اكتشاف كوكب “ناري” غريب يرجح أنه يذوب من الداخل
تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT
#سواليف
اكتشف #علماء #الفلك كوكبا خارجيا جديدا “متوهجا باللون الأحمر” على بعد 66 سنة ضوئية فقط من #الأرض، يظهر نشاطا بركانيا مكثفا مشابها لقمر #المشتري آيو.
ويبدو أن #الكوكب المكتشف حديثا في نظام نجمي بعيد يثور مع عدد كبير جدا من البراكين، ويتوهج باللون الأحمر الناري عند رؤيته من الفضاء.
ويقول العلماء إنه لم يتم رصد أي كوكب مثل هذا من قبل، وستكون هناك حاجة لملاحظات المتابعة لتأكيد وجود هذا العالم الغريب.
والكوكب المكتشف حديثا، المسمى TOI-6713.01، هو العالم الأبعد في نظام نجمي معروف مع وجود كوكبين آخرين يدوران حول #نجم قزم برتقالي على بعد نحو 66 سنة ضوئية من الأرض.
وقال الفريق، الذي يضم علماء من جامعة كاليفورنيا ريفرسايد بالولايات المتحدة، إن النظام النجمي، المسمى HD 104067، معروف بالفعل بامتلاكه كوكبين عملاقين. وأثناء جمع البيانات عن الكوكب، عثر ستيفن كين، أستاذ الفيزياء الفلكية الكوكبية، “بشكل غير متوقع” على كوكب “ناري” آخر، ما رفع عدد الكواكب في النظام النجمي إلى ثلاثة.
وهذا الكوكب الصخري أكبر قليلا من الأرض ويدور حول النجم البالغ من العمر 5 مليارات عام كل 2.2 يوم أرضي، حسب ما أفاد علماء الفلك في دراسة نشرتها مجلة The Astronomical Journal.
وتم اكتشاف الكوكب من خلال طريقة العبور لصيد الكواكب الخارجية، حيث يمر الكوكب أمام نجمه من منظورنا الكوني ويحجب بعض الضوء القادم من نجمه.
وتشير الملاحظات التي أجراها القمر الصناعي لمسح الكواكب الخارجية العابرة (TESS) التابع لناسا إلى أن سطح الكوكب الصخري مغطى بالحمم المنصهرة من مئات البراكين التي تقذف على سطحه.
وتتجاوز درجة الحرارة هناك 2300 درجة مئوية (4200 درجة فهرنهايت).
وأوضح العلماء أن قوى الجاذبية التي يمارسها الكوكبان الآخران في النظام HD 104067، تجبر هذا الكوكب الصخري على الدخول في مدار إهليلجي “غريب الأطوار” حول نجمه.
وقال علماء الفلك إن المدار القصير لـ TOI-6713.01 حول النجم المضيف، يؤدي إلى “ضغط” على الكوكب الصخري بسبب الجاذبية. وكتب العلماء أن لعبة شد الحبل هذه تثير احتكاكا داخليا هائلا وحرارة داخل الكوكب، والتي يطلقها عن طريق انفجار البراكين على سطحه.
ومن الممكن أن يحاكي الضوء الصادر من النجوم الخلفية التوقيعات الواضحة للكوكب المشتعل الذي رصده TESS.
وإذا تم تأكيد وجود TOI-6713.01 من خلال عمليات الرصد اللاحقة، فقد يكون هدفا مثيرا للاهتمام لدراسة تأثيرات المد والجزر الشديدة التي تتعرض لها الكواكب.
وقال ستيفن كين، عالم الفيزياء الفلكية بجامعة كاليفورنيا في ريفرسايد الذي قاد هذا الاكتشاف إن مثل هذه الديناميكيات لم تكن محور أبحاث الكواكب الخارجية حتى الآن.
وتابع: “هذا يعلمنا الكثير عن الحد الأقصى لكمية الطاقة التي يمكن ضخها إلى كوكب أرضي، وعواقب ذلك. وكانت هناك عدة حالات لكواكب أرضية قريبة من نجمها وتسخن بواسطة طاقة النجم، ولكن حالات قليلة جدا حيث تعمل طاقة المد والجزر على إذابة الكوكب من الداخل”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف علماء الفلك الأرض المشتري الكوكب نجم
إقرأ أيضاً:
هل يرجح ترامب كفة سباق الذكاء الاصطناعي لصالح الصين؟
وانج يا تشيانج
تشي يوان شو
ربما وصلت حرب التعريفات الجمركية بين الولايات المتحدة والصين إلى طريق مسدود، لكن المنافسة بينهما على التفوق التكنولوجي تتحول الآن نحو مستوى أعلى من الـحِـدّة بينما تتصارع الدولتان على الهيمنة في مجال الذكاء الاصطناعي ــ ومكاسب الإنتاجية والمكاسب الجيوسياسية التي ستصاحبها ــ يلوح في الأفق سؤال واحد. هل تلحق قدرات الصين في مجال الذكاء الاصطناعي بقدرات الولايات المتحدة ــ بل وتتفوق عليها؟
يدفع هذا الاتجاه سلسلة من السياسات التي قدمتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. تمثل رئاسة ترامب خروجا دراماتيكيا عن الالتزام بالانفتاح الذي عزز ريادة أمريكا التكنولوجية لعقود من الزمن. وقد ترتد التدابير التي تهدف إلى إعادة الإبداع إلى الولايات المتحدة في الاتجاه المعاكس، وقد تنتهي بها الحال إلى تمهيد الطريق للهيمنة الصينية. ربما يوفر تطور الاقتصاد الرقمي بعض الأفكار والبصائر حول كيفية سير سباق الذكاء الاصطناعي اليوم في أعقاب سياسات ترامب. في تسعينيات القرن الماضي، قادت الولايات المتحدة ثورة الإنترنت، وهيمنت على مرحلة «صفر إلى واحد» المحورية من خلال نقل الإبداعات بسرعة من المختبر إلى السوق. وقد غذى ذلك ما أشاد به كثيرون في ذلك الوقت باعتباره «الاقتصاد الجديد»، الذي اتسم بالنمو السريع، ومكاسب الإنتاجية القوية، والتضخم المنخفض. أما الصين، التي كانت في البداية تابعة، فقد أضفت في وقت لاحق ديناميكية ملحوظة على الاقتصاد الرقمي من خلال توسيع نطاق تكنولوجياتها المبتكرة. توالت فصول التطور الرقمي في الصين على ثلاث مراحل. الأولى كانت النسخ والاتباع: من منتصف التسعينيات إلى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كانت الشركات الصينية تحاكي النماذج الأمريكية، فأطلقت بوابات إلكترونية وخدمات على الإنترنت أفضت إلى نمو هائل في أعداد المستخدمين.
المرحلة الثانية كانت التوطين والتحسين. فمع نضوج النظام البيئي الرقمي في الصين بين عامي 2005 و2015، بدأت شركات التكنولوجيا الصينية تستفيد من فهمها العميق للمستخدمين المحليين وظروف السوق لضبط خدماتها. ولم تكتفِ منصات مثل WeChat و Taobao بتكييف المفاهيم الأمريكية، بل عملت على البناء عليها، لتتفوق في نهاية المطاف على نظيراتها الغربية، مثل WhatsApp و Ebay، في السوق الصينية. تميزت المرحلة الثالثة بالابتكارات الخارقة. على مدار العقد الماضي، تحولت شركات التكنولوجيا الصينية من التقليد إلى الإبداع، حيث ابتكرت نماذج رقمية جديدة وتفوقت على المنافسين الأجانب. والمثال الأكثر نجاحا على نحو لافت للنظر تطبيق TikTok من شركة ByteDance، الذي وضع الصين في طليعة الثقافة على الإنترنت، وأعاد تشكيل وسائط التواصل الاجتماعي، وأجبر الشركات الأمريكية مثل Meta على محاولة اللحاق بالركب.
تتضح هذه الديناميكية بالفعل في مجالات مثل الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية، ولن يكون الذكاء الاصطناعي استثناء. بعد إطلاق ChatGPT في أواخر عام 2022 ــ والذي بوسعنا أن نزعم أنه كان إيذانا بانتقال الذكاء الاصطناعي إلى عصر التبني الجماعي ــ أظهرت الصين بسرعة قدرتها على نسخ النماذج الغربية.
وكان إطلاق برنامج DeepSeek في يناير إشارة إلى دخول الصين مرحلة التوطين والتحسين، حيث كان نموذج R1 الذي أطلقته الشركة أرخص في الاستخدام بنحو 30 إلى 50 مرة من نموذج OpenAI. وبحلول فبراير، تقلصت فجوة الأداء بين أفضل النماذج الصينية والأمريكية إلى 1.7%، بعد أن كانت 9.3% في عام 2024. وبينما استغرق الأمر شهرين من ChatGPT للوصول إلى 100 مليون مستخدم نشط، وصل DeepSeek إلى هذا الإنجاز في سبعة أيام فقط. تتمثل إحدى المزايا الرئيسية التي تتمتع بها الصين في مجموعة كبيرة من المواهب الهندسية؛ حيث تنتج البلاد أربعة أضعاف عدد خريجي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات سنويا مقارنة بالولايات المتحدة. وبالإضافة إلى الحجم الهائل، يعكس هذا «العائد الهندسي» أخلاقيات العمل القوية والعقلية البرجماتية الموجهة نحو التحسين العملي المعقد، كما يتضح من بنية نظام DeepSeek. في ظل أكثر من مليار مستخدم للإنترنت وقاعدة صناعية متنوعة، توفر الصين أيضا ظروفا لا مثيل لها لنشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي واختبارها وتحسينها.
تستحوذ الصين على ما يقرب من 30% من ناتج التصنيع العالمي، وتنتج كميات هائلة من البيانات. في عام 2019 وحده، أنتج قطاع التصنيع في الصين 1812 بيتابايت من البيانات، وتشير تقديراتنا إلى أن هذا الرقم ارتفع إلى 2435 بيتابايت في عام 2024. والطاقة عامل حاسم آخر. في عام 2023، أنتجت الصين ما يقرب من 9456 تيراواط/ساعة من الكهرباء ــ 32% من الإجمالي العالمي وأكثر من ضعف إنتاج الولايات المتحدة البالغ 4178 تيراواط/ساعة ــ وهذا يمنحها ميزة كبيرة في تشغيل مراكز البيانات الضخمة الضرورية لتبني الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع. وتزداد مكانة أمريكا ضعفا في سباق الذكاء الاصطناعي بفعل تخفيضات ترامب لتمويل الأبحاث والقيود المفروضة على الهجرة. في فبراير على سبيل المثال، سرّحت إدارة ترامب 170 موظفا، منهم خبراء في الذكاء الاصطناعي، في مؤسسة العلوم الوطنية واقترحت خفض ميزانية الوكالة بأكثر من 50%. تهدد هذه التخفيضات -إلى جانب تأخر تخصيص تمويل المعاهد الوطنية للصحة وتجميد ما يقرب من 2.2 مليار دولار من المنح الفيدرالية لجامعة هارفارد- بتعطيل الأبحاث التأسيسية وإعاقة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي. من ناحية أخرى، من المحتمل أن تؤدي سياسات الهجرة التقييدية إلى زيادة صعوبة اجتذاب الولايات المتحدة للمواهب العالمية والاحتفاظ بها، وقد يؤدي هذا إلى هجرة عكسية للأدمغة مع عودة عمال التكنولوجيا الصينيين المهرة إلى بلادهم لتولي وظائف مُـجزية الأجر في قطاع متنام. في حين دعمت إدارة ترامب مبادرات ضخمة في تشييد البنية الأساسية مثل Stargate ــ وهو مركز بيانات مقترح بقيمة 500 مليار دولار والذي سَـيُـبنى بواسطة OpenAI وOracle وSoftBank ــ فإن مثل هذه المشاريع تهدد بتعزيز هيمنة شركات التكنولوجيا الكبرى وخنق الإبداع اللازم لتحقيق اختراقات تكنولوجية تحويلية.
لكن المشكلة الأشد عمقا تكمن في تحول أمريكا بعيدا عن الانفتاح الاقتصادي. فمع تزايد انغلاق الشركات الأمريكية مثل OpenAI، تتبنى الشركات الصينية استراتيجيات المصادر المفتوحة. وبينما تؤدي سياسات ترامب التجارية وسياسات الهجرة إلى إقصاء المواهب العالمية والمتعاونين الدوليين، تعمل الصين بنشاط على تسويق نماذج الذكاء الاصطناعي المنخفضة التكلفة لشركائها التجاريين. لا شك أن الصين تواجه تحديات داخلية تخصها، والتي تتفاقم بِـفِـعل القيود التجارية الأمريكية التي حدت من قدرتها على الوصول إلى أشباه الموصلات المتقدمة. وعلى الصعيد المحلي، يجب على صناع السياسات الصينيين إيجاد توازن دقيق بين تشجيع الابتكار وفرض ضوابط صارمة على البيانات. ولكن بينما لا يملك أي من الطرفين طريقا سهلا نحو هيمنة الذكاء الاصطناعي، فإن أجندة ترامب «لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى» قد تساعد عن غير قصد في جعل الصين عظيمة مرة أخرى.