اعتصام لنقابة عمال وموظفي المعاينة الميكانيكية امام وزارة الداخلية احتجاجا على اقفالها
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
نفذت الهيئة التأسيسية لنقابة عمال وموظفي المعاينة الميكانيكية اعتصاما تحذيريا امام وزارة الداخلية والبلديات، وقطعوا الطريق احتجاجا على "استمرار المماطلة واللامبالاة بمصير هذا القطاع وعماله بعد مرور سنتين على إيقاف العمل في المعاينة الميكانيكية ولرفع الصوت لإعادة العمل إلى هذا القطاع. وأشار المعتصمون إلى انه "على الرغم من كل الوعود، لم نعد إلى عملنا وما زلنا من دون اي مورد او راتب"، وأسفوا "للحالة التي وصلت اليها مراكز المعاينة الميكانيكيّة المتروكة إلى مصيرها، حيث النهب والتخريب فيها أدى إلى خسائر بملايين الدولارات، فمن سيدفع الفاتورة، اليس نحن والمواطن؟"، مستغربين "الحال التي وصل اليها هذا القطاع، ولماذا هو متروك؟، فلو اتخذت الإجراءات السليمة منذ سنة او اشهر لما وصل الوضع إلى ما هو عليه، حيث يسود النهب والخسائر في المعدات والأبنية، فمن المسؤول عما وصلنا اليه؟".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: هذا القطاع
إقرأ أيضاً:
عادل امام .. تنبؤات امة بلا وعي !
بقلم : حسين الذكر ..
تعد مجموعة مسرحيات الممثل العربي القدير عادل امام ( شاهد مشفش حاجة ، ومدرسة المشاغبين ، والود سيد الشاغل ، والزعيم ) من روائع الفن الناقد البناء الهادف الصريح ، اذ شكلت نقدا لاذعا في وقت لم يستطع احد يتفوه (بالمليان) امام جبروت عالم كانت الجماهير مقيدة والافواه ملجمة حد التكميم ، حينما انتشرت مسرحية الزعيم منتصف التسعينات وهي الاخيرة من رباعياته الفنية الرائعة ، تم تهريب بعض النسخ الى العراق المحاصر المكبل انذاك ، وقد وقعت بعض تفاصيل العرض كالبلسم على مسامع وعيون المشاهد الذي كان يتابعها بالخفية ويشعر بعادل امام وكانه يعبر عما في الضمير العراقي ، حينما كان يصيح : ( عاش الزعيم الاوحد ، بالروح بدم نفديك يا زعيم ) .
برغم مرور حوالي اربعة خمسة عقود على اول عرض مسرحي لشاهد مشفش حاجة ، الا انها ما زالت تعرض بصورة مؤثرة بالمتلقي ومعبرة عن الواقع الذي تجيش اهاته بصور وحركات وكلمات دقيقة جدا ، حتى ان الضحك المستمر حد الهستريا لا يؤثر على جدية المسرحية ولا يخرجها من سياقها الفني الهادف . هنا يكمن سر نجاح امام في تعبيره عن خلجات الشارع العربي عامة ، بضحكات متغلغلة الأعماق دون حاجة الى تهريج وصخب ممل ، وهذه احد اهم مميزات عبقرية عادل امام الذي تميز عمن سواه برغم كثرتهم .
أصبحت سياسة شبكات الاتصال وبرامج التواصل العربية استهدافية لجيوب المواطنين بل لفكره وقيمه بالدرجة الأولى ، فزخ البرامج والتواصلية متلاطمة كل يوم يفرضوا عليك شيء جديد .. وسيل الرسائل المزعجة يترى ليل نهار وبالساعات المتكررة او دون ذلك ، لا هدفية واضحة الا تشجيع وربما تمويه المواطن للشراء والصرف والاستقطاع الانترنيتي والرصيدي ثقافة الاستهلاك اصبحت دين يدان به بل ثقافة عامة مخجل من يعمل دونها .. شكاوى اهل الوعي لم يعد احد يسمعها بل ان اقدام طوابير الحفاة تدوسهم حد الاختناق .. حتى الان لا أجوبة شافية لاي من المؤسسات .. الا بما يثير شك وجهات صرف وتمويه جديد .. وقد قال احدهم ان رصيده الأسبوعي خلص برغم عدم اتصاله ولا مرة وقد علق بطريقة ساخرة : ( قطعوا تلفون الشقة مع اني معنديش تلفون) .
الكثير من متفنني استغلال الشعوب وتجهيلهم بل والسيطرة على الراي العام وتوجيهه وتوظيفه كما يريد الاخر ، اخذوا يبتدعوا طرق شتى لاستهلاك ما في جيوب وعقول المواطن اذ لم يكتفوا : ( بالكنتاكي والبرغر والصوصج والدلفري والالعاب الالكتروينة المقامرة .. وغير ذلك الكثير وما خفي كان اعظم ..) . فبعض الموظفين لم يعد راتبه يكفي لموبايلات زوجته واولاده برغم حجم راتبه الذي اصبح كارتونيا اكثر من أي وقت مضى .. الاطفال مع لعبهم الدائم بالموبايل وبعمر سنة او سنتين اصبحوا يتعرضوا لامراض جديدة من قبيل التوحد الذي لم يكن له وجود في مجتمعاتنا البسيطة فضلا عن امراض العيون والتمرد على الاباء وغير ذلك اكثر .. فعلا المجتمعات العربية في حيرة من امرها .. لم تعد الدراسة كما كانت عليه ايام زمان حيث كانت شهادة الابتدائية كفيلة ببث نوع من الوعي قادر بموجبه التفريق بين الضرر والفائدة .. اما اليوم ومع زخ الشهادات العليا وتفريخ الجامعات وتوزيع الدكتوراه الفخرية والعاطفية وربما الجنسية … عبر الانترنيت مع توفير البحوث المجانية غدت عملية الوعي سطحية حتى عند ادعياء الوعي وربما الذين يحاضرون فيه ..
لم يعد يمر شيء .. فكل شيء بلا تمحيص ولا مراقبة ولا توجيه .. كل الضخ الاعلامي يدخل البيوت من السرير حتى القرير .. لا معلومة لا نصيحة لا وصية الا بمرورها عبر شبكة عنكبوتية لا يعرف سرها ووجعها .. الا اولئك المتعمقين بتحسس الام الامة وهم الاكثر ضررا وتهميشا من هذه الامة .