النظام الغذائي القائم على الحمض النووي، والمعروف أيضًا باسم التغذية الشخصية أو حمية الحمض النووي، هو نهج غذائي مصمم خصيصًا للتركيب الجيني للفرد. 

ويهدف هذا المجال الناشئ من علم الجينات الغذائية إلى تحسين الصحة والرفاهية من خلال الاستفادة من الأفكار المستقاة من الملف الجيني الفريد للفرد لتخصيص نظامه الغذائي وتوصيات نمط حياته.

وتعتمد الأنظمة الغذائية القائمة على الحمض النووي على مبدأ مفاده أن الاختلافات الجينية، المعروفة باسم تعدد أشكال النوكليوتيدات المفردة (SNPs)، يمكن أن تؤثر على كيفية استقلاب الأفراد للعناصر الغذائية، والاستجابة للمكونات الغذائية، وتهيئتهم لظروف صحية معينة. 

ومن خلال تحليل الحمض النووي للفرد من خلال الاختبارات الجينية، يمكن للباحثين تحديد علامات وراثية محددة مرتبطة باستقلاب المغذيات، وتنظيم الشهية، والالتهابات، والعمليات الفسيولوجية الأخرى ذات الصلة بالنظام الغذائي والصحة.

كيف تعمل الأنظمة الغذائية المعتمدة على الحمض النووي

تتضمن عملية تنفيذ نظام غذائي يعتمد على الحمض النووي عادةً الخطوات التالية:

الاختبارات الجينية: يقدم الأفراد عينة من الحمض النووي، عادة من خلال عينة اللعاب، والتي يتم تحليلها بعد ذلك باستخدام تقنيات الاختبار الجيني المتقدمة. ويحدد التحليل المتغيرات الجينية المرتبطة بمختلف جوانب التغذية والصحة.

تفسير البيانات: يتم تفسير البيانات الجينية من قبل المتخصصين في الرعاية الصحية أو الخبراء المدربين الذين يقومون بتحليل النتائج وتحديد الاختلافات الجينية ذات الصلة. قد تشمل هذه الاختلافات الجينات المرتبطة باستقلاب المغذيات الكبيرة (مثل الدهون والكربوهيدرات والبروتين)، وامتصاص المغذيات الدقيقة، والحساسيات الغذائية، والتفضيلات الغذائية.

توصيات شخصية: استنادًا إلى الملف الجيني للفرد، يتم تطوير توصيات غذائية شخصية لتحسين تناول العناصر الغذائية، ومعالجة أوجه القصور الغذائي المحتملة، وتخفيف الاستعداد الوراثي لبعض الحالات الصحية. قد تتضمن التوصيات أطعمة محددة يجب تضمينها أو تجنبها، والمكملات الغذائية، وتوقيت الوجبات، والتحكم في الحصص.

المراقبة والتعديلات: قد يخضع الأفراد لتقييمات دورية لمراقبة تقدمهم وإجراء تعديلات على توصيات نظامهم الغذائي وأسلوب حياتهم حسب الحاجة. تسمح المراقبة المستمرة بالتحسين المستمر للاستراتيجيات الغذائية بناءً على التغيرات في الحالة الصحية وعادات نمط الحياة والعوامل الوراثية.
الفوائد التي تقدمها الأنظمة الغذائية القائمة على الحمض النووي

توفر الأنظمة الغذائية القائمة على الحمض النووي منهجًا شخصيًا للتغذية، مصممًا خصيصًا للتركيب الجيني الفريد للفرد. 

ومن خلال استهداف علامات وراثية محددة، يمكن للتوصيات الغذائية الشخصية تحسين تناول العناصر الغذائية ودعم الصحة العامة والرفاهية. 

إن فهم كيفية تأثير الاختلافات الجينية على استقلاب العناصر الغذائية يمكن أن يساعد الأفراد على تحديد أوجه القصور المحتملة وتحسين امتصاص العناصر الغذائية من خلال التدخلات الغذائية المستهدفة.

قد تقدم الأنظمة الغذائية القائمة على الحمض النووي نظرة ثاقبة للعوامل الوراثية التي تؤثر على عملية التمثيل الغذائي، وتنظيم الشهية، وتخزين الدهون، مما يسمح باستراتيجيات أكثر فعالية لإدارة الوزن مصممة خصيصًا لتلبية الاحتياجات الفردية. 

ومن خلال تحديد الاستعداد الوراثي لحالات صحية معينة، يمكن للأنظمة الغذائية القائمة على الحمض النووي أن تساعد الأفراد على تبني استراتيجيات غذائية تهدف إلى الحد من مخاطر الأمراض وتعزيز الصحة على المدى الطويل.

والتوصيات الغذائية الشخصية، كما تقدمها شركة Wellness Co، بناءً على البيانات الجينية، قد تعزز الالتزام بالتدخلات الغذائية من خلال تزويد الأفراد بالتوجيه الشخصي والتحفيز لإجراء تغييرات مستدامة في نمط الحياة.

تمثل الأنظمة الغذائية القائمة على الحمض النووي نهجا واعدا للتغذية الشخصية، والاستفادة من الرؤى من التركيب الجيني للفرد لتحسين التوصيات الغذائية وتعزيز الصحة والعافية. 

بينما يستمر مجال علم الوراثة الغذائية في التطور، هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتوضيح الفعالية والسلامة والآثار العملية على المدى الطويل للأنظمة الغذائية القائمة على الحمض النووي في بيئات العالم الحقيقي.

ومن خلال الجمع بين التقدم العلمي في علم الوراثة والتدخلات الغذائية الشخصية، فإن الأنظمة الغذائية القائمة على الحمض النووي لديها القدرة على إحداث ثورة في الطريقة التي نتعامل بها مع التغذية والصحة في المستقبل.

وتتطلب الاختبارات الجينية وتفسيرها معرفة وخبرة متخصصة، وقد تكون النتائج معقدة ومتعددة الأوجه. 

وهناك حاجة إلى متخصصي الرعاية الصحية المدربين في علم الوراثة الغذائية لتفسير البيانات الوراثية بدقة ووضع توصيات شخصية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: العناصر الغذائیة ومن خلال من خلال

إقرأ أيضاً:

نشاط مكثف لوزيرة التخطيط في فعاليات منتدى دول البريكس الاقتصادي الدولي في نسخته الـ 27


 

شهدت مشاركة الدكتور هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية في فعاليات منتدى دول البريكس الاقتصادي الدولي في نسخته الـ 27 والمنعقد تحت عنوان "التحول إلى اقتصاد عالمي متعدد الأقطاب"، بمدينة سانت بطرسبورغ في روسيا خلال الفترة من 5 إلى 8 يونيو، نشاطًا مكثفًا بالمشاركة في عدد من الجلسات وعقد لقاء ثنائي على هامش المنتدى لبحث سبل التعاون.


وشاركت د. هالة السعيد خلال فعاليات المنتدى في جلسة بعنوان "توسع تجمع البريكس - فرص جديدة لتوسع التعاون الاقتصادي" واستعرضت خلال الجلسة فرص الاستثمار في القطاعات الرئيسية لمصر وأعضاء البريكس+، موضحة أنه من خلال تعزيز البعثات التجارية، والاتفاقيات التجارية الموقعة لكل دولة من الأعضاء، والمحفزات مثل مشروعات البنية التحتية، والاستدامة، مضيفة أن القطاعات التالية تحظى بتقدير كبير من منظور مجتمع الأعمال المصري، والمتمثلة في حلول التكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي، والمنتجات الهندسية، ومشروعات البنية التحتية المتنامية إلى جانب صناعة الموصلات، متابعه أن مصر تتمتع بتاريخ طويل في التصنيع والتكنولوجيا الكهربائية مع المناطق الصناعية المتاحة التي تم إنشاؤها حديثًا والمدن الاقتصادية، مثل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.


كما شاركت  السعيد، في جلسة بعنوان "دور تجمع البريكس في ضمان الأمن الغذائي العالمي" وأشارت السعيد خلال الجلسة إلى جهود الحكومة المصرية لضمان الأمن الغذائي والمائي، لافتة إلى اطلاق وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، مبادرة الغذاء والزراعة للتحول المستدام (FAST) خلال مؤتمر الأطراف السابع والعشرين، موضحة أنه من بين المحاور الستة التي اعتمدتها الاستراتيجية الوطنية المصرية لتحقيق الأمن الغذائي، التوسع الأفقي من خلال إضافة أراضٍ جديدة مع مراعاة الموارد المتاحة، وتطبيق الممارسات الزراعية الحديثة، وزيادة القدرة التنافسية للصادرات الزراعية، مع تعزيز أنشطة إنتاج الثروة الحيوانية والدواجن والأسماك.


وشاركت  السعيد، في جلسة بعنوان " القيادة النسائية في الاستثمار" واستعرضت خلال الجلسة تطور مشاركة المرأة المصرية في مجال الاستثمار وريادة الأعمال حيث شهد عام 2023، ارتفاع ملحوظ في مؤشر النساء في مجالس الإدارة حيث بلغ 23.3%، مقارنة بـ 19.7% في عام 2022، موضحة أن الحفاظ على معدل النمو السنوي في مشاركة النساء في مجالس الإدارة على مدى السنوات الثلاث الماضية من شأنه أن يدفع نحو تحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل في وجود 30% من النساء في مجالس الإدارة بحلول عام 2026، بما يتماشى مع الأهداف الموضحة في رؤية مصر 2030.


كما شهدت فعاليات المنتدى مشاركة السعيد بجلسة نقاشية بعنوان "التحول من أجل النمو العالمي: دور القطاع المالي في تحقيق الأهداف الإنمائية الاستراتيجية" وأوضحت السعيد خلال الجلسة أن الأسواق الناشئة والدول النامية، مثل مصر، تواجه العديد من الصعوبات في تمويل أهدافها التنموية الاستراتيجية بسبب عدد من الجوانب، وأهمها الافتقار إلى التعاون المالي وتصاعد التوترات الجيوسياسية، مضيفه أن مجموعة البريكس لديها ديناميكية مالية تنموية جديدة، تتميز بمؤسستها المالية، والمتمثلة في بنك التنمية الجديد.


وعلى هامش فعاليات المنتدى، التقت  السعيد، وزير التنمية الاقتصادية الروسي ماكسيم ريشيتينكوف، لبحث سبل التعاون المشترك؛ وخلال اللقاء أشارت السعيد إلى أهمية التعاون الثنائي في مجال الأمن الغذائي، وكذلك العلاقات الاقتصادية والاجتماعية من أجل بناء السلام في المنطقة والازدهار الاقتصادي العالمي في عالم متعدد الأقطاب، مؤكدة أن هناك قواسم مشتركة بين البلدين فيما يتعلق بالتوجيه الوزاري للتنمية الاقتصادية مع الأهداف الاستراتيجية التي وضعتها كلتا البلدين، مشيرة إلى ضم ملف التنمية الاقتصادية ضمن اختصاصات وزارة التخطيط عام 2020، لافتة إلى الدور الذي قامت به الوزارة في خطة الإصلاحات الهيكلية والاجتماعية في إطار رؤية مصر 2030.

مقالات مشابهة

  • الزكاة والضريبة والجمارك تحث الأفراد على إخراج زكاتهم عبر تطبيق «زكاتي»
  • الزكاة والضريبة والجمارك تحث الأفراد على إخراج زكاتهم عبر تطبيق “زكاتي”
  • تخطيط الغذاء وبانوراما أجندات الاستدامة
  • الأعلى للإعلام: حجب جميع المنصات التي تعمل بدون ترخيص خلال 3 أشهر
  • وزيرة البيئة تترأس الاجتماع الأول للجنة تسيير مشروع تحويل الأنظمة المالية
  • وزيرة البيئة تترأس الاجتماع الأول للجنة تسيير مشروع تحويل الأنظمة المالية المتعلقة بالمناخ
  • محمد بن راشد: إطلاق تجريبي خلال الفترة المقبلة لفحص ما قبل الزواج
  • مهندس مصري يصنع شريحة إلكترونية تحت الجلد تعمل بالطاقة السلبية
  • نشاط مكثف لوزيرة التخطيط في فعاليات منتدى دول البريكس الاقتصادي الدولي في نسخته الـ 27
  • الأمن الغذائي الخليجي يبدأ من الدقم