«أياد سحرية».. الفصل الخامس عشر من مذكرات مجدي يعقوب

مذكرات مجدي يعقوب.. أصدرت الدار المصرية اللبنانية كتابها المترجم عن الإنجليزية، تحت عنوان «مذكرات مجدي يعقوب.. جرَّاح خارج السرب»، من ترجمة أحمد شافعي.

الفصل الخامس عشر من مذكرات مجدي يعقوب

تحت عنوان «أياد سحرية» يبدأ الفصل الخامس عشر من مذكرت مجدي يعقوب، ويبدأ الفصل مع توسع مستشفى هيرفيلد في البحوث في أوائل السبعينيات، إذ وجه «يعقوب» اهتمامه إلى معالجة الأطفال الرضع ذوي القلوب المعيبة، واستحداث سبل جديدة لمعالجة المشاكل الخلقية لدى الأطفال.

وبحلول أواخر عام 1973م كان قد بدأ هو وروزماري سميث محاولة العثور على حل لإحدى أكثر الحالات تعقيدا وهي معالجة الرضع المولودين بشرايين عكس وضعها الصحيح، وينطوي تبديل وضع الشرايين الكبيرة على مخاطرة عالية قد تؤدي إلى الموت في العام الأول من حياة الطفل، وظلت تلك الحالة منذ تحديدها على يد عالم الأمراض الاسكتلندي ماثيو بايلي 1797م بلا علاج لأكثر من مئة سنة، وفي عام 1950 استحدث الجراحان الأمريكيان ألفريد بلالوك ورولينز هانلون في مستشفى جون هوبكنز بولاية بلطيمور إجراء أدى إلى تحسين معدلات النجاة، وفي أوائل الستينات طور الجراح الكندي وليم موستارد الجراحات أكثر.

غلاف مذكرات مجدي يعقوب

وبحلول أوائل السبعينيات اقترنت بعض الدراسات العميقة لعلمي التشريح ووظائف الأعضاء مع استحداث أساليب جديدة جذريا، فابدل جراء ذلك وجه الطب كله، ويعكس تطور العلاج تطور جراحة القلب على مدار الاعوام الثمانين الماضية، فنادرا ما حدث التقدم في طفرة هائلة واحدة، وإنما دأب على التطور بالأحرى عبر خطوات متنامية بتنامي تبادل المعرفة.

وقبل خمسون عامًا كان بوسع أفراد من الجراحين أن ينشئوا تقنيات جديدة، فقد كانت لديهم مساحة للمناورة تحت عباءة «الحرية السريرية»، ولكن يعقوب كان مجهزا بالعدة اللازمة لتطوير طب القلب، وبخاصة فيما يتعلق بعلاج الأطفال، وخطط يعقوب وفريقه لعملية تصحح العيب لاخلقي من خلال إرجاع الشرايين الكبيرة إلى أماكنها الطبيعية، وبينما كان يعقوب يجهز لإجراء تبديل وضع الشرايين للمرة الأولى، علم فريق هيرفيلد أن الجراحة نفسه أجريت أديب جاتي وهو جراح برازيلي على فتاة تبلغ من العمر أربعين يوما في معهد القلب بجامعة ساو باولو، وأعلن« جاتي » نجاح العملية في ورقة بحثية نشرتها مجلة الجمعية البرازيلية لأمراض القلب.

وأجرى «يعقوب» أولى جراحات تبديل وضع الشرايين في بريطانيا ونشر بحثه الخاص في المجلة الطبية البريطانية، بعد أشهر قليلة، وبرغم أن جيتي أثبت أن بالإمكان تصحيح الشرايين الكبيرة المعكوسة فقد اتسمت عملياته الأولى وعميات «يعقوب» بارتفاع معدل الوفيات نسبيا عند مقارنتها بجراحة التحول الأذيني.

وتجرى العملية الآن على نحو روتيني في العالم كله، مغيرة حياة مئات آلآف الأطفال الذين يعانون من انعكاس الشرايين، ومعدل نجاحها يصل إلى 99% في مراكز القلب المتقدمة.

مذكرات مجدي يعقوب.. جراح خارج السرب

ويشار إلى أن الكتاب من تأليف اثنين من أبرع صحفيي «التايمز»، هما سيمون بيرسن وفيونا جورمان، حيث أجريا حوارات مطولة مع يعقوب، واستمر عملهما نحو 3 سنوات، حتى أنهيا الكتاب، لتصدر نسخته الإنجليزية عن الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وبرعاية من مكتبة الإسكندرية.

اقرأ أيضاًاجتياز الحدود.. الفصل الرابع عشر من مذكرات مجدي يعقوب

وفاء بوعد.. الفصل الثالث عشر من مذكرات مجدي يعقوب

«على أكتاف عمالقة».. الفصل الثاني عشر من مذكرات مجدي يعقوب

المصدر: الأسبوع