كشفت صحيفة جيروزاليم بوست، أن الولايات المتحدة الأميركية، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، تدرس مقترح صفقة شاملة لإنهاء الحرب في غزة ، وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس ، وذلك بعد فشل مفاوضات سابقة لصفقة جزئية كانت تنص على الإفراج عن 10 رهائن مقابل وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 60 يومًا.

وأقر مصدر من إدارة ترامب بأن التوصل إلى اتفاق شامل سيكون أكثر تعقيدًا، في حين تدرس إسرائيل توجيه إنذار لحماس: القبول بالصفقة أو مواجهة تداعيات عسكرية.

تأتي هذه التحركات وسط استمرار الاتصالات غير المباشرة بين الأطراف المعنية، بمشاركة كل من مصر وقطر، حيث أجرى مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، مباحثات مع مسؤولين قطريين في سردينيا بإيطاليا.

اقرأ أيضا/ مؤتمر الأمم المتحدة حول حل الدولتين ينطلق اليوم في نيويورك

في السياق ذاته، شدد ترامب على ضرورة استعادة الرهائن المتبقين، البالغ عددهم 20 شخصًا، بالإضافة إلى جثامين قتلى إسرائيليين. وواجهت إدارة ترامب ضغوطًا من نواب أمريكيين دعوا إلى تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، على الرغم من تشكيك بعضهم في وجود مجاعة شاملة.

من جانبه، انتقد ترامب الوضع الإنساني في القطاع، مشيرًا إلى فوضى في توزيع المساعدات واتهامات بسرقة الأموال المخصصة للغذاء، فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إدخال المساعدات يتم وفق اعتبارات أمنية وإنسانية، متهمًا الأمم المتحدة بـ"نشر الأكاذيب" حول عرقلة إسرائيل لتدفق الإمدادات.

المصدر : جيروزاليم بوست اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية إسرائيل تقرر تجميد خطة إقامة "مدينة إنسانية" على أنقاض رفح نتنياهو: يجب السماح بدخول الحد الأدنى من المساعدات إلى غزة لتحقيق أهداف الحرب إسرائيل تتحدث عن خط ماء من مصر لغزة الأكثر قراءة إسرائيل: اتفاق التهدئة وصفقة التبادل قد يُنجز خلال أيام مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى مستوطنون بحماية قوات الاحتلال يقطعون أشجار زيتون في قرية جلبون بجنين شهيدان ومصابون جراء استهداف الاحتلال منتظري المساعدات جنوب مدينة غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

ترامب بين الصفقة والمحرقة

 

 

تمر غزة اليوم بمحنة إنسانية ومحرقة غير مسبوقة، وسط مشهد معقّد تتقاطع فيه إرادات ومصالح متضاربة. في خطوة لافتة، أعلن دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من وساطتها المزعومة في صفقة غزة، محمّلًا المقاومة وحدها المسؤولية، لكنه في جوهر موقفه يعلن بخبث تخليه عن فشل سياسي وعسكري متواصل يعانيه نتنياهو، ويتركه وحيدًا في مواجهة واقع صارم وقاسٍ.
هذا الانسحاب، وفق التقدير الأولي، لا يعني نهاية الوساطة، بل هو مناورة سياسية ماكرة تهدف إلى الضغط على المقاومة لانتزاع تنازلات قبل استئناف التفاوض، في محاولة لإعادة فرض معادلات ميدانية وسياسية وإنسانية جديدة على الأرض.
خيارات ترامب: إما الدفع باتجاه صفقة شاملة تجمع بين التطبيع وإعادة الإعمار، تُهمّش المقاومة وتُعيد تشكيل قيادة فلسطينية ملك اليمين، عبر إدارة مشتركة عربية–أمريكية–صهيونية، ترسخ واقعًا جديدًا يضمن استمرار السيطرة الصهيونية بشكل مختلف، أو الاستمرار في سياسة الاستنزاف التي تهدف إلى تثبيت الهيمنة على القطاع دون الدخول في مواجهة عسكرية شاملة قد تؤدي إلى تصعيد إقليمي واسع أو اشتعال ثورة شعبية عالمية، خصوصًا في العواصم الغربية.
في هذا السياق، يستغل ترامب المحرقة السياسية والإنسانية لتحقيق مكاسب إقليمية وشخصية، ربما على أمل نيل جائزة نوبل للسلام.
أما نتنياهو، فهو اليوم في مأزق حقيقي، أمام خيارات محدودة وصعبة: إبرام صفقة جزئية قد تهدئ الغضب الدولي مؤقتًا، لكنه لا يريدها أن تمنع تجديد العدوان بعد 60 يومًا، أو تصعيد إبادة غزة عبر فرض حصار خانق وتقطيع أوصاله، أو اللجوء إلى خيار الاحتلال الكامل، الذي قد يُسقطه في وحل الاستنزاف.
هذا الخيار الأخير يحمل مخاطر سياسية وإنسانية جسيمة، لا سيما على الأسرى الفلسطينيين ومستقبل القطاع برمته. يظل هدف نتنياهو الأساسي ربط مصيره السياسي بنتائج الحرب، في محاولة محو عار السابع من أكتوبر، وهو يعاني من غياب بدائل حقيقية بين الغرق في مستنقع غزة أو قبول صفقة مجتزأة لا تضمن له استقرارًا طويل الأمد، أو صفقة شاملة تُغلق ملف غزة بالكامل، تمهيدًا لانتخابات قد تعيده إلى السلطة.
وسط هذه الخيارات المعقدة والمتشابكة، تظل غزة تكتوي بنار المحرقة، لكنها في الوقت ذاته تمثل حجر الزاوية في القضية الفلسطينية وأملها المستمر. تؤمن غزة أن النصر الحقيقي لا يُصنع بالقوة وحدها، بل بالإرادة الصلبة، والوعي الوطني، والصمود الأسطوري. بوصلتها الوطنية الثابتة ترفض أي تسوية تُفرغ القضية من جوهرها، وتصر على ضمان عدم تجدد المحرقة.
في نهاية المطاف، تقع المسؤولية الكبرى على عاتق الفلسطينيين والعرب، الذين عليهم أن يختاروا طريق التحرر الحقيقي عبر وحدة وطنية صلبة تواجه المشاريع الإقليمية والدولية التي تحاول تصفية القضية عبر التطبيع والصفقات الجزئية.
فالقرار النهائي لا يقع في أروقة البيت الأبيض أو الكنيست، بل ينبع من عزيمة الشعب الفلسطيني وصموده المتجدد، ومن عمق عربي يواجه لحظة تحدٍ حقيقية بين الوفاء لقضيته أو الغرق في غثائية الخذلان.

*رئيس مركز غزة للدراسات والاستراتيجيات

مقالات مشابهة

  • عاجل | جيروزاليم بوست عن مصدر: مسؤولون بإدارة ترامب يرون الوقت مناسبا لصفقة شاملة تؤدي لإطلاق كل الرهائن وإنهاء الحرب
  • ترامب بين الصفقة والمحرقة
  • ترامب: على إسرائيل تحديد الخطوة التالية في غزة.. مقترح صفقة شاملة
  • ترامب: لا أعلم ماذا سيحدث في غزة وعلى إسرائيل "اتخاذ قرار"
  • ترامب: لا أعلم ماذا سيحدث في غزة وعلى إسرائيل اتخاذ قرار
  • ترامب: لا أعلم ماذا سيحدث في غزة وعلى إسرائيل "اتخاذ قرار"
  • رئيس الوزراء البريطاني: يجب على إسرائيل السماح بإدخال المساعدات لإنهاء مأساة غزة
  • واشنطن تراجع سياستها: روبيو يلمح لاتفاق شامل لإنهاء حرب غزة
  • صفقة شاملة؟.. واشنطن تُعيد تقييم سياستها تجاه الحرب في غزة