لجريدة عمان:
2025-07-06@11:42:19 GMT

الرجل الذي ضل الطريق

تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT

كان في عجلة من أمره للحاق باجتماع مهم، وكان معروفًا عن هذا الرجل انضباطه واحترامه للوقت، إلا أنه في ذلك اليوم أخطأ الطريق فاضطر إلى أخذ لفة طويلة جدًا أخذته إلى الطريق السريع، فقط ليجد نفسه في المكان ذاته مرة أخرى، ومن تأثير الارتباك فقد تركيزه فوجد نفسه يدور في حلقة مفرغة حتى كاد الوقود أن ينفد من سيارته، وبالتالي عندما تمكن أخيرًا من تحديد وجهته، قرر التوقف عند أول محطة وقود صادفته، فقط ليجد شخصًا يترجل من سيارته ويأتي ليلقي عليه التحية.

كان هذا الرجل تربطه معرفة سابقة بصديقنا، لذا تبادلا الأرقام التي سقطت من ذاكرة كليهما، فاكتشف صاحبنا أن ذلك الرجل يشغل منصبًا مرموقًا جدًا، لا أذكر إن كان قد وصل أخيرًا إلى الاجتماع، لكن أظن أنه فاته، فقط لتمر عدة أيام ويجد مكالمة من صديقه ذاك يعرض عليه وظيفة براتب أضعاف ما كان يستلمه من وظيفته تلك.

حدثتنا كاتبة كويتية أثناء استضافتها لمناقشة كتابها هنا في العاصمة مسقط، كانت الجلسة قد تجاوزت ثلاث ساعات، قيل خلالها الكثير، لكن هذه القصة علقت في ذهني ولم تبرحه، وأعتقد لأنها لامست شيئًا في قلبي، فقد جعلتني أستحضر كل الانحرافات التي حدثت في مسيرتي المهنية والحياتية لا شيء إلا لتضعني وجهًا لوجه مع قدر جميل جعلني ما أنا عليه اليوم، كل ما حدث في حياتي تقريبًا حدث صدفة رغم كل ما خططت له، ومن يعرفني يعرف إلى أي حد أنا مهووسة بالتخطيط، كل مرة يأتي رب العزة ليذكرني بأنه (مدبر الأمر) وأن خططه لي يعجز عقلي عن استيعابها في حينه.

كل شيء بدءًا من قصة ابتعاثي، ومرورًا بإعلان الوظيفة الذي وجدته صدفة، وكل تفاصيل حياتي، والنهاية التي لا أعرفها لكني موقنة بأن اللطيف الخبير سيدهشني فيها مجددًا. أظن أننا جميعًا مثل ذلك الرجل، تُهنا في مرحلة ما من حياتنا، فقط لنكتشف أن يد الرعاية الإلهية هي التي أخذت بيدنا في ذلك الطريق المجهول، الذي ما كنا لنجرؤ على ارتياده لو اعتمدنا على شجاعتنا وتقديرنا للأمور، المرة القادمة عندما لا تحدث الأمور كما تريد لها، تذكّر قصة صاحبنا هذا.

حمدة الشامسية كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

شاب ينقذ مسنًا من الغرق في قناة السويس ببورسعيد.. والمطالبات تتصاعد بتكريمه رسميًا

في مشهد بطولي يعكس الشهامة الحقيقية لأبناء بورسعيد

 

أنقذ الشاب البورسعيدي إبراهيم كمالو، حياة رجل مسن يُدعى محمد حسن لطفي حسن، بعدما سقط فجأة في مياه قناة السويس من فوق إحدى المعديات، ليبقى يصارع الغرق وحده، قبل أن تتحول الصدفة إلى لحظة إنقاذ أنقذت حياته.

كان "إبراهيم" داخل قسم شرطة الميناء لإنهاء بعض الإجراءات الروتينية، حين سمع صرخات متتالية من الأهالي بالقرب من مرسى المعدية. خرج مُسرعًا ليستوعب ما يحدث، ليجد شخصًا مسنًا على بُعد ما لا يقل عن 30 مترًا داخل القناة، يتشبث بالحياة ويقاوم التيار الذي كاد يسحبه للأعماق.

دون تردد، خلع إبراهيم ما كان يرتديه من ملابس ثقيلة، ألقى هاتفه وكل ما في يده، وقفز في المياه الباردة، دون أن ينتظر أو يفكر في نفسه، ودون حتى أن يكون مؤهلًا أو مجهزًا بأي وسيلة إنقاذ.

وبعد سباحة شاقة، وصل إبراهيم إلى الرجل الغريق، واحتضنه تحت الماء ليطمئنه:
"ما تخافش.. أنا جنبك ومش هسيبك"
كلمات بسيطة، لكنها كانت كفيلة بمنح الرجل بعض الأمان، بينما كان جسده على وشك الاستسلام.

تمكّن إبراهيم من سحبه لمسافة طويلة وسط التيارات القوية، حتى وصل به إلى الشاطئ، وسط ذهول وتصفيق وانبهار من كل من شهد الواقعة، واعتبروها مشهدًا إنسانيًا نادرًا لا يتكرر كثيرًا.

وبحسب روايات الشهود، لم يكن الشاب منقذًا محترفًا، ولم يكن ينتظر دورًا بطوليًا، لكنه تحرك مدفوعًا فقط بشهامة خالصة ونخوة حقيقية، جسّد بها معنى الرجولة البورسعيدية في أبهى صورها.


مطالبات بتكريمه رسميًا
الواقعة، التي تم توثيقها وشهد بها العشرات، أشعلت دعوات واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي وبين أهالي بورسعيد، لتكريم الشاب رسميًا، ومنحه شهادة تقدير تليق بما فعله، مؤكدين أنه نموذج يُحتذى به.

وطالب الأهالي اللواء أركان حرب محب حبشي، محافظ بورسعيد، والفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، بالتحرك لتكريم الشاب، وتقديم درع شرف باسمه، ليكون مصدر فخر وتحفيز لباقي شباب المدينة.


روح بورسعيد الحقيقية
هذه الواقعة أعادت للأذهان صور البطولة والشهامة التي لطالما عُرف بها أبناء بورسعيد، ممن لا يترددون لحظة في إنقاذ الأرواح وقت الشدة، حتى ولو كان الثمن حياتهم.

مقالات مشابهة

  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (أن تعرف… ليس كافيًا)
  • «سعاد صالح»: النشوز قد يكون في الرجل وليس المرأة فقط | فيديو
  • قانونية تكشف مفاجأة عن حقوق المرأة حال الطلاق الغيابي
  • سعاد صالح: النشوز ليس عيبًا لاصقا بالمرأة .. وقد يكون في الرجل
  • شاب ينقذ مسنًا من الغرق في قناة السويس ببورسعيد.. والمطالبات تتصاعد بتكريمه رسميًا
  • استشارية أسرية: الأسرة تنهار حال رفع العبء عن الرجل وإلقائه على المرأة
  • الرجل الذي يريد أن يصبح ملكا.. قراءة في التحولات السعودية تحت قيادة ابن سلمان
  • الرجل الذي يريد أن يصبح ملكاً.. قراءة في التحولات السعودية تحت قيادة بن سلمان
  • تقارير تكشف خطورة الطريق الذي شهد مقتل ديوغو جوتا
  • تحليل أقدم حمض نووي فرعوني يكشف مفاجأة