كشفت شركة إنتل النقاب عن أكبر حاسوب «يشبه الدماغ» في العالم، وهو جهاز يُقصد به تقليد عمل الدماغ البشري. وتأمل الشركة أن يكون هذا الجهاز قادرا على تشغيل نماذج ذكاء اصطناعي (AI) أكثر تعقيدًا مما هو ممكن على أجهزة الحاسوب التقليدية.

يعمل الحاسوب العادي باستخدام معالج لإجراء العمليات وتخزين البيانات في ذاكرة منفصلة، ولكن الجهاز «المشابه للدماغ» يستخدم الخلايا العصبية الاصطناعية لكل من التخزين والحساب، تمامًا مثل أدمغتنا.

وهذا يزيل الحاجة إلى نقل البيانات ذهابًا وإيابًا بين المكونات المختلفة، وهو ما يحد من سرعة أجهزة الحاسوب الحالية. كما يعني ذلك أن أجهزة الحاسوب التي تحاكي الدماغ يمكن أن تكون أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، حيث تزعم إنتل أن جهاز الحاسوب العصبي الجديد «هالا بوينت» يستهلك طاقة أقل بمائة مرة من الجهاز التقليدي عند تشغيل مسائل التحسين، التي تتضمن إيجاد أفضل حل لمشكلة معينة وفقًا لقيود معينة.

ويحتوي «هالا بوينت» على 1.15 مليار خلية عصبية اصطناعية عبر 1152 شريحة من طراز Loihi 2، وهو قادر على إجراء 380 تريليون عملية تشابكية في الثانية. ويقول مايك ديفيز من إنتل: إنه على الرغم من هذه القوة، فإن حجم «هالا بوينت» يقارب حجم فرن الميكروويف. ويضيف ديفيز أنه من الممكن بناء أجهزة أكبر. «لقد قمنا ببناء هذا الحجم من النظام لأنه، بصراحة، كان مليار خلية عصبية رقمًا مناسبًا.»

ولا يقترب أي جهاز موجود حاليًا من حجم «هالا بوينت»، على الرغم من أن «ديب ساوث»، وهو حاسوب عصبي من المقرر إكماله في وقت لاحق من هذا العام، سيكون قادرًا على إجراء 228 تريليون عملية تشابكية في الثانية وفقًا للمطالبات.

وتشير إنتل إلى أن جهازا مثل «هالا بوينت» يمكنه إنشاء نماذج ذكاء اصطناعي تتعلم باستمرار، بدلا من الحاجة إلى تدريبها من البداية لتعلم كل مهمة جديدة، كما هو الحال مع النماذج الحالية. لكن جيمس نايت من جامعة ساسكس بالمملكة المتحدة يرفض هذا باعتباره مبالغة.

ويقول نايت: إن النماذج الحالية مثل «شات جي بي تي» يتم تدريبها باستخدام بطاقات الرسومات التي تعمل بالتوازي، مما يعني أنه يمكن تشغيل العديد من الشرائح لتدريب نفس النموذج. ولكن نظرًا لأن أجهزة الحاسوب العصبية تعمل مع إدخال واحد ولا يمكن تدريبها بالتوازي، فمن المحتمل أن يستغرق الأمر عقودًا لتدريب شيء مثل «شات جي بي تي» على مثل هذه الأجهزة، ناهيك عن جعله يتعلم باستمرار.

في حين أن أجهزة الحاسوب العصبية الحالية غير مناسبة لتدريب نماذج ذكاء اصطناعي كبيرة، كما يقول ديفيز، إلا أنها قد تتمكن يوما ما من أخذ النماذج المدربة مسبقا وجعلها تتعلم مهام جديدة. ويضيف: «هذه هي المشكلة المتعلقة بالتعلم المستمر الذي نعتقد أن أنظمة neuromorphic كبيرة الحجم مثل Hala Point يمكنها حلها في المستقبل».

ويرى نايت أن أجهزة الحاسوب العصبية يمكن أن توفر مسارًا للوصول إلى آلات ذات مستوى ذكاء بشري، والمعروفة أيضًا بالذكاء الاصطناعي العام.

خدمة تربيون عن مجلة «New Scientist»

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

انتهاء تصميم قبة لأكبر تلسكوب بصري في العالم

أكمل أعضاء كونسورسيوم GMTO وشركاؤهم الصناعيون تصميم القبة التي يبلغ طولها 65 مترا للتلسكوب البصري العملاق GMT قيد الإنشاء.

سيسمح بناء هذه القبة بالبدء في تجميع كل المكونات الرئيسية للتلسكوب في منطقة مرصد "لاس كامباناس" التشيلي المتموضع على ارتفاعات شاهقة.

وجاء في تقرير نشره الكونسورسيوم:" بعد الانتهاء من بنائها، ستكون قبة GMT التي يبلغ ارتفاعها 65 مترا واحدة من أكبر الهياكل الآلية في تاريخ الهندسة الحديثة، وعلى الرغم من كتلتها البالغة 5 آلاف طن، إلا أن القبة ستكون قادرة على القيام بدورة كاملة في أربع دقائق. وفي الوقت نفسه سيتم تجهيزه بأبواب ستائرية بارتفاع 46 مترا لحماية التلسكوب من العواصف الطبيعية".

إقرأ المزيد لأول مرة.. علماء الفلك يدرسون الأرض من القمر بواسطة تلسكوب راداري

وكما أشار التقرير، فقد تم تطوير قبة أحد أكبر التلسكوبات الأرضية في تاريخ علم الفلك بشكل مشترك من قبل أعضاء كونسورسيوم GMTO وشركة الهندسة المعمارية الأوروبية IDOM التي طورت التصميم المفاهيمي لتلسكوب عملاق آخر قيد الإنشاء، وهو التلسكوب الأوروبي الكبير ELT.

واستغرق تصميم هذه القبة حوالي عامين، وذلك بسبب الطبيعة الفريدة للمشروع وحجمه غير المسبوق. وفقا للتقديرات الحالية للمشاركين في GMTO، تم الانتهاء من بناء التلسكوب بنسبة 40٪، وينتهي الآن تجميع إحدى المرايا الثانوية التكيفية لـGMT، وبدأ إنتاج المرآة الأولية الأخيرة للتلسكوب والمكونات الإلكترونية الضوئية المختلفة، بما في ذلك أجهزة قياس الطيف والمصفوفات الحساسة للضوء.

نبذة عن تلسكوب GMT

يجري إنشاء تلسكوب GMT (تلسكوب ماجلان العملاق)، وهو أكبر تلسكوب في العالم ذو تصميم كلاسيكي للعدسة والمرآة، منذ عام 2017 في مرصد "لاس كامباناس" في صحراء أتاكاما التشيلية. ويتم تمويل مشروع بنائه من قبل 12 مؤسسة علمية رائدة في الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا والبرازيل وكوريا الجنوبية. وبمجرد اكتماله، سيكون تلسكوب GMT واحدا من أكبر التلسكوبات البصرية على وجه الأرض.

وسيحتوي التلسكوب على مرآة رئيسية مركبة، يبلغ قطرها 24.5 م، وسيتم تجميعها من سبع مرايا منفردة يبلغ قطرها 8.4 م، وستبلغ الكتلة الإجمالية للتلسكوب باستثناء القبة أكثر من 2.1 ألف طن، وستزيد تكلفة بنائه عن 2 مليار دولار. بمجرد اكتماله، سيكون لـ GMT دقة أكثر بـ 200 مرة من دقة التلسكوبات الأرضية الحالية، و10 أضعاف دقة مرصد "هابل" المداري.

المصدر: تاس

مقالات مشابهة

  • باحثون يكشفون عن "لص معرفي" في أدمغتنا
  • انتهاء تصميم قبة لأكبر تلسكوب بصري في العالم
  • بلومبرغ تكشف تفاصيل اتفاق طال انتظاره بين السعودية وأمريكا..إحاطة سرية حول ملامح الصفقة
  • علماء يحددون العوامل التي تُمكن من الإصابة بمرض الزهايمر
  • الأعراض غير المرئية لسرطان الغدة الدرقية.. طبيبة تكشف أبرزها
  • سارة حازم لأحد خطباء الجمعة: لماذا لا يكون محمد صلاح قدوة للشباب؟
  • هيكل حجري يشبه المتاهة يهدد أكبر المشروعات السياحية باليونان
  • الجبير : المملكة من أكبر المستثمرين في الطاقة النظيفة
  • الجبير: المملكة من أكبر المستثمرين في الطاقة النظيفة
  • وكالة الطاقة الذرية: إيران تركب مزيداً من أجهزة الطرد المركزي في فوردو