زيارة مستشار ترامب: جديد السياسة الامريكية تجاه ليبيا
تاريخ النشر: 27th, July 2025 GMT
حل مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط وأفريقيا، ضيفا على طرابلس وبنغازي، ومع زياراته تعدد التكهنات حول أسباب الزيارة، ونوايا البيت الأبيض حيال الأزمة الليبية، وظلت تلك التكهنات رهينة القبول والرفض، ذلك أن تصريحات بولس أثناء الزيارة لم تتعد المتعارف عليه من المسائل التي تتقدم أجندة معالجة النزاع الليبي من منع الانزلاق للعنف ودعم المسار السياسي وتوحيد الميزانية.
في ظل عدم الإفصاح عن أسباب الزيارة والتعتيم حول ما نقله بولس للساسة الليبيين في الغرب والشرق، فإن تلمس ملامح الموقف الأمريكي تجاه الأزمة الليبية في العهد الثاني من حكم ترامب يمكن أن يستجلى من خلال الرؤية والسياسات والخيارات التي تحكم سلوك ومواقف البيت الأبيض من مختلف القضايا خارج الحدود الامريكية، والتي يمكن أن تستنطق من تصريحات المسؤولين الأمريكين بداية من الرئيس ثم وزارئه ومستشاريه.
عاد بولس إلى واشنطن محملا بتقييمه النهائي واستشاراته إلى ترامب والمسؤولين الأمريكيين حيال النزاع، وإذا كانت مواقف ترامب ومساعديه على ما هي عليه فإن البصمة الأمريكية ستظهر بشكل جلي في خارطة الطريق التي ستعلن عنها المبعوثة الخاصة للأمين العام لليبيا الشهر القادم، وهذا يعني أن تطورات مهمة في الأزمة الليبية قد تطفوا على السطح قريبا.في تصريح للرئيس الأمريكي حول زياره بولس لليبيا ذكر بشكل صريح أنه لا يقبل بالوضع الراهن في البلاد، وأن هناك ضرورة للتقدم في المسار السياسي باتجاه التغيير على أسس ديمقراطية، وأن قادة جدد ينبغي أن يكونوا في مقدمة هذا التغيير.
بولس نفسه في كلام له عن تقييم الحالة الليبية سبق الزيارة بفترة أشار بوضوح إلى الحاجة لتغيير شامل يقلب المشهد الراهن رأسا على عقب، بداية من عدم قبول الطبقة السياسية الراهنة، مرورا بألية فعالة لدفع المسار السياسي إلى الامام، وصولا إلى تصدر قيادات مستقلة ليست متورطة في عبث السنوات الماضية للمشهد.
وتبدوا تصريحات الساسة الأمريكان جانحة لمصلحة ليبيا والليبية، غير أن هذا لا يلغي حقيقة دامغة وهي أن أي مقاربة لواشنطن لتسوية أزمة أو تفكيك نزاع تحركها أولا المصالح الأمريكية، والساسة الأمريكيون لا يسوسون بدافع إنساني بحت، فالولايات المتحدة متورطة في الكارثة التي تواجهها غزة، وتجويع سكان غزة هو ضمن خطة تقرها واشنطن.
في لقاء متلفز عقب زيارة مسعد بولس لخمس دول في القارة الأفريقية، وبالتركيز على النزاع بين الكنغو وروندا، والدور الذي لعبته الإدارة الأمريكية في التوصل إلى إعلان مبادئ بين الطرفين والدفع باتجاه اتفاقية سلام شامل، عرج بولس على المعادن التي تمتلك منها الكونغو مخزونا كبيرا، وحاجة الولايات المتحدة لهذه الثروة المعدنية، وكيف أنها تنافس الصين المستفيد الأكبر من خيرات القارة السمراء.
بولس في حديثه الحماسي حول ما تمتلكه أفريقيا من ثروات هائلة، إنما يعكس المنطق والتفكير الذي يؤطر عقل ترامب ونزوعاته، الرجل الذي يندفع في اختياراته بدافع مصلحي اقتصادي بحت، ولا يجد حرجا في التصريح بذلك، وبالتالي فإن الاقتراب من ليبيا لن يخلو من مصالح لا تخرج عن البعدين الاقتصادي والأمني.
بولس أشار في أكثر من مناسبة إلى ثنائية القوة والشراكات الاقتصادية لمعالجة الأزمات في المناطق التي تعتبرها الولايات المتحدة حيوية بالنسبة لها، فالقوة تفرض الحل وتبعد كل العراقيل أمامه، والشراكات تعززه وتكون أداة قطف الثمار بالنسبة لواشنطن، وهذا سيكون المسار ذاته في حال استمرت الولايات المتحدة في الدفع باتجاه تحريك المسار السياسي في ليبيا الذي أصابه الموات، واتجهت إلى تنفيذ خطتها للتغيير في البلاد، ذلك أن أي تطورات خطيرة تتعلق بقضايا كبرى كالحرب الروسية الأوكرانية والمواجهة المبطنة مع الصين والحرب على غزة قد تدفع البيت الأبيض إلى صرف النظر عن المسألة الليبية.
عاد بولس إلى واشنطن محملا بتقييمه النهائي واستشاراته إلى ترامب والمسؤولين الأمريكيين حيال النزاع، وإذا كانت مواقف ترامب ومساعديه على ما هي عليه فإن البصمة الأمريكية ستظهر بشكل جلي في خارطة الطريق التي ستعلن عنها المبعوثة الخاصة للأمين العام لليبيا الشهر القادم، وهذا يعني أن تطورات مهمة في الأزمة الليبية قد تطفوا على السطح قريبا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه ليبيا المبعوثة مهمة ليبيا امريكا مبعوث رأي مهمة مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة اقتصاد عالم الفن سياسة سياسة مقالات سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأزمة اللیبیة المسار السیاسی
إقرأ أيضاً:
اعتداء وشتائم على المرشح «ممداني» في نيويورك.. هل يتصاعد العنف السياسي بأمريكا؟
تعرض المرشح الاشتراكي لمنصب عمدة نيويورك، زهران ممداني، لحادثة اعتداء وطرد من قبل أحد المحتجين المعروفين بمهاجمة السياسيين في المدينة، وذلك أثناء مشاركته في احتجاج دعم المدعية العامة لولاية نيويورك، ليتيشا جيمس، المتهمة بقضية احتيال مصرفي وتقديم بيانات كاذبة.
ووقعت الحادثة في ساحة فولي بمانهاتن، حيث أظهر فيديو لحظة ملاحقة المحتج راؤول ريفيرا (55 عامًا من حي برونكس) لممداني أثناء مغادرته المكان، مصحوبًا بحراس الأمن إلى سيارته السوداء.
ورافق ريفيرا سلسلة من الشتائم والاتهامات، مطالبًا المرشح بالتبرؤ من الشريعة الإسلامية و”حزب الله”، واتهمه بالتهرب من المواقف السياسية.
وتصاعدت المشادة عندما اقترب ريفيرا من السيارة، حيث تدخل أحد أعضاء حملة ممداني لدفعه بعيدًا، لكن المحتج رد بدفع عدة مرات وهو يلوح بعلم يحمل شعار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وشهد الموقف مرور المدافع العام للمدينة، جوماني ويليامز، الذي علق على الحادثة أمام الكاميرا قائلاً: “من حسنات الديمقراطية السماح للناس بالتعبير عن آرائهم حتى بهذه الطريقة”، وأضاف أن مثل هؤلاء في الأنظمة السلطوية كانوا سيسجنون، لكن في أمريكا يُحمى حقهم في التعبير.
وقبل انطلاق السيارة، وجهت السائقة ريفيرا صرخة طالبة منه “أن يبحث عن عمل”، قبل أن تنطلق مبتعدة بممداني داخلها.
ويُعرف ريفيرا في الأوساط السياسية بأنه معارض دائم للسياسيين من مختلف الاتجاهات، إذ يحضر فعالياتهم بشكل مستمر لمقاطعتهم. ووصفه أحد أعضاء المجلس الديمقراطيين بأنه “يضايق الجميع” و”فاشل”.
وفي يونيو الماضي، اعتدى ريفيرا على متطوعة تبلغ من العمر 29 عامًا خلال مؤتمر صحفي في مانهاتن السفلى، حيث قام بعض يدها مما استدعى نقلها إلى المستشفى، واعتقل لاحقًا بتهمة الاعتداء.
يبدو أن توتر ريفيرا الأخير مرتبط بتصريحات ممداني في الذكرى الثانية لهجوم السابع من أكتوبر، حيث اتهم الحكومة الإسرائيلية بشن “حرب إبادة جماعية” في غزة بمشاركة أمريكية، ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسياسة “الفصل العنصري” ضد الفلسطينيين، ما أثار انتقادات واسعة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
ورفض ممداني التعليق على الحادثة الأخيرة، كما لم يصدر ريفيرا أي موقف رسمي حتى الآن. ويواجه ممداني انتقادات سابقة بسبب رفضه التراجع عن استخدام عبارة “تعميم الانتفاضة”، رغم محاولاته لاحقًا التأكيد على دعمه لإسرائيل ورفضه لمعاداة السامية.
جاءت المواجهة بعد دفاع ممداني عن المدعية العامة ليتيشا جيمس ضد إدارة ترامب، واصفًا لائحة الاتهام الفدرالية ضدها بأنها “انتقام سياسي فاضح”، مشددًا على أن محاكمتها تمثل “إساءة واضحة للعدالة”، وقال إن على ترامب أن يحاسب نفسه بدلًا من مهاجمتها.
وكانت جيمس قد حصلت العام الماضي على حكم مدني ضد ترامب ومنظمته بتهمة تضخيم قيمة أصوله العقارية، مما أدى إلى فرض غرامة 355 مليون دولار، أُلغيت لاحقًا بعد الاستئناف، ما أثار غضب الرئيس الأمريكي.
At Foley Square, counter-protesters chased Zohran Mamdani, shouting "antisemite" and demanding he denounce Hezbollah and Sharia. His security intervened. Politics is turning ugly in NYC. pic.twitter.com/ruGMGppub5
— The US Ledger (@The_US_Ledger) October 11, 2025