تبذل الدولة، ممثلة فى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، جهوداً كبيرة لإنتاج غذاء صحى آمن للمواطنين على عدة محاور، منها الاستخدام الآمن للمبيدات والأسمدة، وتطوير وسائل مكافحة الآفات الزراعية، إلى جانب إنشاء معامل على أعلى مستوى لأمراض النباتات وتحليل المبيدات، إلى جانب فحص الأغذية، سواء المطروحة فى الأسواق المحلية أو للتصدير، وأثمرت هذه الجهود زيادة الطلب على السلع المصرية فى الخارج، كما أن تلك الطرق قللت بشكل كبير تعرُّض المواطنين فى الداخل لأى مشكلات بسبب تناول السلع الغذائية الزراعية.

كما تولى الوزارة اهتماماً كبيراً بالتوسع فى استخدام وسائل المكافحة الحيوية والأسمدة العضوية للحد من «المبيدات والأسمدة الأزوتية»، كما تهتم بالتدريب، حيث يتم عقد دورات تدريبية بمختلف المحافظات للتعريف بأنواع المبيدات، والتوقيت المناسب للرش، وتعليم أساسيات المكافحة المتكاملة للآفات بهدف ضبط منظومة التداول والاستخدام الآمن، ولضمان أمان المنتجات الزراعية على صحة الإنسان.

ومن بين الجهود التى تبذلها الدولة فى مجال الأغذية تحليل متبقيات المبيدات فى الأغذية وغيرها من المنتجات التى يستهلكها المواطنون من خلال المعمل المركزى لتحليل متبقيات المبيدات «QCAP» الذى يُعتبر بوابة عبور المنتجات التى يتم استيرادها من الخارج، كما أنه بوابة أخرى يستخدمها المصدرون الراغبون فى فتح أسواق جديدة خارجية للمنتجات المصرية من خلال دوره فى منح شهادات معتمدة بنسب متبقيات المبيدات فى الأغذية.

أقسام «QCAP» عديدة، ومنها قسم متبقيات المبيدات، الذى بدأ فى عملية تحليل متبقيات المبيدات فى الأغذية والبيئة منذ عام 1995 باستخدام أجهزة التحليل الكروماتوجرافى ذات الكواشف المختلفة، وهناك مميزات عديدة للقسم، من بينها أنه مجهز بأحدث التقنيات ليتلاءم مع ما هو مستخدم من أجهزة بالمعامل العالمية، إضافة إلى أن المعمل لديه الكوادر المدربة والمؤهلة للقيام بهذه التحاليل وفقاً لأحدث طرق التحليل العالمية.

«الصاوى»: المعمل يطور طرق التحليل لتشمل 500 مبيد بمستوى فائق من الدقة

وبحسب د. سناء الصاوى، رئيس القسم، قام المعمل مؤخراً باستخدام وتطوير طرق تحليل متبقيات المبيدات لتشمل أكثر من 500 مبيد بمستوى فائق من الدقة يصل إلى 0.01 جزء فى المليون لتتوافق مع المواصفات القياسية الدولية: «تشمل طريقة التحليل جميع المجاميع الكيميائية من مبيدات الآفات، كما تشمل المركبات الفردية من المركبات القطبية وتتضمن قائمة التحليل خيارات واسعة وتغطى المبيدات المسجلة فى مصر».

فى تعريفها لمتبقيات المبيدات تقول «الصاوى» إنه حين يقوم المزارع برش المبيدات لمكافحة الآفات أو غير ذلك من الأمور التى تتطلب استخدام مبيدات، تظل تلك المبيدات موجودة لفترة معينة على النبات، ولكن تقل نسب وجودها بمرور الوقت، من خلال عملية التكسير التى يتعرض لها المبيد، حتى يحين موعد الحصاد وهنا يتبقى جزء صغير منه يطلق عليه متبقيات: «وجود المبيد فى المأكولات دون تكسير يعرّض صحة الإنسان للخطر، لذلك جميع الدول حددت نسب متبقيات المبيدات فى المأكولات حتى لا تؤثر على الصحة العامة للإنسان، من خلال تحديد نسبة معينة من المتبقيات، لو زادت عن هذا الحد المسموح به يتم رفض تلك العينة، وطبعاً النسبة تختلف من دولة لأخرى».

مراحل تحليل العينة تبدأ من تحديد الهدف من إجراء الفحص عليها من خلال العميل الذى يُحضر عينته لأخذ شهادة معتمدة من المركز يستخدمها فيما بعد لتقديمها للجهات المعنية فى حالة التصدير، أو استخدامها فى السوق المحلية: «العميل يجيب العينة عندنا فى الريسيبشن، وهنا بناخد منه كل البيانات الخاصة بالعينة، زى نوعها وجاية منين، وكمان بيتم تحديد نوع التحليل المطلوب فيها وكل ده بيتم كتابته بدقة فى الاستمارة اللى بتتحول بعد كده لطلب تشغيل».

بعد انتهاء مرحلة التسجيل وبدء مرحلة التشغيل، يتم طباعة أوردر التشغيل هذا، وتمر العينة بعدة مراحل أخرى حتى تصل إلى المحلل «المختص الذى يقوم بفحص العينة» الذى يتعامل معها فنياً بعد طحنها: «التحليل بيتم باستخدام أحدث الأجهزة فى العالم، وعلشان نضمن دقة نسب التحليل كل سنة بنغير أجهزتنا ونطورها وفقاً لأحدث طرق التحليل العالمية، وده لأن الأجهزة كل ما تتطور كل ما بيكون حساسيتها لمتبقيات المبيدات أكثر دقة».

بعد انتهاء مراحل التحليل المختلفة يحصل العميل على شهادة معتمدة من المركز توضح نسب متبقيات المبيدات فى العينة التى تم تحليلها، وفى حالة تجاوز نسب المتبقيات النسبة التى تحددها الدولة المستوردة يتم إخبار العميل بهذا الأمر حتى لا يتكبد خسائر مادية فادحة فى حالة التصدير، لأن ذلك قد يؤدى إلى رفض الشحنة بأكملها من جانب الدولة المستوردة.

من بين الأقسام الرئيسية فى المعمل المركزى لتحليل متبقيات المبيدات قسم العناصر الثقيلة، الذى يختص فى الكشف عن العناصر والمعادن الثقيلة فى كل من المنتجات الغذائية والبيئية، حيث يتم تحليل العناصر الثقيلة التى تشكل خطورة على الإنسان والبيئة.

وبحسب د. منى خورشيد، المدير الفنى للمعمل ورئيس قسم العناصر الثقيلة، فإنه من أجل تلبية احتياجات العميل وإعطاء نتائج سريعة وموثوق بها، يوفر المعمل أحدث أجهزة تقدير العناصر الثقيلة، ومنها جهاز الامتصاص الذرى، وجهاز بلازما الحث المزدوج ICP، وجهاز ICP-MS الذى له القدرة على تقدير معظم عناصر الجدول الدورى بمستوى تقدير يصل إلى جزء فى التريليون ppt، كما يمكنه تقدير أكثر من عنصر فى العينة الواحدة، وكذلك يمكنه تقدير مشابهات العناصر: «القسم تطور بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة بفضل اهتمام الدولة بالتطوير والتحديث المستمر لجميع الأقسام بالمعمل».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الغذاء الآمن متبقيات المبيدات تجهيز العينات الطحن من خلال

إقرأ أيضاً:

"الوطنية للصحافة" تهنئ "الأهرام" بجائزة التميز الإعلامي العربي للمرة الخامسة

الشوربجي: المؤسسات القومية تزخر بقامات صحفية كبيرة وكوادر تثري المهنة

تقدّمت الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة المهندس عبدالصادق الشوربجي بخالص التهنئة، لمؤسسة الأهرام لفوزها بجائزة التميز الإعلامي العربي، حيث فازت مجلة "الأهرام العربى"، بجائزة الصحافة العربية للمرة الخامسة خلال السنوات السبع الأخيرة، والتى يقدمها نادى دبى للصحافة في فئة الصحافة السياسية عن موضوع كتبه الزميل محمد عيسى، تحت عنوان "الطائرات المسيرة.. شبح الخطر القادم". 

تسلم الزميل محمد عيسى، الجائزة خلال حفل أقيم يوم 27 مايو الجارى، بالتزامن مع فعاليات "قمة الإعلام العربى" بحضور نخبة من القيادات الإعلامية والعربية وكِبار الكتاب والإعلاميين ورؤساء كبرى المؤسسات الإعلامية العربية ومدراء تحرير الصحف والمواقع الإخبارية والمنصات الرقمية فى الوطن العربى".

وأكد “الشوربجي” أن المؤسسات الصحفية القومية تزخر بالعديد من القامات الصحفية المتميزة التى حصدت جوائز محلية وإقليمية ودولية في مجالات متعددة، وأشار إلى إمتلاك المؤسسات بمختلف إصداراتها كوادر صحفية مميزة تثري المهنة بفنون العمل الصحفي على إختلاف أشكالها وتنوعها، وتتناول العديد من القضايا والأفكار بفكر مستنير ورؤية قائمة على الحقائق والأدلة ومن مصادرها الموثوقة والمتخصصة، كما أثنى سيادته على التطور الملموس الذي تشهده مجلة الأهرام العربي خلال السنوات الأخيرة برئاسة الكاتب الصحفي جمال الكشكي رئيس التحرير، والذي جاء نتيجة جهود متواصلة من فريق العمل.

"الأهرام العربي" سبق أن فازت بالجائزة فئة الصحافة السياسية فى دروتها الـ22 والتى أقيم حفل توزيع جوائزها فى سبتمبر عام 2023، عن موضوع نشرته المجلة تحت عنوان "الحرب الروسية – الأوكرانية ليست أولها.. حروب الغرب الطويلة وصعود الشرق حول الصين" كتبه الزميل أحمد دياب.

كما حصدت المجلة جائزة مرتين: الأولى فى الدورة الـ20، عن موضوع نشر تحت عنوان "تاريخ الأوبئة بين الدين والخرافة" كتبه الزميل عزمى عبد الوهاب، الذى تسلم الجائزة فى حفل أقيم خلال منتدى الإعلام العربى الذى أقيم فى نوفمبر 2021.

والمرة الثانية التي حصدت فيها المجلة جائزة الصحافة الثقافية، فى الدورة الـ18، كانت عن عمل بعنوان "محمود درويش في مصر.. أنا ابن النيل وهذا الاسم يكفينى"، كتبه الزميل سيد محمود، الذى تسلم الجائزة خلال حفل أقيم فى مارس 2019.

مقالات مشابهة

  • سفير أوزبكستان بالقاهرة يتفقد المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات
  • انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق مطعم شهير بمصر الجديدة
  • رحلة إيمان وخدمات متكاملة: حجاج ليبيا يصلون مكة في موسم حج استثنائي
  • محمد محمود يكتب: التصدعات بين الفيفا واليويفا.. تحركات إينفانتينو الـدبلوماسية وأولويات مثيرة للجدل
  • "الوطنية للصحافة" تهنئ "الأهرام" بجائزة التميز الإعلامي العربي للمرة الخامسة
  • برلماني يطالب بإقامة مشروعات للتصنيع الزراعي داخل منطقة غرب المنيا
  • معركة هارفارد وضرب غزة بالنووي
  • حرب الرسوم تبدأ بـتحرير ترامب وتنتهي بارتباك العالم
  • الميراث.. "قصة حزينة"
  • اليسير يقترح خارطة طريق تبدأ بإسقاط الحكومة وتنتهي بانتخابات