تواصل جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة التابعة لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة اكتساب المزيد من الزخم في أوساط المعرفة والفكر والإبداع، وأصبحت إحدى أهم الجوائز الدولية التي تكرِّم رموز العلم والمعرفة والابتكار على مستوى العالم. تأسَّست هذه الجائزة على يد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، لا لتكون مجرد تكريم فردي فحسب، بل لتقدير الروح البحثية والابتكارية التي تعزز التطور العلمي والاجتماعي، وتحدد مسارات النمو والتقدم للأجيال القادمة.

يهدف هذا التقرير إلى استعراض أهم التفاصيل حول الجائزة، بما في ذلك أهدافها، وقيمتها، ومجالاتها المتنوعة، إضافة إلى تسليط الضوء على الشخصيات والمؤسَّسات الرائدة التي نالت هذا التكريم الرفيع بفضل مساهماتها البارزة في ميادين العلم والمعرفة والابتكار.

لمحة عامة

«جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة» هي جائزة دولية تحتفي برواد المعرفة والعقول المبدعة، أُطلِقت بمبادرة كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، لتكريم أصحاب الإسهامات المتميزة في المعرفة والتعليم والبحث العلمي الذين استطاعوا عبر إنجازاتهم المعرفية وجهودهم البحثية الاستثنائية تقديم فائدة حقيقية للمجتمعات والشعوب.

تهدف الجائزة إلى تشجيع الابتكار والتميز في مجالات العلم والتكنولوجيا والتعليم والمعرفة، وتُمنح للشخصيات العلمية والمعرفية والمؤسَّسات العالمية التي أغنت الوسط العلمي وقدَّمت تأثيرات مجتمعية ملموسة ومبتكرة في هذه المجالات.

أهداف الجائزة وقيمتها

تتمثَّل الغاية من إطلاق الجائزة والاحتفاء بخيرة صانعي المعرفة ورواد العلم والابتكار في ثلاثة أهداف رئيسة هي تشجيع المعنيين والعاملين في مجال المعرفة إيماناً بكونها جزءاً أساسياً من بناء مجتمع المعرفة الحديث، وتحفيز الأوساط المعرفية والعلمية إلى مواصلة البحث والإبداع للإتيان بحلول مبتكرة من شأنها معالجة التحديات العالمية الناشئة، ودعم مسارات نقل المعرفة ونشرها وإنمائها حول العالم، والمساهمة في إرساء بيئة محفزة لإنتاج المعرفة وتبادلها بين مختلف الأطراف المعنية بتطبيقها وتطويرها على المستويَين النظري والعملي.

وتبلغ قيمة الجائزة «مليون دولار أمريكي»، كمبلغ تحفيزي غايته دعم الجهود المبذولة في نشر المعرفة الإنسانية وتطويرها، وتشجيع الأفراد والمؤسَّسات على إيجاد سبل جديدة لتنمية المعرفة وإثرائها.

مجالات الجائزة والترشح لها

تغطي الجائزة جميع جوانب المعرفة والتنمية والابتكار والريادة والإبداع بما في ذلك التعليم والبحث العلمي، وتطوير المؤسَّسات التعليمية، وتترك الباب مفتوحاً أمام تحديد مجالات معرفية أخرى قد يرى مجلس الأمناء إضافتها من وقت لآخر في ضوء تطوُّر العلوم والتكنولوجيا واحتياجات المجتمع.

يحمل الترشح للجائزة طابعاً عالمياً لا محلياً فحسب، إذ يحق للأفراد المبدعين والمبتكرين من أصحاب الإنجازات المعرفية من كافة أنحاء العالم الترشح للجائزة. كما تحمل الجائزة طابعاً مؤسَّسياً يسمح للجهات الحكومية والشركات والمؤسَّسات والجمعيات والهيئات والمنظمات المحلية والإقليمية والدولية بالتقدم للترشح.

الفائزون بجائزة المعرفة

منذ إطلاق الجائزة قبل عقد من الزمن، ترشَّح العديد من المخترعين والمبدعين والعلماء والشخصيات المعرفية من الرجال والنساء، ونخبة من المؤسَّسات التعليمية والبحثية وفاز بالجائزة كوكبة من رواد المعرفة الذين أحدثت اختراعاتهم وإضافاتهم وطروحاتهم عظيم الأثر في البشرية جمعاء.

الفائزان بالجائزة عام 2014

تقاسم الجائزة اسمان لامعان في العالم الرقمي هما السير تيم بيرنرز لي، مخترع شبكة الإنترنت العالمية، وجيمي ويلز، مؤسِّس موسوعة ويكيبيديا، حيث يعود الفضل للسير تيم بيرنرز لي في اختراع شبكة الإنترنت العالمية (WORLD WIDE WEB) في العام 1989 أثناء عمله مهندساً للبرمجيات لدى المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية CERN، حيث أثمر إبداعه عن تقنية مبتكرة يحصد ثمارها الآن معظم سكان الكرة الأرضية واستحق عن ذلك نيل جائزة المعرفة في أولى نسخها.

أما جيمي ويلز فهو ريادي أعمال أميركي عبر الإنترنت، ومؤسِّس موقع «ويكيبيديا» وهي موسوعة حرة تعاونية عالمية المحتوى على شبكة الإنترنت، وإحدى أهم وأشهر مصادر المعرفة المجانية التي يستفيد منها يومياً ملايين المستخدمين حول العالم.

الفائزون بالجائزة عام 2015

حصد الجائزة كل من البروفيسور هيروشي إشيغورو، وهو عالم ومطور لأجهزة الاستشعار والروبوتات المتفاعلة، وكذلك أحمد الشقيري، وهو إعلامي مؤثِّر ومحفز للشباب العربي، إضافة إلى «منظمة ناشيونال جيوغرافيك»، المنظمة العالمية البحثية والاستكشافية غير الربحية التي تعنى بالعلوم والطبيعة والتاريخ في العالم.

ونال البروفيسور إشيغورو التكريم لكونه باحثاً علمياً عريقاً فاق عدد أبحاثه 300 بحث يدور معظمها حول أنظمة الاستشعار الموزعة وأجهزة التحقق والروبوتات المتفاعلة وعلم الأندرويد، وأحدثت مساهماته البحثية طفرة حقيقية في مجال تكنولوجيا تطوير الروبوتات، لا سيما الروبوتات التي تحاكي الصفات البشرية.

وكان للمحتوى المعرفي والتحفيزي الثمين الذي قدَّمه الإعلامي أحمد الشقيري عبر حلقات السلسلة التلفزيونية الشهيرة «خواطر» الممتدة على مدى 11 سنة، تأثير إيجابي كبير في جمهور الشباب العربي، استحق من خلاله نيل الجائزة، كما أنه ألف العديد من الكتب من ضمنها كتاب «خواطر من اليابان»، وورد اسمه في قائمة أكثر 500 شخصية تأثيراً في العالم العربي وفقاً لدراسة نشرتها مجلة «أرابيان بيزنس».

وكان لمنظمة «ناشيونال جيوغرافيك» طوال 130 عاماً من خدمة العلم الفضل في تمويل العديد من العقول النيرة التي كرست حياتها للبحث العلمي والاستكشاف من أجل فهم عالمنا بصورة أفضل، فهي تمتلك سجلاً تاريخياً حافلاً بالإنجازات الاستكشافية يعود إلى عام 1888 عندما أنشأ 33 باحثاً وعالماً بارزاً منظمةً مخصصة «لإثراء المعرفة ونشرها». واستحقت هذه المسيرة العلمية العريقة تكريماً مشرفاً تمثل بفوز المنظمة أيضاً بجائزة محمد بن راشد للمعرفة لعام 2015.

الفائزون بالجائزة عام 2016

كانت ميلندا غيتس أول شخصية نسائية تفوز بالجائزة بفضل جهودها الإنسانية السخية، حيث شاركت في تأسيس «مؤسَّسة بيل وميلندا غيتس» الخيرية التي تُعنى بمكافحة الأمراض والفقر حول العالم. وتمكَّنت من خلال عملها الحثيث والمتفاني من المساهمة في تمكين العديد من النساء والفتيات، وإحداث نقلة نوعية على مستوى صحة ورفاهية الأسر والمجتمعات فضلاً عن توسيع فرص التعليم والوصول إلى تكنولوجيا المعلومات في مختلف أنحاء العالم.

وحصلت «مصدر»، الشركة الرائدة في الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، على الجائزة أيضاً، وهي شركة تابعة ومملوكة بالكامل لشركة «مبادلة للتنمية»، وتعتمد في عملها على رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030 الرَّامية إلى توفير مصادر جديدة للدخل وتعزيز القطاعات الاقتصادية القائمة على المعرفة في الإمارة. وهي إحدى روَّاد قطاع الطاقة النظيفة حول العالم بفضل تركيزها على محورَي تطوير مشاريع الطاقة النظيفة والتطوير العمراني المستدام.

والفائزة الثالثة كانت مؤسَّسة الفكر العربي، وهي منظَّمة دولية مستقلة غير حكومية تعنى بالمعرفة أُنشِئت عام 2000 بمبادرة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، في مسعى لتنمية الاعتزاز بالقيم والمبادئ الراسخة للأمة العربية من خلال نهج الحرية المسؤولة. وتتناول المؤسَّسة شتى مجالات المعرفة بما في ذلك العلوم والطب والاقتصاد، والإدارة والإعلام والآداب.

الفائزون بالجائزة عام 2017

تشاركت الدكتورة ويندي كوب، مؤسِّسة «علِّم لأجل أميركا» الجائزة مع كل من الدكتور هيروشي كومي ياما، مؤسِّس شبكة «المجتمع البلاتيني»، ومؤسَّسة «مسك» الخيرية.

أنشأت الدكتورة كوب في العام 1989 مؤسَّسة «عَلِّم لأجل أميركا» بهدف توفير فرص متكافئة لتعليم الأطفال في أميركا، ومؤسَّسة «التعليم للجميع» دعماً لأصحاب المشاريع الاجتماعية الطموحين الراغبين في تنفيذ المبادرات التعليمية في بلدانهم.

وأسَّس الدكتور ياما، رئيس معهد بحوث ميتسوبيشي، «شبكة المجتمع البلاتيني» في العام 2010 بهدف وضع خطة للاستدامة العالمية، حيث استقطبت هذه الشبكة أكثر من 90 مؤسَّسة و160 حكومة محلية، ونظمت مجموعة من المبادرات والمشاريع من أجل خلق «مجتمع بلاتيني» يمكِّن الناس من الاستمتاع بحياة أفضل.

أما مؤسَّسة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز الخيرية «مسك» فهي مؤسَّسة غير ربحية تهدف إلى رعاية وتشجيع التعلّم وتنمية المهارات القيادية لدى الشباب من أجل تحقيق مستقبل أفضل للمملكة العربية السعودية، حيث تركز على تعزيز قدرات الشباب وتوفير الموارد اللازمة لتمكين ورعاية المواهب وإطلاق قدراتها الإبداعية وخلق بيئة صحية لنموها وتطويرها.

الفائزون بالجائزة عام 2018

توزَّعت جائزة العام 2018 بين أربع مؤسَّسات معرفية وبحثية وتعليمية وخيرية وهي المكتبة الرقمية السعودية، ومؤسَّسة مجدي يعقوب لأبحاث القلب، ومعهد التعليم الدولي، ومؤسَّسة أميرسي.

وتعدُّ المكتبة الرقمية السعودية واحدةً من أضخم مصادر المعرفة والمعلومات الرقمية في العالم العربي، حيث تم إنشاؤها بغية توفير خدمات معلوماتية متطورة وإتاحة مصادر المعلومات المتنوعة وتوفيرها لأعضاء هيئات التدريس والباحثين والطلبة. وتضمُّ المكتبة حالياً مئات آلاف الكتب الرقمية، وملايين المقالات الأكاديمية والرسائل الجامعية والوسائط المتعددة في مختلف التخصصات.

وتدير مؤسَّسة مجدي يعقوب لأبحاث القلب التي أسَّسها كلٌّ من السير مجدي يعقوب، والدكتور أحمد زويل والسفير محمد شاكر في العام 2008، واحداً من المشاريع الحيوية لصحة ورفاهية الشعب المصري وهو مشروع أسوان للقلب، إضافة إلى إدارة مركز أسوان لأبحاث القلب.

ويضمُّ معهد التعليم الدولي، وهو واحد من أوائل المؤسَّسات التعليمية العالمية غير الربحية، 18 مكتباً وأكثر من 700 موظف في جميع أنحاء العالم. ويسعى المعهد، منذ تأسيسه عام 1919، إلى تحسين المنح الدراسية وبناء الاقتصادات، وتعزيز التفاهم المعرفي والثقافي. كما يتعاون مع الحكومات والشركات متعددة الجنسيات والجامعات والمؤسَّسات من أجل تصميم وإدارة أكثر من 200 برنامج تعليمي وقيادي، بما في ذلك منحة فولبرايت وبرنامج «فلاج شيب للغات» (Language Flagship).

وتقدِّم «مؤسَّسة أميرسي»، التي أُنشِئت عام 2012، مختلف أشكال الدعم لعدد من القضايا والجمعيات الخيرية في مجالات التعليم وتعزيز العدالة الاجتماعية وتمكين الشباب وبناء مجتمعات متماسكة ومستدامة وتوفير الرعاية الصحية، حيث قدَّمت العديد من المنح والهبات والمساهمات لهذه الجمعيات الخيرية والمؤسَّسات غير الربحية على اختلاف أنواعها.

الفائزون بالجائزة عام 2019

نال الجائزة هينريك فون شيل، مؤسّس الجيل الرابع للصناعة «Industry 4.0» ورائد الثورة الرقمية الأوروبية، إضافة إلى قسم إدارة المعرفة لدى «أرامكو السعودية»، والمعهد الوطني للتعليم في سنغافورة.

ويحظى فون شيل بمكانة معرفية مرموقة حيث صنفته صحيفة «فاينانشال تايمز» كأحد أبرز الرواد العالميين في مجال الاستراتيجية والتنافسية، وهو أحد أصحاب النظريات والأفكار التي يجري تطبيقها في الاقتصاد الدولي. وله دور كبير في تحفيز التوجهات العالمية، وتأثير مهم في محاور تنمية الدخل القومي، ومراجعة السياسات.

وتشارك معه الجائزة قسم إدارة المعرفة لدى «أرامكو السعودية» بفضل إنجازاته ضمن إحدى أكبر وأنجح الشركات العالمية العاملة في مجال الطاقة والكيميائيات، فإلى جانب كونها إحدى أكبر الشركات النفطية حول العالم لا تدخر الشركة جهداً في تطوير تقنيات جديدة للطاقة، والتركيز على موثوقية مواردها واستدامتها، ما يساعد على تعزيز الاستقرار والنمو على المدى الطويل في جميع أنحاء العالم.

ويعد المعهد الوطني للتعليم (NIE) الذي تأسَّس في سنغافورة عام 1950 من المؤسَّسات الأكاديمية العريقة والرائدة في مجال تميُّز وريادة التعليم والبحوث التعليمية التي لعبت دوراً مهماً في صياغة وتطوير المنظومة التعليمية وطرق التدريس الحديثة في سنغافورة. ويوفِّر المعهد منظومة متكاملة من البرامج القائمة على استشراف المستقبل والتي تعتمد الأساليب الحديثة لتطوير التعليم والابتكار.

الفائزون بالجائزة عام 2022

بعد توقف الجائزة قرابة ثلاثة أعوام على خلفية تأثر العالم بتبعات جائحة كوفيد-19، عادت الجائزة لتكرِّم ثلاثة من أبطال القطاع الطبي كان لجهودهم وتجاربهم البحثية بالغ الأثر في إيجاد اللقاحات الفعالة التي أنقذت العديد من الأرواح، وهم الدكتور تشانغ يونغشن، والدكتور درو وايزمان والدكتورة كاتالين كاريكو.

عمل الدكتور تشانغ يونغشن في مركز السيطرة على الأمراض في العاصمة الصينية بكين، ومركز شنغهاي للصحة العامة، كما أجرى أبحاثاً في مجال الوقاية من داء الكلب والحمى النزفية. ويدرس حالياً أنواع الفيروسات وتطوُّرها ومنظومتها البيئية وطرق انتقالها. وساهمت دراسة الدكتور يونغشن للتركيب الجيني لفيروس Covid-SARS-19 في تسريع إجراء الأبحاث التي أفضت إلى تطوير عدد من اللقاحات المضادة لهذا الوباء.

ويدير الدكتور درو وايزمان مختبراً يركز على دراسة الحمض النووي الريبي وبيولوجيا الجهاز المناعي الفطري وتطبيق هذه النتائج على أبحاث اللقاحات والعلاج الجيني. وأسهم الدكتور وايزمان في تطوير تقنية الحمض النووي الريبي المرسال المعدَّلة والمستخدمة في اللقاحات الواقية من عدوى (كوفيد-19).

أمَّا الدكتورة كاتالين كاريكو فهي عالمة أحياء حيوية وباحثة عُرفت بمساهماتها الغنية في تطوير تقنية لقاح الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) ولقاحات (كوفيد -19). كما ابتكرت تقنية الحمض النووي الريبي المرسال المعدّلة والمستخدمة في لقاحات (فايزر) و(مودرينا) الواقية من عدوى (كوفيد-19)، إضافة إلى طريقة لتعديل هذه التقنية بما يساعد على تحفيز الاستجابة المناعية لمحاربة المرض.

ويذكر أن د. وايزمان و د. كاريكو فازا أيضاً بجائزة نوبل في الطب أو علم وظائف الأعضاء لعام 2023 بعد أشهر قليلة من تكريمهما من قبل مؤسّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، ما يعد نجاحاً دولياً كبيراً للمؤسَّسة ويدلُّ على اعتمادها أرقى المعايير وأنها تسير في الاتجاه الصحيح.

وكان من بين الفائزين مؤتمر «لينداو للفائزين بجائزة نوبل»، وهو منتدى دولي لتبادل المعرفة بين الأمم والثقافات والتخصصات المختلفة، حيث يقضي في كل عام نحو 50 شخصاً من الحاصلين على جائزة نوبل، و500 عالم شاب أسبوعاً كاملاً في حضور اجتماعات مؤتمر (لينداو) لتبادل المعرفة بين الأجيال من جميع دول العالم.

وشملت الجائزة أيضاً مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، وهو أول مهمة عربية وصلت إلى مدار المريخ في عام 2021، لتقديم أول صورة متكاملة عن الغلاف الجوي لهذا الكوكب. وتواصل المهمة رحلتها وتقدِّم بيانات دورية إلى المجتمع العلمي العالمي. وتسعى المهمة أيضاً إلى بناء موارد بشرية إماراتية عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء، وتطوير المعرفة والأبحاث العلمية والتطبيقات الفضائية المختلفة.

جدير بالذكر أن «جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة» ساهمت في تعزيز زخم «قمَّة المعرفة»، إحدى الفعاليات الرائدة التي تنظِّمها مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، من خلال جذب المزيد من الاهتمام الدولي لهذه التظاهرة المعرفية الأولى من نوعها في المنطقة، حيث يتم منح الجائزة ضمن فعاليات «قمَّة المعرفة». ومن المنتظر الإعلان عن أسماء الفائزين بالجائزة لهذا العام ضمن وقائع «قمَّة المعرفة 2024» لتواصل المؤسَّسة الاحتفاء بالمعرفة وتكريم روادها وإلهام المزيد من المبدعين للخروج بالأفكار المبتكرة التي ترسم مستقبلاً أفضل للبشرية.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات إمارة دبي محمد بن راشد آل مکتوم للمعرفة جائزة محمد بن راشد أنحاء العالم حول العالم بما فی ذلک فی العالم العدید من إضافة إلى فی العام فی مجال من أجل

إقرأ أيضاً:

إسرائيل بين المعرفة الأكاديمية والمعرفة الإعلامية

منذ عقد الثمانينيات، برزت فجوة متزايدة في الدول الغربية الرئيسة بين المعرفة الأكاديمية ووسائل الإعلام الرئيسة فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط، لا سيما موضوع فلسطين وإسرائيل. تتجلى هذه الفجوة في أوضح صورها في الولايات المتحدة، ولكن أيضا في بريطانيا وفرنسا.

في الفترة بين أوائل الخمسينيات وأواخر السبعينيات، كانت المعرفة الأكاديمية والتغطية الإعلامية لهذه القضية متطابقتين إلى حد كبير في دعمهما للدولة الصهيونية، وكثيرا ما كانت جرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين المستعمَرين تُطمس أو تُبرَّر. لقد كانت هنالك بعض الاستثناءات بالطبع، مثل كتاب الصحفي ديفيد هيرست المرجعي "البندقية وغصن الزيتون" الصادر عام 1977. وقد قام بإصدار هذا الكتاب دار نشر تجارية كبيرة، مما جعل التاريخ غير المعروف سابقا في الغرب للنضال الفلسطيني والاستعمار الاستيطاني الصهيوني في متناول جمهور أوسع من القراء.

 لكن الإنتاج الأكاديمي البالغ الأهمية حول موضوع إسرائيل وفلسطين لم يظهر في الغرب إلا في الثمانينيات، وقد كان كتاب إدوارد سعيد "المسألة الفلسطينية" الصادر عام 1979 وكتاب "المثلث المصيري" لنعوم تشومسكي الصادر عام 1983؛ بمثابة جرعات مبكرة بشّرت بصدور الأبحاث الأكاديمية الجديدة حول فلسطين وإسرائيل. وقد وصل الكتابان إلى جماهير أوسع بسبب شهرة مؤلفيْهما، وفي حين لم يكن سعيد أو تشومسكي متخصصين في الشرق الأوسط، ظلت محاولات الباحثين الفلسطينيين في الغرب قبل عقد الثمانينيات لتقديم تواريخ بديلة محدودة النطاق، خاصة في ضوء النشوة المؤيدة لإسرائيل التي طغت على اليمين واليسار الغربيين بعد الغزو الإسرائيلي لثلاث دول عربية عام 1967إلا أن كليهما كانا أكاديميين بارزين في مجال الأدب المقارن واللسانيات على الترتيب. ومنذ ذلك الحين، أدى التحول في الحقل الأكاديمي لدراسات الشرق الأوسط في الغرب من موقف مؤيد لإسرائيل في السابق إلى دراسات أكثر انتقادا لها؛ إلى خلق هوة واسعة بين المعرفة الأكاديمية ووسائل الإعلام.

وقد ظلت محاولات الباحثين الفلسطينيين في الغرب قبل عقد الثمانينيات لتقديم تواريخ بديلة محدودة النطاق، خاصة في ضوء النشوة المؤيدة لإسرائيل التي طغت على اليمين واليسار الغربيين بعد الغزو الإسرائيلي لثلاث دول عربية عام 1967. ومن الأمثلة على ذلك الكتب المرجعية التي أصدرها المؤرخ الفلسطيني عبد اللطيف الطيباوي، الذي نشر أعماله في الفترة بين أواخر الخمسينيات وأواخر السبعينيات، ودراسات أخرى ألّفها الفلسطينيان سامي هداوي وفايز الصايغ.

وتشمل هذه الدراسات الأكاديمية التاريخ الوثائقي المهم الذي حرره وليد الخالدي، تحت عنوان "من اللجوء إلى الغزو"، والكتاب الذي حرره إبراهيم أبو لغد "تحوّل فلسطين". نُشر كلا الكتابين عام 1971، لكنهما بقيا معزولين داخل دائرة صغيرة من القراء العرب والفلسطينيين في الغرب ودائرة صغيرة من مؤيديهم. وكان هذا هو الحال أيضا مع كتاب صبري جريس المؤسس "العرب في إسرائيل" الصادر عام 1976، والذي تناول فيه بالتفصيل نظام الفصل العنصري الذي عانى منه المواطنون الفلسطينيون داخل إسرائيل.

أدى الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 إلى تغطية إخبارية غربية نادرة عن المذابح التي تعرض لها المدنيون الفلسطينيون واللبنانيون على يد الجيش الإسرائيلي وحلفائه اللبنانيين، كما نتج عنه مزيد من الإنتاج الأكاديمي الذي ينتقد إسرائيل.

وفي هذا السياق الجديد، شهد النصف الأول من الثمانينيات نشر كتب ليني برينر عن التعاون الصهيوني مع النازيين في الثلاثينيات، وكتابا هيلينا كوبان وآلان غريش عن تاريخ منظمة التحرير الفلسطينية، وقد كان الكتابان من أوائل الكتب التي لم تقم بشيطنة هذه الحركة الوطنية.

خلال الفترة نفسها، ألهمت الثورات والثورات المضادة في أمريكا الوسطى والمقاومة في الجنوب الأفريقي العديد من الكتّاب، بما في ذلك بنجامين بيت-هَلَحمي، وبشارة بحبح، وجين هنتر، لكشف تحالف إسرائيل مع هذه الأنظمة اليمينية القمعية وإمدادها بالسلاح. كما ظهرت كتب جديدة قيمة عن الشتات الفلسطيني، مثل كتاب باميلا آن سميث "فلسطين والفلسطينيون" الصادر عام 1984، وكتاب لوري براند "الفلسطينيون في العالم العربي" الصادر عام 1988. كما نُشرت تأريخات جديدة للحركة الوطنية الفلسطينية، بما في ذلك الكتاب المؤسس لمحمد مصلح "أصول الحركة الوطنية الفلسطينية" والسيرة الذاتية التي كتبها فيليب مطر عن الحاج أمين الحسيني في عام 1988.

وكان ظهور المؤرخين الجدد في إسرائيل، الذين بدأوا في نشر الكتب باللغة الإنجليزية في النصف الثاني من الثمانينات، بمثابة مساهمة رئيسة أخرى في هذا المجال. فقد ضمت هذه المجموعة الجديدة من المؤرخين الإسرائيليين بيني موريس، وتوم سيغيف، وإيلان بابي، وآفي شلايم، وآخرين، الذين استندت أبحاثهم إلى الأرشيفات الإسرائيلية التي تم الإفراج عنها في حينه حول حرب عام 1948 وما تلاها.

لم تؤكد هذه الدراسات الادعاءات الفلسطينية منذ النكبة بشأن الجرائم الاستعمارية الصهيونية والإسرائيلية فحسب، بل وثقتها أيضا من مصادر إسرائيلية رسمية وبتفاصيل مستفيضة حول نطاق وأهداف جرائم إسرائيل التاريخية.وبدأ بعض الأكاديميين الإسرائيليين الذين يعملون في الولايات المتحدة وبريطانيا في نشر مساهماتهم بشكل متزايد، مما زاد من فضح الجرائم الإسرائيلية وطبيعة مجتمعها. فقد كشف باحثون مثل إيلا شوحط التمييز الهائل الذي تمارسه الدولة الإسرائيلية، التي يهيمن عليها اليهود الأشكناز، بحق اليهود الآسيويين والأفارقة، وكشفت وحللت الاستشراق السائد في السينما الإسرائيلية وتصويرها لكل ما هو شرقي بشكل عام.

لا يوجد اليوم في الأكاديمية الغربية أي أكاديمي جاد وذي مكانة متخصص في شؤون الشرق الأوسط؛ ينكر قيام إسرائيل بطرد الفلسطينيين على نطاق واسع في عامي 1948 و1967. وبالمثل، لا يمكن لأي أكاديمي في هذا الحقل الدراسي أن ينكر أن الصهيونية كانت دائما حركة استعمارية-استيطانية أوروبية متحالفة مع الدول الإمبريالية، أو أن الصهيونية كانت دائما تتبنى وجهات نظر عنصرية تجاه الفلسطينيين
وفي أعقاب الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي انطلقت في عام 1987، ظهرت دراسات أخرى أيضا حول طبيعة الاحتلال العسكري والمقاومة والثورة، وتوسع الاستعمار الاستيطاني اليهودي في الأراضي المحتلة.

وقد صدرت مجموعة كبيرة من الدراسات الأكاديمية منذ التسعينيات وحتى الوقت الحاضر، بما في ذلك أعمال ضخمة حول كل جانب من جوانب التاريخ والمجتمعين الإسرائيلي والفلسطيني منذ أواخر القرن التاسع عشر. وقد أضحت هذه الدراسات التي أجراها أكاديميون فلسطينيون وعرب وإسرائيليون وأمريكيون وأوروبيون؛ هي السائدة في الحقل الدراسي.

لا يوجد اليوم في الأكاديمية الغربية أي أكاديمي جاد وذي مكانة متخصص في شؤون الشرق الأوسط؛ ينكر قيام إسرائيل بطرد الفلسطينيين على نطاق واسع في عامي 1948 و1967. وبالمثل، لا يمكن لأي أكاديمي في هذا الحقل الدراسي أن ينكر أن الصهيونية كانت دائما حركة استعمارية-استيطانية أوروبية متحالفة مع الدول الإمبريالية، أو أن الصهيونية كانت دائما تتبنى وجهات نظر عنصرية تجاه الفلسطينيين وتتعاون مع المستعمرات الاستيطانية الأخرى الممتدة من جنوب إفريقيا إلى الجزائر الفرنسية وغيرها من المستعمرات. ولا يمكن لأي باحث اليوم أن يشكك جادا في حقيقة أن الدولة الإسرائيلية هي دولة عنصرية مؤسسيا وتؤمن بالتفوق العرقي اليهودي -المنصوص عليه في القانون- أو أن ينكر تاريخ الإرهاب الصهيوني في المنطقة، ناهيك عن الحروب والعنف التي جلبتها إسرائيل إلى منطقة الشرق الأوسط بأكمله منذ تأسيسها عام 1948.

تكمن المشكلة في أن وسائل الإعلام تبدو غافلة عن هذا الكم الهائل من المعرفة الأكاديمية. وبغض النظر عن التعاطف الضئيل الذي تم الإعراب عنه مع الضحايا الفلسطينيين واللبنانيين في مجازر عام 1982 في لبنان أو المدنيين الفلسطينيين الذين قتلوا خلال الانتفاضة الأولى، فقد تمسكت وسائل الإعلام الغربية بقوة بالكليشيهات البالية التي كانت سائدة في الستينيات والسبعينيات. فالأسطورة القائلة بأن إسرائيل هي بمثابة "داود" يقاتل "جالوت" فلسطيني وعربي عازم على تدميرها لأنها يهودية، وأن النضال الفلسطيني "معاد للسامية" وليس مناهضا للاستعمار، لا تزال متواصلة في الروايات الإعلامية اليوم وسط حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزة.

وتشمل الكليشيهات الأخرى تصوير إسرائيل كدولة "ديمقراطية" وليبرالية ومحبة للسلام، وأن المستوطنين اليهود الأوروبيين في فلسطين يتحدرون بشكل فانتازي من العبرانيين القدماء، مما يبدو أنه يمنحهم الحق في استعمار البلاد وطرد سكانها الأصليين. ولا تقتصر هذه الآراء على وسائل الإعلام، بل تتبناها الطبقة السياسية الحاكمة في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، سواء أولئك الذين يخدمون في مناصب الدولة أو جماعات الضغط واللوبيات التي تدعم حملاتهم الانتخابية.

منذ عهد إدارة الرئيس رونالد ريغان، أصبحت الطبقة السياسية الحاكمة في الغرب مرتبطة رسميا بهذه الآراء، وقد ترسّخ هذا الاعتقاد بشكل أكبر بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر. ولكن ما يصيب هؤلاء بالصدمة والغضب العارم بشكل خاص، سواء في أعقاب أحداث 11 أيلول/ سبتمبر أو منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، هو أن وجهات نظرهم الاستشراقية الغريبة المساندة لإسرائيل والمعادية للفلسطينيين لا تحظى بتأييد المجتمع الأكاديمي، بل يخالفها ويعارضها تماما، وهذا الغضب هو الذي عجّل بحملة القمع العاتية بحق الجامعات.

 منذ أكثر من عقدين من الزمن تتواصل الحملات لطرد الأساتذة والطلاب المتمردين على رؤية الأنظمة الغربية الحاكمة. ففي عام 2003، قررت اللجنة الفرعية المعنية بالتعليم في مجلس النواب الأمريكي "التحقيق" في حقل دراسات الشرق الأوسط، بما في ذلك تقدير المخاطر التي شكّلها كتاب إدوارد سعيد المؤسس الصادر عام 1978 بعنوان "الاستشراق"، وكيف يمكن أن يكون الكتاب قد ساهم في أحداث 11 أيلول/ سبتمبر، حيث حثت جماعات الضغط واللوبي الداعم لإسرائيل الكونغرس على وقف تمويل الجامعات التي تدرّسه. وقد استمرت مثل هذه الحملات بلا هوادة منذ ذلك الحين، فقبل بضعة أيام فقط، عقدت "لجنة الطرق والوسائل" التابعة للكونغرس جلسة استماع حول "معاداة السامية" في الجامعات، ودعت العديد من الشهود لتقديم شهادات تطالب بقمع الحرية الأكاديمية في حقل الدراسات الشرق أوسطية.

منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، أدركت الطبقة السياسية أن القمع المتزايد من قبل إدارات الجامعات لمنتجي ومستهلكي المعرفة الأكاديمية التي لا تراعي مصالح الطبقة السياسية ليس كافيا في حد ذاته لتحقيق المهمة المنوطة بها، وبأنه يجب أن تصحب تلك الحملة القمعية جرعات أكبر من القمع الحكومي لدعمها. ويبدو أن السياسيين المؤيدين للإبادة الجماعية في غزة باتوا يستخدمون كل أدوات القمع المتوفرة، حيث عقدوا جلسات استماع في الكونغرس حول "معاداة السامية" منذ بداية العام الحالي، كما هدد كبار رجال الأعمال بمعاقبة الجامعات التي تستمر بتدريس هذا الإنتاج الأكاديمي وبتشغيل الأكاديميين الذين ينتجونه، وحرمان خريجيها من فرص العمل في شركاتهم. تعكس مثل هذه الإجراءات الصارمة بوضوح مستوى الخطر والتهديد الذي يعزوه ذوو النفوذ إلى إنتاج المعرفة الأكاديمية التي تنحرف كثيرا عن الأفكار السائدة في أروقة السلطة السياسية والشركات التجارية.

إن قيام الجامعات مؤخرا بدعوة الشرطة لقمع طلابها وتهديد أعضاء هيئة التدريس والتحقيق معهم علنا بتهمة ارتكاب جرائم فكرية؛ يكشف عن ضعف السياسات وإخفاق التغطية الإعلامية المؤيدة لإسرائيل، والتي ظلت صامدة بغض النظر عن مدى الجرائم الإسرائيلية الوحشية التي يتم الكشف عنها. فإذا كان بعض "الخبراء" الأكاديميين من خارج حقل دراسات الشرق الأوسط قد أدانوا الأكاديميين في هذا الحقل في جلسات الاستماع في الكونغرس قبل عشرين عاما، بما في ذلك إدوارد سعيد، التزام الغرب الإمبريالي تجاه إسرائيل عميق للغاية لدرجة أن الغرب على استعداد لتدمير ليس فقط الحرية الأكاديمية وحرية التعبير في الجامعات والمؤسسات الثقافية الأخرى، بل كل قواعد القانون الدولي وحقوق الإنسان والمؤسسات التي تدعمه. وحتى منظمات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، والتي خدمت هذه البلدان بشكل فعّال للغاية أثناء الحرب الباردة وبعدها، أصبح بالإمكان الاستغناء عنهافإن رؤساء الجامعات وأعضاء مجالس أمناء الجامعات قد وصلوا الآن إلى الدرك الأسفل حين قاموا بإدانة أعضاء هيئة التدريس التابعين لجامعاتهم (واستهدفوا خصيصا كاتب هذا المقال) -وكانوا قد أدانوهم على أسس مزيفة- والإعلان عن أنهم كانوا سيطردونهم من مناصبهم قبل أن يتم تثبيتهم لو رجع بهم الزمن إلى الوراء.

لكن الجامعات والأساتذة والطلاب ليسوا وحدهم المستهدفين نتيجة انتقاداتهم إسرائيل، بل تتعرض أيضا منظمات حقوق الإنسان لهجوم مماثل بسبب تأكيداتها على أن إسرائيل كانت دولة فصل عنصري منذ تأسيسها عام 1948 ولم تزل كذلك، وبسبب توثيقها لجرائم الحرب المستمرة التي ترتكبها الدولة اليهودية. وقد استهدفت التهديدات الأخيرة المحكمة الجنائية الدولية، ويمكن أن تتحرك بعد ذلك لاستهداف محكمة العدل الدولية بسبب حكمها بشأن الإبادة الجماعية ضد إسرائيل.

إن التزام الغرب الإمبريالي تجاه إسرائيل عميق للغاية لدرجة أن الغرب على استعداد لتدمير ليس فقط الحرية الأكاديمية وحرية التعبير في الجامعات والمؤسسات الثقافية الأخرى، بل كل قواعد القانون الدولي وحقوق الإنسان والمؤسسات التي تدعمه. وحتى منظمات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، والتي خدمت هذه البلدان بشكل فعّال للغاية أثناء الحرب الباردة وبعدها، أصبح بالإمكان الاستغناء عنها.في الواقع، لا توجد مؤسسة في الغرب الليبرالي اليوم في مأمن من هذه الحملة القمعية والعقابية، وفي مقدمتها الجامعات التي أدى إنتاجها المعرفي إلى قلب الإجماع الغربي الرسمي بشأن إسرائيل والفلسطينيين ودفعه إلى نقطة اللاعودة.

لهذا السبب، قرر أصحاب النفوذ السياسي والمالي بأنه ينبغي على الجامعات أن تدعم الدعاية السياسية الرسمية للدولة كقاعدة معرفية لها، وألا تقوم بعد اليوم بإنتاج معرفة تهدد مصالح الإمبريالية الغربية ونفوذ شركاتها الرأسمالية تحت طائلة تدميرها إن عصت تلك الأوامر.

مقالات مشابهة

  • اطلاق جائزة ريادة الأعمال والابتكار بمحافظة الداخلية
  • إسرائيل بين المعرفة الأكاديمية والمعرفة الإعلامية
  • مكتبة محمد بن راشد تحتفي بالثقافة الفلبينية عبر أمسية شعرية
  • 939 مشاركة في جائزة «الشيخ سلطان لطاقات الشباب» 2024
  • “شاين لتنظيم الفعاليات” تتصدر في مجالها و تحصل على جائزة أفضل وكالة توظيف بالشرق الأوسط لعام 2024
  • 939 طلب مشاركة في الدورة الرابعة من “جائزة الشيخ سلطان لطاقات الشباب”
  • 939 طلب مشاركة في جائزة الشيخ سلطان لطاقات الشباب
  • مكتبة محمد بن راشد تنشر 5 إصدارات علمية لمجموعة من الباحثين الإماراتيين
  • مكتبة محمد بن راشد: إطلاق 5 إصدارات جديدة من الرسائل العلمية
  • مركز «راشد لأصحاب الهمم» يحتفل بـ 30 عاماً على تأسيسه