بدأت إدارة الكفاءة الحكومية التي يقودها إيلون ماسك في توجيه الهيئات الفدرالية المختلفة باستخدام نموذج الذكاء الاصطناعي "غروك" (Grok) المملوك لشركة "إكس إيه آي" (xAI) التابعة لإيلون ماسك، بحسب ما نقلته "رويترز" عن مصادر خاصة.

وأضاف التقرير، أن موظفي الإدارة نفسها يعتمدون على هذا النموذج من أجل تحليل البيانات وتحسين الإنفاق في مختلف القطاعات، وهو الأمر الذي يعد خرقًا واضحًا لقوانين تضارب المصالح فضلًا عن تعريض بيانات ملايين المواطنين للخطر.

وهو الأمر الذي عزز المخاوف لدى دعاة الخصوصية، الذين يرون أن أفراد إدارة الكفاءة الحكومية لا يهتمون بخصوصية البيانات وحمايتها مهملين بذلك العديد من القوانين والقيود الموضوعة لتنظيم التعامل مع البيانات الخاصة بالمواطنين.

أشار تقرير "رويترز" إلى 3 مصادر مختلفة داخل الحكومة الأميركية، اثنان منها يعملان مع إدارة الكفاءة الحكومية ويطلعان على أنشطتها، وبحسب تصريحات المصدر الثاني، فإن موظفي إدارة الكفاءة الحكومية يستخدمون نسخا مخصصة من نموذج "غروك" وليس النسخة العامة، وهم يعتمدون على النموذج في تحليل البيانات وكتابة التقارير الخاصة بها.

كما أجمع المصدر الثاني والثالث على أن موظفي إدارة ماسك طلبوا من وزارة الأمن الداخلي استخدام "غروك" رغم أن النموذج لم يحصل على الموافقات والتصريحات اللازمة لاستخدامه في الوكالات الفدرالية والأماكن الحساسة، ولكن "رويترز" لم تتمكن من تحديد نوع البيانات المستخدمة مع "غروك" أو حتى وجود نسخة خاصة منه أم لا.

إعلان

أما وزارة الأمن الداخلي، فقد قالت في بيان رسمي، إنها لا تعتمد على أي أداة ذكاء اصطناعي رسميا أو حتى طلبت من موظفيها الاعتماد على أداة بعينها، وأشار المتحدث الرسمي للإدارة بأن "إدارة الكفاءة تهدف إلى مواجهة الفساد ومكافحته" في إشارة منه، لأن مثل هذه الاتهامات تتعارض مباشرة مع الهدف من إنشاء الإدارة في الأساس، وتجاهل البيت الأبيض وشركة "إكس إيه آي" الاستفسارات من "رويترز".

وزارة الأمن الداخلي بدأت منذ عدة أعوام في استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي العامة فضلًا عن نموذج خاص بها طُور بما يحافظ على سرية البيانات. (شترستوك) ميزة تنافسية لا تضاهى

وقال كاري كوجليانيز، الخبير في اللوائح الفدرالية والأخلاقيات في جامعة بنسلفانيا لوكالة رويترز "إن تدريب نموذج "غروك" على البيانات الحكومية الآن، يمنح النموذج ميزة تنافسية غير عادلة ولا يوجد لدى النماذج الأخرى المنافسة، وهو ما قد يكون عاملًا محوريًا عند اختيار نموذج ذكاء اصطناعي للتعاقدات الحكومية، لذا فإن شركة "إكس إيه آي" ورئيسها إيلون ماسك، ينتفعون مباشرة من استخدام النموذج في الإدارات الحكومية المختلفة".

وبعيدًا عن المخاوف من الخصوصية والاختراق ووصول الشركات الخاصة إلى البيانات السرية لملايين المواطنين، فإن استخدام الهيئات الفدرالية لنموذج "غروك" أو أي نموذج ذكاء اصطناعي آخر رسميا، يتطلب تعاقدًا رسميًا مع الشركة مقدمة هذا النموذج، وبالتالي يتطلب أن تدفع الحكومة الفدرالية قيمة الاشتراكات لشركة "إكس إيه آي"، بحسب الوكالة.

أثار هذا الأمر حفيظة العديد من أساتذة القانون في مختلف الجامعات الأميركية، ومنهم ريتشارد بينتر، المستشار الأخلاقي للرئيس الجمهوري السابق جورج دبليو بوش وأستاذ في جامعة مينيسوتا، الذي قال إن هذا التصرف، إن كان بعلم إيلون ماسك فإنه يضعه تحت طائلة القانون كونه ينتفع مباشرةً من هذا الأمر، وأما إن لم يكن بعلمه، فهذا لا يضع ماسك أو الموظفين تحت طائلة القانون مباشرة، ولكن يجب على البيت الأبيض حينها، أن يتدخل كون ماسك يستغل منصبه لمكسبه الخاص.

إعلان

وتتزامن هذه الأنباء مع تركيز إدارة الكفاءة الحكومية بقيادة أبرز موظفيها كايل شوت وإدوارد كورستين اللذين يدفعان الوكالات الفدرالية إلى استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي عموما، وكلاهما رفض الاستجابة لطلبات "رويترز".

وعلى صعيد آخر، فقد طالب موظفو إدارة الكفاءة الحكومية بالوصول إلى رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بموظفي وزارة الأمن الداخلي، وذلك من أجل تدريب نموذج ذكاء اصطناعي للتعرف إلى ولاء الموظفين السياسي، وإن كان أحدهم يعارض مباشرة إدارة ترامب ، ناهيك عن رسالة وصلت إلى عشرات الموظفين في وزارة الدفاع تخبرهم أن حواسيبهم تخضع للمراقبة من خوارزمية خاصة لتحليل استخدامهم الحواسيب، ولكن لم يتم إخبارهم بنوع الأداة أو الهدف منها.

لم تستطع "رويترز" التحقق إن كان "غروك" هو الأداة المذكورة في الحالتين، ولكن مثل هذا الاستخدام ليس خارج قدراته، ولكنه يمثل انتهاكًا مباشرًا لقوانين الحريات بحسب ما قال كوجليانيز، الخبير في اللوائح الفدرالية والأخلاقيات في جامعة بنسلفانيا.

تجدر الإشارة إلى أن وزارة الأمن الداخلي بدأت منذ عدة أعوام في استخدام نماذج الاصطناعي العامة فضلًا عن نموذج خاص بها تم تطويره بشكل يحافظ على سرية البيانات، ويهدف الأمر إلى أن تكون الوزارة أول من يستغل تقنيات الذكاء الاصطناعي في الأعمال الفدرالية، ولكن بعد أقل من عام، أوقفت الوزارة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي العامة قاصرةً الاستخدام على روبوت الدردشة الداخلي الذي تم تطويره خصيصًا لها خوفًا على خصوصية البيانات وسريتها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إدارة الکفاءة الحکومیة وزارة الأمن الداخلی الذکاء الاصطناعی ذکاء اصطناعی إیلون ماسک إکس إیه آی

إقرأ أيضاً:

إيلون ماسك يغادر إدارة ترامب .. تفاصيل

أفادت وكالة "أسوشيتد برس" بأن رجل الأعمال الأمريكي الشهير إيلون ماسك قرر مغادرة منصبه في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في خطوة مفاجئة تأتي وسط تصاعد الخلافات بشأن تقليص دور المؤسسات الفيدرالية وخطط خفض الإنفاق الحكومي.

ويأتي انسحاب ماسك من موقعه الاستشاري بعد فترة مثيرة للجدل، حيث اعتُبر لفترة طويلة من أبرز داعمي الرئيس ترامب وأكثر المستفيدين من وصوله إلى البيت الأبيض، خصوصاً بعد أن أنفق مئات الملايين من الدولارات لدعم حملته الانتخابية، وفقًا لتقرير نشره موقع "بيزنس إنسايدر".

تسلا : ماسك هو الرئيس التنفيذي للشركة ولا نبحث عن بديلشركة "تسلا" تبدأ البحث عن بديل لماسك .. تفاصيلمحكمة أمريكية ترفض منح إدارة ماسك صلاحيات الوصول لبيانات الضمان الاجتماعي

كان يُنظر إلى ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا ومالك شركة سبيس إكس، باعتباره "أكبر الرابحين" من انتخاب ترامب، لكن الوقائع خلال أول 100 يوم من إدارة الرئيس الجديد أظهرت العكس، بحسب مراقبين.

وقال المحلل في شركة "ويدبوش"، دان إيفز، إن رهان ماسك على ترامب بدا في بدايته منطقياً، مضيفاً: "كنا نعتقد أن الفوائد على ماسك وتيسلا تفوق السلبيات"، لكن مع مرور الوقت، "تبين أن الأضرار أكبر بكثير مما كان متوقعاً".

وشهد سهم شركة تسلا انخفاضًا ملحوظًا منذ تنصيب ترامب، حيث هبط من أعلى مستوى تاريخي بلغه في منتصف ديسمبر عند 479.86 دولاراً، إلى مستويات أقل بكثير، نتيجة تباطؤ عالمي في مبيعات السيارات، بالإضافة إلى أزمات متكررة في إدارة الشركة.

وتعرض ماسك لضغوط مكثفة من مستثمرين كبار طالبوه بـ"الابتعاد قليلاً عن تسلا"، على خلفية تراجع أداء الشركة والجدل السياسي المصاحب لعلاقته مع إدارة ترامب. ورغم تعهده بتقليص انشغاله بمهامه داخل وزارة كفاءة الحكومة والتركيز على تسلا بدءًا من مايو، إلا أن القلق لم يتراجع.

تسلا : ماسك هو الرئيس التنفيذي للشركة ولا نبحث عن بديلشركة "تسلا" تبدأ البحث عن بديل لماسك .. تفاصيلمحكمة أمريكية ترفض منح إدارة ماسك صلاحيات الوصول لبيانات الضمان الاجتماعي

تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" كشف أن مجلس إدارة تسلا بدأ مشاورات سرية قبل نحو شهر مع شركات مختصة، للبحث عن بديل محتمل لماسك في رئاسة الشركة. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الخطوة تعكس تزايد التوتر داخل المجلس بشأن القيادة الحالية.

إلا أن رئيسة مجلس إدارة تسلا نفت تلك المزاعم، مؤكدة أن أعضاء المجلس "واثقون جداً" في قيادة ماسك، ولا يوجد في الوقت الراهن أي نية لإبعاده عن منصبه.

تسلا : ماسك هو الرئيس التنفيذي للشركة ولا نبحث عن بديلشركة "تسلا" تبدأ البحث عن بديل لماسك .. تفاصيلمحكمة أمريكية ترفض منح إدارة ماسك صلاحيات الوصول لبيانات الضمان الاجتماعي

كما يواجه ماسك حملة احتجاجات سياسية ومقاطعة من ناشطين، على خلفية مواقفه وتصريحاته بشأن السياسة الأميركية والتقنيات المثيرة للجدل، بالإضافة إلى ما يعتبره البعض "تسييساً مفرطاً" لنفوذه في واشنطن.

ويبدو أن مغادرة ماسك لإدارة ترامب قد تكون خطوة للحد من الخسائر السياسية والتجارية، في ظل تزايد الضغوط وتراجع المكاسب التي كان يأمل تحقيقها من تحالفه مع الإدارة الجمهورية.

طباعة شارك إيلون ماسك ترامب دونالد ترامب إدارة ترامب الرئيس الأمريكي

مقالات مشابهة

  • إدارة ترامب تؤكد استمرار إدارة الكفاءة الحكومية رغم رحيل إيلون ماسك
  • ما مصير وزارة الكفاءة بعد رحيل إيلون ماسك؟
  • ماسك يؤكد خروجه من الحكومة الأميركية
  • بعد فترة مثيرة للجدل .. إيلون ماسك يغادر إدارة ترامب
  • منها مذبحة عيد الحب.. جدول سريع عمّا قام به ماسك بقيادة الكفاءة الحكومية
  • إيلون ماسك يغادر منصبه بالحكومة الأميركية.. ويشكر ترامب
  • إيلون ماسك يؤكد خروجه من الحكومة الأميركية
  • إيلون ماسك يغادر إدارة ترامب .. تفاصيل
  • مصدر مطلع: إيلون ماسك غادر إدارة ترامب