تواصل واشنطن نفخ الحوثيين في اليمن وتصويرهم على انهم قوة كبيرة يصعب هزيمتها، وذلك من خلال ما تنشره وسائل اعلام امريكية بين حين واخر، وجديد ذلك ما جاء في تقرير بوكالة بلومبرغ الإمريكية.

الوكالة قالت في تقرير حديث اطلع عليه محرر مأرب برس، أن الولايات المتحدة تقول بإن "الحوثيين" لديهم أسلحة تصل إلى البحر الأبيض المتوسط''.

ونقلت بلومبرغ عن مسؤول دفاعي أمريكي كبير قوله ان: ''الحكومة الأمريكية تشعر بالقلق من أن "الحوثيين" لديهم القدرة على توسيع نطاق الضربات على الشحن خارج البحر الأحمر وخليج عدن إلى البحر الأبيض المتوسط''.

وقال المسؤول الأمريكي ان: "الحوثيين" لديهم أسلحة متطورة، ونشرهم للصواريخ الباليستية المضادة للسفن أمر غير مسبوق في العالم.

ويقول مراقبون لمأرب برس ان الضربات الامريكية على مواقع مفترضة للحوثيين داخل اليمن والتي بدأت منذ ديسمبر العام الماضي، لم تحدث اثرا كبيرا على الأرض، ولا تعدو عن كونها ضربات شكلية.

ولفتوا الى ان الهدف الاساسي من هذا التصعيد هو عسكرة البحر الأحمر والسيطرة على المياه الإقليمية اليمنية والمنافذ البحرية الاستراتيجية كمضيق باب المندب، بذريعة مواجهة الحوثيين ووقفهم هجماتهم، فواشنطن-بحسبهم- قادرة في وقت قصير ضربات قدرات الحوثيين، لكنها لا تريد، لانها ترغب في ابقاء الحوثيين كقوة اساسية في اليمن.

وهذه ليست المرة الاولى التي يتحدث فيها مسئولون امريكيون عن قدرات الحوثيين وفشل واشنطن في ردعهم.

يشار إلى أنه منذ 19 نوفمبر الماضي (2023) أي بعد أكثر من شهر على تفجر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، شنت جماعة الحوثي عشرات الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على سفن شحن في هذا الممر الملاحي الحيوي بذريعة دعمها للفلسطينيين.

فيما عمدت واشنطن إلى الإعلان يوم 18 ديسمبر 2023 عن تأسيس تحالف عسكري بحري متعدد الجنسيات، تحت اسم "حارس الازدهار"، بهدف التصدي لأي هجمات تستهدف سلامة الملاحة البحرية الدولية.

ونفذ هذا التحالف بالفعل منذ 12 يناير الحالي عدة ضربات على مواقع عسكرية حوثية في صنعاء والحديدة وتعز وحجة وصعدة، ومحافظات اخرى، اشتركت فيها بريطانيا فضلا عن دول أخرى.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

مركز أفريقيا للدراسات: توسع العلاقات بين الحوثيين وحركة الشباب بالصومال يُفاقم التهديدات الأمنية لمنطقة البحر الأحمر (ترجمة خاصة)

قال مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية، إن تُفاقم الأدلة على تنامي التعاون بين حركة الشباب في الصومال والحوثيين في اليمن المخاطر على حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن وغرب المحيط الهندي، مع تعزيز القدرة التخريبية لكلا الجماعتين.

 

وأضاف المركز في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن حركة الشباب تحصل على معدات مُحسّنة (طائرات مُسيّرة مُسلحة، صواريخ باليستية) وتدريب من هذه العلاقة. كما تُمكّنها هذه العلاقة من توسيع وترسيخ المؤسسات الإجرامية التي تُموّل عملياتها.

 

وأفاد التقرير أن هذا التعاون يوسع من قدرات هذه الجماعات المسلحة المُزعزعة للاستقرار على جانبي مضيق باب المندب.

 

وحسب التقرير فإن الحوثيين يستفيدوا من دعم حركة الشباب لأنشطة القرصنة التخريبية في خليج عدن وغرب المحيط الهندي، بالإضافة إلى تنوع شرايين الإمداد. وهذا يُعزز قدرة الحوثيين على تهديد حركة الملاحة البحرية في المنطقة، ويعزز نفوذهم في مواجهة الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في اليمن.

 

يُوسّع هذا التعاون وفق المركز قدرات هذه الجماعات المسلحة المزعزعة للاستقرار على جانبي مضيق باب المندب، ويُعقّد تحديات مراقبة 1800 ميل من السواحل المعرضة للخطر على طول البحر الأحمر وخليج عدن وغرب المحيط الهندي.

 

تعاون متنامٍ

 

في فبراير 2025، أفادت الأمم المتحدة بوجود أدلة على وجود اتصالات بين الحوثيين وحركة الشباب، بالإضافة إلى اجتماعات شخصية في عام 2024 تتعلق بنقل المعدات والتدريب من الحوثيين إلى حركة الشباب مقابل زيادة القرصنة وتهريب الأسلحة. في السابق، اعتقد معظم المراقبين أن حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة لا تتعاون مع الحوثيين، وهي جماعة ذات أيديولوجية وأجندة مختلفة تستفيد من دعم ومساعدة إيران.

 

يقول مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية "ما دام تحالف الحوثيين والشباب قائمًا، فإن الملاحة عبر قناة السويس ستظل في خطر دائم.

 

يضيف "حتى وقت قريب، لم يكن هناك ما يدعو الطرفين للتعاون. في الواقع، كان تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، فرع حركة الشباب في اليمن، هدفًا لهجمات الحوثيين في الماضي. ومع ذلك، ومنذ عام 2022، حافظت القاعدة في شبه الجزيرة العربية والحوثيون على اتفاقية عدم اعتداء تضمنت التعاون في مجالي الأمن والاستخبارات، وتوفير ملاذات آمنة لبعضهما البعض، وتنسيق الجهود لاستهداف القوات الحكومية اليمنية.

 

وحسب التقرير فإن اندلاع الصراع بين إسرائيل وحماس في أكتوبر/تشرين الأول 2023 أتاح للجماعات على جانبي المضيق فرصةً للاستفادة من الترتيبات البراغماتية بين الحوثيين وتنظيم القاعدة لبثّ حالة من انعدام الأمن في منطقة عمليات إقليمية أوسع، مع تعزيز مصالح كلٍّ منهما.

 

"يُحيط خليج عدن بالكامل تقريبًا بسواحل الصومال واليمن. وطالما حافظ الحوثيون وحركة الشباب على تحالفهما، وحسّنا قدراتهما في هذه العملية، فإن الشحن عبر قناة السويس سيظلّ مُعرّضًا باستمرار لخطر الهجوم، ودفع ضريبة "حماية"، أو فدية (بسبب القرصنة) لإحدى الجماعتين أو كلتيهما" وفق التقرير.

 

فوائد الحوثيين

 

وزاد "مع توسّع نفوذهم الإقليمي، عملوا على توسيع شبكة شركائهم الدوليين لتشمل روسيا والمقاومة الإسلامية في العراق. تحتفظ الأولى بأفراد استخبارات عسكرية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، وقد شاركت بيانات استخباراتية عبر الأقمار الصناعية مع الجماعة. يعتمد هذا النطاق الأوسع من النشاط على الحفاظ على سلسلة توريد الأسلحة وتوسيع مصادر التمويل لتغطية تكاليفها".

 

واستدرك "نتيجةً لهجماتهم على السفن واستمرار عدم الاستقرار في منطقة البحر الأحمر، أفادت التقارير أن الحوثيين كسبوا ما يُقدر بنحو 180 مليون دولار شهريًا من الرسوم التي يدفعها وكلاء شحن لم يُكشف عن هويتهم لتأمين مرور آمن عبر المنطقة".

 

وطبقا للتقرير فإن التعاون مع حركة الشباب وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وفر للحوثيين وصولًا أكبر إلى بحر العرب وغرب المحيط الهندي. علاوةً على ذلك، تُتيح شبكة الشباب من المقاتلين والمتعاطفين والمهربين عبر الصومال وشمال كينيا للحوثيين فرصًا أكبر لتهريب شحنات الأسلحة (التي جاء الكثير منها من إيران) من المحيط الهندي إلى زوارق تلامس الساحل أو برًا إلى خليج عدن حيث قد تكون لديهم فرصة أفضل للوصول إلى الشواطئ اليمنية.

 

في يناير/كانون الثاني 2024، تم اعتراض مركب شراعي في المياه الصومالية يحمل مكونات صواريخ باليستية وصواريخ كروز، وتوجيهات ورؤوسًا حربية لصواريخ باليستية متوسطة المدى (MRBM)، وصواريخ كروز مضادة للسفن (ASCM) كانت مُوجّهة إلى اليمن. كانت هذه واحدة من بين 10 عمليات اعتراض على الأقل لتهريب أسلحة وثّقتها الأمم المتحدة وجهات أخرى بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 و2024. في أغسطس/آب 2024، استولت قوات المقاومة الوطنية اليمنية على سفينة تُهرّب خلايا وقود الهيدروجين، والتي يعتقد الخبراء أنها ستسمح لطائرات الحوثي المُسيّرة بحمل حمولات أكبر والسفر لمسافات أطول بكثير.

 

صور توضيحية لحالات اعتراض أسلحة بين الصومال واليمن منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023

 

فوائد حركة الشباب

 

يفيد "على الرغم من قدرتها على تصنيع العبوات الناسفة محلية الصنع، وسرقة الأسلحة من الجيش الوطني الصومالي وقوات الاتحاد الأفريقي، والحفاظ على تجارة تهريب الأسلحة (مثل قاذفات الصواريخ والرشاشات وبنادق القنص)، إلا أن حركة الشباب واجهت صعوبة في الحصول على أسلحة متطورة. ومن خلال المساعدة في إبقاء طرق التجارة الحوثية مفتوحة وزيادة القرصنة قبالة الصومال، تلقت حركة الشباب أسلحة متطورة وتدريبًا من الحوثيين، بما في ذلك طائرات مسيرة مسلحة".

 

وخلصت الأمم المتحدة إلى أن حركة الشباب تلقت تعليمات فنية من الحوثيين وشحنات أسلحة من اليمن بين يونيو وسبتمبر 2024. وقد استُخدمت هذه الأسلحة في هجمات الشباب ضد قوات الاتحاد الأفريقي في سبتمبر ونوفمبر. كما اكتشفت الأمم المتحدة أن حركة الشباب أرسلت أكثر من اثني عشر عنصرًا إلى اليمن لتلقي تدريب من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، بما في ذلك في مجال تكنولوجيا الطائرات المسيرة.


مقالات مشابهة

  • رغم الجدل القضائي.. واشنطن تواصل إبرام صفقات تجارية كبرى
  • التلغراف :أمريكا أطلقت صواريخ دفاع جوي خلال 18 شهرًا بالبحر الأحمر أكثرمما أطلقته خلال 30 عامًا
  • العليمي: اليمن عازم اليوم أكثر من أي وقت مضى لإسقاط مشروع الحوثيين
  • مجلة أمريكية: إسرائيل لا تمتلك ورقة رابحة ضد الحوثيين سوى قصف ما تبقى من بنية تحتية في اليمن (ترجمة خاصة)
  • مركز أفريقيا للدراسات: توسع العلاقات بين الحوثيين وحركة الشباب بالصومال يُفاقم التهديدات الأمنية لمنطقة البحر الأحمر (ترجمة خاصة)
  • الأمم المتحدة تحذر من التصعيد بين الحوثيين وإسرائيل وتدعو إلى الحوار
  • باحث صهيوني: الغارات الإسرائيلية على اليمن بلا جدوى.. وغزة هي المفتاح لإيقاف ضربات صنعاء
  • إسرائيل تكشف شن ضربات في اليمن وما هي مواقع الحوثيين المستهدفة
  • تحذيرات متبادلة بين أمريكا و فنزويلا بشأن السفر
  • وقف ترامب الحرب ضد الحوثيين.. هل استراحة تكتيكيةٍ في حرب باتت تتجاوز جغرافيا اليمن؟ (ترجمة خاصة)