جريدة الرؤية العمانية:
2024-06-06@08:37:41 GMT

إغلاق مدرسة حفوف بولاية ضلكوت

تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT

إغلاق مدرسة حفوف بولاية ضلكوت

 

 

علي بن سالم كفيتان

تَوَاصَل معي بعضُ المشايخ والأهالي من منطقة حفوف بولاية ضلكوت، مُستنجدين بقلمي لتأجيل إغلاق مدرستهم التي أُقِيمت على سفح جميل يُطلُّ على بحر العرب، تتحلق حوله قرية حفوف الحالمة على سهل منبسط، ومساكن جميلة ومُروج خضراء، ويُكمل صرحُ المدرسة والجامع وخزان الماء المعلَّق بهاءَ وجمال الصورة، فحسب الروايات التي يتناقلها الناس، فإنَّ المدرسة أُقِيمت على أول موقع هبطت فيه الطائرة العمودية التي أقلَّت السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثَراه- إلى المناطق التي تمَّ استعادتها من ثوَّار ظفار في منتصف سبعينيات القرن الماضي؛ فأمر السلطان قابوس وقتها بإنشاء المدرسة، وأن يقام الجامع وتُحفر البئر، لإغاثة الناس وتعليمهم وتثقيفهم، ولترسيخ الصورة الذهنية للنصر العادل الذي قاده هذا الرجل العظيم رحمة الله تغشاه.

الحقيقة الماثلة أمامنا اليوم في المناطق الحدودية، وبالأخص ولاية ضلكوت، هي هجرة عكسية للسكان إلى مركز المحافظة بولاية صلالة؛ لأسباب كثيرة؛ أبرزها: عدم وجود محفزات للبقاء، مما خلق واقعاً جديداً زاد فيه عدد العمالة الوافدة التي تخدم قطعان المواشي، ونزوح السكان الأصليين، وهذا بلا شك لا يخدم التوجُّه الذي تتبناه الحكومة؛ والمتمثل في: إبقاء الناس في مناطقهم، وتقديم كافة الخدمات الأساسية لهم، وهذا بدوره يضعنا أمام حقيقة عدم مقارنة عدد الطلبة والكادر التعليمي والمنشأة المدرسية والكلفة التشغيلية؛ فالوضع هنا يختلف تماماً عن الوضع في أيِّ منطقة أخرى، وربما الصورة الأجمل هي أن هذه المدارس -ومنها مدرسة حفوف- يعمل بها كادر يقدم خدمات النظافة والحراسة والنقل والتموين من سكان المنطقة؛ وبالتالي لا يُنظر للمدرسة هنا من زاوية واحدة، بل يجب النظر لها من زوايا عدة؛ بما فيها: ترسيخ الاستقرار، والإبقاء على المواطنين هناك، فهذا الهدفُ يتعدَّى الجانب التعليمي إلى الأمني، ولهذا ننظر بتفاؤل كبير، ونتوقع الدعم الذي عهدناه دائما من المديرة العامة للتربية والتعليم في ظفار فهي سيدة أثبتتْ جدارتها لقيادة دفة المؤسسة في ظفار، وتعلم جيدا ما أشرنا إليه من أبعاد، ولدينا أمل في تجاوب معالي الدكتورة وزيرة التربية والتعليم للإبقاء على المدرسة التي كانتْ المحطَّ الأول للطائر الميمون للسلطان الخالد بعد النصر في ضلكوت.

ونتوقَّع كذلك دعم مكتب صاحب السمو السيد محافظ ظفار في هذا الشأن لإيجاد واقع جديد لهذه المنطقة الجميلة والحساسة في الوقت عينه؛ فالأمر كما ذكرنا يتخطَّى حسابات الربح والخسارة إلى واقع أشمل وأوسع يهدف لإعادة إعمار ضلكوت، وربطها بشبكة طرق حديثة، وتوفير جميع الخدمات وعودة سكانها إليها، وهذا يدعم الثبات على عدم التخلي عن المنشأة وإغلاقها فحسب، علمًا بأنَّ الأهالي قدَّموا التماسًا إلى الوزارة، وكذلك لصاحب السمو السيد المحافظ للإبقاء على سير التعليم بمدرسة حفوف؛ فإغلاق المدرسة سيحرم المجتمع المحيط بها من الخدمات التي كانت تُقدِّمها، وسيصبح موظفو المدرسة على محك الانتقال لمدارس بعيدة أو الاستقالة، أو إنهاء عقودهم، وهذا محفز قوي لهجرة من تبقَّى في المنطقة، في الوقت الذي نحن في أمسِّ الحاجة فيه لبقاء الناس هناك.

زَارَ ضلكوت نهاية هذا الأسبوع الكثيرُ من الناس؛ فهي بوابة الخريف الأولى في ظفار، وهي أول ما يحمل تباشير الربيع بمحاصيلها المتعددة، نُقِلت إليَّ الصور التي التقطها نشطاء التواصل الاجتماعي، ومنها صورة حالمة لقرية حفوف وهي مخضرَّة وقطعان الأبقار ترعى بهدوء وسكينة، ولا يكتمل المشهد إلا بشموخ الجامع والمدرسة اللذين شكَّلا أيقونةَ المكان؛ فهذه المدرسة ليست مجرد مبنى حكومي، بل هي ذكريات جميلة مع السلطان الراحل -رحمه الله- فقد تخرَّج فيها كوكبة ممَّن يحملون اليوم شهادات عليا، ويديرون مؤسسات حكومية وخاصة، وبعضهم وصل لمناصب مرموقة في سُلَّم الجهاز الإداري للدولة، وعدد منهم أصبحوا من كبار القادة والضباط العسكريين والأمنيين في البلاد، ومن هذا المرج الجميل وأكنافه خرج أعضاء لمجلس الشورى ومجلس الدولة والمجلس البلدي، فكيف بنا اليوم نغلق المدرسة. هذه الصور بلا شك لا تتناسب مع رؤية "عُمان 2024" الواعدة، كما لا تتوافق مع مستهدفات المحافظة التي يقودها صاحب السمو السيد محافظ ظفار بكل ثقة واقتدار لإيجاد قيمة مضافة لظفار.. فهل سيُعاد النظر في عودة الطلبة لمدرسة حفوف؟ هذا ما نتمنَّاه.

وحفظ الله بلادي...،

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بيان من عشيرة المعلم الذي تعرض للاعتداء في عمّان

عشيرة الوحش تستنكر حادثة الاعتداء على المعلم خالد الوحش عشيرة الوحش تطالب بتحميل المعتدين جميع المسؤولية وإيقاع أقصى العقوبات القانونية والعشائرية بحقهم

أصدرت عشيرة الوحش بيانًا يعبر عن استنكارها لحادثة الاعتداء التي تعرض لها المعلم خالد محمد محمود الوحش.

وأكد البيان، الذي وصل "رؤيا" نسخة منه، الثلاثاء، أن هذا الحادث لا يمثل قيم وتقاليد المجتمع الأردني السامية، وأن ما حصل يُعد انتهاكًا صارخًا لكرامة المعلمين وقيم العلم.

اقرأ أيضاً : بالفيديو.. عطوة عشائرية بقضية الاعتداء على معلم في عمان

وطالبت عشيرة الوحش بتحميل المعتدين جميع المسؤولية، وإيقاع أقصى العقوبات القانونية والعشائرية بحقهم (ماديًا ومعنويًا)، بما في ذلك الاعتذار الرسمي والتزام المعتدين بالتقبيل على رأس المعلم الذي تعرض للاعتداء، مع الاحتفاظ بكافة حقوق المعلم وعدم التنازل عنها.

كما طالب البيان بتقديم الدعم الكامل للمعلمين وضمان حصانتهم كما هو الحال للنواب، لتأكيد دورهم الأساسي في تربية الأجيال وبناء المجتمع.

عطوة عشائرية

والجمعة الماضية، توجهت جاهة عشائرية إلى عائلة المعلم الذي تعرض للاعتداء بالضرب أمام إحدى المدارس الحكومية في العاصمة عمان مساء الجمعة.

اقرأ أيضاً : فيديو - هل يعتبر ضرب معلم في عمان إصابة عمل؟ خبير تأمينات يجيب

وبين "صك عطوة الاعتراف العشائرية" الذي حلصت رؤيا نسخة عنه، أن عائلة المعلم أعطت الجاهة المتقدمة بالنيابة عن المعتدين، عطوة عشائرية لمدة 4 شهور على أن القضاء يأخذ مجراه.

توضيح من التربية

وكانت وزارة التربية والتعليم أصدرت بيانا قالت فيه، إن المعلم يعمل في إحدى المدارس الحكومية التابعة لمديرية قصبة عمان وأثناء قيامه بواجبه التربوي والأخلاقي لفض مشاجرة حدثت بين مجموعة من الطلبة خارج أسوار المدرسة تعرض للضرب على رأسه من أحد أولياء الأمور وكذلك لتصرفات غير مسؤولة من قبل طالبين اثنين، أحدهما من نفس المدرسة التي يدرس بها المعلم والآخر من مدرسة مجاورة.

اقرأ أيضاً : معلم يكشف لـ"رؤيا" تفاصيل الاعتداء عليه في إحدى مدارس عمان "فيديو"

وأكدت الوزارة أن الحالة الصحية للمعلم جيدة ومستقرة، مشيرة إلى أنه تم تقديم شكوى لدى الجهات الأمنية بحق المعتدين.

ولفتت الوزارة إلى أنها ستقوم باتخاذ العقوبات الرادعة بحق الطلبة المعتدين، مؤكدة أنها لن تتهاون في اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق كل من تسول له نفسه المساس بالثوابت والقيم التربوية الأصيلة الكفيلة بتحقيق رؤية الوزارة ورسالتها السامية.

المعلم يكشف التفاصيل

كشف معلم مادة الرياضيات للثانوية العامة في إحدى المدارس الحكومية في منطقة حي نزال بالعاصمة عمان تفاصيل تعرضه للاعتداء من قبل بعض الطلبة الأربعاء الماضي.

وقال المعلم خالد الوحش في حديث لـ"رؤيا" إن حالته الصحية متوسطة ويخضع لفحوصات وصور طبية في هذه الأثناء.

 

وبين أن الاعتداء عليه تسبب بإصابته بجرح قطعي في أذنه اليسرى خضع على إثره لخياطة جراحية بـ4 قطب، إضافة إلى إصابة بالرأس، مما يتسبب له بشعور بالدوار يمنعه من المشي.

وحول ما جرى للوحش خلال الاعتداء، ذكر أن بعض الطلبة من خارج المدرسة حاولوا الدخول إلى حرم المدرسة وبحوزتهم هروات وأدوات حادة للتشاجر مع طلبة من داخل المدرسة، ما دعاه وزملائه إلى محاولة منعهم.

وأوضح الوحش أنه تعرض للاعتداء من قبل أولئك الطلبة أثناء محاولته أخذ الهروات منهم، مشيرا إلى أن الاعتداء وقع داخل حرم المدرسة وليس خارجه كما جاء في بيان وزارة التربية والتعليم.

وأفاد أن ساحة مدرسة حنين تتسم بالميلان وعدم الاستواء، لذلك ظهر وكأنه تم الاعتداء عليه خارج أسوار المدرسة وليس داخلها.

وأكد أن من اعتدى عليه هم طالب من خارج المدرسة وشخص آخر قد يكون من أقارب المعتدي.

مقالات مشابهة

  • استشهاد عشرات الفلسطينيين في غارة إسرائيلية على مدرسة تابعة للأونروا بغزة
  • مدارس بديلة للثانوية العامة.. شروط القبول بمدرسة البريد المصري
  • بعد تقارير عن تفشي التعذيب.. إسرائيل تبحث إغلاق مركز اعتقال أسرى غزة
  • المحكمة العليا في دولة الاحتلال تدرس إغلاق معسكر سدي تيمان بعد تحقيق CNN
  • بيان من عشيرة المعلم الذي تعرض للاعتداء في عمّان
  • إجراء عاجل من التعليم بشأن تدريس المواد المثلية للطلاب في المدرسة الألمانية
  • تعليم القاهرة تنشر مقار تقديم اعتذارات المشاركة في امتحانات الثانوية العامة 2024
  • كرنفال المؤتمرات والندوات على الأبواب
  • التغويص داخل احزاب المعارضة السودانية
  • الحرية والسلام والعدالة – الجاهزية والسرعة والحسم