لجريدة عمان:
2024-06-16@11:18:06 GMT

كيف يغيّر الأدب دماغك وعلاقتك بالآخرين؟

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

كيف يغيّر الأدب دماغك وعلاقتك بالآخرين؟

تتعدّد الأسباب التي تدفعنا للقراءة. فنحن نقرأ الخيال الشعبي من أجل تسلية أنفسنا، والخيال الأدبي لجماليّة صياغته، والنصوص الوثائقية بهدف إثراء معارفنا، أكاديميةً كانت أم تقنية، وكُتب التنمية الذاتية لغايةٍ محّددة تُفصح عنها التسمية نفسها بشكل صريح (تنمية الذات)...

ثمّة أمر مؤكد هو أنه إذا صدّقنا النّسخة الثالثة من مؤشّر «الفرنسيّون والقراءة»، والتي صدرت عن المركز الوطني للكتاب في الثالث عشر من مارس 2019 فإن فرنسا مولعة بالقراءة: 88% من سكّانها يعلنون أنفسهم قرّاءً، مع ميولٍ واضح نحو الرواية.

وفي حين أن العديد من الدراسات العلمية قد عكفت على البحث في الآثار المترتّبة على المدى الطويل عن ممارسة التأمل أو الموسيقى على الدماغ، لا يُعرف سوى القليل عن آثار القراءة على الدماغ. والمثير للدهشة أن هذا الموضوع لم يحظَ بالكثير من البحث. لقد ركّزت معظم الأعمال الموجودة في الواقع على وصف ما يحدث في الدماغ عندما نقرأ، أو على تحديد هياكل الدماغ اللازمة لعملية القراءة.

غير أنه قد ثبت بوضوح أن القراءة تعود على صاحبها بفوائد جمّة، خاصّة فيما يتعلق بالتفكير، حتى لو لم تكن جميع فئات الكتب بنفس القدر من الأهمية في هذا الصّدد. لنُلق نظرةً على بعض الدروس الأساسية المستفادة من الدراسات النّادرة الموجودة.

«قراءة» الآخرين بشكل أمثل بفضل الأدب

إن النتيجة الأكثر إثارة للدهشة هي تلك التي حصل عليها الباحثان ديفيد كومر كيد (David Comer Kidd) وإيمانويل كاستانو (Emanuele Castano)، ونُشرت في مجلة ساينس المرموقة عام 2013، ثم أعاد فريق آخر تأكيدها عام 2018.

لقد أظهر كيد وكاستانو أن مجرّد قراءة مقتطفٍ من الخيال الأدبي (عمل حاصل على جائزة و/أو كتبه مؤلّف مرجعي، مثل باتريك موديانو (Patrick Modiano) أو جون ماري غوستاف لوكليزيو (Jean‑Marie Gustave Le Clézio))، تسمح لاحقا بالحصول على أداءٍ أفضل فيما يتعلّق بـ «نظرية العقل» (Theory of Mind) مقارنة بقراءة مقطعٍ من كتب الخيال الشعبي.

تُعرَّف نظرية العقل أنها القدرة على إسناد الأفكار والنوايا والعواطف للآخرين، وبالتالي القدرة على فهم سلوكهم والتنبّؤ به. قام كيد وكاستانو خلال أبحاثهما بتقييم هذه القدرة من خلال استخدام اختبار تفسير النّظرة، والذي يقضي باختيار الكلمة التي تتوافق مع الفكرة أو النية أو العاطفة التي تعبّر عنها نظرة فردٍ ما.

وفضلا عن هذا التأثير قصير المدى للقراءة، أظهر الباحثان أن ثمّة علاقة إحصائية مُوجَبة بين تجربة القراءة لدى الأشخاص الذين شملتهم الدراسة، والتي تم قياسها من خلال اختبار التعرّف على المؤلفين، والأداء في اختبار تفسير النّظرات، ممّا يشير هذه المرة إلى أثرٍ طويل المدى لممارسة القراءة فيما يتعلّق بنظرية العقل.

من الواضح إذن أن لقراءة الأعمال الأدبية نتائج إيجابية، ولكن كيف يمكن تفسيرها من الناحية العصبية؟

الأدب يغيّر الوصلات العصبيّة في الدماغ

لقد اهتمّت دراسات مختلفة باستكشاف الأساسات الدماغية لنظرية العقل. وقام الباحثون بجعل المشاركين يقرؤون نصوصا تهدف إلى تعبئة هذه القدرة (القراءة)، مع مراقبة نشاط أدمغتهم من خلال استخدام التصوير العصبي الوظيفي. وهكذا سلّط العلماء الضوء على وجود منطقتين محدّدتين في الدماغ تتدخّلان في هذه العملية: قشرة الفصّ الجبهي الإنسي والموصل الصّدغي الجداري. وكلاهما يلعب دورا في فهم نوايا الآخرين.

تعدّ هذه النتائج مثيرة للاهتمام، غير أنها لا تقدّم أي معلومات عن تأثير قراءة النصوص الأدبية في الدماغ. وحتى الآن، ثمّة دراسة واحدة فقط عملت على استكشاف هذا الجانب، وهي تلك التي أجراها بيرنز (Berns) وزملاؤه، والتي نُشرت عام 2013 في مجلة «Brain Connectivity». لقد طلب مؤلفو هذه الدراسة من مجموعة من الأشخاص الأصحّاء، وهم طلاب في جامعة إيموري حيث كان يعمل الباحثون، قراءة ثلاثين صفحة من رواية بومبي (Pompeii)، وهي رواية للكاتب روبرت هاريس (Robert Harris)، وذلك كل مساء طيلة تسعة أيام. وكانوا يقومون بقياس نشاط الدماغ أثناء الراحة بشكل منهجي في صباح اليوم التالي. ويهدف هذا البروتوكول إلى تحديد ما إذا كان تأثير القراءة على الدماغ يستمر مع مرور الوقت أم لا.

لقد أظهرت النتائج أنه خلال فترة القراءة التي استمرت تسعة أيام، زاد الاتصال الوظيفي بين قشرة الفصّ الجبهي الإنسي والموصل الصّدغي الجداري. إن التواصل المعزّز بين هاتين المنطقتين يمكن أن يفسّر سبب تحسّن مهارات قارئي الرواية فيما يتعلّق بهذه الوظيفة.

المضيّ أبعد من ذلك من أجل تحسين فوائد القراءة

تبدو القراءة إذن قادرة على تحسين بعض القدرات المعرفية المهمّة للحياة في المجتمع. غير أن هذه النتائج المثيرة للاهتمام تظلّ مجزّأة، وتتطلب إجراء المزيد من الأبحاث.

تستدعي الدراسة المثالية الجمع بين المقاييس المعرفية لنظرية العقل ومقاييس الدماغ الوظيفية والتشريحية. ولا بدّ أن يكون هدف هذه الدراسة هو تسليط الضوء على آثار القراءة على نظرية العقل في المديين القصير والطويل، بالإضافة إلى تحديد النشاط الدماغي المرتبط بها على نحوٍ أفضل.

لقد تمّ بالفعل دمج الأدب في بعض البرامج التي تهدف إلى تعزيز الروابط الاجتماعية، مثل تلك التي تعمل على تعزيز حسّ التعاطف عند الأطباء، أو تطوير مهارات السجناء.

إن فهمًا أمثل للآليات الدماغية الكامنة وراء الآثار المفيدة للقراءة على الدماغ من شأنه أن يجعل هذه المقاربات أكثر فعّالية، أو يسمح حتى بإبداع مقاربات جديدة.

فريدريك برنار أستاذ محاضر في علم النفس العصبي بجامعة ستراسبورغ (فرنسا)

المصدر: موقع The Conversation

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: على الدماغ فی الدماغ

إقرأ أيضاً:

سليمان الشميمري بطلًا لتحدي القراءة العربي في الكويت

دبي:«الخليج»

توج تحدي القراءة العربي الطالب سليمان الشميمري بطلاً لدورته الثامنة على مستوى الكويت من بين 197192طالباً وطالبة شاركوا في المنافسات ومثلوا 725 مدرسة وتحت إشراف 1320 مشرفًا ومشرفة قراءة.

وجاء تتويج الطالب سليمان الشميمري من الصف الثاني الثانوي في أكاديمية الموهبة التابعة لمنطقة العاصمة، خلال الحفل الختامي في الكويت العاصمة، بحضور مريم فرحان العنزي الوكيل المساعد للتنمية التربوية والأنشطة بالتكليف بالكويت، والدكتور مطر حامد النيادي سفير الدولة لدى الكويت ومشاركة الدكتور عبد الكريم سلطان العلماء المدير التنفيذي لمؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» الجهة المنظمة لتحدي القراءة، وعدد من المسؤولين والتربويين وأولياء أمور الطلبة المشاركين في التصفيات النهائية على المستوى الوطني.

كما شهد الحفل، تتويج أفراح المطوطح من منطقة العاصمة بلقب «المشرف المتميز»، ومدرسة أروى بنت عبد المطلب من منطقة الفروانية بلقب «المدرسة المتميزة».

وفي فئة أصحاب الهمم، ذهب المركز الأول للطالبة لطيفة العازمي من الصف السابع بمدرسة النور المشتركة التابعة لمنطقة التربية الخاصة - السالمية.

وضمت قائمة العشرة الأوائل في الكويت، إضافة إلى الطالب سليمان الشميمري كلاً من: الجازي عبيد المطيري من الصف الرابع بمدرسة أم ذر الغفارية التابعة لمنطقة العاصمة، وفاطمة محمد الدوسري من الصف الحادي عشر بمدرسة أم الهيمان (الأحمدي)، وهاجر عبدالله القحطاني من الصف التاسع بمدرسة اليسرة (الأحمدي)، ولولوة وليد الكندري من الصف الثاني الثانوي بمدرسة 25 فبراير (حولي)، وأبرار عكرمة من الصف الثاني عشر بمدرسة الجيل الجديد الأهلية (السالمية)، وعبدالله عبد العزيز المنصوري من الصف الحادي عشر بأكاديمية الموهبة (العاصمة)، ومحمد إبراهيم رفعت من الصف التاسع بمدرسة النجاة السالمية (السالمية)، ومحمد قايد علي العازمي من الصف الثامن بمدرسة ابن القيم (الأحمدي)، وشوق عيسى العازمي من الصف السادس بمدرسة قاروة (الأحمدي).

وحققت الدورة الثامنة من تحدي القراءة العربي، التظاهرة القرائية الأكبر من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم، مشاركة قياسية وصلت إلى 28.2 مليون طالب وطالبة من 50 دولة يمثلون 229620 مدرسة، وبإشراف 154643 مشرف ومشرفة قراءة.

وقالت مريم العنزي: «سجلت الكويت خلال التصفيات إنجازاً جديداً حيث ارتفع عدد المشاركين من 101 ألف طالب وطالبة في النسخة الماضية لأكثر من 197 ألفًا خلال الدورة الحالية، ما يؤكد اهتمام قيادتنا ومجتمعنا ومؤسساتنا التعليمية والثقافية بتشجيع الأجيال الجديدة على القراءة والاجتهاد والتميز وإثراء حصيلتهم المعرفية، والتمكن بعلوم وجماليات اللغة العربية».

وثمت الجهود الكبيرة التي تبذلها مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» على الساحة العربية الثقافية، وقدرة تحدي القراءة العربي على الوصول لأعداد متزايدة من الطلاب والطالبات داخل الوطن العربي وخارجه، معتبرةً أن التفاعل الواسع الذي تحظى به مبادرة تحدي القراءة العربي سنوياً تؤكد المكانة الخاصة التي تمثلها المبادرة في قلوب وعقول الطلبة.

وقدمت التهنئة للفائزين والمشاركين وإلى أولياء أمور الطلبة والكوادر التعليمية، كما شكر جميع المساهمين في إنجاح منافسات التحدي.

من جانبه، قال الدكتور عبد الكريم سلطان العلماء، إن ارتقاء المجتمعات لا يتحقق من دون القراءة والتحصيل المعرفي، وهذه الرسالة تبنتها مؤسسة المبادرات العالمية منذ إطلاقها في العام 2015، وأثمرت برامج ومشاريع ملهمة وفي مقدمتها مبادرة تحدي القراءة العربي كأكبر تظاهرة قرائية من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم، وقد حققت نجاحات متواصلة واستقطبت عشرات ملايين الطلاب والطالبات العرب، كما سجلت إنجازات كبيرة على صعيد تحبيب الأجيال الصاعدة باللغة العربية وتشجيعهم على استخدامها في تعاملاتهم اليومية".

وأضاف: «نجاح الدورة الثامنة من تحدي القراءة العربي في تسجيل أرقام مشاركة قياسية، ما كان له أن يتحقق لولا تكامل الجهود بين مؤسسة المبادرات والمؤسسات التعليمية في الدول المشاركة، وخير مثال على ذلك ما لمسناه من تعاون وعمل دؤوب قامت به كوادر وزارة التربية في الكويت الشقيقة، وكان له دور حاسم في إقبال الطلاب والطالبات على المشاركة الواسعة».

وهنأ الدكتور عبد الكريم العلماء أبطال تحدي القراءة العربي في الكويت، وأسرهم ومدارسهم ومشرفيهم، مقدماً الشكر لوزارة التربية الكويتية، وللجهات التي ساعدت الطلبة وسهلت مشاركتهم في تصفيات الدورة الثامنة.

مقالات مشابهة

  • علماء يحددون العوامل التي تُمكن من الإصابة بمرض الزهايمر
  • عروض لأفلام سوفيتية وروسية في بوينس آيرس
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: صلاح العالم/ إفساد العالم (أدلجة المعاني)
  • ناشرون تحت المقاطعة: سوق الترجمة الإسرائيلي في مهب الحرب على غزة
  • شاب يُطلق مبادرة داخل منطقته لتشجيع جيرانه علي القراءة في الإسكندرية
  • شيخ العقل شكر مجلس الوزراء على اقرار قانون للقضاء المذهبي
  • سليمان الشميمري بطلًا لتحدي القراءة العربي في الكويت
  • 8 تطبيقات مميزة لمساعدة أصحاب الهمم على تعلم اللغات.. للكبار والصغار
  • الوظائف المعرفية الصعبة تقلل خطر ضعف الإدراك في الشيخوخة
  • دراسة: الدماغ يحاول التنبؤ بالتجارب المستقبلية عند النوم