غاب المطبخ العربي عن التصنيفات العالمية على الدوام

يحظى الطعام بأهمية بالغة لدى البشر على مختلف أصولهم، وتتنوع أذواق البشر على اختلاف ثقافاتهم وخلفياتهم.

وتصنف المنظمات الدولية بشكل سنوي المطابخ العالمية بناء على شروط وأسس محددة، إلا أن اللافت للأمر هو غياب المطبخ العربي عن تلك القائمة رغم ما يملكه من فنون وأطباق مميزة وشهية.

اقرأ أيضاً : الرئيس الروسي يكشف عن وجبة الطعام المفضلة لديه في المطبخ الصيني

وذهب البعض للقول إن السياسة وصل بها الأمر إلى التدخل في تصنيف المطابخ العالمية واستثناء الدول العربية من تلك القوائم، رغم إصرار البعض على أحقية المطبخ العربي في أن يكون ضمن مصافي تلك المطابخ.

تصنيف المطابخ

وبالطبع فإن اختيارات الطعام شيء شخصي بحت يعتمد على الأذواق والآراء الشخصية المختلفة، لكن فريق موقع CNN للسفر قرر أن يتناول بعضاً من الأطعمة المختلفة حول العالم ويستعرض عدداً من الثقافات والمطابخ العالمية الشهيرة ويصنف الدول العشر الأفضل في 2023 

المركز العاشر: الولايات المتحدة الأميركية

تتضمن المأكولات الشهيرة في أمريكا العديد من الأطعمة الأخرى التي ترجع في الأصل لمنشأ آخر، فعلى سبيل المثال “البيتزا” ذات أصول إيطالية، والبطاطس المقلية ترجع في الأصل لبلجيكا أو هولندا، أما عن الهامبرغر والنقانق فهي في الأغلب ألمانية المنشأ، ولكن في المطبخ الأمريكي أضيفت البصمة الأمريكية ووُضعت التحسينات لتصبح تلك المأكولات أيقونات عالمية لمحبي الطعام في كل مكان، ولا ننكر بالطبع المأكولات الأمريكية التقليدية الأصيلة مثل حساء البطلينوس وفطيرة الليمون وسلطة كوب.

المركز التاسع: المكسيك

لو طُلب منك أن تختار تناول طعام بلد واحد فقط لبقية حياتك، فمن الذكاء أن تختار المطبخ المكسيكي، فهو لديه تشكيلة واسعة من كل شيء ولن تشعر أبداً بالملل.

فمن بين «الانشلادا» و«التاكو» وشرائح «الكاساديا»، ستجد نكهة السلطات اليونانية وثراء الكاري الهندي، وحرارة الطعام التايلاندي ووجبات «التاباس» الخفيفة.

وتتميز المأكولات المكسيكية أيضاً باحتوائها على العناصر الغذائية الفائقة، فكل ما تحتويه من الأفوكادو والطماطم والليمون والثوم مع الفاصوليا والشوكولاتة والفلفل الحار، غنية بمضادات الأكسدة والأشياء الصحية الجيدة وشهي المذاق في الوقت ذاته.

المركز الثامن: تايلاند

تعتبر مأكولات الشارع الشعبية عامل جذب في تايلاند، فعندما تتصفح أي كتاب طهي تايلاندي ستجد أن الأكلات تتكون من قائمة مكونات طويلة قد تمتد لصفحات.

ينتج عن الجمع بين العديد من الأعشاب والتوابل في كل طبق نكهات معقدة ومميزة، بل وتتناغم مع بعضها مثل موسيقى الأوركسترا.

يدمج التايلانديون بين التوابل الحامضة والمالحة والحلوة، فضلاً عن مزيج الملمس المطاطي، والمقرمش، والزلج في طبقٍ واحد.

يأتي المطبخ التايلاندي متأثراً بمطابخ آسيوية أخرى مثل الصين وماليزيا وإندونيسيا وميانمار، لكن يظل المطبخ التايلاندي الأفضل بين الكثير حول العالم.

ولعل أفضل ما يميز تناول الطعام التايلاندي في تايلاند هو حسن الضيافة الذي يميز التجربة ككل، فتخيل وجودك وسط الطبيعة والشمس الساطعة والشواطئ الجذابة مع تلقي الخدمة بابتسامة عريضة! هذه حقاً الحياة الجميلة.

المركز السابع: اليونان

يبدو السفر وتناول الطعام في اليونان كأنه يخرج من صور مجلة لامعة ولكن بدون تعديلات على الصور، فهي حقاً تجربة تشبه ألوان أغلفة المجلات المبهرة؛ فمنظر البحار الزرقاء والمباني البيضاء، وزيتون الكالاماتا، والجبنة الفيتا، والسلطات الملونة واللحوم المشوية كلها كأنها كارت بطاقة بريد جميل.

وسر الطعام اليوناني هو الكثير من زيت الزيتون.

يعد زيت الزيتون هو هبة الله لليونان، ويمكن القول إن زيت الزيتون هو أكبر صادرات اليونان، إذ يؤثر على عادات الأشخاص في جميع أنحاء العالم بشأن الغذاء والصحة التغذوية، والأكل في اليونان هو كذلك طريقة للانخراط مع التاريخ والحضارة، فعندما تتناول الدولمة أو شوربة العدس تشعر كأنك عدت إلى الحياة اليونانية القديمة.

المركز السادس: الهند

يستخدم الهنود التوابل بحيث يكون الاهتمام الأول والأخير للنكهة والمذاق الجيد، إذ إنه في المطبخ الهندي لا توجد قواعد لاستخدام التوابل طالما أنها تنتج شيئاً لذيذاً، فيمكن أن تضيف التوابل نفسها نكهة للأطباق المالحة والحلوة أو يمكن أن تؤكل بمفردها في بعض الأحيان.. على سبيل المثال يتم تناول بذور الشمر كمساعد للجهاز الهضمي ومنعش للنفس في نهاية الوجبات.

فحين ينجح بلد ما في جعل مذاق الطعام النباتي رائعاً على الدوام فهو حقاً يستحق شيئاً مثل جائزة نوبل؛ الأصناف الإقليمية واسعة، هناك المأكولات البحرية في جوا، ووزوان كشمير وثراء جوز الهند في ولاية كيرالا.

المركز الخامس: اليابان

يطبق اليابانيون الدقة نفسها على طعامهم كما يفعلون في هندستهم، هذا هو المكان الذي ولد فيه أساتذة السوشي وخبراء «الرامن» الذين أبهروا زبائنهم من روعة الأداء.

يمكنك تجربة وجبة «كايسيكي» اليابانية ذات الأطباق المتعددة والتي تذهب بك إلى الفصول الأربعة المختلفة في مزيج من الألوان المبهرة التي تتناغم مع بعضها كقصيدة شعرية، أو تجلس على مقعد في بوفيه السوشي الدوار لتحصل على وليمة بمفردك، أو تختار شيئاً عشوائياً وغير معروف من قبل في قاموس تذوق الطعام الخاص بك من الأرفف المبردة لمتجر صغير، كلها تجارب جديدة وفريدة لا يمكن أن تفوتها عندما تكون في اليابان.

المركز الرابع: إسبانيا

دعنا نأكل ونشرب، ثم ننم، ثم نعد لنعمل لساعتين ثم نأكل ونشرب مجدداً، هكذا تعرف ثقافة الأكل في إسبانيا.

فكما يقولون «فيفا إسبانا» أو «تعيش إسبانيا»… «ذلك البلد الذي نتمنى جميعاً أن تكون ثقافة طعامه الممتعة هي ثقافتنا»، ذلك البلد الذي يتمتع بثقافة التنقل بين الحانات لتناول الـ«تاباس»، وتناول العشاء في التاسعة مساءً وتحديات الطعام اللانهائية… إنها حقاً ثقافة تدور حول الطعام.

يعد الطعام الإسباني بالشغف الشديد نفسه الذي تجده في رقصة الفلامنكو؛ يتناول الإسبانيون العديد من الوجبات الخفيفة طوال اليوم مع فترات من الوجبات الكبيرة في المنتصف، فبدءاً من ثمار الفاكهة لمنطقة البحر المتوسط إلى غنائم جبال البرانس مروراً بتوابل الزعفران والكمون وغيرها من التجارب الفريدة للطعام الإسباني، فهو طعام غير مرتبط بزمان ولكنه فريد على الدوام.

المركز الثالث: فرنسا

إذا كنت من هؤلاء الأشخاص الذين لا يحبون تناول الطعام لأن «هناك ما هو أكثر في الحياة من الطعام»، فقم بزيارة باريس.

تشتهر فرنسا بسكانها الذين يؤمنون بأهمية الطعام الجيد، تجدهم يقدرون أوقات الراحة لتناول الطعام، لذلك أخذ استراحة غداء لمدة ساعتين لتناول وجبة مكونة من ثلاثة أطباق يعد شيئاً مقدساً، إذ يمكن أن تتركز عطلات كاملة لمدة أسبوعين على استكشاف مجموعات من النبيذ والجبن في جميع أنحاء البلاد.

المركز الثاني: الصين

الأشخاص الذين يحيّون بعضهم بعضاً بعبارة «هل أكلت بعد؟» هم الأكثر هوساً بالطعام في العالم.. وكذلك هو الشعب الصيني، فقد كان الطعام شكلاً من أشكال الهروب من الواقع بالنسبة للصينيين طوال تاريخهم المضطرب.

يمتاز الصينيون بروح المبادرة وتقديرهم لأدق نقاط التوفير، ومع ذلك فهم لا يطبخون ويبيعون أي شيء فحسب، بل يضيفون له كذلك مذاقاً رائعاً.

الصين هي المكان المناسب للحصول على صدمة غذائية عشرات المرات في اليوم.

المطابخ المحلية في الصين متنوعة للغاية بحيث يصعب تصديق أنهم ينتمون إلى الدولة نفسها، إنها ليست ثقافة طعام يمكنك تلخيصها بسهولة باستثناء القول إنك سترغب دائماً في تناولها مجدداً.

المركز الأول: المطبخ الإيطالي

لطالما استحوذ الطعام الإيطالي على إعجاب المتذوقين في جميع أنحاء العالم لعدة قرون، بصلصات الطماطم اللذيذة، وتلك الأشياء الذكية التي يصنعونها من دقيق القمح والحلويات اللذيذة المكونة من القشدة الطازجة.

ويبدو أن كل شيء في غاية البساطة… فقط احصل على بعض المعكرونة، وبعضٍ من زيت الزيتون، وأيضاً بعض من الثوم، وربما طماطم أو شريحة من اللحم المقدد… وفجأة! لديك وليمة شهية على طبقك، إذ تجد أنه من السهل جداً طهي ذلك الطعام وتناوله.

من الريزوتو بالجبن إلى اللحوم المقلية المقرمشة، المطبخ الإيطالي عبارة عن خلاصة وافية لأطعمة الراحة الممتعة للجميع، وقد رحب به كثير من الناس في منازلهم، وخاصة الطهاة المبتدئين، وهنا تكمن العبقرية الحقيقية، فقد أصبح الطعام الإيطالي طعاماً للجميع.

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: طعام المطبخ ايطاليا العرب المطبخ العربی تناول الطعام زیت الزیتون

إقرأ أيضاً:

لماذا تتصدّر الدول الأفريقية قائمة الأزمات الأكثر إهمالا في العالم؟

وسط مخاوف وتحذيرات من تفاقم الأزمات الإنسانية في أفريقيا خلال سنة 2025، بسبب الحروب وتغييرات المناخ، يتجاهل المانحون الدوليون القارة السمراء التي يعاني ملايين من سكانها من انعدام الأمن الغذائي وارتفاع معدّلات النزوح.

ووفقا لأحدث تقرير من المجلس النرويجي للاجئين حول "الأزمات الأكثر إهمالا في العالم"، فقد تصدّرت الدول الأفريقية قائمة البلدان ذات الأزمات الأكثر تهميشا على الصعيد الدولي.

وقد أشار التقرير النرويجي إلى أن الدول الأفريقية التي تعاني من أعباء جسيمة نتيجة العنف والنزوح، هي نفسها الأكثر إهمالا وتهميشا من قِبل المانحين والداعمين في المجالات الإنسانية.

وتأتي هذه المخاوف في وقت خفّضت فيه الولايات المتحدة -التي كانت في السابق أكبر داعم للمساعدات في العالم- تمويلها التنموي بشكل كبير، إذ لم تتلقَّ الوكالات الإنسانية سوى نصف ما كانت تحتاجه في 2024.

ويحذّر الخبراء من أن استمرار هذا التراجع سيجعل عام 2025 أكثر قسوة على المحتاجين، خاصة في أفريقيا التي تصدّرت قائمة التقرير النرويجي بأزمات الدول الأكثر إهمالا.

ما مضمون التقرير؟

حسب تقرير المجلس النرويجي للاجئين لعام 2024، فإن ملايين الأشخاص الذين نزحوا ويعانون من انعدام الأمن الغذائي أو من فقدان المأوى، يتلقون القليل من المساعدات بسبب "إرهاق المانحين"، وضعف التغطية الإعلامية، وغياب الحلول السياسية.

إعلان

وقد حدّد التقرير الدول المتأزمة على أنها تلك التي تضم أكثر من 200 ألف نازح، وتمّ تصنيفها على أنها تمر بأزمات شديدة.

ومن بين 34 دولة تمّ تحليلها، جاءت مجموعة من الدول الأفريقية على قائمة الأكثر إهمالا واختفاءً عن أنظار العالم، وهذه الدول هي: الكاميرون وإثيوبيا وموزمبيق وبوركينا فاسو ومالي وأوغندا وإيران وجمهورية الكونغو الديمقراطية وهندوراس والصومال.

وإلى جانب نقص التمويل، سجّل التقرير غياب التقدم في جهود حلّ النزاعات، وعدم الاهتمام بمنع الكوارث، في جميع هذه الدول.

وأشار التقرير إلى أن تمويل المساعدات الإنسانية انخفض بشكل عام في سنة 2024، إذ بلغت الفجوة بين الاحتياجات والمتوفر حوالي 25 مليار دولار، وهو ما يعني أن أكثر من نصف الطلبات لم تتم تلبيتها.

ما أسباب تجاهل الأزمات في أفريقيا؟

يقول الخبراء إن "إرهاق المانحين" والموجات المتزايدة من السياسات القومية داخل الدول المانحة التقليدية تدفع الحكومات الأغنى إلى خفض تمويل المساعدات الخارجية، كما أن البُعد الجغرافي عن مناطق الأزمات يساهم في ضعف الاهتمام.

وقالت كريستيل هور، رئيسة قسم المناصرة في المجلس النرويجي للاجئين لمنطقة غرب ووسط أفريقيا، للجزيرة "إن العديد من الأزمات في جميع أنحاء القارة تبقى في الظل، ويتمّ تجاهلها لأنها لا تتصدر عناوين الأخبار، أو لأنها لا تُعد ذات مصلحة إستراتيجية فورية للشركاء الدوليين".

فرار الآلاف من الكاميرون إثر حملات للقضاء على انفصاليين (الجزيرة)

وأضافت هور -في حديثها للجزيرة- أن الأزمات التي تطرق أبواب أوروبا -كما حدث في 2015 مع موجات الهجرة- تحظى بأكبر قدر من الاهتمام الإعلامي، في حين تبقى المشاكل البعيدة خارج دائرة الضوء، وحتى خارج الحسابات السياسية.

ما الدول الأفريقية الأكثر إهمالا؟

وحسب التقرير النرويجي، فإن الدول الواقعة بين غرب ووسط أفريقيا، تتصدّر قائمة المناطق الأكثر إهمالا في سنة 2024.

إعلان

وفي ما يلي نستعرض الدول الأكثر تهميشا من قِبل المانحين حسب تصنيف المركز النرويجي للاجئين:

الكاميرون

تصدّرت الكاميرون قائمة الدول الأكثر إهمالا في العالم لسنة 2024، رغم أنها تعيش حربا أهلية مستمرة منذ ما يربو على 7 سنوات.

ففي منطقتي الشمال الغربي والجنوب الغربي الناطقتين بالإنجليزية، تتواصل حرب أهلية اندلعت في 2017، بعد احتجاجات ضد التمييز من قِبل الحكومة الفرانكفونية، ورفضا لتعيين قضاة ناطقين بالفرنسية.

وقد أدّى القمع العنيف إلى ظهور جماعات مسلحة أعلنت الاستقلال، فيما ردّت الحكومة بإعلان الحرب، الأمر الذي تسبّب في استهداف واسع للمدنيين، أسفر عن مئات القتلى، ونزوح الآلاف داخليا، ولجوء الكثيرين إلى نيجيريا.

وفي شمال البلاد قرب حوض بحيرة تشاد، يستمر العنف من قِبل جماعة بوكو حرام، التي تزايدت أنشطتها بعد انسحاب نجامينا والنيجر من القوة المشتركة المدعومة من الولايات المتحدة، وهو ما زاد الضغط على الكاميرون ونيجيريا وبنين.

وتتفاقم الأوضاع الإنسانية في الكاميرون بسبب ضغط اللاجئين من نيجيريا وجمهورية أفريقيا الوسطى، وتستضيف حاليا 1.1 مليون نازح، و500 ألف لاجئ.

ورغم هذا الوضع، لم يُذكر الوضع في الكاميرون سوى في أقل من 30 ألف مقال إعلامي بلغات دولية مختلفة عام 2024، مقارنة بـ451 ألف مقال عن حرب أوكرانيا، حسب المجلس النرويجي للاجئين.

 كما لم يُجمع سوى 45% فقط من التمويل المطلوب، أي 168 مليون دولار من أصل 371 مليون دولار كانت مطلوبة لتمويل المساعدات، حسب الأمم المتحدة.

وبالإضافة للأزمات المتعددة في الكاميرون، تتعرّض الحكومة لانتقادات واسعة، وتوصف باللامبالاة وعدم الاهتمام، إذ غالبا ما يقضي الرئيس بول بيا -البالغ من العمر 82 عاما ويحكم البلاد منذ 1982- أوقاتا عديدة في سويسرا.

إثيوبيا

أشار تقرير المجلس النرويجي للاجئين إلى أن تداعيات حرب تيغراي في شمال البلاد (2020-2022) تداخلت مع موجات جديدة من القتال بين الجماعات العرقية في منطقتي أوروميا وأمهرة، مما أسفر عن مزيج خطير من الأزمات، أدّى إلى نزوح 10 ملايين شخص داخل البلاد.

إعلان

وتخوض جماعة "فانو" المسلحة، التي تقول إنها تدافع عن مصالح شعب الأمهرة -أحد المكونات العرقية الرئيسية في إثيوبيا- قتالا ضد الجيش الفدرالي، الذي حاول نزع سلاحها بعد أن قاتلت إلى جانبه ضد قوات تيغراي خلال حرب 2020.

صور جديدة للمعارك الدائرة حاليا في إثيوبيا (الجزيرة)

من جهة أخرى، يطالب مقاتلو "أورومو" بالاستقلال لشعب الأورومو، الذي يُصنّف أكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا.

وقد ردّت الحكومة في أديس أبابا باستخدام القوة ضد المجموعتين، وشنت ضربات جوّية عنيفة أسفرت عن مقتل عشرات من المدنيين الأبرياء.

موزمبيق

وظهرت موزمبيق في القائمة لأول مرة هذا العام، إذ تسبّبت الانتخابات المتنازع عليها في أكتوبر/تشرين الأول 2024 في أعمال عنف، قُتل فيها نحو 400 شخص، وفق وسائل إعلام محلية.

وفي شمال البلاد الغنية بالنفط، تجدّدت هجمات تنظيم مسلّح تابع لمجموعة داعش، أسفرت عن تعطّل مشاريع تنموية، ونزوح مئات الأشخاص.

ورغم تمكّن القوات الحكومية والإقليمية من استعادة بعض المناطق في 2023، فإن المقاتلين ظلوا يعيشون  داخل المجتمعات المحلية، ما جعل النزاع يتجدّد بسرعة.

كما ضرب إعصار "تشيدو" سواحل موزمبيق في ديسمبر/كانون الأول، الأمر الذي أدّى إلى مقتل 120 شخصا، وتدمير أكثر من 155 ألف مبنى، وفاقم الوضع الإنساني في مناطق الصراع.

بوركينا فاسو ومالي

منذ عام 2015، نزح أكثر من مليوني شخص في بوركينا فاسو بسبب هجمات الجماعات المسلحة التي تسيطر على أجزاء واسعة من البلاد، وتسعى إلى إقامة دولة مستقلّة.

وقد حاصرت هذه الجماعات عشرات المدن والقرى، ومنعت دخول وخروج السكان، فيما اتهمت تقارير دولية القوات الحكومية أيضا بارتكاب مجازر ضد المدنيين المشتبه بمساعدتهم الجماعات المسلحة.

أما دولة مالي، فإنها تواجه وضعا مشابها لحال جارتها بوركينا فاسو، وتأتي في المرتبة الرابعة على قائمة الأزمات الإنسانية الأكثر تجاهلا على مستوى العالم.

إعلان

ويرى محللون أن تقليص المساعدات الإنسانية يعود إلى مواقف الدول العسكرية الثلاث في الساحل، مالي وبوركينا فاسو والنيجر، التي قطعت علاقاتها مع الشركاء الغربيين مثل فرنسا، وأبدت عداء تجاه منظمات إنسانية دولية.

وبالإضافة لهذه البلدان، توجد دول أفريقية عديدة تعاني من أزمات إنسانية تختلف أسبابها، مثل أوغندا والكونغو الديمقراطية والصومال.

هل ستُزيد تخفيضات ترامب للمساعدات حدة الأزمات؟

أثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب تقليص المساعدات الخارجية، التي كانت تقدّمها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مخاوف من تفاقم الأزمات الإنسانية في 2025.

ففي السنوات الماضية، كانت الولايات المتحدة توزّع حوالي 70 مليار دولار من المساعدات سنويا، خصوصا في مجال الرعاية الصحية، وفي عام 2024 حصلت إثيوبيا والأردن والكونغو الديمقراطية والصومال واليمن وأفغانستان ونيجيريا وجنوب السودان على أكبر قدر من هذه المِنح.

ومع تراجع أو توقّف هذه التمويلات بقرار الرئيس ترامب، يحذّر عمال الإغاثة من أن الأزمات في القارة الأفريقية قد تزداد سوءا.

وتزداد المخاوف من قِبل المراقبين، خاصّة بعد قرار دول مانحة أخرى تقليص مساعداتها، مثل بريطانيا التي خفّضت 0.2% من المساعدات في فبراير، وهولندا التي ستخفض 2.4 مليار يورو بدءا من 2027، إضافة إلى فرنسا وألمانيا وبلجيكا وسويسرا والسويد، التي أعلنت جميعها عن خطوات مماثلة بدءا من العام 2027.

ما الدور المنتظر من الاتحاد الأفريقي؟

وقالت هول عضو المجلس النرويجي للاجئين إن على الاتحاد الأفريقي أن يتحمّل المسؤولية في قيادة الجهود السياسية لحل أزمات القارة، مشيرة إلى أن مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد غالبا ما يُنتقد لبطئه في التحرك.

وأضافت "ما نحتاجه بشكل عاجل اليوم ليس فقط المزيد من التمويل، بل التزام سياسي واضح، ليس فقط من المانحين، بل من الاتحاد الأفريقي ودوله الأعضاء".

إعلان

وشدّدت هول على ضرورة تقليل العراقيل الإدارية والتنظيمية التي تُعيق عمل المنظمات الإنسانية، مضيفة أن تخفيف هذه القيود، بالتعاون مع السلطات الوطنية والاتحاد الأفريقي، سيعزز كثيرا كفاءة الاستجابة الإنسانية المشتركة.

مقالات مشابهة

  • طفل غزي لتايمز: الطعام الذي كانت أمي ستحضره لنا تضرج بدمائها
  • لماذا تُرسي دبي المعايير العالمية لابتكار تكنولوجيا العقارات (PropTech)
  • لماذا غابت طفلة الحريق عن التغطيات والتصريحات الغربية؟
  • لماذا تتصدّر الدول الأفريقية قائمة الأزمات الأكثر إهمالا في العالم؟
  • «الصحة العالمية»: الطعام غير الآمن مسؤول عن ملايين الإصابات
  • مطبخ الرواية.. رحلة أدبية عبر عوالم الطعام بين التراث العربي والحداثة الغربية
  • وداعا سيدة المسرح العربي.. الموت يغيب سميحة أيوب عن عمر ناهز 93 عاما
  • 9 سنوات على رحيل محمد على كلاي.. الصوت الذي هز الحلبة والعالم
  • كورتوا يغيب عن منتخب بلجيكا في تصفيات كأس العالم
  • سلاسل الإمداد العالمية تحت المجهر.. من يسيطر على تدفق السلع حول العالم