من قلب محافظة شمال سيناء تُحلق أحلام الطفلة رقية عمرو الفضالي (9 سنوات) عالياً على جناحي الإبداع، بعد فوزها بالجائزة الأولى في فرع القصة بجائزة المبدع الصغير 2024.

«إنه اليوم المنتظر، كنت عايزة اركب لي جناحات من الفرحة»، بهذه الكلمات عبّرت «رقية» عن سعادتها في حديثها مع «الوطن»، تلك الطفلة ذات العيون البريئة والابتسامة المشرقة، لم تكتفِ بالحلم، بل سعت جاهدة لتحقيقه، فكانت الكتابة هي مفتاحها نحو عالم مليء بالسحر والجمال.

رقية: نفسي لما أكبر أكون كاتبة كبيرة ورسامة

لا تُحصر «رقية» أحلامها في مجال الكتابة فقط، بل تتطلع أيضاً إلى أن تصبح رسامة كبيرة، وأن تُزين كتبها برسوماتها الرائعة، وأن تصل قصصها إلى قلوب جميع الأطفال: «نفسي لما أكبر أكون كاتبة كبيرة ورسامة، وكل الأطفال يقرأوا كتبي وأوقع كتبي للقراء في معارض الكتب وكتبي تكون في معرض الكتاب وعلى الغلاف (بقلم رقية عمرو الفضالي)، وخصوصا بعدما زرت معرض الكتاب 2024، وانبسطت بالزيارات الكثيرة للمعرض، وهو دليل على حب القراءة».

وتتابع الطفلة حديثها «أنا بأكون سعيدة بالكتابة لأني أفرغ المشاعر الداخلية، اكتب عن موضوعات أمر بها شخصيا أو موقف أنا تأثرت به من الحياة عموما، وعندي نوت بوك صغيرة، واكتب فيها أفكاري وأطورها، وأحب الأفلام والكارتون وأذاكر المواد الدراسية، والكتابة والقراءة لا تعطلني عن المذاكرة بل على العكس تساعدني على الانطلاق في دراستي، وأبني نفسي وأفهم الكلمات الموجودة في المنهج».

القصص الفائزة بجائزة المبدع الصغير

وعن القصص الفائزة، قالت رقية: «3 قصص هي، قصة عن حرب أكتوبر بعنوان عظيمة يا مصر، وقرأت عن حرب أكتوبر 10 كتب، وحسيت إنه موضوع مهم جدا ولازم كل الأطفال يعرفوه، والقصة الثانية اسمها ريشة رقية، عن الغروب، ومن أكثر القصص الواقعية الرسالة الحادية عشر، تتحدث عن التنمر، وتشرح مواقف حياتية وألم البطل الذي تعرض للتنمر، ومن خلالها رسالة للإنسان لكي تقبل نفسه»، وعن المبلغ المالي في الجائزة قالت: «نفسي أعمل حاجات كثيرة وأجدد أوضتي وأعمل مكتبة لكتبي».

وتوجهت رقية برسالة أخرى إلى الأطفال «اللي شايفين القراءة حاجة تقيلة»، قائلة: «القراءة هتساعدك في حياتك وهي أول خطوة لنجاحك، والقراءة مفتاح دخول النور لكل عقول الأطفال وتقدر تحل مشاكلك وتفهم المجتمع، وأنا مقدرش أسيب القراءة».

وتحدثت آية عماد الدين راشد صيدلانية والدة رقية؛ عن دور الأسرة، قائلة: «نحن من محافظة شمال سيناء، ونحن بعيدين عن مجال الكتابة، وكنت أنتظر خبر فوز رقية، وعندما عرفته أحسست بفرحة غامرة فوق الوصف، وهو فضل من ربنا، وكان عشمنا كبير في ربنا، رغم إن أحيانا تنتابنا مخاوف لكن كنت أطمنها، وأقول لها إن شاء الله تكسبي».

حسب حديث الأم «رقية في الأصل حكاءة، وهي أحبت القراءة وكان لها نجاحات وحصلت على المركز الثالث في جائزة المشروع الوطني للقراءة في الموسم الثاني، ومُرشحة أيضا لتصفيات تحدي القراءة في هذا العام، ومن قراءاتها بدأت تدوين خواطرها في موقف أسعدها أو آخر ضايقها، ومذكرات خاصة بها، وترسم فنصحتها بتجريب كتابة القصة، ومن هنا جاء حبها للكتابة، ونحن في البيت نعيش معها تفاصيل كل قصصها، ومشاعر أبطال قصصها واختيارات أسمائهم، إلى أن عرفنا بمسابقة جائزة المبدع الصغير فتقدمت إليها».

وعن الطريقة التي أخذتها إلى عالم القراءة، أوضحت الأم: »من حدوتة قبل النوم، وكانت هي تحب إعادة حكي الحكاية بطريقتها، كما كانت تبتكر حكايات وشخصيات من خيالها في سن 3 سنوات، وأحسست إن عندها خيال واسع، رقية طفلة طبيعية وليست منعزلة على الإطلاق، و لديها كل اهتمامات الأطفال مثل مشاهدة الأفلام والألعاب، لكنها أدركت عالم جديد مع القراءة وخصوصا بعد المشاركة في مسابقة المشروع الوطني للقراءة، وكانت الجائزة وقتها دفعة كبيرة، فبدأت تحكي لأصحابها عن الكتب».

تؤكد والدة الطفلة الفائزة أهمية الجائزة في تحفيز الأطفال، قائلة إنّها مبادرة مهمة من الدولة المصرية وتعد محفزا للأطفال والأهالي للاهتمام لاكتشاف مواهب أبنائهم، كما تعلم الأطفال المنافسة والتحدي.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المبدع الصغير جائزة المبدع الصغير وزارة الثقافة وزيرة الثقافة المبدع الصغیر

إقرأ أيضاً:

830 ترشيحاً في الدورة الرابعة لجائزة «كنز الجيل»

أبوظبي (وام)

أخبار ذات صلة «مكتبات الشارقة» تسلّط الضوء على تجارب شعرية إماراتية %25 نمو الطلب على السبائك والعملات الذهبية في الإمارات

تلقى مركز أبوظبي للغة العربية 830 طلب ترشح للدورة الرابعة من «جائزة كنز الجيل»، فيما أعلن إغلاق باب الترشح في الجائزة التي أطلقها لتكريم الأعمال الشعرية النبطية، والدراسات الفلكلورية، والبحوث التي تتناول الموروث المرتبط بالشعر النبطي وقيمه الأصيلة، وذلك ضمن رؤيته الرامية إلى صون التراث غير المادي، وتعزيز حضوره المعرفي والإبداعي.
واستقبلت الجائزة 830 مشاركة توزّعت على فروعها الستة، من 35 دولة، بينها 19 دولة عربية، مسجلة نمواً بنسبة 38% مقارنة بالدورة الثالثة التي استقطبت 601 ترشيح، وهو ما يعكس تنامي الثقة بالجائزة ومكانتها المتقدمة على خريطة الجوائز الأدبية المتخصّصة، كما يرسّخ حضور الثقافة الإماراتية في فضاء الشعر النبطي عربياً وعالمياً.
وتصدّرت جمهورية مصر العربية قائمة الدول المشاركة بـ293 ترشيحاً، تلتها المملكة العربية السعودية بـ90 مشاركة، ثم سلطنة عمان بـ82، فيما سجّلت كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية 64 مشاركة لكل منهما، في دلالة واضحة على رسوخ الجائزة في المشهد الثقافي الخليجي والعربي.
وشهدت الدورة الحالية ترشيحات من أكثر من 16 دولة أجنبية، بينها دول تشارك للمرة الأولى مثل: كولومبيا، وسريلانكا، وأوزبكستان، والإكوادور، وألمانيا، وصربيا، والسويد، ونيجيريا، وأوكرانيا في مؤشر على اتساع نطاقها دولياً، ونجاحها في مدّ جسور التبادل الثقافي عبر بوابة الشعر النبطي والفنون المرتبطة به.
وعقدت لجنة القراءة والفرز اجتماعها الأول بعد إغلاق باب الترشّح، برئاسة الإعلامي والكاتب علي عبيد الهاملي، رئيس اللجنة العليا للجائزة، وعضوية كل من الدكتور علي الكعبي، المستشار الأكاديمي، والشاعر عبيد بن قذلان المزروعي، والكاتب والباحث محمد أبوزيد.
وناقش الاجتماع معايير التقييم وآليات اختيار الأعمال، بما يضمن أعلى درجات الشفافية والدقة، والالتزام بمعايير الجودة الأدبية والفنية في الترشيحات المتقدمة.

علامة فارقة
وقال علي عبيد الهاملي، رئيس اللجنة العليا للجائزة: «إن الدورة الرابعة من الجائزة شكّلت علامة فارقة في مسيرتها، من حيث عدد المشاركات وتنوعها الجغرافي والمجالي، ما يعكس مدى الاتساع الذي باتت تحققه الجائزة بوصفها منصة ثقافية عالمية للاحتفاء بالشعر النبطي، وإعادة إحيائه في وجدان الأجيال الجديدة».
وأكد أن «ما لمسناه هذا العام من زخم إبداعي وتعدّد في الأصوات يعكس حجم الارتباط العاطفي، والفكري الذي لا تزال المجتمعات العربية تنسجه مع هذا الفن العريق، وهو ما يدلّل على أن الشعر النبطي لا يزال يحتفظ بمكانته كأحد روافد الهوية الثقافية، وفنّ تعبيري يتجاوز حدود اللغة إلى عمق الوجدان الجمعي».
وأضاف: «أن النجاحات المتوالية التي حققتها الجائزة تأتي ترجمة لرؤية دولة الإمارات في صون التراث الثقافي غير المادي، وتعزيز حضوره في الحاضر المعاصر بما يجمع بين الجمالية الشعرية والبُعد الإنساني، فالجائزة تمضي بثبات نحو ترسيخ الإبداع الشعري الأصيل، وفتح نوافذ جديدة أمام الشباب للتفاعل مع هذا الإرث الفني، من خلال منبر يثمّن الموهبة، ويكرّم التميّز، ويحتفي بالمستقبل انطلاقاً من جذور أصيلة».

أعلى الترشيحات
وسجل فرع «المجاراة الشعرية» أعلى نسبة من الترشيحات للعام الثاني على التوالي، بواقع 465 مشاركة، ما يمثل أكثر من 56% من إجمالي المشاركات، يليه فرع «الفنون» بـ281 مشاركة، ثم فرع «الإصدارات الشعرية» بـ26، و«الترجمة» بـ11 ترشيحاً، ثم فرع «الدراسات والبحوث» بـ10 ترشيحات، بينما شهد فرع «الشخصية الإبداعية» نمواً ملحوظاً، إذ ارتفع عدد الترشيحات إلى 37، مقارنة بـ10 ترشيحات فقط في الدورة السابقة، في مؤشر على تنامي الوعي بأهمية تكريم الشخصيات المؤثرة في الحراك الثقافي.
وسجلت الدورة الرابعة كذلك حضوراً نسائياً لافتاً بلغ 263 مشاركة، مقارنة بـ131 مشاركة نسائية في الدورة الماضية، ما يعكس تنامي انخراط المرأة في المشهد الثقافي المرتبط بالشعر النبطي ومجالاته، إلى جانب تلقّي الجائزة مشاركات من مؤسسات ثقافية ودور نشر، بما يعزّز من شراكات الجائزة مع الجهات الأكاديمية والمجتمعية المعنية.
ومن المقرر أن تنطلق خلال الفترة المقبلة مرحلة تقييم الأعمال من قبل لجان التحكيم المتخصصة في فروع الجائزة الستة.

منصة رائدة
تواصل «جائزة كنز الجيل»، التي تستلهم عنوانها من إحدى قصائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، أداء دورها كمنصة رائدة تحتفي بالإبداع النبطي، وتسعى إلى صون التراث الشعري الإماراتي والعربي، وترسيخ قيمه الجمالية والإنسانية لدى الأجيال الجديدة، عبر تكريم المبدعين الذين يسهمون في حفظ هذا الإرث ونقله للمستقبل، حيث تشير الأرقام المسجلة في هذه الدورة إلى اتساع نطاق تأثير الجائزة، وترسيخ حضورها على الساحة الثقافية إقليمياً ودولياً، لترسّخ حضورها كرافد لاكتشاف المواهب، ومنصّة لتعزيز استمرارية الشعر النبطي في ذاكرة الأمة.

مقالات مشابهة

  • 7 نصائح لقضاء العطلة الصيفية للأطفال ذوي صعوبات التعلم
  • 830 ترشيحاً في الدورة الرابعة لجائزة «كنز الجيل»
  • محمد الشرقي يلتقي ماجدة الكتبي الفائزة بالبرونزية في «الألعاب الآسيوية»
  • اركب سينوفا إكس 25 كروس أوفر بـ 450 ألف جنيه
  • “أمير غزة الصغير”.. قصّة طفل قبّل يد من قدم له الطعام وقتله الجيش الإسرائيلي بدم بارد (صورة + فيديو)
  • اركب تويوتا كورولا أوتوماتيك بـ 550 ألف جنيه
  • بالصور: الطفلة نسرين تتحدى الركام من أجل التعليم في غزة
  • منهم أحمد زايد والفلسطيني سليمان منصور.. مصر تعلن الفائزين بجائزة النيل لعام 2025
  • القراءة وتخفيف الصدمات النفسية
  • بسمة بوسيل ترد على شائعات عودتها لتامر حسني: «مفيش واحدة عايزة بيتها يتهد»