قال الدكتور هانى سويلم، وزير الموارد المائية والرى، إن الحضارة المصرية اعتمدت على حسن إدارة مياه النيل، والمصريون استطاعوا تطويع المياه لبناء حضارتهم، مشيراً إلى أن مصر شيدت أفضل منشآت مياه فى العالم بمنتصف القرن الـ19. وأضاف فى كلمته خلال افتتاح المرحلة الأولى من موسم الحصاد بمشروع مستقبل مصر للتنمية المستدامة: «التحديات تزداد بمرور الوقت بسبب الزيادة السكانية، فأصبحت احتياجاتنا المائية اليوم 114 مليار متر مكعب، ولو لدينا كل هذه المياه يمكننا زراعة كل ما نحتاجه للاستيراد من الخارج، ولكن لا تتوافر هذه الموارد، وبالتالى نستورد المحاصيل الغذائية من الخارج كالقمح والذرة والسكر».

وتابع وزير الرى: «قيمة استيراد مياه افتراضية فى المحاصيل الزراعية سالفة الذكر تبلغ 33.5 مليار متر مكعب، ومصر تعتمد على العديد من موارد المياه على رأسها نهر النيل الذى له حصة ثابتة تبلغ 55.5 مليار متر مكعب، فضلاً عن تحلية المياه ومياه الأمطار والمياه الجوفية العميقة غير المتجددة، وبالتالى يكون الإجمالى 60 مليار متر مكعب»، مبيناً أنَّ «مصر تحتاج إلى 80.5 مليار متر مكعب مياه».

وقال: «لدينا عجز بأكثر من 20 مليار متر مكعب من المياه، ويتمّ تغطية العجز على مدار السنوات الماضية من خلال إعادة استخدام 21 مليار متر مكعب من مياه الصرف الزراعى والصحى».

وتابع «سويلم» أنَّ «الزيادة السكانية تأكل كل التنمية، وفى فترة الستينات كان نصيب الفرد من المياه سنوياً لكل استخداماته كزراعة وشرب وتجارة وغيره يبلغ 2000 متر مكعب للفرد»، مبيناً أنَّ الموارد ثابتة، ولكن الزيادة السكانية فى تزايد مستمر بوتيرة سريعة للغاية.

وأوضح أن مصر أصبحت تحت خط الفقر المائى منذ التسعينات، حيث وصل نصيب الفرد من المياه إلى أقل من 1000 متر مكعب سنوياً، مشيراً إلى أنه «مع تزايد الزيادة السكانية وصل نصيب الفرد من المياه إلى حدود 500 متر مكعب فى العام، ما يسبب عجزاً فى المياه، وهناك حلان لعجز المياه، الأول يتمثل فى استيراد غذاء بكميات أكبر، أما الحل الثانى فمرتبط بالبحث عن حلول على أرض مصر، لكى يصبح قرارنا فى أيدينا».

وأكد: «وكان القرار السياسى يتمثل فى البحث عن حل من أرض مصر حتى لا تزداد فاتورة الاستيراد بالدولار كل عام، لذلك جاء القرار بالمشروعات القومية لإعادة استخدام مياه الصرف الزراعى». ولفت إلى أن المزارعين فى الدلتا يعتمدون على نظام الغمر فى الرى، والبعض ينتقد ويقول إنه إهدار للمياه، موضحاً: «الحقيقة إنه مش المياه دى كلها بُتهدر كما يعتقد البعض، لأنه فى الدلتا توجد شبكة صرف زراعى معقدة للغاية وتوجد تحت أرض كل فلاح فى الدلتا لجمع المياه وأخذها إلى المصارف المفتوحة».

أنشأنا أهم وأكبر 3 محطات فى العالم لإعادة استخدام مياه الصرف الزراعى..ومحطة «المحسمة» تعمل بطاقة مليون متر مكعب

وتابع: «وقع الاختيار على 9 مصارف فى الدلتا لإعادة الاستخدام، بواقع مصرفين فى الشرق، و7 فى الغرب، والهدف من المصرفين فى منطقة الشرق هو تنمية سيناء ودخول المياه لأهالى سيناء، ومن هنا تكمن أهمية دور الدولة فى بناء أهم وأكبر 3 محطات فى العالم لإعادة استخدام مياه الصرف الزراعى، هى: المحسمة وبحر البقر والحمام».

وأكد: «الـ3 محطات سالفة الذكر أضافت ما يقرب من 5 مليارات متر مكعب لمنظومة المياه فى مصر سنوياً»، مشيراً إلى أن طاقة محطة «المحسمة» تبلغ مليون متر مكعب من المياه المعالجة يومياً، التى تمر من تحت قناة السويس، فهى ضمن المشروعات العملاقة غير المسبوقة، وتمر المياه تحت قناة السويس لكى تروى ما يزيد على 40 ألف فدان فى سيناء».

وتابع: «المياه كان لا بد لها أن تمر تحت قناتى السويس القديمة والجديدة لكى تصل إلى سيناء، وهذا مشروع عملاق، ويعد الأصغر بين مشروعات محطات إعادة استخدام مياه الصرف الزراعى الأخرى، وهما بحر البقر والحمام».

وتحدَّث وزير الرى عن محطة إعادة استخدام مياه الصرف الزراعى «بحر البقر»، قائلاً إن «المحطة تبلغ طاقتها 5.6 مليون متر مكعب، وهى أكبر محطة على مستوى العالم، وحاصلة على العديد من الجوائز، من بينها الإدراج بموسوعة «جينيس» التى سجلتها كأكبر محطة معالجة مياه صرف فى العالم».

وعن مشروع الدلتا الجديدة، قال: «مشروع ضخم للغاية له العديد من المنشآت»، موجهاً الشكر والتقدير للقوات المسلحة والهيئة الهندسية على المجهود الكبير الذى تبذله إدارة المياه والمهندسين العسكريين فى تلك المحطات الضخمة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مستقبل مصر مياه النيل أرض جديدة للخير الحضارة المصرية استخدام میاه الصرف الزراعى الزیادة السکانیة ملیار متر مکعب فى الدلتا من المیاه فى العالم إلى أن

إقرأ أيضاً:

المملكة تحقق الريادة في مجال المياه بمنجزاتٍ رائدةٍ وابتكاراتٍ تحقق الاستدامة

نحو حلول مبتكرة ومستدامة في مجالات المياه.. تتصدر المملكة العربية السعودية هذا المجال عبر استثمارها المتواصل في التصدي لتحديات المياه, مسترشدة برؤية شاملة تضع البيئة والاستدامة في صدارة أولوياتها, وتعمل على مشاركة العالم تجربتها الثرية في تعزيز استدامة موارد المياه وتحقيق الأمن المائي إقليميًا وعالميًا.

ويعكس إعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-، عن تأسيس المملكة للمنظمة العالمية للمياه في عام سبتمبر 2023م ومقرها الرياض، ريادتها في هذا المجال وجهودها المحلية المستندة على تجارب عالمية رائدة في التعامل مع تحديات المياه وتطوير سياسات وممارسات إدارة مواردها، والذي تُوج بتوقيع ميثاق المنظمة وسط مشاركة محلية دولية واسعة، أكدت أهمية المنظمة في حشد العالم من أجل مستقبل مائي مستدام، وأن الانضمام إلى عضويتها يعد استثمارًا إستراتيجيًا، وفرصة للتأثير على سياسات المياه العالمية، والاستفادة من تمويل مشاريع المياه، ومشاركة أفضل الممارسات والتجارب على مستوى العالم.

ويأتي إطلاق المملكة للمنظمة العالمية للمياه، واستضافة حفل التوقيع على ميثاق المنظمة، انطلاقًا من دورها الرائد والمحوري في إطلاق المبادرات واستضافة أبرز الفعاليات والمؤتمرات العالمية، واستمرارًا لما نفذته المملكة خلال السنوات الماضية من مشروعات في كامل سلسلة إمدادات المياه وابتكار الحلول التقنية لتحدياتها، والاهتمام بقضايا الاستدامة البيئية عالميًا وإسهامها في وضع قضايا المياه على رأس الأجندة الدولية، ومن ذلك تقديم تمويلات تجاوزت 6 مليارات دولار لعدة دول في 4 قارات حول العالم لصالح مشاريع المياه والصرف الصحي.

وامتدادًا لرؤيتها الطموحة في النهوض بقطاع المياه على مستوى العالم؛ فإن المملكة تشارك رؤاها وخبراتها مع العالم، وتستفيد من مختلف التجارب العالمية، إذ تأتي استضافة المملكة لقمة المياه الواحدة التي انعقدت بالرياض في ديسمبر 2024م برئاسة مشتركة من: صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف، ورئيس البنك الدولي أجاي بانجا؛ تأكيدًا على ذلك، إضافة إلى اختيار المملكة لاستضافة المؤتمر العالمي لتحلية المياه وإعادة استخدامها 2026م، نظرًا لكونها أكبر منتج للمياه المحلاة عالميًا، كما أنها ستستضيف المنتدى العالمي للمياه 2027م، الذي يمثل أكبر حدث عالمي في مجال إدارة المياه، ومنصة عالمية لمناقشة قضايا المياه والتعاون الدولي في هذا المجال.

وفي إطار رؤية المملكة 2030 تبنت المملكة إستراتيجية وطنية متكاملة تهدف إلى تحسين إدارة المياه ومواجهة التحديات؛ مثّل محدودية المياه الجوفية غير المتجددة، والطلب المرتفع على المياه في القطاعات الحضرية والصناعية والزراعية، وندرة الموارد المتجددة، حيث تسعى من خلال الإستراتيجية إلى تنمية الموارد المائية باستخدام تقنيات متطورة؛ لتحقيق الأمن المائي، والحفاظ على المياه الجوفية للأجيال القادمة.

قد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • النفط يواصل التدفق.. أكثر من 1.4 مليون برميل يومياً وإنتاج غازي يتجاوز 2.5 مليار قدم مكعب
  • موجة حر تتسبب في تبخر 30 مليون متر مكعب من مياه السدود بالمغرب
  • 48.8 مليار جنيه مكاسب سوقية للبورصة المصرية خلال أسبوع ومؤشر EGX30 يرتفع 2.26%
  • المملكة تحقق الريادة في مجال المياه بمنجزاتٍ رائدةٍ وابتكاراتٍ تحقق الاستدامة
  • بتوجيهات من إيلون ماسك.. الحكومة الأميركية تتوسع في استخدام غروك
  • ألقوه حياً بالمياه..العثور على جثة طفل دشنا في مياه النيل بقنا
  • مياه بني سويف: تطهير محطات المياه والصرف الصحي استعدادا لعيد الأضحى
  • زاهي حواس: دافعت بشراسة عن الحضارة المصرية أمام جو روجان وأفحمته بالأدلة
  • عمرو أديب يشيد بالحوار العام حول الحضارة المصرية: جدل يليق بمصر
  • زاهي حواس: أفحمت جو روجان ودافعت عن الحضارة المصرية بكل قوة