رسائل إلى رئيس الوحدة (3)
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
د. صالح الفهدي
قَدِّر جهود موظفيك
الرئيس الذي لا يحيط عِلمًا واطِّلاعًا بجهود موظفيه هو رئيسٌ منفصلٌ عن وحدته، يُغرِّدُ وحده في فضاءات سُلطته، أمَّا الرئيس الذي يُحيط بجهودِ موظفيه ومع ذلك لا يقدِّر تلك الجهود فهو متَّصلٌ منفصل! ينطبقُ على الإثنين قول الشاعر:
إن كنتَ لا تدري فتلكَ مصيبةٌ
وإن كنتَ تدري فالمصيبةُ أعظم!
أعلمُ عن تقدير بعض رؤساء الوحدات جهود موظفيهم، فيجتهدون في تقديرهم، ويعملون على تحفيزهم ومكافأتهم، وفي المقابل هناك من الرؤساء من لا يكترثُ بالجهود التي يبذلها موظفيه، ويؤمنون بأنهم يتقاضون راتبًا شهريًا عن جهودهم، بل يطالبهم ببذل المزيد دون مقابل، حتى يصل ببعض موظفيهم إلى أسوأ الحالات النفسية وهي حالة "الاحتراق الوظيفي" أي وصول الموظف إلى حالة نفسية مُزرية تُخرجه من نطاق السيطرة على قدراته، وانفعالاته، ويُصبحُ مشلول القُوى عن بذل مزيدٍ من الأداء والإنجاز.
لقد شَهِدتُ على جهود بعض الموظفين في وحدات معيَّنة لم يتلقُّوا فيها أي اعتبارٍ لجهودهم التي يبذلونها بعد ساعات الدوام الرسمي دون أن يلاقوا أي مقابلٍ لتلك الجهود، الأمر الذي حدا بكثيرٍ من الموظفين إلى الانسحاب من هذه البيئة إلى أُخرى محفِّزة، ومقدرة لجهد الموظف، فالشعور بالتقدير عنصرٌ رئيسي لبقاء الموظف في الوحدة، أما حين يفتقد الموظف لهذا العنصر فإِنه لا يعملُ بكفاءته الأصيلة، ولا بروحه المعنوية التامة وإنَّما بجهدٍ مُقِلِّ، وهمَّةٍ ضعيفة، وتدريجيًا يبدأ الانسحاب نفسيًا (الشعور بعدم تقبُّل بيئة العمل، والاكتئاب، والإحباط) وجسديًا (بكثرة الغياب، والتسكع في الوحدة، وقلَّة الأداء، والتقصير في الواجبات) وهذا يتحمَّله رئيس الوحدة الذي يفترضُ أن يكون وراءَ ثقافة التقدير أو الإحباط السائدِ فيها.
أخبرني أحد الذين كدُّوا واجتهدوا أيَّما اجتهاد في وحدته فاصبح هو اليد اليُمنى لرئيس الوحدة أنَّه حينما فكَّر في نظام التقاعد في تلك الوحدة أصابه الرعب مما يمكن أن يحصل عليه ماديًَّا حينما يتقاعد، فتحدَّث إلى رئيس الوحدة لكي يرفعُ من راتبه حتى يحسِّن من دخلِ التقاعد، لكن المفاجأة أن الرئيس لم يقدِّر جهوده العظيمة التي بذلها طوال سنين، وتركه يخرجُ ساخطًا متذمرًا مما لقيه من رئيسه!.
إن تقدير رئيس الوحدة لموظفيه له نتائجه الإيجابية المُلفتة، ومنها:
أولًا: إشعار الموظفين بالقيمة والتقدير في بيئة العمل، وهو ما يعزِّز لديه الدافعية لتطوير وتحسين جودة العمل بصورة متصاعدة.
ثانيًا: تقدير الموظف يرسِّخ فيه قيم الولاء والانتماء للوحدة، وهي قيمٌ أساسيَّة إذ أنها تؤسس العلاقة الوثيقة بين الموظف والوحدة التي يعمل فيها.
ثالثًا: يُسهم التقدير في نشر ثقافة إيجابية محفِّزة في بيئة العمل، فيمنح الموظف الشعور بأنَّ جهوده لا تضيعُ هدرًا، وأنَّها محلُّ اهتمامٍ واعتبارٍ من قِبل رئيس الوحدة الذي يعمل جاهدًا على تهيئة الظروف المناسبة معنويًا وماديًا لإسعاد الموظف، وتوفير العوامل الضامنة لبقائه مدةً أطول في الوحدة.
رابعًا: يُشعر التقدير الموظف بأن رئيس الوحدة يعتني به، وبتضحياته التي يقدِّمها، إذ أن وقته الذي يقضيه خارج ساعات الدوام إنَّما هو على حساب وقت أُسرته، ووقت راحته، وترفيهه، لكن حين يُكرَّم ويقدَّر على هذه التضحيات فإنَّ ذلك يخفِّف عليه الضغوطات الاجتماعية والمادية والنفسية التي يعاني منها.
إنَّ تقدير الموظف هو أمرٌ لا يمكنُ التهاونُ عنه، فذلك هو الشعور الصامت الذي قد ينفجر بصورٍ شتى إمَّا بالخروج المفاجيء من الوحدة، أو ضعف الأداء، أو التقاصرُ عن أداء الواجبات، أو عدم تجاوز ساعات الدوام الرسمي، أو غير ذلك، في حين أن التقدير يأخذُ أشكالًا مختلفة منها المادي والمعنوي لكنَّه يفترضُ أن يكون حاضرًا دون أي جدالٍ في أهميته.
رئيس الوحدة الذي يقدَّر موظفيه هو رئيسٌ حكيمٌ يعتني بالجانب الإنساني الذي لا ينظر إلى الموظف على أنه آلة تعمل، بل ينظر إليه على أنه إنسان يشعر، ويتعب، ويضحي، له جوانب أُخرى في حياتهِ غير العمل؛ له أُسرةٌ وأقارب وأصدقاء واهتمامات لا يجب أن يفرِّط فيها ايضًا وإلّا فإنَّ الوحدة تخسره.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: رئیس الوحدة الذی ی
إقرأ أيضاً:
وقف ترقية الموظفين في قانون الخدمة المدنية لتلك الحالات
حدَّد قانون الخدمة المدنية عددًا من الحالات التي يحظر فيها ترقية الموظف في الجهات والمؤسسات الخاضعة لأحكامه؛ منها حال إحالته إلى المحاكمة التأديبية أو الجنائية أو وقفه عن العمل مدة الإحالة أو الوقف.
وينص قانون الخدمية المدنية على:
لا يجوز ترقية الموظف المُحال إلى المحاكمة التأديبية أو الجنائية أو الموقوف عن العمل مدة الإحالة أو الوقف، وفي هذه الحالة تحجز وظيفة للموظف، وإذا بُرئ الموظف المُحال، أو قضى بحكم نهائي بمعاقبته بالإنذار أو الخصم من الأجر لمدة تزيد على عشرة أيام، وجب ترقيته اعتبارًا من التاريخ الذي كانت ستتم فيه الترقية لو لم يُحل إلى المحاكمة، ويُمنح أجر الوظيفة المرقي إليها من هذا التاريخ.
ويحظر قانون الخدمة المدنية ترقية الموظف قبل محو الجزاء الموقع عليه، ونص على أنه يفضل عند الترقية بالاختيار الأعلى في مجموع درجات تقويم أداء السنتين السابقتين مباشرةً على الترقية، وعند التساوي يفضل الأعلى في مجموع درجات تقويم أداء السنة السابقة عليهما، فالحاصل على درجة علمية أعلى متى كانت متصلة بطبيعة العمل طبقًا لما تقرره السلطة المختصة بناءً على اقتراح لجنة الموارد البشرية، وعند التساوي يفضل الأعلى في التقدير العام لهذه الدرجة، فالأقدم في المستوى الوظيفي المرقى منه.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
قانون الخدمة المدنية الحالات التي يحظر فيها ترقية الموظف أخبار ذات صلةفيديو قد يعجبك
محتوى مدفوع
أحدث الموضوعاتإعلان
أخبار
المزيدإعلان
وقف ترقية الموظفين في قانون الخدمة المدنية لتلك الحالات
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
من نحن اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
21 14 الرطوبة: 42% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي من نحن إتصل بنا إحجز إعلانك سياسة الخصوصية