نتانياهو والحزب الديمقراطي الأميركي.. سنوات من العلاقات الفاترة
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن "الانقسام" بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، من جهة، والرئيس الأميركي، جو بايدن، والحزب الديمقراطي من جهة أخرى "كان قيد الإعداد لسنوات ماضية".
وطبقا لتقرير جديد للصحيفة الأميركية، فإن نتانياهو ابتعد بشكل كبير عن الشراكة الثنائية مع الولايات المتحدة التي اتبعها أسلافه واحتضن الجمهوريين وازدرا الديمقراطيين.
وأدت الحرب في غزة إلى تسريع هذا التحول إلى حد كبير، حيث بدأ الدعم الذي كان واسع النطاق من قبل الأميركيين لإسرائيل يتحطم على طول الخطوط الحزبية والأجيال.
ويمثل هذا الانقسام، الذي يتجلى في الاحتجاجات الغاضبة والمناقشات الديمقراطية، تحولا أساسيا في السياسة الأميركية، حسبما ذكرت الصحيفة.
وقال السيناتور كريس ميرفي (ديمقراطي من كونيتيكت): "كان نتانياهو كارثة مطلقة بالنسبة لدعم إسرائيل في جميع أنحاء العالم".
وتحركت إسرائيل بشكل مضطرد نحو اليمين في السنوات الأخيرة، في حين تلاشت على نحو متزايد ذكريات المحرقة، التي عززت لفترة طويلة تعاطف الأميركيين مع إسرائيل.
لكن نتانياهو قاد التغيير من خلال استراتيجية الانحياز إلى اليمين الأميركي، كما يقول مساعدوه السابقونن وهو القرار الذي يكمن وراء خلافه المتزايد مع بايدن، الذي يجسد المودة الديمقراطية التقليدية لإسرائيل.
وقال مورفي، وهو عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إنه حذر نتانياهو شخصيا عدة مرات خلال السنوات العشر الماضية من مخاطر الانحياز بشكل وثيق إلى الجمهوريين. وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "لم يرغب قط في الاستماع" إليه.
ويشعر بعض القادة الإسرائيليين بالقلق من أن نتانياهو يدمر بشكل دائم الدعم الأميركي الموحد لإسرائيل.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، الذي كان عضوا في حزب الليكود بزعامة نتانياهو، في مقابلة إن الاستراتيجية الحزبية للزعيم الحالي "تسببت في تآكل الدعم الشعبي لدولة إسرائيل". وتابع: "أعتقد أن هذا يشكل تهديدا خطيرا للاحتياجات الأساسية لدولة إسرائيل".
ورفض مكتب نتانياهو التعليق على هذا التقرير، على الرغم من أنه قال في الماضي علانية إن إسرائيل يجب أن تكون على علاقة جيدة مع كلا الحزبين.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير تحدث لصحيفة "واشنطن بوست" شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتعليق على الأمر، إن نتانياهو تصرف دائما بحسن نية مع القادة الأميركيين.
وقال المسؤول: "لقد أوفى رئيس الوزراء بكل التزاماته التي تعهد بها".
"لا يبشر بالخير لمستقبل إسرائيل"لكن استراتيجية نتانياهو المثيرة للانقسام كانت واضحة لسنوات بالنسبة للقادة في كلا البلدين، حيث برز هذا الأمر بوضوح خاص عندما تولى الرئيس الديمقراطي الأسبق، باراك أوباما، منصبه في عام 2009.
ويتذكر أولمرت أن نتانياهو طلب منه النصيحة قبل السفر إلى الولايات المتحدة للقاء أوباما للمرة الأولى في عام 2009.
وقال أولمرت إنه حذر نتانياهو من التعالي أو إلقاء المحاضرات على الرئيس الأميركي، الذي اعتبره العديد من الإسرائيليين المحافظين متعاطفا مع الفلسطينيين.
وبدلا من ذلك، قال إن نتانياهو "فعل العكس ... لقد كان متعجرفا جدا ومتعاليا، وبدأ هذه العملية التي فصلت إسرائيل ليس فقط عن الرئيس، بل عن الحزب الذي يمثله".
واستمرت تلك العلاقة الفاترة طوال فترة ولاية أوباما التي استمرت 8 سنوات.
وقال بن رودس، الذي شغل منصب نائب مستشار الأمن القومي في إدارة أوباما، إن نتانياهو كلما شعر بأن أوباما يضغط عليه، كان يلجأ إلى الجمهوريين في الكونغرس الذين أصدروا بعد ذلك بيانات تهاجم الرئيس الديمقراطي الأسبق وتسببت في صداع سياسي للبيت الأبيض لعدة أسابيع.
لكن ازدراء نتانياهو الأكثر إثارة لأوباما كان لدى زيارته المفاجئة للولايات المتحدة عام 2015، عندما كان الرئيس الأميركي يتفاوض على اتفاق نووي مع إيران، والذي عارضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بشدة مثل العديد من الجمهوريين.
وقبل نتانياهو دعوة من رئيس مجلس النواب آنذاك، جون بوينر، لإلقاء كلمة أمام جلسة مشتركة للكونغرس.
ولم يبلغ أوباما بقدومه، وهو انتهاك غير مسبوق تقريبا للبروتوكول، ويقول مساعدو أوباما إنهم علموا بالخطاب المزمع من خلال تقرير إخباري، بحسب الصحيفة.
وعلى الرغم من أن العديد من أقرب مساعدي أوباما يقولون سرا إنهم أصبحوا يكرهون نتانياهو، فإن إخلاص بايدن الذي كان نائبا للرئيس في عهد أوباما، لإسرائيل تغلب على أي انزعاج قد يشعر به.
لكن التوترات القديمة عادت إلى الظهور مع استمرار الصراع وحث بايدن إسرائيل على بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين والسماح بدخول المساعدات إلى غزة.
وأصبحت المحادثات الخاصة بين الزعيمين أكثر توترا وتبادلاتهما العامة أكثر برودة، حيث أصبحت الآفاق السياسية لبايدن مهددة بسبب غضب العديد من الديمقراطيين بشأن تعامله مع غزة.
وقال السيناتور الديمقراطي، بيرني ساندرز، وهو يهودي فقد أقاربه في المحرقة: "تاريخيا، حظيت إسرائيل دائما بالكثير من الدعم في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم، وذلك لأنها كانت موطنا لليهود الذين عانوا من جرائم لا توصف خلال الحرب العالمية الثانية".
وتابع: "لكن ما أعتقد أنه واضح خاصة بين جيل الشباب، هو حرب حكومة نتانياهو ضد الشعب الفلسطيني وقتلها عشرات الآلاف من الأشخاص... لقد أدى ذلك إلى تقليص الدعم لإسرائيل بشكل كبير وخاصة بين الشباب، وهو ما أعتقد أنه لا يبشر بالخير لمستقبل إسرائيل".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: رئیس الوزراء الإسرائیلی إن نتانیاهو العدید من
إقرأ أيضاً:
سقوط المزيد من الشهداء في غزة وسط ضغوط على إسرائيل لإنهاء الحرب
الصحةُ العالميّة تدعو إلى إدخال الغذاء والدواء بشكل عاجل
غزة (الاراضي الفلسطينية) جنيف "أ ف ب" "العمانية": أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة اليوم إستشهاد 16 فلسطينيا، منهم 12 من منتظري المساعدات، مع تصاعد الضغط الدولي على إسرائيل لإنهاء الحرب واستمرار التحذير من المجاعة.
ومع توقف المفاوضات بين إسرائيل وحماس عبر الوسطاء، ازداد زخم النداء الموجه للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل إنه بالقرب من مراكز توزيع المساعدات أحصي "6 شهداء وعشرات الجرحى الذين أصيبوا بنيران جيش الاحتلال قرب مركز الشاكوش في شمال غرب مدينة رفح" جنوب القطاع.
كما قتل أربعة أشخاص وأصيب أكثر من 25 في ظروف مماثلة قرب جسر وادي غزة، في وسط القطاع. وقُتل إثنان آخران في منطقة المغراقة إلى الغرب من مفترق "نتساريم" جنوب مدينة غزة.
وقال بصل إن الجنود الإسرائيليين الذين يتمركزون في نقاط عسكرية في كافة الطرقات المؤدية إلى مركز المساعدات، "أطلقوا النار باتجاه الجوعى من منتظري المساعدات".
ويتجمع يوميا آلاف الأشخاص قرب مراكز المساعدات القليلة سعيا للحصول على الطعام، فيما يفتك الجوع بأكثر من مليوني إنسان في غزة يعيشون وسط الركام، وسط حالة الحصار.
ومع استمرار الغارات والقصف، قُتل فلسطينيان في غارة إسرائيلية استهدفت صباحا أشخاصا قرب كنيسة "العائلة المقدسة" التابعة لدير اللاتين في البلدة القديمة في حي الزيتون بمدينة غزة.
وقُتل أخران وأصيب عدد من المواطنين في غارة إسرائيلية استهدفت بعد الظهر مواطنين قرب مدرسة الزهراء التي تؤوي مئات النازحين في حي الدرج بمدينة غزة.
ولا يمكن لوكالة فرنس برس التثبت بصورة مستقلة من معلومات الطرفين في ظل القيود الإسرائيلية المفروضة على الإعلام في غزة، وصعوبة الوصول إلى المواقع في القطاع.
"أسوأ سيناريو مجاعة"
قال مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس في غزة إن "109 شاحنات مساعدات دخلت إلى القطاع (الثلاثاء)، تعرضت غالبيتها لعمليات نهب وسرقة نتيجة الفوضى الأمنية التي يُكرّسها الاحتلال". واتهم إسرائيل "بإفشال توزيع المساعدات وحرمان المدنيين منها، في إطار هندسة الفوضى والتجويع".
استأنفت وكالات الإغاثة الدولية في الأيام الأخيرة توزيع المساعدات بعد أن أعلنت إسرائيل "هدنة تكتيكية" يومية تقتصر على مناطق محددة، لكن المنظمات الدولية تؤكد أنها ليست سوى نقطة في محيط الاحتياجات الإنسانية.
وأعلن المرصد الرئيسي للأمن الغذائي في العالم الثلاثاء أن "أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن" في قطاع غزة المحاصر والمدمّر بفعل الحرب المستمرة منذ 21 شهرا بين إسرائيل وحركة حماس.
وحذّر "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" IPC الذي وضعته الأمم المتحدة والصادر الثلاثاء من أن الأزمة الإنسانية "بلغت نقطة تحول مثيرة للقلق الشديد وفتاكة".
وشدد على ضرورة إدخال المساعدات عبر البر لأن ذلك أكثر فاعلية وأمانا وأسرع، في حين أن المساعدات التي تُلقى من الجو "لن تكون كافية لوقف الكارثة الإنسانية".
والأربعاء، دعت فرنسا و14 دولة أخرى من بينها كندا وأستراليا، البلدان الأخرى إلى إعلان عزمها الاعتراف بدولة فلسطين، على ما قال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو.
وإلى جانب فرنسا، انضمت كندا وأستراليا، العضوان في مجموعة العشرين، إلى النداء الذي وقعته كذلك أندورا وفنلندا وايسلندا وأيرلندا ولوكسمبورغ ومالطا ونيوزيلندا والنروج والبرتغال وسان مارينو وسلوفينيا وإسبانيا.
صدر النداء في ختام مؤتمر وزاري في نيويورك رعته فرنسا والسعودية بهدف إحياء حل الدولتين لتسوية النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني. وخلال المؤتمر، حضّت 17 دولة، بينها السعودية وقطر ومصر، حركة حماس على تسليم سلاحها إلى السلطة الفلسطينية.
وتصر إسرائيل على أن الضغط عليها سيشجع حركة حماس للتمسك بموقفها، فيما فشلت المفاوضات المباشرة في التوصل إلى اتفاق هدنة.
وقال عضو القيادة السياسية في حماس، محمود مرداوي الأربعاء "لا معنى لأي مفاوضات ما دامت سياسة التجويع والإبادة مستمرة بحق شعبنا".
"على الفور"
دعت منظمة الصحة العالمية، إلى إدخال الغذاء والدواء "على الفور" إلى قطاع غزة لوقف الوفيات الناجمة عن المجاعة جراء الحصار الإسرائيلي. وقال جيبريسوس أدهانوم جيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في منشور له على منصة إكس إن المجاعة وسوء التغذية والأمراض في غزة تسببت في زيادة الوفيات المرتبطة بالجوع، مؤكدا على أن هذا الأمر يستدعي ضرورة إيصال مساعدات غذائية وطبية على نطاق واسع لمنع تفاقم الوضع. وأشار إلى تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، الذي حذّر من أن غزة تشهد أسوأ مجاعة مضيفا :"المجاعة وسوء التغذية والأمراض تؤدي إلى ارتفاع في الوفيات المرتبطة بالجوع". وكانت حصيلة الوفيات نتيجة المجاعة وسوء التغذية في قطاع غزة قد ارتفعت حسب آخر الإحصائيات إلى 147 حالة، بينهم 88 طفلًا. /العُمانية/ فيصل