كتب - محمد أبو بكر:

كشفت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، أنه يجري الآن التحضير لفعاليات النسخة القادمة من المبادرة الرئاسية "إحياء الجذور – نوستوس"؛ لخدمة دول المبادرة الثلاث مصر واليونان وقبرص.

جاء ذلك خلال استقبال الوزيرة سها جندي، لنيكولاس باباجيورجيو، سفير اليونان لدى مصر، الجمعة، لبحث تعزيز سبل التعاون في الملفات المشتركة.

وشددت وزيرة الهجرة - خلال اللقاء - على أن العلاقات المصرية اليونانية ضاربة بجذورها في عمق التاريخ، بل وشهدت نقلة نوعية على مختلف الأصعدة السياسية، والاقتصادية والثقافية وأصبحت نموذجًا يحتذى في التعاون الثنائي، الذي يؤكد عمق وثبات العلاقات الاستراتيجية المتميزة بين البلدين.

ونوهت بمستوى التنسيق السياسي المتميز بين الدولتين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، معربة عن تقديرها لمواقف اليونان تجاه مصر، سواء على المستوى الثنائي أو في الإطار الأوروبي، إلى جانب التعاون المثمر على صعيد التعاون الثلاثي مع قبرص.

وأضافت أنه منذ إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي في 2017 للمبادرة الرئاسية "إحياء الجذور- نوستوس" وهي تمثل اللبنة الأولى على مستوى العالم لاحتفاء دولة بحجم مصر بالجاليات الأجنبية التي عاشت على أرضها، إذ تستهدف ترسيخ التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص، وتعزيز الترابط بين شعوب الدول الثلاث.

وأوضحت أن أحد أول الملفات التي تناولتها بعد توليها المسئولية كانت استضافة الاجتماع الثلاثي بالقاهرة بين زملائها المناظرين المعنيين بملفات الجاليات في اليونان وقبرص، معربة عن تطلعها للاجتماع رفيع المستوى في دورته القادمة باليونان.

واستعرضت الوزيرة تطور مقترح الفيلم التسجيلي عن الجاليات الأجنبية في مصر بالتعاون مع اليونسكو في إطار ملف التعاون الإنساني الخلاق، كما تطرقت للأبعاد الخاصة بالاستراتيجية المشتركة لمواجهة الهجرة غير الشرعية، مشيرة إلى جهود وزارة الهجرة المصرية في ملف التدريب من أجل التوظيف بالتعاون مع مختلف الدول.

ولفتت إلى أهمية تفعيل مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين وزارة الهجرة اليونانية ووزارة العمل المصرية بشأن العمالة الموسمية المصرية والتي لم تفعل إلى الآن، واعدة بالتنسيق مع جهات الدولة المعنية والمساعدة في تحريك هذا التعاون الذي من شأنه أن يخدم أهداف التعاون بين البلدين.

من جانبه، أشاد نيكولاس باباجيورجيو، بالتطور الراهن الذي تشهده العلاقات المصرية اليونانية، والدور المحوري الذي تضطلع به مصر كأحد ركائز الأمن والاستقرار في منطقة المتوسط، مؤكداً استمرار دعم بلاده لمصر خاصة في ظل التحديات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، ومرحبا بالتعاون والتنسيق مع وزارة الهجرة بصدد إعداد النسخة القادمة من مبادرة "إحياء الجذور – نوستوس" حتى تخرج بشكل مشرف يليق بالدول الثلاث وتؤتي ثمارها المرجوة.

وعن التعاون بين البلدين فيما يتعلق بقضايا الهجرة، أكد سفير اليونان في مصر ، أن بلاده تدرك تماما الدور الذي تضطلع به مصر في مواجهة الهجرة غير الشرعية، وأن اليونان أوضحت هذه الجهود لشركائها الأوروبيين مرارا وتكرارا.

وكشف عن الإعداد لزيارة وزير الهجرة اليوناني الجديد إلى مصر قريبًا لبحث هذا الملف، حيث إن هناك هدفا مشتركا يتمثل في التخلص من الهجرة غير الشرعية وفي المقابل تشجيع الهجرة النظامية، مستعرضا التطورات الخاصة باتفاقية العمالة الموسمية، مشيرة إلى أن اليونان من جانبها على أتم استعداد لتفعيل الشق الخاص بها في هذا الاتفاق الذي يخدم البلدين، شاكرا وزارة الهجرة لحرصها على التدخل لتسريع وتيرة تنفيذ هذا الاتفاقية التي من شأنها أن تضع لبنة متميزة للتعاون بين الجانبين.

واستعرض الجانبان، خلال اللقاء، مختلف الفعاليات المرتبطة بالتعاون في إطار مبادرة إحياء الجذور، وخصوصا في مجالات الشباب والسياحة، بجانب العديد من الموضوعات التي يتعين تطوير التعاون المشترك بشأنها في إطارها الاستثمار، ومؤتمر (أصدقاء نوستوس) 3+1 المقرر عقده في باريس لتعظيم وتكامل التعاون بين الجاليات الثلاث في دول صديقه لتعظيم عملية التنمية، كما تم التطرق للتعاون في مجالات السياحة البحرية وسياحة اليخوت والسياحة الدينية والسياحة العلاجية والتي من شأنها الترويج للدول الثلاث كمقاصد سياحية، وكذلك سياحة الطعام لتعكس التوافق والقواسم التاريخية المشتركة بين هذه الشعوب.

كما اتفق الجانبان أيضا على الترتيب والتنسيق بشأن استراتيجيات مكافحة الهجرة غير الشرعية، والموافاة بكل ما هو جديد في هذا الشأن، وتطوير فرص التكامل وخصوصا مع وجود فكر وتاريخ وتطلع إلى مستقبل مشترك يجمع الدولتين.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: لقاح أسترازينيكا مقاطعة الأسماك الطقس أسعار الذهب التصالح في مخالفات البناء سعر الدولار سعر الفائدة رد إسرائيل على إيران الهجوم الإيراني رأس الحكمة فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان السفيرة سها جندي وزيرة الدولة للهجرة العلاقات المصرية اليونانية الهجرة غیر الشرعیة إحیاء الجذور وزارة الهجرة

إقرأ أيضاً:

ما الذي يجري في محافظة حضرموت؟ وكيف تطور الأمر من فعالية استعراضية إلى الصدام المسلح؟

تعيش محافظة حضرموت وضعا مضطربا منذ أيام، وتحولت لواجهة الأحداث في اليمن، بعد سلسلة من الأحداث العاصفة التي تشهدها، وأدت لاندلاع توتر، وحالة من التحشيد العسكري، والنشاط القبلي، وصمت مستمر من الأطراف الفاعلة.

 

وخلال أقل من عشرة أيام تسارعت وتيرة الأحداث والتطورات في المحافظة بشكل ملفت، بدءا من تصريح القائد الأمني الغامض في قوات الانتقالي أبو علي الحضرمي، وتهديده باجتياح حضرموت، وتوعده بالمواجهة مع حلف قبائل حضرموت.

 

بدأت القصة مع إعلان المجلس الانتقالي المطالب بانفصال اليمن والممول من دولة الإمارات بإقامة فعالية جماهيرية بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين لعيد الاستقلال عن الاستعمار البريطاني، لكن الأحداث بدأت تأخذ منحى أخر.

 

 

رفع الانتقالي شعار السيطرة على المحافظة، وبدا بارسال القوات والعتاد إلى حضرموت، ثم تصاعدت موجة الأحداث، وفي ذات الوقت انتبهت قبائل حضرموت لما يجري، وسارع حلف قبائل حضرموت الذي يضم العديد من القبائل للاحتشاد، وكشفت خفايا تدخل الانتقالي، ومساعيه للسيطرة على حقول النفط، وموانئ المحافظة التي بات أغلبها في قبضة الإمارات منذ سنوات.

 

أحكم الحلف قبضته على شركة بترومسيلة، وعزز من انتشار قواته، بعد عقد لقاء حاشد في هضبة حضرموت، وهنا برز اسم المحافظ مبخوت بن ماضي الذي عمل على تهدئة الأمور، لكن الوضع خرج عن السيطرة، وفجأة يصدر رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي قرارا بإقالة بن ماضي، وتعيين المحافظ السابق سالم الخنبشي بديلا له.

 

لم يصل المحافظ الجديد مقر عمله في المكلا حتى تسارعت الأحداث من جديد، أكمل الانتقالي فعاليته في وادي حضرموت، لكنه خرج بخطاب انفصالي يهاجم المنطقة العسكرية الأولى، ويواصل رفع شعاره بالانفصال، ثم قرر الاعتصام أمام المنطقة.

 

في ذات الوقت تدفقت الحشود العسكرية للانتقالي من عدة محافظات، بالتزامن مع خطاب مليئ بذات العبارات التي سبقت سقوط صنعاء، وصدرت من قبل قيادات في المجلس الانتقالي، عن الإخوان المسلمين، وغيرهم، وهو ذات الشعار الذي ترفعه الإمارات كغطاء لها بالتدخل في أكثر من بلد.

 

 

يحدث كل هذا في ظل صمن من مجلس القيادة الرئاسي، ورئيس الحكومة، وأعضاء البرلمان، والأحزاب السياسية، وكل الأطراف الفاعلة في اليمن، بل ومن المبعوث الأممي، واللجنة الرباعية، ومختلف الدول المتصلة بملف اليمن.

 

في هذه اللحظة يخرج رئيس حلف قبائل حضرموت عمرو بن حبريش ليعلن أن المحافظة تتعرض لغزو مسلح من آلاف المسلحين القبليين القادمين من الضالع ويافع، وهي المناطق التي تغذي الانتقالي بالعناصر البشرية المسلحة.

بن حبريش اتهم الإمارات ضمنيا بالتواطؤ مع المجلس الانتقالي، مثلما تطرق للدور الصامت للسعودية، متوعدا بالتصدي، قائلا بأنهم يتعرضون لهجوم على مناطقهم، وأن الانتقالي يسعى لاحتلال المحافظة، ورفض أجندته، ووضعها ضمن مشروعه الانفصالي.

 

تمسكت القبائل برفض وصول القوات القادمة من خارج المحافظة، لكن الانتقالي لم يتوقف عن استمرار الدفع بالعتاد العسكري، والوصول للمعسكرات، مستفيدا من تسهيلات قدمتها المنطقة العسكرية الثانية للقوات التي استقدمها.

 

 

في غضون ذلك تكشف معلومات نشرتها وسائل إعلام محلية عن مخطط يراد تمريره في حضرموت، المعلومات أفادت أن رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي غض الطرف عن سيطرة الانتقالي وفقا لصفقة سعودية إماراتية، تقضي بتسليم حضرموت للانتقالي، وامتنع عن الحديث في هذه القضية، ومثله فعل وزير الدفاع الذي أوهم الأطراف المحلية بعدم وجود مخطط للهجوم على حضرموت، لكن اتضح أن ما قاله كان تواطئا واضحا لاسقاط المحافظة.

 

المعلومات كشفت عن وصول ضباط سعوديين إلى المنطقة العسكرية الأولى لتسهيل توغل الانتقالي، والإشراف على تسلمه لمفاتيح المدينة، وتشير أخرى إلى أن السعودية تسعى لتسليم المنطقة العسكرية الأولى لقوات درع الوطن التي تمولها منذ سنوات.

 

 

في خضم هذا المشهد ظهر قائد المنطقة العسكرية الأولى اللواء الركن صالح الجعيملاني، متفقدا عددًا من المواقع الأمامية التابعة للمنطقة، للاطلاع على سير المهام والواجبات القتالية في مسرح العمليات، واعتبر ذلك بمثابة رد على مزاعم إعلام المجلس الانتقالي بقرب السيطرة على المنطقة.

 

وفي المقابل تحدث محافظ حضرموت عن مساع للتهدئة، وإحلال الوساطة، معتبرا ذلك الطريق الأمثل لتجاوز أي خلاف، داعياً الجميع إلى التحلي بروح المسؤولية والعمل معًا لتعزيز الأمن والسلم الأهلي، وفقا لتصريحاته لقناة الحكومة الرسمية، وسارع للقاء لجنة الوساطة والسلم الأهلي بغية التهدئة للأوضاع، بينما استمر الانتقالي بعملية التحشيد، يقابله صمت من مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة، والأطراف المتصلة بالملف اليمني.


مقالات مشابهة

  • ما الذي يجري في محافظة حضرموت؟ وكيف تطور الأمر من فعالية استعراضية إلى الصدام المسلح؟
  • ختام فعاليات المبادرة الرئاسية "تمكين" فى جامعة الفيوم
  • علوم الارض تفوز على نادى بنى سويف الرياضى ضمن المبادرة الرئاسية "100 يوم رياضة"
  • وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية تقترح حظر سفر كامل على بعض الدول.. وصفتهم بالقتلة
  • شاهد.. ما الذي يجري في حضرموت؟ تفاصيل مؤامرة داخلية وخارجية
  • هيئة الأزياء تعيد "إحياء التراث السعودي" بتدريب المصممين الواعدين
  • صمتٌ مريب… وازدواجية فاضحة: ما الذي يجري في أربيل؟
  • وزيرة التنمية المحلية: المبادرة الرئاسية حياة كريمة غيرت شكل الريف المصري
  • محافظ الجيزة: إنجاز ٩٥% من مشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"
  • وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ وحدات المبادرة الرئاسية "سكن لكل المصريين" لمحدودي ومتوسطي الدخل