" كايسيد" يعقد منتدى عالمي بعنوان"الحوار في سياق متحول".. 14 مايو المقبل
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعقد مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات “ كايسيد” ، منتدى كايسيد للحوار العالمي تحت عنوان “ الحوار في سياق متحول: لإنشاء تحالفات من أجل السلام في عالم سريع التغير” ، وذلك في الفترة مابين 14 حتي 16 من مايو 2024، لشبونة - البرتغال .
وقالت الصفحة الرسمية للمركز ، بانه يتمثل جوهر هذا المنتدى العالمي في الالتزام باستخدام الحوار في سياق متحول آلية قوية لتعزيز كرامة الإنسان ودعم التضامن العالمي، ولا سيَّما في مجال بناء السلام والمدن الشاملة للجميع وتغير المناخ. وهذا المنتدى العالمي هو تجمع حصري لقيادات مؤثرة مختارة من مؤسسات صنع القرار -العلمانية والدينية على حد سواء- للحوار ووضع الخطط معًا لبناء شراكات شاملة تؤكد الطبيعة الشاملة والمترابطة لبعض التحديات الرئيسة التي نواجهها اليوم.
ومن المقرر ان يتناقش المنتدي بعض الموضوعات ابرزها : الكرامة الإنسانية عبر الحوار في سياق متحول ، بناء الحوار والثقة والمحافظة عليهما ، المدن الحاضنة لتنوع ، حماية البيئة.
ومن المقرر ان يشارك باللقاء : الدكتور زهير الحارثي الأمين العام لمركز الحوار - كايسيد ورئيس منتدي كايسيد العالمي للحوار، الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد إمام المسجد الحرام في مكة المكرمة ، فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية ، البطريرك المسكوني برثلميوس الأول رئيس أساقفة قسطينية ، ماتيو رينزي رئيس الوزراء الإيطالي السابق، هاينس فيشر الرئيس السابق لجمهورية النمسا ، كارلوس مويداس عمدة بلدية لشبونه ، فرانسوا أولاند الرئيس الفرنسي السابق ، السفير فرانس فان دايلي، المبعوث الخاص للاتحاد الأوربي للحرية الدينية ، الدكتورة كاثرين مارشال، نائبة رئيس جمعية منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين ، هي ضيف متحدث في جلسة منتدى كايسيد للحوار العالمي بشأن “حوارات للتفكير في مسارات تعاونية”، الأب لوران باسانيز، عضو المجلس الحبري للحوار بين أتباع الأديان التابع للفاتيكان ، هو ايضا ضيف متحدث في جلسة “حوارات للتفكير في مسارات تعاونية”، الدكتورة ميريام كورونيل فيرير، المؤسسة المشاركة لوسيطات السلام في جنوب شرق آسيا.
كما من المقرر ان يشارك باللقاء ايضا عدد من السياسيين والقيادات الدينية الإسلامية والمسيحية واليهودية والاديان الاخري ، وعدد من المتخصصين في مجال الحوار العالمي ، والمؤسسات العالمية .
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: كايسيد لشبونة البرتغال
إقرأ أيضاً:
افتتاحية: عن الفلسفة الضائعة من سياق حياتنا
إن أكثر ما نحتاجه اليوم ونحن نرى حجم المأزق الأخلاقي الذي يعيشه العالم، والهوة الكبيرة من ثورته التكنولوجية وتراجع قيمه ومبادئه هو العودة إلى الفلسفة التي تمت تنحيتها من حياتنا ومن آليات تفكيرنا ووعينا الفردي والجماعي لأسباب كثيرة جدا تراكمت عبر التاريخ، وبلغت ذروتها في عالمنا العربي، حيث اختلط سوء الفهم بالتخويف المتعمد من التفكير الحر.
لم تكن الفلسفة في يوم من الأيام من العلوم القديمة التي تجاوزها الزمن، ولا محض «معرفة نظرية» نخجل من استعمالها أمام أدوات العصر الجديد.. الفلسفة هي الوعي بالأدوات ذاتها، وهي من يُسائل لماذا نصنّع التكنولوجيا، قبل أن نتقن تشغيلها؟ وهي التي تضيء الأماكن المعتمة التي تركناها مغلقة في زوايا العقل، وتُعيد إلينا أسئلتنا المؤجلة، والمحرّمة، والمرمية في هوامش الأيديولوجيا أو الدين أو السلطة.
وحتى نستطيع بناء مقاربة حول أهمية الفلسفة في حياتنا يمكن أن ننظر إلى المدارس التي تُدرّس الرياضيات والفيزياء والبرمجة، ولا تُدرّس الفلسفة، باعتبارها تدرس علوما مهمة ولكنها تبقي المتعلمين فيها بعيدا عن ضميرهم ووعيهم بل وتجعلهم بلا مواقف واضحة من قضايا الحياة. ما فائدة أن نُخرّج مبرمجا لا يُميز بين القيمة والمعلومة؟ أو طبيبا لا يرى في مريضه إنسانا؟
إن الفلسفة في هذا السياق هي خط الدفاع الأخير عن الإنسان باعتباره كائنا أخلاقيا.
ولذلك فإن تدريس الفلسفة في المدارس، منذ السنوات الأولى، هو بمثابة تدريب على الشك النبيل، وعلى الفضول الخلاّق، وعلى الاختلاف دون خلاف وعداوة. تعلمنا الفلسفة دائما كيف نفكر؟ وكيف نطرح الأسئلة لنستطيع الفهم الحقيقي؟ وغياب مناهج الفلسفة عن الجامعات باعتبارها مقررات إجبارية يسهم في صناعة جيل تقني متقن، لكنه هش أمام الأفكار المغلقة، وخائف من التساؤل، ومتردّد أمام الاختيارات الكبرى.
وهذا طرح ليس وليد الثقافة العربية التي تعيش لحظات صعبة جدا، ولكنه طرح كل الحضارات العظيمة عبر التاريخ حيث كانت الفلسفة تؤسس لكل مراحل البناء الحضاري.. ولذلك فإن الدعوة لإعادة الفلسفة إلى الحياة هي موقف حضاري نحن في أمس الحاجة له اليوم، وإذا لم نُعلّم أبناءنا أن يسألوا، فإننا نهيئهم ليكونوا مجرد أدوات في آلة أكبر منهم. وإذا لم نفكر، فسيُفكَّر لنا.. وإذا لم تكن الفلسفة جزءًا من وعينا اليومي، فسنخسر المعركة مرتين: مرة حين نُهزم، ومرة حين لا نعرف حتى لماذا؟