تمكنت إسرائيل في الايام الماضية من طيّ صفحة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حتى مسألة التفاوض مع حماس باتت مؤجلة في المدى المنظور، وهذا ما يظهر من خلال إشتداد حدة المواجهات في معظم مناطق القطاع، ومن خلال اخذ القرار النهائي بإجتياح رفح بغطاء اميركي واضح إذ عادت شحنات الأسحلة والذخائر الاميركية تصل إلى تل ابيب بشكل منتظم بحسب التقارير المنشورة، وعليه بات وقف الحرب مؤجلاً أقله لعدة أسابيع مقبلة مع ما يحمله ذلك من مخاطر وتبعات بدأ بعضها يظهر علناً.



وفق تصريحات قيادة "حزب الله" فإن الجبهة الجنوبية في لبنان ستبقى مشتعلة حتى وقف اطلاق النار في غزة، وأن وقف الحرب في القطاع سيؤدي تلقائياً إلى وقف الحزب لاعماله القتالية ضدّ إسرائيل إنطلاقاً من الجنوب، وعليه فإن المرحلة المقبلة التي من الواضح أنها ستشهد تصعيداً عملياً ستمهد لمرحلة ما بعد الهدنة أو وقف إطلاق النار داخل فلسطين، لكن بالرغم من ذلك، هناك من بدأ يتحدث في الاعلام الاسرائيلي بأن الحرب لن تتوقف في لبنان حتى لو توقفت في غزة، وهذا ما ألمح إليه بعض قادة العدو.

ترى إسرائيل أنه وبغض عن النظر عن شكل التسوية التي سيتم التوصل إليها مع حماس، وبغض النظر عن موعد التوصل إلى هذه التسوية فقد إستطاعت إسرائيل تحقيق انجازات تكتيكية مهمة وأنهت الخطر الداهم على الداخل الاسرائيلي الآتي من غزة، وعليه حتى لو كان الإتفاق لمصلحة حماس يمكن لإسرائيل التعايش معه مهما كان سيئاً، غير أن التعايش مع خطر "حزب الله" بات مستحيلاً في ظل الإمكانيات التي أظهرها الحزب في الاسابيع الماضية، وعليه فإن أي إتفاق مع "حزب الله"، مهما كان جيداً، لا يمكن لإسرائيل التعايش معه.

لا يمكن لتل ابيب الذهاب إلى وقف إطلاق نار مع "حزب الله" وفق التوازنات الحالية، وعليه قد تلجأ، وفق إحد السينايوهات، إلى اكمال عملياتها العسكرية حتى بعد إنتهاء الحرب في غزة، وهذا سيشكل ضغطاً جدياً على الحزب ويجعله يقدم تنازلات وإن كانت شكلية، تستفيد منها تل ابيب وتراكم عليها مكتسبات ميدانية، لكن مثل هذا السيناريو لم يلتفت لفكرة ان المعركة يومها ستصبح ذات طابع لبناني كامل، وعليه سيتمكن الحزب من المناورة بشكل كبير نظراً للغطاء الداخلي الذي سيتمتع به عندها.

وفق هذا السيناريو لن تكتفي إسرائيل بمدى المعركة الحالي، بل ستوسع الاشتباك مع الحزب ليطال عمق الجنوب، اذ ان فتح معركة شاملة وقصف الضاحية وبيروت سيؤدي حتماً إلى إستهداف "حزب الله" لتل ابيب ومنطقة غوش دان وهذا ما لا تريده اسرائيل ابدا، لذلك من المتوقع ان توسع اسرائيل، وفق هذا السيناريو، حملتها لتطال غالبية الجنوب اللبناني مما سيؤدي إلى رد من قبل الحزب، ليتحول الكباش العسكري الى مستوى أكثر خطورة وعندها يصبح التوصل إلى تسوية أكثر واقعية وإلحاحاً.

علما ان مؤشرات توسع الاشتباك باتت واضحة، فـ"حزب الله" يستهدف نقاطا بعيدة نحو ٤٠ كلم عن الحدود وكذلك اسرائيل عادت لتنفيذ غارات في عمق الجنوب في الوقت الذي بات فيه استهداف الجولان السوري المحتل امرا روتينيا في المعركة اليومية. إذن، بات الميدان جاهزاً لمستوى اعلى من التصعيد وهذا ما يفتح الباب امام التطورات الكبيرة في الايام المقبلة.   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وقف إطلاق حزب الله وهذا ما فی غزة

إقرأ أيضاً:

حزب الله: لن نسلّم سلاحنا من أجل الاحتلال الإسرائيلي (شاهد)

أكد أمين عام "حزب الله" نعيم قاسم، الأربعاء، أن "سلاح المقاومة شأن لبناني داخلي"، ولا علاقة له باتفاق وقف إطلاق النار أو المطالب الإسرائيلية.

وقال قاسم في كلمة متلفزة: "لن نسلّم السلاح من أجل الاحتلال الإسرائيلي، وإذا أراد البعض ربط ذلك باتفاق وقف إطلاق النار، فنقول إن هذه القضية لبنانية ولا علاقة للعدو بها". وأضاف: "الأولوية اليوم لوقف العدوان والإعمار، وليس لنقاش السلاح".

وشدّد قاسم على أن "الاحتلال يواصل اعتداءاته، ويريد البقاء في النقاط الخمس التي يحتلها كمقدمة للتوسع، وبالتالي لا إمكانية لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار من جهة واحدة".

ويأتي ذلك بعد يومين من تأكيد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، أن مجلس الوزراء سيستكمل في جلسته المقبلة "بحث بسط سيادة الدولة على كافة أراضيها بقواها الذاتية حصرا"، في إشارة إلى ملف نزع سلاح "حزب الله" وحصر القوة بيد الدولة.

وكان المبعوث الأمريكي توماس باراك، قد جدد الأحد دعوته الدولة اللبنانية إلى "احتكار" السلاح في البلاد، مؤكداً أن "مصداقية الحكومة تعتمد على قدرتها على التوفيق بين المبادئ والتطبيق، ولا يكفي الكلام ما دام حزب الله يحتفظ بالسلاح"، بحسب منشور له عبر منصة "إكس".

وفي ختام زيارته إلى بيروت الأسبوع الماضي، تسلّم باراك من الرئيس اللبناني جوزاف عون الرد الرسمي على المقترح الأمريكي بشأن نزع سلاح "حزب الله" وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من الجنوب.

وركّز الرد اللبناني، بحسب بيان الرئاسة، على ضرورة بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية، وحصر السلاح بيد الجيش، مع تأكيد أن قرار الحرب والسلم يجب أن يبقى ضمن صلاحيات المؤسسات الدستورية، دون الكشف عن كامل تفاصيل الرد.

وكان قاسم قد صرّح مطلع الشهر الجاري قائلا: "على من يطالب المقاومة بتسليم سلاحها، أن يطالب أولًا برحيل العدوان. لا يُعقل أن تطالبوا من يقاوم الاحتلال بالتخلي عن سلاحه وتتجاهلوا الجهة المعتدية".

وتتزامن هذه التطورات مع تصعيد متواصل على جبهة الجنوب، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، رغم أنه جاء لإنهاء حرب دموية اندلعت في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وتحوّلت إلى حرب شاملة في أيلول/ سبتمبر 2024.

وبحسب بيانات رسمية، شنّ الاحتلال أكثر من 3 آلاف خرق للاتفاق، أسفرت عن استشهاد 262 شخصًا وإصابة 563 آخرين، فيما يُواصل احتلال خمس تلال لبنانية في الجنوب، رغم انسحاب جزئي نفّذه بعد اتفاق التهدئة.

حين يقاتل الشعب اليمني احتلالاً بشهادة العالم كله، ويمنع نهب ثرواته، ويكسر أطماع الهيمنة والوصاية، فإن من لا يقف معه، إما جاهل أو منافق أو تابع.

والتاريخ لا يرحم. https://t.co/MmO1Ac3AEI

— أبو صالح محسن (@abosalehmohsen) July 30, 2025

مقالات مشابهة

  • هكذا تجنبت كمبوديا وتايلاند الحرب
  • عاجل | ضباط إسرائيليون سابقون: إسرائيل تسلح مجموعات بينها مجرمون وهذا يؤدي للفوضى في غزة
  • ويتكوف يصل إسرائيل للضغط من أجل صفقة تبادل أسرى
  • إسرائيل تهاجم قرار كندا المرتقب بالاعتراف بفلسطين
  • نعيم قاسم: مسألة السلاح شأن داخلي ولا علاقة لإسرائيل به
  • حزب الله: لن نسلّم سلاحنا من أجل الاحتلال الإسرائيلي (شاهد)
  • الرئيس الإيطالي يدين جرائم إسرائيل في غزة
  • إعلام عبري: حزب الله يستنفر في الجنوب ويوزع معدات استعدادا لاحتمال الحرب مع إسرائيل
  • إسرائيل تكشف عن تنفيذ 500 هجوم في لبنان منذ التهدئة وتعلن مقتل الآلاف!
  • ضغط أمريكي على لبنان لإصدار قرار وزاري بنزع سلاح حزب الله قبل استئناف المحادثات