مسؤولون في المراكز الصيفية لـ” الثورة “: يتلقى الطلبة علوماً ومعارف قرآنية ومهارات تنمّي قدراتهم ومواهبهم
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
أوضح عدد من الباحثين والقائمين على المراكز الصيفية أنه وفي هذه الفترة الصيفية يتلقى أبناؤنا علوماً ومعارف قرآنية ومهارات تعود عليهم بالفائدة لتحقق الأهداف الدراسية كإضفاء صبغة إسلامية على حياة الطلبة على مدى أيام الدورة، وكذلك ترسيخ معرفة الله تعالى والتقرب منه بالأعمال الصالحة، والتولي الصادق له، وتحصين المشاركين بالثقافة القرآنية لتنعكس سلوكا مستمرا عليهم في الحياة وتبصرة الطلبة بواجباتهم تجاه دينهم وأمّتهم ومقدساتهم وترسيخ روح المسؤولية لديهم بما يجعل منهم عنصرًا إيجابيًّا فاعلًا ومؤثرًا في واقع الحياة.
الثورة / استطلاع / أسماء البزاز
الباحث والكاتب محمد حسن زيد قال إن التعبير عن حب الأبناء فطرة والحرص على مصلحتهم غريزة، لكن هذا التعبير والحرص يختلف حسب أولويات الأسرة وثقافتها، فمن كانت أولوياته دنيوية فسيجهز أبناءه لمواجهة الدنيا وتحدياتها فحسب، فيحرص على حصولهم على أفضل الشهادات والوظائف والأموال والصحة والمستوى المعيشي لأن هذا ما يراه مهما وأولويا.
وتابع زيد متسائلا: لكن أين هذا من تجهيز أولاده للآخرة؟ لدار البقاء؟ لدار الحقيقة والخلود؟! وعلى قدر إيمان الشخص بهذه الغيبيات ويقينه بها وحضورها في ذهنيته وحياته سيكون حرصه على تجهيز أولاده لها بل سيجعلها أولوية حتى قبل تجهيزهم لمواجهة ماديات الدنيا الفانية.. قال تعالى “وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ”، وقال سبحانه “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ” صدق الله العظيم.
وأضاف: كيف بمن يعرض أبناءه للفتن بيده ويلقيهم لقمة سائغة للملحدين والمنحرفين والشواذ وعالم الإنترنت المتلاطم؟ وكيف بمن لا يسعى سعيا لتعليم أبنائه أبجديات النجاة يوم يقوم الأشهاد ليعرفوا الحق من الباطل والصواب من الخطأ فيكون لهم أبا حريصا ويكونوا هم له ذخرا في الدارين؟
المباركة الطيبة
من ناحيتها تقول فاطمة الجرب مسؤولة الدورات الصيفية للبنات بمحافظة حجة أنه ويفضل الله سبحانه وتعالى استطاعت الهيئة النسائية الثقافية العامة في محافظة حجة، من فتح 125 مدرسة صيفية في أماكن تواجدها حيث بلغ عدد الطالبات الملتحقات بالدورات الصيفية (٧٩١٩) طالبة وما زالت الأعداد في تزايد، ففي هذه المدارس الصيفية يتم تدريس المنهج المقرر للدورات الصيفية للمرحلة الأولى والتي تتضمن المستوى التأهيلي و الأساسي وكذلك المرحلة الثانية والتي تتضمن المستوى المتوسط إضافة إلى ذلك المرحلة الثالثة و التي تتضمن المستوى العالي وفق الجدول المعد لكل المراحل الدراسية. ولإكساب الطالبات أكثر معرفة وأكثر مهارة تم توزيع الطالبات إلى مجموعات كمجموعة الصحة وأصدقاء البيئة وأصدقاء المكتبة وغيرها من المجموعات ولكل مجموعة مسؤولة تعمل على إدارتها بحيث تضفي على العملية التعليمية في المدارس الصيفية نوعاً من المرح ولتستمتع الطالبات خلال هذه الفترة القصيرة بما يتلقينه من علوم ومعارف قرآنية ومهارات تعود عليهن بالفائدة ولتحقق الأهداف الدراسية كإضفاء صبغة إسلامية على حياة الطالبة على مدى أيام الدورة، وكذلك ترسيخ معرفة الله تعالى والشد إليه، والتولي الصادق له، وتحصينها بالثقافة القرآنية لتنعكس سلوكا مستمرا لها في الحياة.
وتابعت: وكذلك العمل على تبصرة الطالبة بواجباتها تجاه دينها وأمّتها ومقدساتها، وترسيخ روح المسؤولية لديها بما يجعل منها عنصرًا إيجابيًّا فاعلًا ومؤثرًا في واقع الحياة.
وأوضحت أنه في هذه المدارس يتم تعريف الطالبة على قدواتها وقادتها ورموزها من أعلام الهدى، والخط الصحيح الذي يجب أن تسلكه للوصول إلى السعادة في الدنيا والآخرة تبصرتها بواجباتها تجاه والديها وأرحامها وجيرانها ومجتمعها.
ودعت الجرب القائمين على هذه الدورات الصبر والاستمرار في أداء مهامهم ومسؤولياتهم لتحقيق كل الأهداف التي من أجلها تفتح الدورات الصيفية وعدم الشعور بالملل وكذلك الانضباط والجدية والإخلاص في العمل وعليهم أن يمثلوا القدوة الصالحة للطلاب في اهتمامهم وأخلاقهم وسلوكياتهم وفي الاقتداء برسول الله صلوات الله عليه وآله في الربط بين العلم النافع والعمل، والعناية والاهتمام بالجيل الناشئ والعمل على تزكية نفوسهم وتربيتهم وتنشئتهم النشأة الطيبة المباركة.
التوجه التحرري
أما هناء الديلمي المنسقة الميدانية في الهيئة النسائية والمسؤولة عن الدورات الصيفية للبنات بمحافظة إب، تقول من ناحيتها: تأتي الدورات الصيفية في هذا العام كما في كل عام في إطار التوجه التحرري لشعبنا اليمني العظيم واستجابة لدعوة السيد القائد يحفظه الله.
وقالت إنه وفي محافظة إب كما في جميع المحافظات بدأ التسجيل للالتحاق بهذه الدورات في الموعد المحدد حيث كان الإقبال هذا العام بحمد الله أكبر من العام الماضي، وقد بلغ عدد المدارس التي فتحت حتى يومنا هذا ما يقارب 72 مركزاً صيفياً للبنات في جميع مديريات المحافظة وبلغ عدد الطالبات 22,500 طالبة تقريباً، ستقدم المادة التي تنزل من اللجنة العليا للدورات الصيفية وهي مادة القرآن الكريم و الثقافة القرآنية وهي المادة الأساسية التي يجب أن تدرس في هذه الدورات الصيفية مدعومة بأنشطة ثقافية ومهارية متنوعة ليتزود النشء بالثقافة القرآنية الصحيحة التي تمنحه الحصانة والمنعة الثقافية لمواجهة الحرب الناعمة والحرب الشيطانية وتتعزز لديه الهوية الإيمانية وليعرف دينه ويتحرر من الثقافات المغلوطة والمفاهيم الظلامية ولو بالقدر المتاح حتى وإن كانت هذه الفترة قصيرة لكن إذا قدمت المناهج بطريقة صحيحة فإنها ستترك أثراً لا بأس به.
وقالت الديلمي: نصيحتي للقائمين على المراكز الصيفية، الحرص على تصحيح النوايا واستشعار المسؤولية في تحمل مسؤولية أبنائنا الذين هم في فترة ومرحلة ذهبية يجب أن تستغل وتوجه التوجه السليم لنقدم لهم العلم النافع الذي هو في بمثابة النور لهم في مواجهة الظلمات وفي مواجهة كل التحديات التي تمر بها أمتنا في هذه المرحلة العصيبة، وأيضا أقول لهم يجب أن يركزوا على تقديم ماده الثقافة القرآنية بعيداً عما يتوجه إليه البعض في بعض المدارس التي فتحت هذه الدورات للتركيز على تقديم دروس تقوية لبعض المواد الدراسية كمادة الرياضيات أو الإنجليزي أو غيرهما لأن الفرصة في هذه الدورات الصيفية هي في تقديم الثقافة القرآنية التي تصحح مسار النشء في انتمائه لأمته ووطنه ليبنيه بناءً حضارياً صحيحاً متميزاً كذلك أقول لهم تذكروا دوركم العظيم الدور الرسالي الذي سيكتبه الله لكم إذا صححتم مسار أفكار أبنائنا وبناتنا في إطار التدريس والإشراف على هذه الدورات الصيفية.
وتابعت: سيكتب الله لكم آثاراً عظيمة لأن آثار العمل الثقافي عظيمة وكبيرة لا تساويها آثار أي عمل آخر لأن الإنسان إذا تصححت أفكاره وإذا تصحح مساره في الحياة فإنه سيتحرك ببصيرة ووعي تحركا صحيحا فيكسب العزة والفلاح في الدنيا والفوز العظيم برضوان الله وجنته في الآخرة أيضاً.
جيل النهضة
من ناحيتها استهلت منسقة الدورات الصيفية في المحافظات ريم الرضي، حديثها بقوله تعالى: (يرفع الله الذين امنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)، ويقول رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله في الحديث النبوي «من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة».
وتابعت الرضي: لقد أعلى الإسلام من شأن التعليم بشكل كبير والمعرفة الصحيحة والهدى الحقيقي ورغب فيه وحث عليه وجعله في عداد الفرائض الدينية والالتزامات الإيمانية وجعله من مميزات الكمال البشري ومن ضروريات هذه الحياة وهو من القربى العظيمة إلى الله سبحانه وتعالى في هذه الدورات الصيفية التي سيكون التركيز فيها على الجيل الناشئ من خلال تعلم القرآن الكريم وترسيخ الهوية الإيمانية والانتماء الراسخ والوعي المسؤول والتربية على مكارم الأخلاق، التثقيف بثقافة القرآن وتعلم مبادئ الإسلام لاكتساب المهارات والقدرات التي ترسخ مستوى المعرفة الذهنية والمعرفة التي يحتاج إليها الجيل الناشئ من خلال ما تقدمه من أنشطة متنوعة من أبرز تلك الأنشطة أنشطة اجتماعية وثقافية وفنية ومهارية وزراعية .
وبينت أنه ومن منطلق هذه الأهمية سعينا للاهتمام بهذه الدورات والإعداد لها من خلال إقامة ورشات على مستوى المحافظات الحرة.
وقالت: في الهيئة النسائية الثقافية العامة المكتب الرئيسي نقيم ورشة مركزية تهدف إلى تدريب وتأهيل العاملات على كيفية إقامة الدورات الصيفية وكيفية متابعتها.
كما نقيم 28 ورشة في المحافظات على مستوى المديريات وما يقارب 500 ورشة على مستوى القرى والأحياء التي يشارك فيها أكثر من 4000 عاملة.
وأضافت: نأمل من مخرجات هذه الدورات أن يرتجي الجيل الناشئ في مختلف مجالات الحياة ليكون دعامة لنهضة حضارية إسلامية، جيلا راقيا في معرفته وأخلاقه واهتمامه..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
طلبة يقولون: “نادمون” على التقديم لجامعات أمريكية بعد خطط إدارة ترامب بتعليق طلبات تأشيراتهم
عبر طلبة من مختلف أنحاء العالم عن قلقهم وحيرتهم، في ظل خطط إدارة الرئيس دونالد ترامب، بالتوقف عن جدولة مقابلات لمنح تأشيرات للطلاب مؤقتاً.
واطلعت شبكة سي بي إس، شريكة بي بي سي في الولايات المتحدة على مذكرة رسمية بهذا الشأن، بينما تستعد وزارة الخارجية لتعزيز التدقيق في حسابات الطلبة على مواقع التواصل الاجتماعي لمقدمي طلبات تأشيرات الطلاب والتبادل الثقافي.
يأتي ذلك، ضمن حملة واسعة يقودها، ترامب، تستهدف بعضاً من أكثر الجامعات الأمريكية نخبوية، والتي يرى أنها ليبرالية بشكل مفرط.
وبالنسبة للطلبة، جلبت هذه التغييرات حالة من عدم اليقين على نطاق واسع، إذ أصبحت مواعيد الحصول على التأشيرات في السفارات الأمريكية غير متاحة الآن، وما يترتب من تأخير قد يترك منحاً دراسية معلقة.
وقال طلبة لبي بي سي، إن حالة الارتباك هذه دفعتهم لتمني لو أنهم تقدموا بطلبات التحاق إلى جامعات خارج الولايات المتحدة.
وقال طالب في مرحلة الماجستير يبلغ 22 عاماً من شنغهاي، لم يرغب بالكشف عن اسمه خوفاً من تعريض تأشيرته للدراسة في جامعة بنسلفانيا للخطر، “أنا نادم بالفعل”.
وعبر الطالب عن شعوره أنه محظوظ لأن طلبه للدارسة حظي بالموافقة، لكن هذا لم يخفف من حالة الغموض التي يعيشها.
“حتى لو درست في الولايات المتحدة، قد أجبر على العودة إلى الصين قبل أن أحصل على شهادتي. هذا أمر مخيف للغاية”، على حد تعبيره.
وعندما سُئلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، عن قرار إيقاف جميع مواعيد تأشيرات الطلبة، قالت للصحفيين يوم الثلاثاء، “نحن نأخذ عملية فحص كل من يدخل البلاد على محمل الجدّ، وسنستمر في القيام بذلك”.
وكجزء من حملته الأوسع على التعليم العالي، قرر ترامب حظر قبول الطلبة الأجانب في جامعة هارفارد، متهماً إياها بعدم بذل جهود كافية لمكافحة معاداة السامية في الحرم الجامعي.
ورداً على ذلك، رفعت جامعة هارفارد، دعوى قضائية، وأوقف قاضٍ قرار حظر ترامب في الوقت الحالي، ومن المقرر عقد جلسة استماع بشأن هذه المسألة في 29 مايو/أيار.
وقال طالب من مدينة قوانغتشو، يدير مجموعة استشارية للطلاب الصينيين الراغبين في الدراسة في الولايات المتحدة، إنه ليس متأكداً من كيفية إسداء النصيحة للمتقدمين لأن الأنظمة تتغير باستمرار.
وأضاف هذا الطالب، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن عدد الطلبة الذين يرون في الولايات المتحدة خياراً ممكناً للتعليم سينخفض.
والتحق أكثر من 1.1 مليون طالب من أكثر من 210 دول بالجامعات الأمريكية في العام الدراسي 2023-2024، وفق “أوبن دورز”، المنظمة التي تجمع بيانات عن الطلبة الأجانب.
وغالباً ما تفرض الجامعات على هؤلاء الطلبة رسوماً دراسية أعلى، وهو جزء أساسي من ميزانياتها التشغيلية.
بالنسبة لعينول حسين، 24 عاماً، من الهند، فإن الآثار المترتبة على التأشيرة مالية وشخصية.
قال حسين إنه كان متحمساً لبدء فصل جديد من حياته في نيوجيرسي، حيث التحق ببرنامج ماجستير العلوم في الإدارة.
وتلقى وثيقة I-20 من الجامعة – وهي ورقة أساسية تسمح له بالتقدم للحصول على تأشيرة طالب أمريكية.
لكن التأخير الأخير في إصدار التأشيرة جعله “قلقاً للغاية” على حد وصفه، مع تأجيل المواعيد في القنصليات أو أصبحت غير متاحة.
ويتعين على الطلبة الأجانب الذين يرغبون في الدراسة في الولايات المتحدة، عادة، تحديد موعد لإجراء مقابلات في السفارة الأمريكية في بلادهم، قبل الحصول على الموافقة.
قال حسين إنه قد يضطر لحجز تذاكر سفر إلى الولايات المتحدة، رغم عدم وضوح الوضع. كما أنه يواجه خطر فقدان منحته الدراسية إذا اضطر لتأجيل دراسته.
كما يتأثر الطلبة البريطانيين كذلك.
وقال أوليفر كروبلي، البالغ 27 عاماً من نورويتش، إنه كان من المقرر أن يدرس في الخارج لمدة عام في ولاية كانساس الأمريكية، لكن هذه الخطة أصبحت في خطر الآن.
وقال كروبلي: “لا أملك حالياً تأشيرة طالب، على الرغم من أنني أنفقت 300 جنيه إسترليني على عملية التقديم”.
والأخبار عن وقف طلبات التأشيرات في الولايات المتحدة “خيبة أمل كبيرة”، على حد تعبيره.
ويواجه، كروبلي، خطر فقدان منحته الدراسية إذا لم يتمكن من إكمال دراسته في الولايات المتحدة، وقد يضطر إلى البحث عن سكن في اللحظات الأخيرة والتنسيق مع الجامعة لضمان عدم تأخُّره أكاديمياً.
قال ألفريد ويليامسون، من ويلز، لوكالة رويترز، إنه كان متحمساً للسفر بعد عامه الأول في جامعة هارفارد، وكان يتطلع للعودة إليها، لكن الآن، لم تصله أي أخبار بشأن تأشيرته، مشيراً إلى أن الأمر “غير إنساني”.
وأوضح “يتم استخدامنا مثل البيادق في لعبة لا نملك السيطرة عليها، وعلقنا وسط تبادل النار بين البيت الأبيض وجامعة هارفارد”.
نادين يوسف و كوه إيوي
بي بي سي نيوز