مدير فاو الإقليمي للجزيرة نت: السودان سلة غذاء العالم على شفا مجاعة
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
تجاوزت الحرب الداخلية في السودان عامها الأول، ولا يبدو أن هناك أفقا قريبا للحل، بما يهدد بانتقال السودان إلى المرحلة الأخيرة من المؤشر العلمي للمجاعة، كما يقول المدير الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا لمنظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة (فاو) عبد الحكيم الواعر في حوار خاص مع "الجزيرة نت ".
وانتقل عدد كبير من مرحلة الطوارئ والتي تعني الحصول على وجبة واحدة في اليوم بشكل منتظم، إلى مرحلة الكوارث التي تعني الحصول على الوجبة الواحدة ولكن بشكل غير منتظم.
ويخشى الواعر من أن السودان باتت قريبة للغاية من التعريف العلمي للمجاعة، مشيرا إلى أن التدخلات العاجلة التي نفذتها المنظمة خلال الموسم الزراعي الماضي ساهمت إلى حد كبير في تأخير حدوث هذا السيناريو المؤلم. لكنّ الوضع يحتاج إلى إنقاذ عاجل للموسم الزراعي الصيفي بتدخلات أكثر قوة وشمولا، وهو ما يتطلب تمويلا عاجلا من المانحين قدرته الفاو بنحو 104 ملايين دولار، لم يصلها منه سوى 10 ملايين دولار.
فما هي طبيعة تلك التدخلات التي تريد الفاو تنفيذها، ولماذا تمنحها كل هذا الاهتمام، وما مصير بنك الجنّات الزراعية الذي طالته يد الحرب.. كل هذه الأسئلة وغيرها يجيب عليها الواعر.
اسمح لي بداية أن أستهل حديثي بمقدمة مهمة، وهي أن أزمة السودان كارثة إنسانية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ولها انعكاسات ليس فقط على السودان نفسه، ولكن على المحيطين الإقليمي والدولي أيضا، لكونه إحدى السلال الغذائية المهمة، كما أن العدد المتضرر من الأزمة مقارنة بدول النزاعات الأخرى كبير جدا، إذ نتحدث عن ضرر يطال حوالي 40 مليونا، لذلك يجب ونحن نولي اهتماما مستحقا بالوضع الصحي والغذائي في قطاع غزة مراعاة للبعد التاريخي لهذه الأزمة، ألا نغض الطرف عن غيرها من الأزمات في مناطق النزاعات الأخرى مثل اليمن وسوريا، والتي كانت هي الأخرى إحدي السلال الغذائية الواعدة، ونولي كل هذه الأزمات اهتماما متوازنا.
أما فيما يتعلق بتقييم الوضع بعد تجاوز الأزمة السودانية عامها الأول، فإن هناك ضررا ملحوظا لحق بالقطاع الزراعي، ليس بنفس الضرر الكبير الذي لحق بقطاع غزة، لتمركز النزاع بالسودان في الولايات المأهولة بالسكان، بينما توجد الأراضي الزراعية في ولايات غير مأهولة.
وما طبيعة الضرر الذي لحق بالقطاع الزراعي؟حدث تدهور في القدرة الإنتاجية الزراعية بسبب هجرة المزارعين للأراضي، إما لعدم تمكنهم من الوصول لأعمالهم بسبب الظروف الأمنية، أو لعدم توفر المدخلات اللازمة للزراعة من البذور والأسمدة والأعلاف والتحصينات الخاصة بالثروة الحيوانية، ناهيك عن تسبب ذلك بتدهور بعض الأراضي بسبب عدم قدرة المزارعين على الوصول الآمن لها وممارسة أعمالهم بشكل طبيعي.
قبل شهور كشفت دراستان لمنظمة الفاو أُعدّا بالأقمار الصناعية، أن الأزمة تسببت بتقلص المساحة المزروعة في السودان بنحو 15% مقارنة بمتوسط المساحات قبل خمس سنوات، فهل أصبح الوضع الآن أكثر سوءا؟ما كشفت عنه هذه الدراسات ليس فقط تقلص المساحة المزروعة، لكنها كشفت أيضا أن الأراضي التي تمكن المزارعون من زراعتها انخفضت فيها إلى حد كبير زراعة محاصيل القمح والقطن على حساب زراعة الذرة الرفيعة والدخن، وهذا كان تفسيره أن محاصيل القمح والقطن تحتاج إلى عناية شبه يومية، وهذا أمر كان يصعب على المزارعين تنفيذه في ظل تدهور الأوضاع الأمنية، فاختاروا محاصيل تحتاج إلى عناية أقل.
الزراعة في السودان محددة بمواسم سقوط الأمطار وتحتاج إلى تدخل عاجل، وعلى أثر ما رصدناه، عملنا في الموسم الزراعي الصيف الماضي على مد المزارعين في 15 ولاية سودانية بـ10 آلاف طن من البذور، ووصلنا إلى هؤلاء المزارعين بصعوبة بالغة وبعد مفاوضات مضنية مع القوات المسيطرة على كل مكان نقصده.
كيف تمارسون نشاطكم في هذا الوضع الأمني المعقد، حيث توجد مناطق تسيطر عليها قوات الجيش السوداني، وأخرى تسيطر عليها قوات الدعم السريع؟من خلال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" -فهو الجهة الأممية المعنية بالتواصل مع الأطراف المتنازعة لتمكين دخول المساعدات الإنسانية- عبر التأكيد على أن تدخلات المنظمات الأممية مثل منظمة الفاو ليست لدعم طرف على حساب آخر، ولكنها بهدف الوصول للناس، وساعدنا ذلك على الوصول إلى مليون مزارع لتزويدهم بمدخلات الإنتاج، مما أسهم إلى حد ما في إنقاذ الموسم الزراعي في يوليو/تموز الماضي.
إلى أي مدى كان تدخلكم منقذا للسودان من الوقوع في براثن كارثة غذائية كبيرة؟إلى حد ما كانت الإمدادات التي نجحنا في توصيلها إلى مليون مزارع مفيدة في التخفيف من حدة الأزمة، وأشار إلى ذلك تقرير "تجمع الأمن الغذائي وسبل العيش"، وهو منصة تديرها منظمات الأمم المتحدة ومنظمات العمل الإنساني الأخرى، وتصدر لوحة معلومات شهرية تكون بمثابة تقرير لمدى قدرة المنظمات على الوصول للمستفيدين في مناطق النزاع والأزمات، وقد تصدرت الفاو العام الماضي قائمة المنظمات عبر قدرتها على الوصول إلى 5 ملايين مستفيد، واعتبر التقرير أن الوصول لمليون مزارع يعني بشكل تلقائي قدرة هذا المزارع على توفير الغذاء لأسرهم المكونة من 4 أفراد على الأقل لكل مزارع، ولذلك كان لهذا التدخل تأثير إيجابي على 5 ملايين مواطن، لكني أرى أن هذا الرقم وإن كنا قد تصدرنا به قائمة المنظمات، فإنه أغفل جانبا مهما، وهو أن المزارع لن يؤمّن الغذاء لأسرته فقط، لكن سيؤمنه أيضا للأسواق المحلية، لذلك فإن الرقم قد يصل إلى 15 مليون مواطن.
أخشى أن يكون الوصول للمزارعين بعد ذلك غير مفيد، إذ قرأت تصريحات لخبراء يتخوفون من أن الحرب قد تؤدي لخروج أراض زراعية من الخدمة إلى الأبد؟(متعجبا) هذا الكلام يحمل مبالغة كبيرة وليس له أي أساس علمي، فالسبب الوحيد لخروج أرض زراعية من الخدمة هو البناء عليها، ولكن ما يحدث بسبب الأوضاع الأمنية هو هجر الأراضي الزراعية، وقد يكون لهذا الهجر أثر إيجابي في إراحة الأرض الزراعية، لكنه ليس مطلوبا بطبيعة الحال، ونحن نتحدث عن مصادر تأمين الغذاء.
استطعتم المساهمة في إنقاذ ولو محدود للموسم الزراعي السابق في يونيو/حزيران 2023، فماذا أعددتم للموسم القادم في 2024؟الوضع في السودان خطير للغاية، واستمرار أمد هذه الحرب يعني تعريضها لخطر المجاعة، فكما نجحنا في الموسم الماضي في الإنقاذ بالوصول إلى مليون مزارع، نحتاج إلى تنفيذ خطة أكبر هذا العام، ولم يعد يفصلنا عن وقت تنفيذ تلك الخطة سوى وقت ضئيل للغاية، فالموسم الزراعي يبدأ في يوليو مع هطول الأمطار الصيفية، وإذا لم نستعد لهذا الموسم من الآن فسيضيع دون أن نحقق شيئا، ولن تجدي حينها أي مساعدات غذائية في إنقاذ السودان من خطر المجاعة، فهي حينها ستكون مسكنات، لأن أي مساعدات ترسل لا تتضمن سوى الطعام الجاف، أما الأطعمة الأخرى من لحوم وخضراوات وألبان وغيرها من الأطعمة الطازجة والمهمة لصحة الإنسان لا تتضمنها المساعدات لاعتبارات لوجستية تتعلق بالتخزين والصلاحية، ولا تأتي هذه الأغذية إلا من خلال الإنتاج المحلي، وإذا لم نتمكن من المساعدة على توفيرها فسيكون الوضع كارثيا.
أشعر من حديثك أنه لا تزال هناك فرصة للإنقاذ؟بالطبع لا تزال هناك فرصة للإنقاذ إذا توفر الدعم الكافي للموسم الزراعي المقبل في يونيو/حزيران، ولكن إذا لم يحدث ذلك فالخوف هو أن يعاني السودان من المجاعة. وتحدثت بعض التقارير خطأ عن أنه يعاني من المجاعة الآن، وهذا غير دقيق ومناف للتعريف العلمي للمجاعة، ولكن التوصيف الدقيق للوضع الآن هو أن السودان على شفا مجاعة.
المؤشر العلمي للمجاعة المعتمد من الأمم المتحدة هو ما يعرف بـ"التصنيف المرحلي للفئات المتضررة"، ويتكون هذا التصنيف من 5 مراحل، أخطرها من المرحلة من الثالثة إلى الخامسة، وتسمى الثالثة مرحلة الطوارئ، وتعني حصول الشخص على وجبة واحدة في اليوم بشكل منتظم، أما الرابعة فهي مرحلة "الكوارث"، وتعني حصول الشخص على وجبة واحدة في اليوم ولكن بشكل غير منتظم، أما المرحلة الخامسة ففيها يكون الشخص في خطر المجاعة لأنه وقتها يمكنه أن يمكث يومين أو أكثر من دون طعام.
والوضع في السودان الآن، أن نسبة كبيرة ممن كانوا في المرحلة الثالثة انتقلوا للرابعة، ونسبة ممن كانوا في الرابعة انتقلوا للخامسة، ولكن إعلان المجاعة يرتبط بحدوث وفاة لشخصين من كل 10 آلاف شخص بسبب الجوع، وهذه حالة لم تثبت في السودان، ونتمنى أن لا نصل إليها، خاصة أنه كما قلت في البداية لا تزال هناك فرصة قائمة للإنقاذ، ولكن يحتاج الأمر إلى تدخل عاجل وتمويل لم يتوفر إلى الآن.
وما هي تقديراتكم للتمويل المطلوب من أجل الإنقاذ؟أطلقنا ما يعرف بخطة الطوارئ لمساعدة 9 ملايين من صغار المنتجين والمزارعين بمدخلات الإنتاج في الموسم الزراعي المقبل في يونيو/حزيران، وتتطلب هذه الخطة 104 ملايين دولار، وهذا تقدير مبدئي يمكن أن يزيد إذا زاد حجم الضرر، لكننا ورغم اقترابنا من موعد الموسم الزراعي، لم نستقبل سوى 10 ملايين دولار فقط.
ولا أود أن ألوم المانحين، فالوضع الضبابي في السودان يجعلهم يخشون على آليات الاستفادة من التمويل، لكني أُطمئن بأن الفاو لديها من الخبرة الكافية والتجارب السابقة الناجحة في الموسم الزراعي الماضي ما يؤكد أن أي تمويل سيتوفر سوف يُستغل بالشكل الأمثل لإنقاذ السودان من براثن مجاعة باتت على شفا الوصول إليها.
وأحب أن أوجه نداء من خلالكم للمانحين العرب، ولاسيما دول الخليج، بأن السودان، وهو مورد للغذاء لكم بشكل مباشر وغير مباشر؛ يستحق أن تبادروا بدعم تلك الخطة من منطلق الواجب الإنساني والأخوي حتى يكون ذلك حافزا لغيركم من الممولين.
المحزن أن تكون سلة الغذاء العربي على شفا مجاعة.(بنبرة حزينة) شيء محزن بالطبع، وهو لا ينطبق على السودان فقط، لكنه ينطبق أيضا على سوريا، فقد كانت إحدى سلال الغذاء الواعدة، حتى إنها كانت تصدّر القمح.
يبدو أن هموم الدولتين متشابهة، فكما تضرر بنك الجينات الزراعية في سوريا بسبب الاحتراب الدائر هناك، تضرر بنك الجينات في السودان، فدعني أختم حواري معكم بالسؤال عن خطتكم لإنقاذ هذا البنك الذي يضم تراث السودان الزراعي من الموارد الوراثية النباتية؟بنك الجينات في حلب بسوريا الذي كان يديره هناك المركز الدولي للزراعة في المناطق الجافة والقاحلة "إيكاردا"، أنشئ بتمويل من الفاو والشركاء الآخرين، وتعرض لدمار مباشر، بينما بنك الجينات في السودان حدث نهب وإتلاف لمحتوياته من المبرّدات وغيرها، ولا تزال هناك فرصة سانحة للإنقاذ، ولكن المشكلة أن البنك يوجد في منطقة مأهولة بالسكان يدور حولها صراعات، وهي منطقة "وادي مدني"، وننسق الآن مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" ووزارة الزراعة السودانية، لتأمين الوصول إلى البنك وتسهيل نقل محتوياته إلى مكان آمن داخل السودان أو خارجها، إذ يضم هذا البنك 15 ألفا من الموارد الوراثية النباتية التي جُمعت خلال 40 عاما، وهذه ثروة لا تقدر بثمن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات تغذية فی الموسم الزراعی السلال الغذائیة الأمم المتحدة ملایین دولار ملیون مزارع فی السودان على الوصول الوصول إلى على شفا إلى حد
إقرأ أيضاً:
جريمة التجويع في غزة .. كارثة إنسانية يتفرج عليها العالم
في ظل عدوان طال أمده، وحصار خانق يضيق يومًا بعد يوم، يواجه قطاع غزة جريمة التجويع مكتملة الأركان، منظمة “العمل ضد الجوع” حذرت من تفاقم كارثة إنسانية تفتك بأطفال غزة ونسائها، حيث كشفت عن نقل 20 ألف طفل إلى المستشفيات بسبب سوء التغذية الحاد، فيما يحتاج 300 ألف طفل دون سن الخامسة و150 ألف امرأة حامل أو مرضعة إلى مكملات علاجية عاجلة.
الأسرة / خاص
أرقامٌ صادمة تكشف عن عمق الكارثة
سلّطت منظمة العمل ضد الجوع الضوء على أبعاد المأساة، مؤكدة في بيانها أن المجاعة تتسع رقعتها في القطاع مع استمرار تعطل سلاسل الإمداد الغذائي وانهيار المنظومة الصحية، وفي الوقت ذاته، أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم عن وفاة سبعة أشخاص جدد خلال 24 ساعة، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ما يرفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 154 حالة، من بينهم 89 طفلًا.
هذه الأرقام، وإن كانت مفزعة بحد ذاتها، فإنها تمثل جزءًا من مشهد أكبر، تزداد فيه مؤشرات الانهيار الغذائي والصحي، في وقتٍ لم تُفتح فيه الممرات الإنسانية بالقدر الكافي، ولا تزال المساعدات تواجه عقبات إدارية وأمنية ولوجستية، على الرغم من المطالب الدولية المتكررة.
جريمة حرب بصيغة التجويع
ما يحدث في غزة لا يمكن فصله عن القانون الدولي الإنساني، الذي يجرّم استخدام التجويع كسلاح حرب، والتي تعتبر تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب يُعد محظورًا، ومع ذلك، لا تزال ممارسات الحصار الممنهج، ومنع دخول الغذاء والماء والدواء، قائمة على قدم وساق، دون محاسبة تُذكر.
المنظمات الحقوقية والإنسانية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، حذّرت مرارًا من تحول الأوضاع في غزة إلى مجاعة شاملة، خصوصًا في شمال القطاع، حيث يصعب وصول المساعدات، لكن هذه التحذيرات لم تقابلها خطوات دولية حازمة لوقف الانتهاك، أو حتى مساءلة الجناة.
النساء والأطفال .. الضحايا الأضعف في قلب المأساة
ما يزيد من فداحة الكارثة، أن ضحايا هذه المجاعة الفئات الأكثر ضعفاً وتضرراً وهم الأطفال والنساء، حيث تشير التقارير الطبية إلى تفشي أمراض ناتجة عن نقص حاد في الفيتامينات والبروتينات الأساسية، كالهزال الشديد، وفقر الدم، ونقص النمو، واضطرابات في المناعة، وفي غياب الرعاية الطبية الكافية، تتحول هذه الأمراض إلى حكم بالإعدام البطيء.
صمت دولي مريب
أمام هذه الجريمة، يبرز الصمت الدولي كواحد من أكثر الجوانب قسوةً، فالاكتفاء بالبيانات الصحفية، أو الوعود غير المُلزِمة، لا يغير من الواقع شيئًا، في المقابل، تستمر آلة الحرب في قطع طرق الإغاثة، وتقييد دخول القوافل، في مشهد يختزل مأساة العصر، الموت جوعًا في القرن الحادي والعشرين.
خاتمة
المجاعة التي تضرب قطاع غزة اليوم جريمة تجويع تُمارس عمدًا، وبشكل ممنهج، ضد شعب بأكمله، أمام أنظار العالم. الأرقام الصادرة من غزة ليست مجرد إحصاءات، بل شهادات دامغة على عار الإنسانية الصامتة.
ويبقى السؤال مفتوحًا أمام الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بأكمله، كم من الأطفال يجب أن يموتوا جوعًا، قبل أن تُحرّك ضمائركم؟