بالتزامن مع تحقيقها مكاسب ميدانية، شنت روسيا -الأربعاء- هجوما كبيرا على قطاع الطاقة في أوكرانيا، ووجهت تحذيرا قويا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية استهداف منشآت للطاقة ومؤسسات تابعة للمجمع الصناعي العسكري في أوكرانيا.

وأوضحت الوزارة في بيان أن الهجمات نفذت باستخدام أسلحة عالية الدقة، بما في ذلك صواريخ كينجال وطائرات مسيرة.

وقالت إن الهجوم جاء ردا على محاولات القوات المسلحة الأوكرانية إلحاق أضرار بمنشآت الطاقة على الأراضي الروسية.

وأشار البيان إلى أن الضربة تسببت في انخفاض كبير في قدرة الإنتاج العسكري في أوكرانيا، ونقل الأسلحة والمعدات العسكرية الغربية إلى الجبهة.

الحرمان من النور

ومن جانبها، حذرت -أوكرانيا- الأربعاء من انقطاع محتمل للتيار الكهربائي بعد الهجوم الروسي الذي وصفته بالضخم.

وقالت السلطات في أوكرانيا إن الهجوم على شبكة للطاقة أسفر عن مقتل شخص على الأقل وإصابة نحو 10.

وقال وزير الطاقة الأوكراني غيرمان غالوشتشينكو على تليغرام "العدو لم يتخل عن خططه لحرمان الأوكرانيين من النور. هجوم ضخم آخر على الطاقة لدينا".

وأوضح أن الهجمات استهدفت منشآت لإنتاج ونقل الكهرباء في مناطق بولتافا (شرق) وكيروفوغراد (وسط) وزاباروجيا (جنوب)ولفيف وإيفانو-فرانكيفسك وفينيتسا (غرب).

 كذلك، وجدت مدينة خيرسون في الجنوب نفسها "محرومة جزئيا من الكهرباء" بسبب "الضربات المعادية"، وفق حاكمها المحلي.

وفي وقت سابق، حذّرت شركة الكهرباء الوطنية  "أوكرينرغو" من أنّ انقطاع التيار الكهربائي "محتمل في جميع أنحاء أوكرانيا. من الساعة 18:00 مساءً حتى الساعة 23:00 مساءً". وطلبت من عملائها "استخدام الكهرباء بشكل مقتصد".

وقالت إنّ هذا هو الهجوم "الضخم" الخامس على شبكة الطاقة منذ 22 مارس/آذار الماضي.

وندّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"الإرهاب الروسي". وقال إنّه "في يوم الأربعاء الثامن من مايو/أيار يوم إحياء ذكرى النصر على النازية خلال الحرب العالمية الثانية، شنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "النازي" هجوما واسع النطاق على أوكرانيا".

ويتزامن هذا الهجوم الضخم، مع إعلان وزارة الدفاع الروسية سيطرة قواتها على بلدة كيسلوفكا بمقاطعة خاركوف وبلدة نوفوكالينوفو في دونيتسك.

وكان الجيش الروسي يتقدّم في الأسابيع الأخيرة في هذه المنطقة، محاولا الاستفادة من نقص الجنود والأسلحة لدى القوات الأوكرانية.

أهداف مشروعة

في سياق متصل، قالت موسكو -اليوم الأربعاء- إنه إذا أرسل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قوات إلى أوكرانيا فإن الجيش الروسي سيعتبر أفرادها أهدافا مشروعة.

وكان ماكرون أثار جدلا في فبراير/شباط الماضي عندما قال إنه لا يستبعد إرسال قوات برية لأوكرانيا مستقبلا.

وحذر الرئيس الفرنسي من أنه إذا انتصرت روسيا في أوكرانيا فإن مصداقية أوروبا ستهوي إلى الصفر.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للصحفيين "من الطبيعي أن يفسر ماكرون نفسه هذا الكلام بهدف خلق حالة من عدم اليقين الإستراتيجي لروسيا".  وأضافت "سنخيب آماله، فالوضع بالنسبة لنا يبدو واضحا".

وأردفت قائلة "إذا ظهر فرنسيون في منطقة الصراع، فسيصبحون حتما أهدافا للقوات المسلحة الروسية. ويبدو لي أن باريس لديها بالفعل ما يثبت صحة ذلك".

 وأوضحت زاخاروفا أن روسيا ترى بالفعل تزايدا في عدد القتلى من حاملي الجنسية الفرنسية في أوكرانيا.

وقالت روسيا يوم الاثنين إنها ستجري مناورات عسكرية تتضمن تدريبا على نشر أسلحة نووية تكتيكية ردا على ما قالت موسكو إنها تهديدات من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.

تسليح أوكرانيا بالمال الروسي

إلى ذلك، توصلت دول الاتحاد الأوروبي الـ27 إلى اتفاق "مبدئي" الأربعاء على استخدام عائدات الأصول الروسية المجمدة في الاتحاد لتسليح أوكرانيا.

وقالت رئاسة الاتحاد الأوروبي على منصة "إكس" بعد اجتماع لسفراء الدول الأعضاء "سيتم استخدام هذه الأموال لدعم الدفاع العسكري وإعادة إعمار أوكرانيا".

ويأتي هذا الاتفاق الذي لا يزال يتعين تأكيده على مستوى وزراء الاتحاد الأوروبي، بعد نقاشات طويلة وصعبة حول كيفية استخدام أصول الدولة الروسية المجمدة بعد بدء غزو روسيا لأوكرانيا، والتي تمثل أزيد من 210 مليارات دولار في الاتحاد الأوروبي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الاتحاد الأوروبی فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا.. قتيل وأربعة جرحى على الأقل في هجوم جوي روسي على أوديسا

أفادت مصادر أوكرانية بأن قصفًا جويًا شنته القوات الروسية استهدف منشآت في مدينة أوديسا، ما أسفر عن مقتل شخصٍ واحد وإصابة أربعة آخرين على الأقل، بحسب وكالة رويترز. 

ووقع الهجوم الجوي خلال الساعات الأولى من اليوم، بحسب المصادر المحلية، وقد تم إطلاقه بواسطة طائرات مسيّرة أو صواريخ، ما أدى إلى تدمير أجزاء من البنى التحتية المدنية وإلحاق أضرار مادية كبيرة في الأحياء السكنية. 

ولم يُذكر على الفور الأماكن الدقيقة للاعتداء، لكن التقديرات تشير إلى أن الهجوم شمل مرافق حيوية في المدينة. 

وتواصل سلطات المدينة عمليات التحقيق والتقييم مع فرق الطوارئ التي هرعت إلى الموقع فور وقوع القصف .

روسيا تعلن اكتمال المرحلة الأولى من عملية تبادل الأسرى مع أوكرانياهجوم غير مسبوق.. روسيا تطلق 500 طائرة مسيرة على أوكرانيا في ليلة واحدة

وأسفر القصف عن مقتل مدني واحد على الأقل جرّاء هجوم استهدف مكانًا مأهولًا، وأصيب أربعة آخرون بجروح متفاوتة، وصفت اثنتان منها بأنها خطيرة، ما استدعى نقلهم إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج. 

ويُعتقد أن القصف أدى أيضًا إلى أضرار في سيارات خاصة وأجزاء من المساكن، ما زاد من الأثر الإنساني والأمني في أوساط السكان المحليين.

وباشرت فرق الإسعاف الإغاثية التابعة لحكومة أوديسا العمل بكثافة، حيث أُرسلت سيارات إسعاف وآليات أطفاء لإخماد الحرائق الناتجة في بعض المناطق السكنية. 

كما بدأ الدفاع المدني عمليات إزالة الركام وتأمين الشوارع، مع دعم من السلطات المحلية لضمان سلامة المدنيين واستعادة الخدمات، وذلك ضمن خطة طوارئ شاملة يمكن تفعيلها في مثل هذه الأحداث.

ويأتي هذا الهجوم في إطار تصعيد متسارع تشهده البلاد خلال الأيام الأخيرة، حيث شنت روسيا هجمات جوية متعددة استهدفت عدة مناطق أوكرانية. 

ووفقًا لتقارير رويترز، شنت موسكو غارات ليلية متواصلة على مناطق مثل كييف وأوديسا لثلاثة أيام متتالية، مما أسفر عن إصابات وخسائر بشرية ومادية، حرفت أنظار المجتمع الدولي وأدت إلى دعوات متزايدة لتزويد أوكرانيا بالدفاع الجوي. 

ويمثل تصعيد الهجمات الجوية على المدن الأوكرانية محاولة لزعزعة الاستقرار الداخلي وتدمير البنية التحتية المدنية، فيما يرى مراقبون أن أوديسا – باعتبارها ميناءً رئيسيًا على البحر الأسود – تأتي ضمن هدف روسي لإضعاف القدرة الأوكرانية على تصدير الحبوب والدعم الاقتصادي. كما يرون أن هذه العمليات تتزامن مع مفاوضات دولية تتعلق بتبادل أسرى وقف إطلاق النار، مما قد يشير إلى توظيف عسكري واستراتيجي متكامل في الحرب الدائرة.

ويظهر الهجوم الجوي الأخير مرة أخرى عودة التصعيد العسكري الذي يطال مناطق مدنية في أوكرانيا، ويعدّ مثالًا على التحديات التي تواجه المدنيين وسط الصراع. وقد أكد الحادث حجم المخاطر الواقعية على السكان في أوديسا، ودعوة متكررة للحكومة الأوكرانية وحلفاءها لتكثيف الجهود في تعزيز الدفاع الجوي وضمان حماية أرواح المدنيين وضبط تداعيات الحرب على المجتمع.

طباعة شارك القوات الروسية أوديسا طائرات مسيّرة فرق الطوارئ المدن الأوكرانية البحر الأسود أوكرانيا

مقالات مشابهة

  • ملامح تطور عقيدة التصنيع العسكري الروسي خلال الحرب مع أوكرانيا
  • وزير الخارجية الأوكراني: حان وقت دبلوماسية الضغط على روسيا
  • هدوء نسبي في الداخل الروسي وتقدم ميداني للقوات شرق أوكرانيا.. تفاصيل
  • روسيا تعلن عملية تبادل أسرى مع الجانب الأوكراني | تفاصيل
  • ‏الرئيس الأوكراني يعلن عودة دفعة من الجنود الأوكرانيين المصابين بجروح حرجة ضمن صفقة تبادل أسرى حرب جديدة مع روسيا
  • ترامب: طلبت من بوتين عدم الرد على الهجوم الأوكراني على القواعد الجوية
  • برلين: الهجمات الروسية على أوكرانيا «إرهاب ضد المدنيين»
  • روسيا أنجزت تبادل الدفعة الثانية من أسرى الحرب مع أوكرانيا
  • رئيس أوكرانيا يطالب الغرب بردّ ملموس على روسيا بعد الهجوم العنيف على كييف
  • أوكرانيا.. قتيل وأربعة جرحى على الأقل في هجوم جوي روسي على أوديسا