خالد فضل

الرحمة والمغفرة لجميع ضحايا حرب العبث المشتعلة منذ 15 أبريل من العام الماضي، والعافية للمصابين والجرحى كما والعودة السالمة للأسرى والمفقودين، مع كامل الإدانة للانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها وما يزال يرتكبها جميع المنخرطين في هذه الحرب الخاسرة، ونتذكر دوما أن قائد الجيش الجنرال البرهان قد وصفها بالعبثية، وقائد الدعم السريع الجنرال حميدتي وصفها بالخسران للكاسب فيها قبل “الربحان”.

هل يتذكر أهلي في الجزيرة هاتين الصفتين اللتين أطلقهما قائدا الحرب على عراكهم الدامي ومنذ أسبوعه الأول ؟ لماذا لا نضغط عليهما بكل وسائل الضغط المدني المشروعة، حتى يوقفا حرب العبث الخسرانة هذه، عوضا عن الانجرار الأعمى لتأييد أحدهما؛ وبالتالي تأييد استمرار الحرب، ومع استمرار الحرب تزداد وتائر الانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع، ومن يتحالف معها من مليشيات، بمثلما تزداد وتائر الانتهاكات التي ترتكبها القوات المسلحة، ومن يقف معها من مليشيات، إنّ ترويع القرويين وقتلهم بدم بارد ونهبهم وتشريدهم وتهجيرهم قسريا وغيرها من الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان التي تتهم بها قوات الدعم السريع أو تحت راياتها وحمايتها لمن تسميهم متفلتين لا يعفي من إدانتها بأشد العبارات، وتوثيق هذه الجرائم ليوم تأتي فيه لجان تحقيق دولية مرموقة وذات خبرة لكشف الحقائق وتوجيه الاتهامات الموثقة للمشتبه فيهم وتقديمهم للعدالة الدولية كمجرمي حرب ومرتكبي جرائم ضد الإنسانية، مثلما حدث مع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها الجيش والمليشيات المتحالفة معه في حرب دارفور خاصة تلك التي حدثت في العامين 2003 و 2004 وبموجب تلك التحقيقات النزيهة والمميزة والدقيقة تم توجيه الاتهامات لعمر البشير رئيس الجمهورية (المخلوع) وعبدالرحيم محمد حسين وزير الدفاع وأحمد هرون وزير الدولة بالداخلية حينها وعلي كوشيب زعيم إحدى مليشيات الجنجويد، بوساطة المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، الآن صار عمر البشير ورفيقاه أحرارا، بل تشير معظم الحيثيات إلى قيادة أحمد هرون لهذه الحرب العبثية الخاسرة وإصراره على استمرارها، حتى لو قتل 48 مليون مواطن سوداني حسبما نسب للجنرال حرب ياسر العطا، كما ولا ننسى جرائم قصف المدنيين وقتلهم بالطيران الحربي والمسيرات، مثلما نتذكر بألم ممض، ونترحم على روح الأستاذ المحامي صلاح الطيب الذي اغتيل بخسة ووحشية تحت التعذيب بعد اعتقاله ومجموعة من الناشطين الاجتماعيين في قرية العزازي بغرب الجزيرة؛ وهي المنطقة الوحيدة من جميع جهات الجزيرة التي لم تنتشر فيها قوات الدعم السريع، وتنشر فيها الانتهاكات، وما تزال خاضعة لسيطرة الجيش والمليشيات المقاتلة معه، فهل تم اغتيال الأستاذ صلاح رئيس فرعية القرشي بحزب المؤتمر السوداني بوساطة (مسيّرة) أرسلها ضده خالد سلك قائد جيش (القحاتة)!!!! إنها من جرائم الحرب التي تحتاج إلى تحقيق دولي يأخذ المجرم إلى سوح العدالة الحقيقية، ويبرئ جراح ذويه المكلومين، ولا حصانة لمجرم وإن ألبسها إياه عصابة مجرمين مثله.

إنّ الدفاع عن النفس أمر مشروع ومعلوم وهو حق إنساني، وفي الدولة الحديثة تم تسمية مؤسسات يتوظف فيها موظفون بأجور ومخصصات مميزة، اسمها مؤسسات الأمن والدفاع، وتكون خاضعة لحكم القانون والسلطة المدنية الديمقراطية، وتوفر لها كافة استحقاقتها ومعداتها وتشوينها ولوجستياتها وسلاحها من خزانة الدولة، وتجيز موازناتها البرلمانات المنتخبة، ويمنحها القانون صلاحيات في حدود أداء أدوارها المحددة سلفا في وصفها الوظيفي، هذه المؤسسات هي المسؤولة عن الأمن والدفاع عن البلاد وعن الشعب والموارد، وكل ما يتعلق بالأمن القومي، هذه هي مهامها وهي مهام اختيارية، إذ لا يتم إجبار الأفراد للانتساب إلى هذه المؤسسات والكليات التي يتخرج فيها الضباط، إنما يتقدم لها المتقدمون بحر إرادتهم وكامل وعيهم، ونظير ما يسدد لهم من أموال من خزانة الشعب يسألون كذلك عن أداء شغلهم، فإذا فشلت تلك المؤسسات الأمنية والدفاعية في القيام بواجباتها هل تتم مكافئتها بمنحها مزيداً من الأموال ومزيد من الاختصاصات ؟ هل هذه المؤسسات الفاشلة كفؤة بأن تكون وصية على الشعب الذي ينفق أكثر من 80% من ميزانية دولته عليها، وهي تفشل عشرات المرات، ولا تنجح إلا في قصف المدنيين، وإذاعة بيانات الانقلابات ضد خيارات الشعب وثوراته المتتالية، هل هذه المؤسسات أمينة على الموارد، وهي تستولي على 82% من مجمل الحركة الاقتصادية في البلاد؟ ثم هل هذه المؤسسات مهنية، وهي تؤسس في المليشيات، ويشرف قادتها احتفالات جحافل كتائب هذه المسماة بعد 15 أبريل 2023(مليشيا متمردة)، كيف يخرج قائد الجيش كتائب وضباط، وفي احتفالات ومهرجانات مبثوثة عبر وسائط الإعلام، وتكون (مضروبة) مرتزقة وأجانب وهلم جرا..

يا أهلي في الجزيرة، وأنتم تعلمون كل شيء، ولا تحتاجون مني إلى تحذير، ولكن تذكروا فقط أن ثلة من منتسبي العهد الغيهب عهد الفساد والاستبداد الإسلامي المسمى الإنقاذ كانوا قد سافروا إلى بورتسودان المدينة التي هرب إليها الفلول وسموها عاصمة، وقالوا للبشير، عفوا أقصد البرهان إن في الجزيرة 40 ألف مستنفر جاهزين لتحرير الخرطوم، وجاءهم قائدهم زائرا وأرغى وأزبد، وتوعد بالأربعين ألفا هؤلاء من (عربان) الجزيرة، ولم يمض أسبوع حتى كانت الطامة الكبرى 40 ألفا من الدعم السريع يجوسون الحلال والفرقان والقرى، ويتجولون بين أب عشرينات والتقانت وينهبون السيارات ويسلبون الأمان!! ولاذ الـ(40) ألف مجاهد بالمناقل مع أمرائهم مين كده الزمان، وذاك الناجي من معركة المدينة عرب وغيرهم، ثم ها هم مرة أخرى بقيادة الكادر في الجبهة الإسلامية وعضو مجلس شركة الأقطان الذي عينه البرهان عقب انقلابه وخدنه ورفيقه حميدتي في 25 أكتوبر 2021 السيد عبدالسلام الشامي ورفقة الشيخ اللواء م سفيان وغيرهم من أبواق الحرب ومرتزقة عهد الفساد والاستبداد الفاشي، أنهم يتسمون باسم المقاومة الشعبية، باب من أبواب الفساد المعتاد في ممارسات إسلاميي الفساد، وتسجيل أحدهم من القضارف متداول في الوسائط فاستمع بنفسك لتعرف! يطلبون التسليح للمواطنيين، ولم يطلبوا أن يقوم القائد “الجياشي” بمهام وظيفته، يبايعونه وصيا عليهم، تبا لهم تبا، إنهم يريدون جلب مزيد من الانتهاكات للمواطنيين، لم يتعظوا ولن بما فعلوا في المرة الأولى، فيا أهلي خوفي عليكم وقلبي معكم فقط أرجو أن تكونوا قد “اتعظوا” من فعائل هؤلاء الأوغاد، وحذاري حذاري من اللدغ مرتين من ذات جحر الفساد النتن هذا. مع كامل الإدانة للحرب بكل أوجهها وأطرافها لا للحرب نعم للسلام.

الوسومخالد فضل

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: خالد فضل الدعم السریع هذه المؤسسات فی الجزیرة

إقرأ أيضاً:

تبيان توفيق: عظم الجيش وعزمه!!

عظم الجيش وعزمه!!
هنالك مشهد قد يبدوا مألوف ولكنه يحمل شيء مهم
من يلاحظ لعتاد الجيش و أعداد المقاتلين الذين يظهرون في لقاءات القائد العام والقوات المنتشره بالإرتكازات وعشرات المعسكرات المفتوحه على الدوام لمجموعات المقاومة الشعبيه يفهم بأن الجيش السوداني لم يستخدم قوته القصوى حتى الآن !!
قد يتسائل البعض بلماذا التأخير ؟

الجواب موجود بين أضابير المعركة لأنها معركة مُعقده نهايتها نهاية (للمشروع ) وليس الدعم السريع وحده هذه النهائيه لديها مطلوبات بعضها داخلي وآخر خارجي .. السياسي منها ماهو مطلوب لأنه مقرون بما يدور من فعل سياسي وإجتماعي !!

هل تعلم ..
بأن الدعم السريع الذي تعرفه والذي كان يقف عليه قائده حميدتي قد إنتهى كقوه منظمه نعم إنتهى كُلياً والكل شاهد ذلك .تمت إبادته عن بِكرة أبيه في الشهر الأول مابعد قيام الحرب من نجى منهم هرب لدارفور أو ترك الأمر كلياً ..

الآن السودان يواجه غزو خارجي بإمتياز هذا الغزو مدفوع القيمه مسنود بدوافع تخص حكومات تلك الدول التي تعلم بأن أبنائها يقاتلون كمرتزقه داخل السودان أول هذه الدوافع هي روافع التخلص من المعارضه المسلحة لأن أغلب المرتزقه المقاتلين ينتمون لمجموعات مسلحه تعارض حكومات الدول التي أتت منها ..

إيقاف هذا الغزو يحتاج لعمل سياسي قوي ودبلوماسي جريئ وإجتماعي مكثف وعسكري مدروس يقطع شريان الإستمرار في مد المعركة وتأجيجها بمزيد من المرتزقه تحت غطاء وإسم الدعم السريع !!

هذا دون الولوج لسيناريو التدخل العسكري الخارجي فهو أيضآ متوقع وتسعى قوى الحريه والتغير المركزي لإدخاله دون شك ..
الحفاظ على عظم الجيش أمر ضروري ومهم
تبيان توفيق الماحي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • السودان.. اشتباكات بين الجيش والدعم السريع بأم درمان
  • وزارة الخارجية: مقتل 19 مدنياً جراء قصف مدفعي شنته مليشيا الدعم السريع على قرية “الشيخ السماني”
  • الخارجية السودانية: الدعم السريع قصف قرية الشيخ السماني بالمدفعية
  • انقسام في الحواضن القبلية للدعم السريع يهدد وضعها الميداني
  • أي حصانة عربية ودولية تحظى بها حرب الجنرالات في السودان؟
  • الغرض مطرد … العداء تجاه بعثة يونيتامس وطرد رئيسها فولكر بيرتس
  • حاكم إقليم دارفور أركو مناوي يعلن مقتل قائد متحركات الدعم السريع بالفاشر علي يعقوب
  • تبيان توفيق: عظم الجيش وعزمه!!
  • د. عنتر حسن: حاجة تحير العقول!!
  • بعد خطوة قوات الدعم السريع..توضيح جديد للجيش السوداني