موسكو– أمر القضاء العسكري في روسيا، اليوم الخميس، باعتقال رئيس دائرة الاتصالات في الجيش الفريق فاديم شامارين، الذي يشغل كذلك منصب نائب رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، حيث نص القرار الصادر عن المحكمة باعتقاله لمدة شهرين على ذمة التحقيق، بتهمة تلقي رشاوى بمبالغ كبيرة.

وينص البند السادس من المادة 290 في القانون الجنائي الروسي على أن أقصى عقوبة على جرائم تقاضي رشوة بحجم ضخم جدا (أي لا تقل عن 11 ألف دولار) تصل إلى السجن 15 سنة.

اعتقال فاديم شامارين يعد رابع توقيف لمسؤول عسكري رفيع المستوى في روسيا منذ أبريل/نيسان الماضي (رويترز) مفارقة الاعتقالات

يبلغ شامارين من العمر 52 عاما، وعين رئيسا لمديرية الاتصالات الرئيسية للقوات المسلحة الروسية، ونائبا لرئيس الأركان العامة عام 2021، وقبل ذلك، خدم في المنطقة العسكرية الشرقية، حيث شغل منصب رئيس الاتصالات ونائب رئيس الأركان، وهو حاصل على وسام الاستحقاق من الدرجة الثانية.

ومن اللافت أن تعيين شامارين في منصبه الكبير جاء بعد اعتقال سلفه خليل أرسلانوف في قضية احتيال وفساد متعلقة بتوريد معدات للقوات المسلحة عام 2020، وتلقي رشوات بقيمة إجمالية تبلغ نحو مليار دولار في أثناء تنفيذ عقد حكومي لصيانة وإصلاح معدات عسكرية خاصة، في قضية ما زالت التحقيقات فيها متواصلة حتى اليوم.

وخلال الشهر الماضي، تم اعتقال عديد من المسؤولين العسكريين رفيعي المستوى في روسيا، من بينهم نائب وزير الدفاع تيمور إيفانوف، ورئيس قسم شؤون الموظفين في الإدارة العسكرية يوري كوزنتسوف، والقائد السابق للجيش الـ58 للمنطقة العسكرية الجنوبية إيفان بوبوف.

في هذا السياق، كان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أكد -في تعليق له على الاعتقالات في وزارة الدفاع- أن روسيا تحارب الفساد بشكل منهجي، وهي عملية متواصلة وليست حملة.

وزير الدفاع الروسي الجديد أندريه بيلوسوف تولى مهامه في الوزارة خلال مايو/أيار الحالي (رويترز) دواعي الحرب

يشار إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين أعلن بعد تنصيبه لولاية رئيس جديدة أن تعيين وزير الدفاع الجديد أندريه بيلوسوف، الذي شغل سابقا منصبي النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير التنمية الاقتصادية، يرجع في جزء كبير منه إلى ارتفاع الإنفاق الدفاعي، مشيرا إلى أن بيلوسوف "يفهم جيدا ما يجب القيام به حتى يتناسب اقتصاد وزارة الدفاع مع الاقتصاد العام للبلاد".

وبرأي الكاتب في الشؤون العسكرية والأمنية فيتالي ماركوف، فإن اعتقال شامارين، والذي أصبح الرابع ضمن سلسلة اعتقالات لكبار القادة العسكريين، لن يكون الأخير وأن حملة ما وصفها بـ"التطهيرات" ستستمر.

وفي حديث للجزيرة نت، ذكّر ماركوف بتصريحات سابقة للرئيس بوتين أكد فيها أن الحرب ضد الفساد ستشن، بغض النظر عن المنصب والرتبة.

وتابع بأن ما يحصل الآن هو أن وزير الدفاع الجديد بيلوسوف باشر منذ اليوم الأول لعمله الجديد مراجعة الوزارة التي عُهدت إليه، والتي تعد اليوم الوزارة الأهم في البلاد، إذ تتطلب أن يكون كل شيء فيها واضحا وشفافا.

ووفق ماركوف، فإن وزير الدفاع يتعامل بنظرية أنه "يمكنك ارتكاب الأخطاء، لكن لا يمكنك الكذب"، بمعنى أن التورط بالفساد في مرحلة الحرب والعقوبات باتت خطوطا حمراء بالنسبة للدولة أكثر من أي وقت مضى.

كما لفت إلى عامل السرعة في عمليات اعتقال المتورطين، مرجحا أنها جاءت بعد تحريات "عاجلة ودقيقة" سبقت تعيين وزير الدفاع الجديد، إذ إنه في نفس اليوم الذي عين فيه لهذا المنصب تم اعتقال رئيس دائرة شؤون الموظفين بوزارة الدفاع الروسية الفريق يوري كوزنتسوف.

"عملية التطهير"

من جانبه، يشير المحلل السياسي مارات بشيروف إلى أن الأخبار المتعلقة بالاعتقالات في وزارة الدفاع لا تثير الدهشة الآن، بل أصبح السؤال حول مسألة عدد الأشخاص الذين ستكتسحهم "المكنسة الجديدة" في الوزارة، حسب تعبيره.

وفي الوقت الذي يستبعد فيه وجود خلفية لجهة التخلص من الأشخاص "غير المناسبين" تحت شعار الفساد، يوضح أن شامارين -على سبيل المثال- أُوقف على خلفية كثير من الشكاوى التي رفعت ضده حول الاحتيالات وتلفيق التقارير التي لا تتطابق مع الواقع، علاوة على إصدار قرارات تنظيمية دون أسس منطقية لها، مما أدى للإضرار بتنظيم الاتصالات في القوات المسلحة، وغيرها من "الفضائح".

وحسب رأي المحلل نفسه، فإن الحديث عن وجود أبعاد أخرى لعملية "التطهير" الجارية حاليا في وزارة الدفاع ينبع من الربط بين إقالة وزير الدفاع السابق سيرغي شويغو وكون الاعتقالات التي تبعت ذلك شملت شخصيات رفيعة المستوى، تصنف بأنها ترتبط مع الوزير السابق بعلاقات جيدة، في حين أن نشاط الأجهزة الأمنية على خط عملية متابعة المتورطين بقضايا فساد يشير إلى عملية تدقيق واسعة النطاق تجريها "غرف الحسابات" في أقسام الوزارة كافة.

ويختم بأن ما يجري حاليا هو بناء نموذج جديد تماما لإدارة المؤسسات العسكرية، يتضمن إمداد القوات وتزويدها بالمعدات العسكرية والذخيرة، وهو ما يعني أن عمليه "التطهير" باتت أمرا لا مفر منه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات وزارة الدفاع وزیر الدفاع

إقرأ أيضاً:

عبدالله بن زايد يلتقي نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع في سلوفاكيا

التقى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، اليوم في براتيسلافا، معالي روبرت كاليناك نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع في جمهورية سلوفاكيا، بحضور معالي يوراي بلانار وزير الخارجية السلوفاكي.

جرى خلال اللقاء، الذي عقد في إطار زيارة العمل التي يقوم بها سموه إلى جمهورية سلوفاكيا، بحث العلاقات الثنائية وآفاق التعاون في عدة مجالات ومنها الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة.

وأعرب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال اللقاء، عن خالص تمنياته القلبية لمعالي روبرت فيكو رئيس وزراء جمهورية سلوفاكيا بتمام الشفاء وموفور الصحة والعافية.

كما بحث سموه ومعالي روبرت كاليناك، التعاون الثنائي بين البلدين في إطار المنظمات الدولية، وناقشا مجمل التطورات الراهنة على الصعيدين الإقليمي والدولي وفي منطقة الشرق الأوسط.

وأعرب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، عن سعادته بزيارة جمهورية سلوفاكيا الصديقة، مؤكدا الحرص المشترك على وضع أسس راسخة لتعاون مثمر ومستدام بين البلدين في مختلف القطاعات بما يدعم مساعيهما لتحقيق التنمية الشاملة والازدهار الاقتصادي المستدام.

وأشار سموه، إلى أن العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وجمهورية سلوفاكيا تشهد نموا وتطورا مستمرا، وهناك رغبة وإرادة مشتركة لتعزيزها بما يخدم المصالح المتبادلة للبلدين ويعود بالخير على شعبيهما، معربا عن تمنياته لسلوفاكيا وشعبها دوام التقدم والازدهار.

حضر اللقاء، سعادة سعيد مبارك الهاجري مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية والتجارية، وسعادة حمد الكعبي سفير الدولة لدى النمسا سفير الدولة غير المقيم لدى سلوفاكيا.


مقالات مشابهة

  • الدفاع الروسية: إسقاط 54 مسيرة أوكرانية وتدمير أسلحة غربية الصنع
  • وزير الدفاع الأمريكي: الخسائر في صفوف المدنيين في غزة مرتفعة للغاية
  • الجيش الروسي يحسن مواقعه ويدمر 3 مقاتلات ومروحية أوكرانية خلال أسبوع
  • الخدمات الصحية بوزارة الدفاع تستعد لتقديم خدمة الإسعاف الجوي خلال موسم الحج
  • وزير الدفاع الأمريكي يؤكد استمرار دعم الولايات المتحدة وشركائها لأوكرانيا
  • عبدالله بن زايد يلتقي نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع في سلوفاكيا
  • تأجيل محاكمة شبكة الصفقات الفاسدة بوزارة الصحة مع طلب محامين عدم الاعتداد بتقارير المفتشية الوزارية
  • الدفاع الروسية: مقتل حوالي 2000 جندي أوكراني خلال يوم واحد
  • حملة تطهير أم تثبيت للموالين؟ بركة يجري حركة إعفاءات موسعة بوزارته
  • الدفاع الروسية: إسقاط 33 طائرة أوكرانية دون طيار