لا للحرب وإرهاب السفلة
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
لا للحرب وإرهاب السفلة
رشا عوض
من يقول لا للحرب لا يمكن وصفه بأنه يناصر الدعم السريع!
من يناصر الدعم السريع سيقول نعم لاستمرار الحرب حتى ينتصر الدعم السريع ويقضي على الجيش والكيزان ويبسط سيطرته على البلاد ، ويهلل ويكبر لانتصارات الدعم السريع ويشجع جنوده على مزيد من المعارك ، ويستحيل ان يصف الشخص المناصر للدعم السريع الحرب بانها تافهة وقذرة بل يصفها بوصف الدعم السريع لها وهو انها حرب من اجل الديمقراطية او من اجل القضاء على دولة ٥٦ ، بالضبط كما يفعل مناصرو الجيش الذين يصفون الحرب بحرب الكرامة او حرب السيادة الوطنية ويحتفلون بانتصارات الجيش الحقيقية والوهمية!
بداهة هكذا يكون الموقف المناصر لطرف عسكري يخوض حربا، ولكن البلطجة والبجاحة والفجور في تشويه مواقف الاخرين تجعلنا دوما في حاجة لشرح البداهات!
لا للحرب هي موقف يستبطن رفضا حاسما للهيمنة العسكرية على مصير البلاد السياسي سواء بواسطة الجيش المسيطر عليه كيزانيا او بواسطة الدعم السريع .
لا للحرب هي موقف انساني نبيل حساس لمعاناة المواطنين الابرياء الذين يخسرون ارواحهم وعافية ابدانهم واموالهم وكرامتهم واعراضهم وتتدمر بلادهم في معركة صراع سلطة ارعن بين مشروعين للاستبداد ونهب موارد البلاد ووضع المصالح الحيوية للشعب السوداني تحت البوت عسكري للابد!
لا للحرب هي انحياز للحياة والكرامة والنماء والازدهار
لا للحرب هي انحياز لخوض معركة التغيير سلميا والصبر والمثابرة على اعادة بناء الدولة بصورة متدرجة ، والصبر على البطء في انجاز التغيير والتضحية بالرغبة الجارفة في التغيير الرادكالي مقابل حماية الشعب من ويلات الحرب ومن المغامرة بوحدة البلد ارضا وشعبا ، فاي حرب تندلع في بلد يعاني اصلا من الهشاشة يصعب التنبؤ بكوارثها ومن الحماقة بمكان الاعتقاد ان الحرب ستمضي في طريق مستقيم وفق اهواء من اشعلوها!
لا للحرب موقف فكري وسياسي وفلسفي محترم ونبيل ، وليس من حق حمالات الحطب وابواق الدعاية الحربية ابتذال وتسفيه موقف تخفق به قلوب الملايين من ضحايا الحرب ودافعي فواتيرها الذين لا ينظرون الى هذه الحرب الا كمصيبة وكابوس يتحرقون شوقا للافاقة منه على فجر السلام الذي لا يمكن ان يرفضه الا معطوب ضمير واخلاق!
ورسالتي للغرف الاعلامية الكيزانية وكتائب الظل الاسفيرية التي تجتهد في اختزال ارائي في انها تأييد مستتر للدعم السريع فاحيطكم علما بانني لو كنت اعتقد ان طريق خلاص الوطن من الاستبداد والفساد وبناء الدولة المدنية الديمقراطية هو الاصطفاف خلف الدعم السريع لما ترددت للحظة في تأييده علنا وبكل قوة ، فلا حاجة لي باي تستر او تخفي! وبالمناسبة اتستر من من؟ واخاف من من؟ من عصابة اجرامية مأفونة ينحصر خلافها مع الدعم السريع في انه تمرد على دور الحارس الامين لكرسي سلطتها! عصابة صنعت جنجويد موسى هلال وشاركتهم القتل والابادات الجماعية والاغتصابات الجماعية واقتلاع السكان بالملايين من ارضهم ، وصنعت الدعم السريع وبرلمانها اجاز قانونه والى عهد قريب كانت تنافقه وتتودد اليه طمعا في ان يقبل بوضعية الشريك الاصغر ، وحتى بعد اشعال هذه الحرب وكل المزايدات الفاجرة بالانتهاكات وبالوطنية ما زالت هذه العصابة المأفونة ترسل الوفود السرية الى الدعم السريع بحثا عن صفقات تقاسم سلطة في معادلة استبداد كيزانوعسكري يطوي صفحة اي حديث عن تحول مدني ديمقراطي! وفي نفس الوقت الذي تصدر فيه هذه العصابة احكام التخوين والتجريم على القوى السياسية بزعم انها قصرت في ادانة انتهاكات الدعم السريع تتحالف مع موسى هلال مؤسس الجنجويد وصاحب السجل الاكثر وحشية في انتهاكات حقوق الانسان!
هل يعقل ان تجلس مثل هذه العصابة المأفونة بكل بجاحة كقاضي في محكمة تفتيش اخلاقي ووطني! وتصدر علينا الاحكام ! هذا مؤيد مستتر للمليشيا وهذا حليف ظاهر للمليشيا وكل ذلك في سياق التستر على حقيقة ساطعة سطوع الشمس وهي ان هذه المليشيا من صناعتهم هم وانقلبت عليهم ” يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين” ،
ان معركة انقلاب السحر على الساحر عارية سياسيا واخلاقيا ، وسيل البذاءات والتجني واشانة السمعة وكل اسلحة الارهاب المعنوي لن تخرس اصوات الشرفاء والشريفات ولن تطفيء مصابيح الحقيقة وتترك سرديات التضليل والخداع والتلاعب بالعقول تسمم الوعي لتمد هذه العصابة المأفونة رجليها بالاعتماد على طغيان الجهالة والتفاهة وارهاب ومزايدات السفلة.
اولا واخيرا لا للحرب لا للحرب لا للحرب الوسومالجيش السوداني الدعم السريع الكيزان حرب السودان لا للحرب
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجيش السوداني الدعم السريع الكيزان حرب السودان لا للحرب
إقرأ أيضاً:
اتجاهات مستقبلية
اتجاهات مستقبلية
حرب أوكرانيا ومخاطر التصعيد
في تصعيد نوعي يعكس تحوّلًا في عقيدة الردع الأوكرانية، نفذت كييف عمليتها التي أطلقت عليها اسم “شبكة العنكبوت”، منذ ما يربو على الأسبوع، حيث استهدفت قواعد جوية روسية باستخدام طائرات مسيّرة متقدمة. لم تكن هذه الضربة مجرد عمل عسكري تقني، بل شكلت إعلانًا صريحًا بأن أوكرانيا باتت تمتلك القدرة -وربما الإرادة- لفرض معادلات ميدانية تتجاوز الدفاع إلى استباق الهجوم الروسي.
يأتي هذا في ظل تقارير استخباراتية غربية، خاصة من واشنطن، تشير إلى استعداد روسيا لشن هجوم واسع النطاق خلال الأيام القليلة؛ تحفظ به ماء الوجه من ناحية، ومن ناحية أخرى تمنع أوكرانيا من فرض رؤية مؤثرة حال الجلوس على مائدة المفاوضات، قد تشمل خاركيف أو تمتد إلى الجنوب الأوكراني. إن التوقيت والسياق يعكسان ملامح مرحلة جديدة في الحرب، تتداخل فيها التكنولوجيا مع الاستراتيجية، وتغدو فيها المسيّرات بمثابة أدوات ترسيم الحدود المؤقتة في الميدان، وتشكل أدوات سياسية جديدة على مائدة المفاوضات.
في هذا المشهد المربك، يلوح دور دولي حاسم قد يصنع فارقًا في مسار التصعيد، أو يكبح اندفاعه؛ حيث تتجه الأنظار تجاه الولايات المتحدة في ظل إدارتها الحالية. فالرئيس دونالد ترامب، العائد بقوة بأسلوبه غير المتوقع للمشهد السياسي المحلي والعالمي، يشكّل عاملًا حاسمًا في معادلة الحرب، حيث يملك علاقات وخطوط اتصال مفتوحة مع الجانبين المتحاربين. وذلك على عكس أوروبا التي تقف خلف أوكرانيا تحديدًا. بَيْدَ أن مواقف ترامب يكتنفها الغموض أحيانًا، فبينما يعلن رفضه “للحرب المفتوحة”، لا يُخفي نيّته لتقليص الدعم لكييف، ويعتمد خطابًا غامضًا قد يُفَسَّر من الكرملين كإشارة عن تراجع في الدعم الغربي لأوكرانيا. بهذا المعنى، لا يبدو ترامب مُهَدِّئًا للنزاع، بل قد يبدو مُسَرِّعًا له، ولو من حيث لا يقصد، عَبْرَ ترك مساحات رمادية تملؤها الحسابات الروسية بقوة السلاح، وهو ما دفع أوكرانيا للتصعيد العسكري من أجل تدعيم موقفها في المفاوضات، كما دفع حلفاء أوكرانيا الأوروبيين إلى أن يُعيدوا في اعتبارهم وضع سيناريوهات الحرب الواسعة في القارة، وتقديم مزيد من الدعم لكييف.
في مقابل هذا الترقب، تبرز أهمية الفاعلين الإقليميين الذين يتّسمون بالحياد النسبي، وعلى رأسهم دولة الإمارات العربية المتحدة، التي راكمت خبرة دبلوماسية في الوساطة، وأظهرت مرونة عالية في تسهيل عمليات إنسانية معقدة، كالإفراج عن الأسرى وتبادل الرسائل بين الخصوم. وهناك أيضًا دول أخرى مهمة في هذا المسار، مثل المملكة العربية السعودية، التي استضافت محادثات الأطراف الثلاثة: الروس والأوكرانيين والأمريكيين، وكذلك الهند، أو غيرها من الدول التي لا تُظهر انحيازًا لطرف على حساب طرف.
إن عملية “شبكة العنكبوت” ليست فقط عنوان ضربة ناجحة، بل هي رمز لصراع خيوطه معقدة. فإمّا أن تُقْطَع هذه الخيوط بعنف، أو أن تُفَكَّك بحكمة. وفي ظل عالم يموج بالاضطرابات والضبابية، قد تكون اليد التي لا تطلق النار هي الأكثر تأثيرًا في مصير الحرب الأخطر على هذا الكوكب في الوقت الراهن.