نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا، أعدّته سمر سعيد، وكاري كيلر، لين وغوردون لوبود، قالوا فيه إن الولايات المتحدة تستخدم ورقة وجود حماس في قطر للضغط على الدولة المضيفة، وتحقيق صفقة في المفاوضات بشأن الهدنة. 

وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة طلبت من قطر طرد الجناح السياسي لحركة حماس لو لم توافق الحركة على وقف إطلاق النار في محادثات برهانات عالية تعقد في القاهرة.

فيما قال مسؤول إن "قطر التي تستقبل حماس منذ عام 2012 مستعدة لتلبية الطلب الأمريكي، في وقت رفضت فيه وزارة الخارجية التعليق". 

وتعلّق الصحيفة بأن التحرك الأمريكي هو إشارة عن الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة على حماس كي توافق على اتفاقية وقف للنار في غزة، حيث قتلت الحرب حتى الآن أكثر من 34,000 شخص. 

وأثارت المخاوف على حياة المدنيين السياسة الداخلية الأمريكية، وأشعلت موجة من احتجاجات الطلاب في حرم الجامعات الأمريكية، وباتت تهدد حظوظ الرئيس، جو بايدن، في ولاية ثانية. 

وقام وزير الخارجية الأمريكية، أنطوني بلينكن، بجولة في الشرق الأوسط، الأسبوع الماضي، حيث التقى المسؤولين العرب والإسرائيليين. وقال بلينكن، الجمعة، في أريزونا: "الواقع الذي يقف الآن بين سكان غزة ووقف إطلاق النار هو حماس، والقبول بوقف إطلاق النار أمر لا يحتاج إلى تفكير". 

وتعلّق الصحيفة بأن حماس واعية بالضغوط على قطر لطرد القيادة السياسية ولديها بدلا عن القاعدة السياسية، حسب قول مسؤول، السبت. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد نشرت خبر الطلب الأمريكي من قطر لطرد حماس أولا. ووصل الوفد القطري ووفد حماس إلى القاهرة، السبت، وانضموا إلى مدير الاستخبارات الأمريكية، ويليام بيرنز، الذي وصل قبل يوم.

وتدخل زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، ولأول مرة، في تفاصيل المفاوضات، الجمعة، حيث قال إن العرض هو أقرب شيء تتلقاه الحركة، لكنه طرح عددا من التحذيرات، حسب قول الوسطاء. ومن المتوقع أن تقدم حماس خطة مضادة وفي وقت قريب. 

وتقول الصحيفة إن العرض متوقف على مطالب حماس بوقف دائم لإطلاق النار، في وقت تصر فيه دولة الاحتلال الإسرائيلي على حقها بمواصلة الحملة العسكرية لتدمير الحركة عسكريا. وتطالب حماس بضمانات دولية، وأن دولة الاحتلال الإسرائيلي سوف تدخل في مفاوضات لتحقيق فترة هدوء مستدامة، حسب قول الوسطاء العرب. 

وقال المسؤول البارز في حماس، غازي حمد، إن الحركة لا تزال تنظر بالمقترح وتفكر بالرد. ورفض حمد التعليق على رد السنوار على المقترح. وقال وزير الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، إن دولة الاحتلال الإسرائيلي لم تتلق بعد ردا من حماس، ولم ترسل بعد وفدا إلى القاهرة، حسب قول مسؤول إسرائيلي. 

وقال مسؤول إسرائيلي آخر إن دولة الاحتلال الإسرائيلي لم توافق على ضمانات لوقف الحرب، وقال إن مطالب حماس تعتبر معوقا للتوصل إلى اتفاق. وأخبرت دولة الاحتلال الإسرائيلي الوسطاء بأنها ستمضي قدما بالهجوم المخطط له ضد رفح لو لم يتم التوصل إلى اتفاق قريبا، وذلك حسب قول المسؤولين المصريين. إلا أن بلينكن قال يوم الجمعة إن الولايات المتحدة لن تدعم هجوما شاملا ضد رفح. 

إلى ذلك، يواجه رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ضغوطا من حلفائه المتطرفين الذين يهددون بالخروج من الائتلاف لو قبل باتفاقية وقف إطلاق النار. وقال نتنياهو إن دولة الاحتلال الإسرائيلي ستمضي في حملتها العسكرية ضد رفح باتفاق أو من دونه. 


وتشمل الخطة الأخيرة على مراحل لتخفيض التوتر، وتشمل تبادل الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، مقابل السجناء الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلية. وتشتمل المرحلة الأولى على فترة هدوء لـ40 يوما، تطلق فيها حماس 33 أسيرا إسرائيليا، وهناك إمكانية للتفاوض على وقف للنار طويل الأمد. 

أما المرحلة التالية، فتشتمل على 6 أسابيع وقف إطلاق النار، حيث تتفاوض حماس للإفراج عن مزيد من الأسرى وفترة توقف عن القتال قد تستمر لعام. وفي إشارة عن تقدم، تقول حماس إنها قد تمضي بالمرحلة الأولى وتبدأ عملية التبادل دون التفاوض على وقف دائم للقتال، حسب قول بعض الوسطاء. إلا أن الحركة تريد ضمانات من طرح الموضوع في النقاشات اللاحقة. 

وكانت حماس قد وافقت على فترة توقف قصير للقتال في تشرين الثاني/ نوفمبر، حيث جرى تبادل سجناء فلسطينيين مقابل أسرى لديها. ولم تنجح المحاولات الأخرى في التوصل إلى صفقة، وذلك بسبب عدم اتفاق الطرفين على نقاط، مثل عودة المشردين إلى شمال غزة، والالتزام بطريق يقود لوقف الحرب.

ويقول المسؤولون المصريون إن حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي اتفقتا على تفاصيل تبادل السجناء والأسرى بناء على المقترح. ويقول وسطاء عرب إن الجناح السياسي يبحث عن مكان بديل، وسط زيادة الضغوط على قطر وفشل المفاوضات. 


وتقول دولة الاحتلال الإسرائيلي إن آخر تشكيلات حماس العسكرية موجودة في رفح، إلا أن المسؤولين المصريين يتحدثون عن تأجيل للعملية العسكرية ضد المدينة في جنوبي غزة لو تم التوصل إلى اتفاقية. وتعارض الولايات المتحدة العملية العسكرية؛ نظرا لمخاطر سقوط مزيد من الضحايا المدنيين، ومفاقمة الأزمة الإنسانية التي يحذر مسؤولون أمميون أنها دخلت وضع المجاعة.

وتعتقد الولايات المتحدة أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تستطيع تحقيق أهداف الحرب دون غزو المدينة، وكرر بلينكن، الجمعة، موقف الولايات المتحدة من الخطة الإسرائيلية لإجلاء المدنيين، وأنها غير كافية، حيث قال: "في غياب الخطة، فإننا لا نستطيع دعم عملية عسكرية واسعة في رفح، وبسبب الضرر الذي سوف تقود إليه، وسيتجاوز المقبول".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية قطر غزة واشنطن غزة قطر واشنطن المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة الاحتلال الإسرائیلی الولایات المتحدة وقف إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

مستشار نتنياهو يكشف ملامح رؤيته في غزة: لا دولة فلسطينية أو إعمار دون نزع السلاح

كشف رون دريمر، وزير الشؤون الاستراتيجية وأحد أبرز مهندسي السياسة الإسرائيلية في مكتب نتنياهو، عن خطوط عريضة لرؤية الاحتلال الإسرائيلي لما بعد الحرب في غزة، متحدثا بوضوح عن رفض إقامة دولة فلسطينية، واشتراط نزع سلاح المقاومة، كشرط لأي إعمار أو ترتيبات إدارية في القطاع.

وفي إحدى الحلقات الحوارية عبر بودكاست نُشر مؤخرًا، قال دريمر إن السعودية لن توافق على تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي ما لم تكن غزة قد وُضعت على طريق "تسوية ما"، لكنه استدرك قائلاً إن "القتال العنيف في غزة بات من الماضي"، في إشارة إلى دخول المرحلة السياسية من المعركة، رغم تعثّر محادثات الهدنة.



ملامح "الحد الأدنى" من الأهداف
تحدث دريمر بـ"إيجابية" عن الصفقة التي كانت مطروحة قبل أيام، والتي كان من المفترض أن تؤدي إلى استعادة نصف الأسرى (أحياء وجثامين) مقابل هدنة مدتها 60 يومًا، تُستأنف خلالها مباحثات لإنهاء الحرب إذا توفرت ظروف تحقيق "الحد الأدنى من الأهداف".

وحدد دريمر هذه الأهداف بـ: ( تفكيك البنية العسكرية لحماس - إقصاء الحركة عن الحكم في غزة - ضمان ألا يشكل القطاع تهديدًا أمنيًا للاحتلال الإسرائيلي).

كما رفض فكرة تكرار "نموذج حزب الله في لبنان" داخل غزة، معتبرًا أن مجرد بقاء حماس كسلطة أمر غير مقبول.

وفي رد على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي السابق أنتوني بلينكن، الذي قال إن "حماس فكرة لا يمكن القضاء عليها"، شبّه دريمر حماس بـ"النازيين"، موضحا أن القضاء على الحركة لا يعني محوها فكريا، بل نزع سلطتها وقدرتها العسكرية، كما جرى في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.

وأضاف أن حماس موجودة في الضفة الغربية وتركيا وقطر، لكنها لم تنفذ هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر إلا من غزة، لأنها كانت تملك السلطة والقدرة هناك.


لا احتلال.. ولا إعمار مع السلاح
نفى دريمر نية الاحتلال الإسرائيلي احتلال غزة أو البقاء فيها عسكريًا، لكنه شدد على أن أي جهة ستتولى إدارة القطاع يجب أن تتولى أولًا تجريده من السلاح، ثم الانخراط في عملية "نزع التطرف"، بحسب تعبيره، من خلال تغيير المناهج التعليمية، بالتعاون مع شركاء عرب مثل الإمارات، وأثنى على "الإصلاحات" السعودية في هذا السياق.

وأكد أن "من نفذ هجوم السابع من أكتوبر لن يكون له مكان في غزة"، تمامًا كما لم يبقَ للنازيين أي وجود في ألمانيا، على حد قوله.

قال دريمر صراحة إن إقامة دولة فلسطينية "غير مطروحة على الإطلاق" في المدى المنظور، مضيفًا أن "نسبة تأييد الجمهور الإسرائيلي لذلك أقل من صفر".

وأضاف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن يمنح الفلسطينيين "فيتو" على اتفاقات التطبيع الجارية مع دول عربية، في إشارة إلى تقاطع المواقف بين الاحتلال الإسرائيلي وإدارة ترامب.

وأشار إلى أن تقليص قدرات حماس سيُسهّل على أي جهة "محلية أو إقليمية" إدارة غزة لاحقًا، دون الحاجة إلى تدخلات عسكرية إسرائيلية متكررة، قد تُقوّض أي سلطة مستقبلية.

الغزيون "كان يجب تهجيرهم"
عبّر دريمر عن رفض الاحتلال الإسرائيلي لإعمار غزة في ظل وجود أكثر من 20 ألف مسلح، وقال إنه "لا أحد سيموّل إعمار القطاع إذا كانت الحرب ستعود بعد عشر سنوات".

واعتبر أن "حرب الجبهات السبع" شارفت على نهايتها، وأن الحرب في غزة هي الأخيرة لعقود، رغم تراجعه لاحقًا بالتعبير عن احتمال وقوع حروب لاحقة.

وانتقد دريمر مصر لإغلاقها معبر رفح أمام المدنيين خلال الحرب، قائلًا إن "استقبال المدنيين مؤقتًا في سيناء كان سيساهم في تقليل الخسائر البشرية، وتسريع إنهاء الحرب"، معتبرًا أن الغزيين كانوا سيعودون لاحقًا، وكان يمكن تجنيبهم ويلات الحرب.


اغتيالات بـ"ميزان خسائر".. وتجويع محسوب
كشف دريمر أن الاغتيالات الإسرائيلية تُدار بمنطق "حجم الهدف"، ما يبرر برأيه مقتل عشرات المدنيين عند استهداف قائد ميداني كبير، تحت مظلة "الحرب على الإرهاب".

وفي واحدة من أكثر التصريحات إثارة للجدل، اعترف بأن الاحتلال الإسرائيلي يراقب مستوى الغذاء في غزة ويسمح بإدخال كميات محدودة عندما تسوء الأوضاع بشكل قد يستفز الرأي العام العالمي، قائلاً: "نخنق الناس دون أن نتركهم يموتون، حتى نتفادى الضغوط الدولية".

يشير مراقبون إلى أن أهمية تصريحات دريمر لا تنبع فقط من محتواها، بل من كونه مهندس السياسة الإسرائيلية في الكواليس، والمبعوث الدائم لتنسيق المواقف مع واشنطن، مما يجعل رؤيته مؤشّرًا دقيقًا على الاتجاهات الاستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية، في وقت يتركّز فيه اهتمام الإعلام على شخصيات هامشية مثل بن غفير أو ليبرمان.

وبينما تتعثر مفاوضات الهدنة، ويضاعف الاحتلال الإسرائيلي ضغطه العسكري والسياسي على غزة، تكشف تصريحات دريمر عن طبيعة المعادلات القاسية التي ترسمها تل أبيب لما بعد الحرب، في ظل تجاهل دولي متواصل للجرائم والانتهاكات، وتواطؤ معلن أو صامت من حلفاء إسرائيل في الغرب.

مقالات مشابهة

  • مستشار نتنياهو يكشف ملامح رؤيته في غزة: لا دولة فلسطينية أو إعمار دون نزع السلاح
  • تحفظات إسرائيلية جديدة تعرقل تقدم صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في غزة
  • استسلام سياسي أم مأزق وجودي؟ نتنياهو يلوّح بالحكم العسكري بغزة ويهدد بالمستوطنات بعد فشل صفقة التبادل
  • واشنطن تضغط على بيروت لنزع سلاح حزب الله مقابل وقف الغارات الإسرائيلية
  • واشنطن تضغط على لبنان بشأن نزع سلاح الحزب.. وهذا ما طلبه بري ورفضته اسرائيل
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: هدفنا هزيمة حماس حتى لا تقرر الوضع في غزة
  • نتنياهو يهدد بضم غزة إذا لم توافق حماس على صفقة تبادل الأسرى
  • واشنطن: مؤتمر حل الدولتين في غير وقته ويقوض جهود السلام
  • نائب وزير الخارجية التركي: تمكين دولة فلسطين يستدعي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي
  • صحيفة: واشنطن تدرس صفقة شاملة لإنهاء حرب غزة وتحرير الرهائن