مماثلة في أغسطس 2023، عندما بدأت محطات الوقود بتطبيق الدفع الإلكتروني، مما قلل من الازدحام وساهم في تسريع المعاملات. ويتوقع الخبراء أن يساهم التحول الإلكتروني في مكافحة الفساد وتقليل مخاطر السيولة النقدية، حيث تجاوز حجم المدفوعات الحكومية الإلكترونية 912 مليار دينار في يوليو 2024.

ودعمت الحكومة برنامج “ريادة” بالتعاون مع البنك المركزي لتمويل وتدريب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مما يعزز ريادة الأعمال ويقلل الحواجز التشغيلية. وفتح العراق أبوابه للاستثمار الأجنبي، مع تعاقدات مع شركات عالمية مثل “إرنست ويونغ” و”KPMG” لإعادة هيكلة مصارف حكومية مثل الرافدين والرشيد، بهدف تحسين الكفاءة والامتثال للمعايير الدولية. وتسعى هذه الإصلاحات إلى معالجة تحديات استمرت عقودًا بسبب العقوبات، مع التركيز على التحول الرقمي وتعزيز الأمن السيبراني.

وواجه العراق تحديات مماثلة في يناير 2023، عندما أُعلن عن خطط لتوسيع الدفع الإلكتروني، لكن مقاومة ثقافية وفساد إداري أعاقا التنفيذ. ويبرز اليوم تفاؤل حذر، حيث يتطلب النجاح تعاونًا بين الحكومة والمواطنين والقطاع الخاص. ويعكس التعاون مع 30 بنكًا أجنبيًا وإطلاق مصرف رقمي جديد، مثل “مصرف الرافدين الأول” برأسمال 500 مليار دينار، طموح العراق لتحقيق اقتصاد شامل وشفاف. ويظل التحدي الأكبر في بناء الثقة المجتمعية وتطوير البنية التحتية لضمان استدامة هذا التحول.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الشرع يستقبل مبعوثا خاصا من العراق
  • المؤسسات العراقية تتجه نحو الدفع الالكتروني: لا للتعامل بالكاش
  • الاقتصاد العراقي يعانق الرقمنة: حظر النقد يعيد تشكيل المستقبل المالي
  • الحكومة: "بداية جديدة" لبناء الإنسان استفادت منها 5.3 مليون مواطن ضمن جهود تعزيز العدالة الاجتماعية
  • تلاشي دعوات الانسحاب الأمريكي يرسم معادلة أمنية جديدة في العراق
  • من أرض المناسك.. العراق يرتدي وشاح الريادة
  • ترامب يكافئ داعميه بالعفو الرئاسي
  • الدينار الهادئ: قراءة في هبوط العملة المطبوعة في العراق
  • العراق يورّث أزماته للجيل الأصغر: التعليم يتراجع وورشة العمل تكبر
  • العراق بين واشنطن وبغداد.. تحالف الضرورة أم احتلال مقنع؟