معرض ذخائر مكتبة محمد بن راشد … متحف ثقافات الشعوب ونافذة على تاريخ العالم
تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT
في فعاليات اليوم العالمي للمتاحف، تبرز العديد من المتاحف في دولة الإمارات لترسم لوحة متفردة من التاريخ الإنساني تعكس التنوع والموروث الثقافي والمعرفي للحضارة العربية والإنسانية، لتجسد جسرًا بين الماضي والحاضر، عبر مجموعة واسعة من المقتنيات الأثرية والفنية التي تحكي قصص الشعوب والحضارات التي ازدهرت على هذه الأرض.
وفي قلب مكتبة محمد بن راشد، ينبض معرض الذخائر بروح التاريخ والتراث، حيث يضم أكثر من 300 قطعة نادرة من الكتب والأطالس والمخطوطات القديمة، التي يعود بعضها إلى القرن الثالث عشر، والتي تشكل نوافذ على العصور المختلفة.
ومنذ اللحظات الأولى التي تطأ فيها قدميك المعرض، تجذبك كل زاوية وركن، ويأخذك الإبداع إلى أبعد الحدود ليبحر بك في عالم عميق من المعرفة والتاريخ، حيث يشكل متحفاً ثقافياً حضارياً عبر مجموعاته النادرة والفريدة.
ويعكس معرض الذخائر، الدور الحيوي للمتاحف في الحفاظ على الإرث الثقافي ونقله للأجيال القادمة. بتصميمه الفريد ومحتوياته الثمينة، ويقدم تجربة تعليمية ممتعة تتناغم مع أهداف اليوم العالمي للمتاحف، ليكون بوابة للتواصل الثقافي والفكري بين مختلف الشعوب والحضارات.
أمهات من الكتب
ويضم معرض الذخائر، الأعمال الكاملة للأديب والشاعر والكاتب المسرحي الإنجليزي وليام شكسبير، ومن بينها طبعة لندن 1632، الإصدار الأول من الطبعة المنقحة لأعماله والتي تحوي 36 من مسرحياته، بالإضافة إلى قصيدة «الشهنامة» الملحمة الفارسية الشهيرة، و«الكوميديا الإلهية» لدانتي، والتي تعتبر أحد أعمدة الأدب الإيطالي، ورواية «البؤساء» لفيكتور هوغو، والتي تروي قصص الكفاح والظلم والعدالة. ويعكس وجود هذا الكم الكبير من أمهات الكتب من مختلف أنحاء العالم في معرض الذخائر دور مكتبة محمد بن راشد في الحفاظ على الإرث الإنساني والكنوز الأدبية والثقافية ونقلها جيلا بعد جيل، تماشيا مع رؤيتها لتعزيز المجال الثقافي والأدبي.
نسخ نادرة من القرآن الكريم
يحتضن المعرض، 40 نسخة نادرة من القرآن الكريم، وما يقارب 40 قطعة قرآنية نادرة بين مخطوط ومطبوع، تضم أقدم النماذج الرق المكتوبة على الجلد، وأجمل المصاحف المخطوطة بخط اليد، بالإضافة إلى مجموعة من أوائل الترجمات للقرآن الكريم المطبوعة بلغات مختلفة وطبعاتها الأولى، والتي تتميز بزخارفها الفريدة وتقنيات الكتابة المتقدمة التي استخدمت فيها، لتعكس براعة الخطاطين الذين كتبوا النصوص بخطوط رائعة ومزخرفة، مما يجعل كل مصحف قطعة فنية فريدة من نوعها.
وتتميز العديد من الرقع القرآنية والمصنوعة من الجلود، والتي تعد من أقدم النماذج التي وصلت إلينا، وتمثل بداية الإسلام وكتابة القرآن الكريم، بالكتابة البسيطة وغير المزخرفة، حيث استخدم الخطاطون الخط الكوفي في كتابة هذه الرقاع، ثم تطوّرت أنواع الخطوط والزخارف المستخدمة وتوسع رقعته، ليبدأ استخدام الألوان والذهب في الكتابة على الرقاع.
ومن بين هذه النسخ، مصحفاً من العهد القاجاري، مكتوب بخط النسخ، بواقع خمسة عشر سطرًا في الصفحة، والذي نسخه محمد شفيع بن علي عسكر الأرسنجاني، بينما زخرفه ونمقه الفنّان رضا ساني همايون، بالإضافة إلى مصحف من العهد المغولى بالهند، والذي يعود للقرن الحادي عشر الهجري/ السابع عشر الميلادي، والمكتوب بخط النسخ مع لوحات متعددة الألوان.
كما يضم المعرض، مصحف كبير الحجم من العهد العثماني، مكتوب بخط النسخ المجوّد؛ حيث حُلّيت واجهة المصحف على الجانبين برسومات موردة تحيط بسورة الفاتحة وبداية سورة البقرة ومن حولها زخارف مورقة متعددة الألوان وإطارات وحواف مذهبة.
الأطالس والمجلدات
ويضم معرض ذخائر المكتبة، الطبعات الأولى من كتب الرحلات إلى الجزيرة العربية وكتب وصف منطقة الشرق الأوسط، ومجموعة ثمينة من الخرائط الأوروبية والعثمانية للجزيرة العربية من القرن الخامس عشر إلى القرن التاسع عشر، من بينها خريطة بطلمية مذهبة وملونة للجزيرة العربية مطبوعة في العام 1482، إلى جانب احتضانه مجموعة نادرة من المجلدات والأطالس أبرزها: أطلس مايور “المركب” طبعة أمستردام-هولندا 1680-1686م، أحد أعظم وأروع الأطالس، لفريدريك دي فيت، الذي جمع فيه الكثير من الخرائط خلال العصر الهولندي الذهبي، حيث ازدهر الإبداع الفني والبحث العلمي والاستكشافي، فكان أطلس دي فيت بألوانه النابضة بالحياة أطلسًا للبر والبحر معًا. ويعتبر الأطلس النسخة الأخيرة من أطلس جوان بلاو.
أدوات الكتابة
ومن ضمن المقتنيات النادرة التي يحتويها معرض الذخائر، مجموعة أدوات الكتابة التي استخدمت على مر العصور، منها سكاكين ومقطات الأقلام من العهد العثماني والسلجوقي، بالإضافة إلى محابر ومقلمات تعود إلى فترات زمنية متنوعة. من بين القطع النادرة، توجد محابر معدنية مطعمة بالفضة والنحاس من العهد السلجوقي، ومحابر أثرية من العهد البيزنطي، ومقلمة ذهبية مرصعة بالأحجار الكريمة من سلطنة الدكن.
وتعد أدوات الكتابة شواهد على الحرفية العالية والتقنيات المتقدمة التي استخدمها الخطاطون عبر التاريخ، وعلى سبيل المثال فإن سكاكين الأقلام، صنعت بدقة لتتيح للخطاطين تشكيل وصيانة أقلام القصب والخيزران، وهي الأدوات الأساسية في كتابة المخطوطات. كما صنعت المحابر والمقلمات، من مواد متنوعة مثل الفضة والنحاس والذهب، لتعكس الثراء الفني والفكري للعصور التي تنتمي إليها، مما يضفي بعدًا جديدًا على فهمنا لتاريخ الكتابة والخط العربي.
ويهدف معرض الذخائر إلى تحفيز الشغف بالمعرفة والحفاظ على الإرث الثقافي، إلى جانب تعزيز الفهم المتعمق للتاريخ والثقافة الإنسانية من خلال عرض مقتنياته الثمينة، بالإضافة إلى بناء جسر بين الماضي والحاضر، مشجعًا الزوار على استكشاف العصور السابقة وفهم تطور الإنسانية.
ويسهم المعرض في تعزيز التفاعل بين الجمهور والمقتنيات التاريخية، من خلال تنظيم المعارض الدورية والفعاليات الثقافية وتقديم ورش عمل ومحاضرات تتناول موضوعات متنوعة مثل فن الخط العربي، وتقنيات الكتابة والزخرفة، وتاريخ المخطوطات، والتي تتيح للزوار فرصة للتفاعل مع الخبراء والمتخصصين، مما يثري تجربتهم ويعمق فهمهم للتاريخ والثقافة.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: معرض الذخائر بالإضافة إلى نادرة من من العهد من بین
إقرأ أيضاً:
مكتوم بن محمد: برؤية محمد بن راشد.. دبي أرست منظومة قضائية متقدمة
دبي: «الخليج»
ترأّس سموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، رئيس المجلس القضائي في دبي، اجتماع المجلس، في إطار متابعة سموّه الدورية لشؤون السلطة القضائية وأعضائها، والوقوف على مستجدات أعمالها وخططها الاستراتيجية.
واعتمد سموّه خلال الاجتماع تعيين عدد من المفتشين القضائيين في جهاز التفتيش القضائي، وفق خطة التعيينات المعتمدة للجهاز في عام 2025 وبما يواكب الدور المتنامي للجهاز كونه جهة رقابية داعمة لمنظومة العمل القضائي في إمارة دبي، واعتماد قبول 14 متدرباً قضائياً في برنامج «الدراسات القضائية والقانونية» ضمن خطة استقطاب الكفاءات المواطنة لشغل الوظائف القضائية في محاكم دبي.
كما اعتمد سموّه، قراراً بتنظيم ابتعاث أعضاء السلطة القضائية بما يدعم تأهيلهم وتمكينهم من الاطلاع على أفضل الممارسات في العمل القضائي، واعتماد موازنة تعيينات أعضاء السلطة القضائية وترقياتهم لعام 2026، تنفيذاً للخطط المعتمدة.
واطّلع سموّه، خلال الاجتماع، على نتائج استبانة ثقة المجتمع بالنظام القضائي في إمارة دبي لعام 2024، وأظهرت ارتفاع نسبة الثقة إلى 86%، بناء على آراء شرائح وقطاعات مختلفة من أفراد المجتمع.
وقال سموّ الشيخ مكتوم بن محمد «إن إمارة دبي، برؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتوجيهاته، أرست منظومة قضائية متقدمة تواكب متطلبات المستقبل، وتكفل ترسيخ العدالة الناجزة وسيادة القانون. ويأتي تعيين عدد من المفتشين القضائيين، وتنظيم برامج ابتعاث أعضاء السلطة القضائية، وقبول متدربين في برنامج الدراسات القضائية والقانونية للقضاة، ضمن الجهود المتواصلة لتعزيز كفاءة الجهاز القضائي، وتأهيل الكوادر الوطنية لتمكينها من أداء مهامها بأعلى مستويات الاحترافية».
وأظهرت نتائج الاستبانة، ثقة المجتمع بالنظام القضائي في محور سهولة الوصول إلى المعلومة القانونية، أن 92% ممن شملتهم الاستبانة أفادوا بتمكنهم من الحصول على المعلومات القانونية العامة التي احتاجوا إليها عند لجوئهم إلى الأجهزة القضائية، ما يؤكد فاعلية أقسام الخدمة والقنوات الرقمية للجهات القضائية في توفير المعلومة القانونية المطلوبة، لأن هاتين الطريقتين هما الأكثر تفضيلاً.
وفي محور دور الأجهزة القضائية في إرساء العدالة وحماية الحقوق والحريات، أظهرت النتائج أن 87% من عيّنة الاستبانة أشارت إلى أن الأجهزة القضائية في إمارة دبي تراعي التنوع الثقافي فيها. وأفاد 89% بأن الأجهزة القضائية تعمل على إرساء العدالة في المجتمع. وأكد 90.41% أن الأجهزة القضائية تؤدي دورها في حماية الحقوق والحريات. ورأى 86% بأنه توجد آليات موثوقة للتدقيق على النظام القضائي في الإمارة. كما أكد 87% أن الأجهزة القضائية تتعامل بمساواة وحيادية مع كل شرائح المجتمع، ما يعكس الثقة العالية التي يوليها أفراد المجتمع في الإمارة بنظامها القضائي.
وقال الدكتور عبدالله السبوسي، الأمين العام للمجلس القضائي: إن التحسن الذي تعكسه نتائج المؤشر إجمالاً، يرجع لأسباب عدة، أهمها التطور الملموس في التشريعات الرئيسية المطبقة، وجهود المجلس والأجهزة القضائية في الإمارة، في التحديث المستمر لكثير من المشاريع الهادفة إلى الارتقاء بالمنظومة القضائية.
وأكد استمرار التنسيق بين مختلف الجهات في إمارة دبي، وبإشراف ومتابعة دائمة من سموّ رئيس المجلس القضائي، لتقييم خدمات الأجهزة القضائية، بما يساعد على تطويرها، تنفيذاً لرؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله، في ترسيخ مكانة دبي نموذجاً عالمياً للقضاء الناجز.
حضر الاجتماع: محمد إبراهيم الشيباني، مدير ديوان صاحب السموّ حاكم دبي، نائب رئيس المجلس القضائي، والمستشار عصام الحميدان، النائب العام لإمارة دبي، والدكتور سيف السويدي، مدير محاكم دبي، والدكتور عبدالله السبوسي، الأمين العام للمجلس، وأعضاؤه.
يُذكر أن المجلس القضائي في دبي يهدف إلى ترسيخ مبادئ العدالة والمُساواة وسيادة القانون، والمساهمة في تحقيق التنمية المُستدامة في الإمارة، بتوفير قضاء عادل ونزيه، مُتطوّر وفاعل.