بقلم: الحقوقية انوار داود الخفاجي ..

في زمنٍ تتعدد فيه وجوه الاستبداد وتتكرر مشاهد القمع، يبقى صوتُ الإمام الحسين عليه السلام صرخةً خالدةً تُلهم الأحرار في كل زمان ومكان، تُذكّرهم بأن المواقف لا تُقاس بالأعداد، بل بالثبات على المبادئ والتمسك بالحق. ومن هنا جاء الشعار الخالد كلُّ يومٍ عاشوراء، وكلُّ أرضٍ كربلاء”، ليكون رسالة حيّة تتجاوز حدود التاريخ والجغرافيا، وتُشكّل منارةً للمظلومين في كل مكان.


لم تكن واقعة الطف مجرّد معركة عسكرية انتهت في ساعات، بل كانت محطة مفصلية في تاريخ الإنسانية، كشفت بوضوح خطورة الانحراف عن مبادئ العدالة والحق. فالحسين عليه السلام لم يخرج طلبًا للسلطة أو الجاه، بل خرج لإحياء روح الأمة، وإعادة بوصلة القيم إلى وجهتها الصحيحة. وقدّم في سبيل ذلك أقدس التضحيات، ليُثبت أن الدم حين يُسفك من أجل القيم، فهو أقوى من السيف.
إن شعار كل يوم عاشوراء يفتح أمامنا بابًا للتأمل، إذ يعني أن كل لحظة من حياتنا قد تكون موقفًا حسينيًا إذا وُجد فيها الظلم، وكان هناك من يتصدّى له. وأن كل أرض يُهان فيها الإنسان أو يُجبر فيها على الصمت والخضوع، تصبح كربلاء جديدة، تحتاج إلى من ينهض فيها بموقف، ويجدد فيها المعنى الحقيقي للكرامة والحرية.


وفي واقعنا اليوم، تتعدد كربلاءاتنا، حيث نرى المظلومية تتكرّر بصور مختلفة في حرمان الأطفال من التعليم، في معاناة الفقراء والعاطلين، في تهميش المرأة، في غياب العدالة، وفي صرخات المرضى والمظلومين التي لا تجد من ينصت لها. كل هذه المآسي هي تجسيد حديث لعاشوراء، وكل من يسكت عنها أو يتغاضى عنها، فهو خارج عن مدرسة الحسين.
لقد أراد الإمام الحسين أن يُقيم الحجة على الزمان، بأن الدم أكرم من الخنوع، وأن الوقوف في وجه الباطل ولو كان ثمنه الحياة، هو انتصار حقيقي يبقى أثره خالدًا في وجدان الأحرار. لذلك، فإن إحياء عاشوراء لا يكون فقط بالطقوس والشعارات، بل بالفعل والوعي والتضحية من أجل إصلاح المجتمع وبناء الإنسان.
إننا بحاجة إلى أن نعيش الحسين في حياتنا اليومية في الوظيفة، في الموقف، في النصيحة، في محاربة الفساد، وفي السعي لإعلاء صوت الحق في كل مؤسسة وميدان. بهذه الطريقة فقط نحول كل أرض إلى كربلاء نبيلة، وكل يوم إلى عاشوراء يُعيد للضمير الإنساني بريقه وسط هذا العالم المثقل بالخراب واللامبالاة.

في الختام، يبقى الحسين رمزًا للثورة النبيلة، وصوتًا للعدالة لا يخبو، وكل من يسير على دربه هو مشروع إصلاح، وكل من يتغافل عن المظالم هو خارج عن خط الطف، مهما رفع من شعارات. فلنكن على قدر هذا الدم الطاهر، ولنحمل راية عاشوراء فعلًا لا قولًا، وسلوكًا لا مناسبة.

انوار داود الخفاجي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

نجم منتخب الأردن يكشف أسرار مسيرته الاحترافية من شباب الحسين لأساطير الملاعب والإنجازات التاريخية|فيديو

تحدَّث حاتم عقل، لاعب منتخب الأردن السابق، عن بداياته الكروية ومسيرته الطويلة داخل الملاعب، مؤكدًا أن انطلاقته جاءت من الشوارع والمدارس في ظل غياب الإمكانيات، قبل الانتقال إلى نادي شباب الحسين، حيث شكّل مع زملائه جيلًا مميزًا رغم بساطة النادي، وكان من بينهم حسون الشيخ الذي رافقه في تلك المرحلة.

إعلامي يطرح سؤالا بشأن تعاقد الأهلي مع مهاجم منتخب الأردنلاعب منتخب الأردن ينشر صورته مع شيكابالا ويعلق : أسطورةالغندور يعلق على تأخر منتخب مصر أمام منتخب الأردن بهدفين لصفرأبو زريق يسجل الهدف الثاني لمنتخب الأردن في مرمى مصر بكأس العربشوط أول .. منتخب الأردن يتقدم على مصر ببطولة كأس العربمدرب منتخب الأردن : حققنا هدفنا الأساسي بالتأهل إلى ربع نهائي كأس العربشوبير يهنئ منتخب الأردن بالتأهل لـ ربع نهائي كأس العربمجموعة مصر.. أبو طه يتقدم لـ منتخب الأردن أمام الكويت في كأس العربمجموعة مصر.. منتخب الأردن يفوز على الإمارات بثنائية في كأس العرب

وأوضح عقل، في حواره مع «ستاد المحور»، أن انتقاله إلى نادي الفيصلي عام 1996 مثل البداية الحقيقية لمسيرته الاحترافية، حيث انضم للفريق الأول وهو في سن السادسة عشرة، وشارك مبكرًا في بطولة النخبة العربية بالمغرب إلى جانب أندية كبيرة مثل الأهلي والرجاء، مشيرًا إلى أنه كان أصغر لاعب في البطولة، في حين كان أحمد شوبير أكبر اللاعبين المشاركين.

وأشار نجم النشامى السابق إلى أنه يُعد من أكثر اللاعبين مشاركة مع منتخب الأردن، إلى جانب الحارس عامر شفيع، كما يتقاسم الرقم نفسه في عدد المباريات بالدوري الأردني مع بهاء عبد الرحمن، لافتًا إلى أنه حظي بتكريم رسمي مؤخرًا باعتباره أكثر لاعب خاض مباريات في تاريخ الدوري الأردني.

واختتم حاتم عقل حديثه بالتأكيد على أنه لعب لأكثر من 20 عامًا، منها 19 موسمًا مع الفيصلي، إلى جانب تجارب احترافية في البحرين والسعودية، قبل أن يعتزل في سن 39 عامًا، موضحًا أنه حقق خلال مسيرته أكثر من 29 بطولة محلية وبطولتين آسيويتين، إضافة إلى إنجاز تاريخي مع نادي الرفاع الغربي بتحقيق لقبي الدوري والكأس، ليكون أول لاعب أردني يحقق هذا الإنجاز خارج البلاد.

طباعة شارك منتخب الأردن أخبار الرياضة كأس العرب نادي الفيصلي

مقالات مشابهة

  • محلية الخرطوم تواصل نقل رفاة معركة الكرامة للأسبوع الثاني على التوالي
  • نجم منتخب الأردن يكشف أسرار مسيرته الاحترافية من شباب الحسين لأساطير الملاعب والإنجازات التاريخية|فيديو
  • الأردن.. الأمير علي بن الحسين يهنئ المنتخب بعد الفوز على العراق
  • مكتب «النائب العام» يشدد على دور العدالة والمجتمع المدني في صون الكرامة
  • الحسين إربد ينهي عقد مدربه البرتغالي ماتشادو ويكلف بشار بني ياسين بقيادة الفريق
  • الحسين إربد يتخذ قراراً بأشن مدربه 
  • كربلاء تُخلي وتغلق بناية آيلة للسقوط في المدينة القديمة (صور)
  • لمخالفتهم شروط وضوابط الإقامة.. إلقاء القبض على 9 مخالفين عرب وأجانب في كربلاء
  • فؤاد باشا سراج الدين .. الرجل الذى علم المصريين معنى الكرامة
  • الجهاز الوطني للتنمية يعلن عن إنشاء مجموعة مدارس الكرامة في إطار تطوير التعليم