غاب المطبخ العربي عن التصنيفات العالمية على الدوام

يحظى الطعام بأهمية بالغة لدى البشر على مختلف أصولهم، وتتنوع أذواق البشر على اختلاف ثقافاتهم وخلفياتهم.

وتصنف المنظمات الدولية بشكل سنوي المطابخ العالمية بناء على شروط وأسس محددة، إلا أن اللافت للأمر هو غياب المطبخ العربي عن تلك القائمة رغم ما يملكه من فنون وأطباق مميزة وشهية.

اقرأ أيضاً : الرئيس الروسي يكشف عن وجبة الطعام المفضلة لديه في المطبخ الصيني

وذهب البعض للقول إن السياسة وصل بها الأمر إلى التدخل في تصنيف المطابخ العالمية واستثناء الدول العربية من تلك القوائم، رغم إصرار البعض على أحقية المطبخ العربي في أن يكون ضمن مصافي تلك المطابخ.

تصنيف المطابخ

وبالطبع فإن اختيارات الطعام شيء شخصي بحت يعتمد على الأذواق والآراء الشخصية المختلفة، لكن فريق موقع CNN للسفر قرر أن يتناول بعضاً من الأطعمة المختلفة حول العالم ويستعرض عدداً من الثقافات والمطابخ العالمية الشهيرة ويصنف الدول العشر الأفضل في 2023 

المركز العاشر: الولايات المتحدة الأميركية

تتضمن المأكولات الشهيرة في أمريكا العديد من الأطعمة الأخرى التي ترجع في الأصل لمنشأ آخر، فعلى سبيل المثال “البيتزا” ذات أصول إيطالية، والبطاطس المقلية ترجع في الأصل لبلجيكا أو هولندا، أما عن الهامبرغر والنقانق فهي في الأغلب ألمانية المنشأ، ولكن في المطبخ الأمريكي أضيفت البصمة الأمريكية ووُضعت التحسينات لتصبح تلك المأكولات أيقونات عالمية لمحبي الطعام في كل مكان، ولا ننكر بالطبع المأكولات الأمريكية التقليدية الأصيلة مثل حساء البطلينوس وفطيرة الليمون وسلطة كوب.

المركز التاسع: المكسيك

لو طُلب منك أن تختار تناول طعام بلد واحد فقط لبقية حياتك، فمن الذكاء أن تختار المطبخ المكسيكي، فهو لديه تشكيلة واسعة من كل شيء ولن تشعر أبداً بالملل.

فمن بين «الانشلادا» و«التاكو» وشرائح «الكاساديا»، ستجد نكهة السلطات اليونانية وثراء الكاري الهندي، وحرارة الطعام التايلاندي ووجبات «التاباس» الخفيفة.

وتتميز المأكولات المكسيكية أيضاً باحتوائها على العناصر الغذائية الفائقة، فكل ما تحتويه من الأفوكادو والطماطم والليمون والثوم مع الفاصوليا والشوكولاتة والفلفل الحار، غنية بمضادات الأكسدة والأشياء الصحية الجيدة وشهي المذاق في الوقت ذاته.

المركز الثامن: تايلاند

تعتبر مأكولات الشارع الشعبية عامل جذب في تايلاند، فعندما تتصفح أي كتاب طهي تايلاندي ستجد أن الأكلات تتكون من قائمة مكونات طويلة قد تمتد لصفحات.

ينتج عن الجمع بين العديد من الأعشاب والتوابل في كل طبق نكهات معقدة ومميزة، بل وتتناغم مع بعضها مثل موسيقى الأوركسترا.

يدمج التايلانديون بين التوابل الحامضة والمالحة والحلوة، فضلاً عن مزيج الملمس المطاطي، والمقرمش، والزلج في طبقٍ واحد.

يأتي المطبخ التايلاندي متأثراً بمطابخ آسيوية أخرى مثل الصين وماليزيا وإندونيسيا وميانمار، لكن يظل المطبخ التايلاندي الأفضل بين الكثير حول العالم.

ولعل أفضل ما يميز تناول الطعام التايلاندي في تايلاند هو حسن الضيافة الذي يميز التجربة ككل، فتخيل وجودك وسط الطبيعة والشمس الساطعة والشواطئ الجذابة مع تلقي الخدمة بابتسامة عريضة! هذه حقاً الحياة الجميلة.

المركز السابع: اليونان

يبدو السفر وتناول الطعام في اليونان كأنه يخرج من صور مجلة لامعة ولكن بدون تعديلات على الصور، فهي حقاً تجربة تشبه ألوان أغلفة المجلات المبهرة؛ فمنظر البحار الزرقاء والمباني البيضاء، وزيتون الكالاماتا، والجبنة الفيتا، والسلطات الملونة واللحوم المشوية كلها كأنها كارت بطاقة بريد جميل.

وسر الطعام اليوناني هو الكثير من زيت الزيتون.

يعد زيت الزيتون هو هبة الله لليونان، ويمكن القول إن زيت الزيتون هو أكبر صادرات اليونان، إذ يؤثر على عادات الأشخاص في جميع أنحاء العالم بشأن الغذاء والصحة التغذوية، والأكل في اليونان هو كذلك طريقة للانخراط مع التاريخ والحضارة، فعندما تتناول الدولمة أو شوربة العدس تشعر كأنك عدت إلى الحياة اليونانية القديمة.

المركز السادس: الهند

يستخدم الهنود التوابل بحيث يكون الاهتمام الأول والأخير للنكهة والمذاق الجيد، إذ إنه في المطبخ الهندي لا توجد قواعد لاستخدام التوابل طالما أنها تنتج شيئاً لذيذاً، فيمكن أن تضيف التوابل نفسها نكهة للأطباق المالحة والحلوة أو يمكن أن تؤكل بمفردها في بعض الأحيان.. على سبيل المثال يتم تناول بذور الشمر كمساعد للجهاز الهضمي ومنعش للنفس في نهاية الوجبات.

فحين ينجح بلد ما في جعل مذاق الطعام النباتي رائعاً على الدوام فهو حقاً يستحق شيئاً مثل جائزة نوبل؛ الأصناف الإقليمية واسعة، هناك المأكولات البحرية في جوا، ووزوان كشمير وثراء جوز الهند في ولاية كيرالا.

المركز الخامس: اليابان

يطبق اليابانيون الدقة نفسها على طعامهم كما يفعلون في هندستهم، هذا هو المكان الذي ولد فيه أساتذة السوشي وخبراء «الرامن» الذين أبهروا زبائنهم من روعة الأداء.

يمكنك تجربة وجبة «كايسيكي» اليابانية ذات الأطباق المتعددة والتي تذهب بك إلى الفصول الأربعة المختلفة في مزيج من الألوان المبهرة التي تتناغم مع بعضها كقصيدة شعرية، أو تجلس على مقعد في بوفيه السوشي الدوار لتحصل على وليمة بمفردك، أو تختار شيئاً عشوائياً وغير معروف من قبل في قاموس تذوق الطعام الخاص بك من الأرفف المبردة لمتجر صغير، كلها تجارب جديدة وفريدة لا يمكن أن تفوتها عندما تكون في اليابان.

المركز الرابع: إسبانيا

دعنا نأكل ونشرب، ثم ننم، ثم نعد لنعمل لساعتين ثم نأكل ونشرب مجدداً، هكذا تعرف ثقافة الأكل في إسبانيا.

فكما يقولون «فيفا إسبانا» أو «تعيش إسبانيا»… «ذلك البلد الذي نتمنى جميعاً أن تكون ثقافة طعامه الممتعة هي ثقافتنا»، ذلك البلد الذي يتمتع بثقافة التنقل بين الحانات لتناول الـ«تاباس»، وتناول العشاء في التاسعة مساءً وتحديات الطعام اللانهائية… إنها حقاً ثقافة تدور حول الطعام.

يعد الطعام الإسباني بالشغف الشديد نفسه الذي تجده في رقصة الفلامنكو؛ يتناول الإسبانيون العديد من الوجبات الخفيفة طوال اليوم مع فترات من الوجبات الكبيرة في المنتصف، فبدءاً من ثمار الفاكهة لمنطقة البحر المتوسط إلى غنائم جبال البرانس مروراً بتوابل الزعفران والكمون وغيرها من التجارب الفريدة للطعام الإسباني، فهو طعام غير مرتبط بزمان ولكنه فريد على الدوام.

المركز الثالث: فرنسا

إذا كنت من هؤلاء الأشخاص الذين لا يحبون تناول الطعام لأن «هناك ما هو أكثر في الحياة من الطعام»، فقم بزيارة باريس.

تشتهر فرنسا بسكانها الذين يؤمنون بأهمية الطعام الجيد، تجدهم يقدرون أوقات الراحة لتناول الطعام، لذلك أخذ استراحة غداء لمدة ساعتين لتناول وجبة مكونة من ثلاثة أطباق يعد شيئاً مقدساً، إذ يمكن أن تتركز عطلات كاملة لمدة أسبوعين على استكشاف مجموعات من النبيذ والجبن في جميع أنحاء البلاد.

المركز الثاني: الصين

الأشخاص الذين يحيّون بعضهم بعضاً بعبارة «هل أكلت بعد؟» هم الأكثر هوساً بالطعام في العالم.. وكذلك هو الشعب الصيني، فقد كان الطعام شكلاً من أشكال الهروب من الواقع بالنسبة للصينيين طوال تاريخهم المضطرب.

يمتاز الصينيون بروح المبادرة وتقديرهم لأدق نقاط التوفير، ومع ذلك فهم لا يطبخون ويبيعون أي شيء فحسب، بل يضيفون له كذلك مذاقاً رائعاً.

الصين هي المكان المناسب للحصول على صدمة غذائية عشرات المرات في اليوم.

المطابخ المحلية في الصين متنوعة للغاية بحيث يصعب تصديق أنهم ينتمون إلى الدولة نفسها، إنها ليست ثقافة طعام يمكنك تلخيصها بسهولة باستثناء القول إنك سترغب دائماً في تناولها مجدداً.

المركز الأول: المطبخ الإيطالي

لطالما استحوذ الطعام الإيطالي على إعجاب المتذوقين في جميع أنحاء العالم لعدة قرون، بصلصات الطماطم اللذيذة، وتلك الأشياء الذكية التي يصنعونها من دقيق القمح والحلويات اللذيذة المكونة من القشدة الطازجة.

ويبدو أن كل شيء في غاية البساطة… فقط احصل على بعض المعكرونة، وبعضٍ من زيت الزيتون، وأيضاً بعض من الثوم، وربما طماطم أو شريحة من اللحم المقدد… وفجأة! لديك وليمة شهية على طبقك، إذ تجد أنه من السهل جداً طهي ذلك الطعام وتناوله.

من الريزوتو بالجبن إلى اللحوم المقلية المقرمشة، المطبخ الإيطالي عبارة عن خلاصة وافية لأطعمة الراحة الممتعة للجميع، وقد رحب به كثير من الناس في منازلهم، وخاصة الطهاة المبتدئين، وهنا تكمن العبقرية الحقيقية، فقد أصبح الطعام الإيطالي طعاماً للجميع.

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: طعام المطبخ ايطاليا العرب المطبخ العربی تناول الطعام زیت الزیتون

إقرأ أيضاً:

زيارة مستشار ترامب.. جديد السياسة الأمريكية تجاه ليبيا

حل مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط وأفريقيا، ضيفا على طرابلس وبنغازي، ومع زياراته تعدد التكهنات حول أسباب الزيارة، ونوايا البيت الأبيض حيال الأزمة الليبية، وظلت تلك التكهنات رهينة القبول والرفض، ذلك أن تصريحات بولس أثناء الزيارة لم تتعد المتعارف عليه من المسائل التي تتقدم أجندة معالجة النزاع الليبي من منع الانزلاق للعنف ودعم المسار السياسي وتوحيد الميزانية...ألخ.

في ظل عدم الإفصاح عن أسباب الزيارة والتعتيم حول ما نقله بولس للساسة الليبيين في الغرب والشرق، فإن تلمس ملامح الموقف الأمريكي تجاه الأزمة الليبية في العهد الثاني من حكم ترامب يمكن أن يستجلى من خلال الرؤية والسياسات والخيارات التي تحكم سلوك ومواقف البيت الأبيض من مختلف القضايا خارج الحدود الامريكية، والتي يمكن أن تستنطق من تصريحات المسؤولين الأمريكين بداية من الرئيس ثم وزارئه ومستشاريه.

عاد بولس إلى واشنطن محملا بتقييمه النهائي واستشاراته إلى ترامب والمسؤولين الأمريكيين حيال النزاع، وإذا كانت مواقف ترامب ومساعديه على ما هي عليه فإن البصمة الأمريكية ستظهر بشكل جلي في خارطة الطريق التي ستعلن عنها المبعوثة الخاصة للأمين العام لليبيا الشهر القادم، وهذا يعني أن تطورات مهمة في الأزمة الليبية قد تطفوا على السطح قريبا.في تصريح للرئيس الأمريكي حول زياره بولس لليبيا ذكر بشكل صريح أنه لا يقبل بالوضع الراهن في البلاد، وأن هناك ضرورة للتقدم في المسار السياسي باتجاه التغيير على أسس ديمقراطية، وأن قادة جدد ينبغي أن يكونوا في مقدمة هذا التغيير.

بولس نفسه في كلام له عن تقييم الحالة الليبية سبق الزيارة بفترة أشار بوضوح إلى الحاجة لتغيير شامل يقلب المشهد الراهن رأسا على عقب، بداية من عدم قبول الطبقة السياسية الراهنة، مرورا بألية فعالة لدفع المسار السياسي إلى الامام، وصولا إلى تصدر قيادات مستقلة ليست متورطة في عبث السنوات الماضية للمشهد.

وتبدوا تصريحات الساسة الأمريكان جانحة لمصلحة ليبيا والليبية، غير أن هذا لا يلغي حقيقة دامغة وهي أن أي مقاربة لواشنطن لتسوية أزمة أو تفكيك نزاع تحركها أولا المصالح الأمريكية، والساسة الأمريكيون لا يسوسون بدافع إنساني بحت، فالولايات المتحدة متورطة في الكارثة التي تواجهها غزة، وتجويع سكان غزة هو ضمن خطة تقرها واشنطن.

في لقاء متلفز عقب زيارة مسعد بولس لخمس دول في القارة الأفريقية، وبالتركيز على النزاع بين الكنغو وروندا، والدور الذي لعبته الإدارة الأمريكية في التوصل إلى إعلان مبادئ بين الطرفين والدفع باتجاه اتفاقية سلام شامل، عرج بولس على المعادن التي تمتلك منها الكونغو مخزونا كبيرا، وحاجة الولايات المتحدة لهذه الثروة المعدنية، وكيف أنها تنافس الصين المستفيد الأكبر من خيرات القارة السمراء.

بولس في حديثه الحماسي حول ما تمتلكه أفريقيا من ثروات هائلة، إنما يعكس المنطق والتفكير الذي يؤطر عقل ترامب ونزوعاته، الرجل الذي يندفع في اختياراته بدافع مصلحي اقتصادي بحت، ولا يجد حرجا في التصريح بذلك، وبالتالي فإن الاقتراب من ليبيا لن يخلو من مصالح لا تخرج عن البعدين الاقتصادي والأمني.

بولس أشار في أكثر من مناسبة إلى ثنائية القوة والشراكات الاقتصادية لمعالجة الأزمات في المناطق التي تعتبرها الولايات المتحدة حيوية بالنسبة لها، فالقوة تفرض الحل وتبعد كل العراقيل أمامه، والشراكات تعززه وتكون أداة قطف الثمار بالنسبة لواشنطن، وهذا سيكون المسار ذاته في حال استمرت الولايات المتحدة في الدفع باتجاه تحريك المسار السياسي في ليبيا الذي أصابه الموات، واتجهت إلى تنفيذ خطتها للتغيير في البلاد، ذلك أن أي تطورات خطيرة تتعلق بقضايا كبرى كالحرب الروسية الأوكرانية والمواجهة المبطنة مع الصين والحرب على غزة قد تدفع البيت الأبيض إلى صرف النظر عن المسألة الليبية.

عاد بولس إلى واشنطن محملا بتقييمه النهائي واستشاراته إلى ترامب والمسؤولين الأمريكيين حيال النزاع، وإذا كانت مواقف ترامب ومساعديه على ما هي عليه فإن البصمة الأمريكية ستظهر بشكل جلي في خارطة الطريق التي ستعلن عنها المبعوثة الخاصة للأمين العام لليبيا الشهر القادم، وهذا يعني أن تطورات مهمة في الأزمة الليبية قد تطفوا على السطح قريبا.

مقالات مشابهة

  • «العالمية للمناطق الحرة» توقّع مذكرة تفاهم مع حكومة بنما
  • أوروبا تتدخل جوياً.. نتنياهو يطرح خطة جديدة في غزة
  • مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة 2025 يوسّع قائمة المشاركين
  • أثرى العالم العربي بأجمل الأعمال..حسن الرداد ينعي زياد الرحباني
  • الصين تقود ثورة الروبوتات الذكية.. روبوتات لطي الملابس وتنظيف المطابخ
  • مؤسس منظمة المطبخ العالمي: مجاعة غزة من صنع الإنسان وحلول الإنقاذ موجودة
  • الرجل الذي أنقذ العالم من جحيم الحر.. من هو كارير مخرع التكييف؟
  • مدخنة المطبخ.. لانشات الإطفاء تخمد حريقا محدودا بنادي القضاة
  • المطبخ العالمي: لا عذر لصمت العالم على ما يحدث بغزة
  • زيارة مستشار ترامب.. جديد السياسة الأمريكية تجاه ليبيا