وجه رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، بتكريم رسمي وشعبي للشهيد محمد صادق السناوي، الذي قاد مع ثلاثة من رفاقه ملحمة أسطورية ضد مليشيا الحوثي الإرهابية في مديرية ماوية بمحافظة تعز.

وأجرى العليمي اتصالات بمحافظ محافظة تعز نبيل شمسان، ومدير مديرية ماوية عبدالجبار الصراري، لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لإقامة مراسم عزاء لائقة بتضحيات الشهداء الأربعة، في معركة الشعب اليمني لاستعادة الدولة من مليشيا الحوثي.

وقضت التوجيهات الرئاسية بمنح عائلة السناوي قطعة أرض، وصرف مساعدات لرفاقه الثلاثة، إضافة إلى اعتماد رواتب شهرية ضمن شهداء القوات المسلحة، والمقاومة الشعبية.

وكان السناوي قد استشهد مع ثلاثة من رفاقه، خلال تصديهم لحملة حوثية، في مديرية ماوية، وأوقعوا عشرة قتلى في صفوف المليشيا الإرهابية.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

نموذج “بوكو حرام”: كيف تستغل الجماعات الإرهابية ثغرات “تيك توك”؟

 

تشهد نيجيريا موجة جديدة من العمليات الإرهابية، بقيادة جماعة بوكو حرام، وتنظيم ولاية غرب إفريقيا التابع لداعش، في مناطقها الشمالية الشرقية، خاصةً ولاية بورنو التي شكلت بؤرة الصراع الذي خلَّف منذ عام 2009 أكثر من مليوني نازح و40 ألف قتيل.

وقد أسفر المد الإرهابي الجديد في نيجيريا، في إبريل 2025، عن أكثر من 100 قتيل، وترافق مع صدور تقارير حول استخدام تطبيق “تيك توك” في حملات الدعاية والتجنيد. ونشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية، في 19 مايو 2025، ملخصاً مشتركاً مع وكالة الأنباء الفرنسية لتقريرها بشأن حسابات على التطبيق تروج للأفكار المتطرفة ومعاداة الغرب، بطريقة مشابهة لتلك التي دأب عليها الزعيم السابق لبوكو حرام، أبو بكر شيكاو، قبل مقتله عام 2021.

ويعكس استخدام التنظيمات الإرهابية والمتطرفة لتطبيق “تيك توك”، اهتمامها بمزاياه في خوض “المعارك الرقمية” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالتوازي مع العمليات العسكرية المكثفة والمتصاعدة في ميادين القتال؛ لذلك بثَّت في وقت سابق حسابات تابعة لجماعة بوكو حرام على التطبيق، مقاطع لطائرات مُسيَّرة أثناء مراقبتها مواقع للجيش النيجيري قبيل مهاجمتها.

الإرهاب الرقمي:

انخرطت التنظيمات الإرهابية في استخدام التكنولوجيا الرقمية منذ العقد الأول من الألفية، لتحقيق “الحكامة” و”الفاعلية” في تنفيذ أجندتها ما دامت لا تعود عليها بمخاطر أمنية؛ مستغلة حالة السيولة في الفضاء الرقمي وضعف التنسيق الدولي في الرقابة على المحتويات الإلكترونية مثل الرسائل النصية واستخدام الأقراص المدمجة؛ الأمر الذي سمح بذيوع الكتب الممنوعة من التداول بالطرق التقليدية، وساعد على انتشار الخطب التحريضية ووصفات صناعة الأسلحة اليدوية وإعداد المتفجرات.

كما التفتت هذه التنظيمات إلى أهمية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للدخول في علاقات “افتراضية” مع مختلف الأوساط الشعبية، ونجحت في تحويل هذه العلاقات، في الكثير من الحالات، إلى علاقات “واقعية” بعد إقناع العناصر المستهدفة بالالتحاق بمعسكرات التدريب والقتال المنتشرة عبر مواقع متفرقة من العالم؛ بل اتضحت خطورة هذا الاستخدام في حالات التحول الفجائي نحو التطرف وترجمته عملياً عبر عمليات الدهس والطعن في شوارع المدن الغربية.

وفي هذا الأفق المحكوم بخلفية “انتهاز الفرص”، عملت التنظيمات الإرهابية على توظيف الوسائط الجديدة مثل “فيسبوك” و”إكس” و”واتساب” و”إنستغرام” و”تليغرام”، ثم في الفترة الأخيرة تطبيق “تيك توك”، المملوك لشركة “بايت دانس” الصينية العملاقة (Bytedance)؛ لانسجامه مع متطلبات العمل الإرهابي في صورته الهجينة، حيث صارت هذه الجماعات تستخدم “تيك توك” لتعزيز قدراتها في النشر والدعاية والتجنيد عبر بث مقاطع تظهر الأسلحة والذخائر ومشاهد التدريب، وعرض للأموال التي يُحتمل تحصيلها من الهجمات، وترديد خطابات التهديد والتحريض والتضليل. وهذا ما أكدته وكالة الأنباء الفرنسية من مراجعتها لـ19 حساباً على “تيك توك”، قالت إنها تبث بشكل متكرر مشاهد لعناصر يرتدون زياً دينياً، ويحرّضون على العنف ضد الحكومة، ويتعاونون مع حسابات تعرض كميات كبيرة من الأسلحة، وتروج لتسجيلات قديمة لمؤسس جماعة بوكو حرام، محمد يوسف، وأخرى للواعظ السلفي المتشدد عيسى غارو، المعروف بخطاباته العنيفة والذي تم منعه من إلقاء الخطب في الأماكن العامة بولاية النيجر لهجومه على الديمقراطية ومظاهر الحضارة الغربية.

ولعل التجارب السابقة في استخدام “تيك توك” من جانب الجماعات الإجرامية المنتشرة في المنطقة الشمالية الغربية وولاية النيجر بالمنطقة الشمالية الوسطى في نيجيريا، والتي تنوعت أنشطتها بين سرقة الممتلكات وعمليات الاختطاف؛ تُوفر لجماعة بوكو حرام وغيرها تجربة عملية في إدارة المحتوى الرقمي من خلال التطبيق، حيث شرح بولاما بوكارتي، الخبير في شؤون مكافحة التطرف ونائب رئيس مؤسسة “بريدجواي” ومقرها تكساس في الولايات المتحدة، بمنشور على حسابه في منصة “إكس” بتاريخ 17 إبريل الماضي، أن استخدام “تيك توك” بدأ في نيجيريا مع قطاع الطرق.

كما أن هذه التجارب قد استعادها تنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا، الذي تعرَّض عدد من حساباته على “تيك توك” للمنع من إدارة التطبيق بعد استلامها إحاطة من وكالة “ستوريفول” (Storyful) استناداً إلى تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، كشف في 21 أكتوبر 2019، عن ترويج مقاطع فيديو عبر التطبيق تظهر صور جثث معروضة في الشوارع ومسلحين وأغانٍ تمجد العنف، غير أن معظم الحسابات المعنية لم تصل حينها، بحسب تقرير الصحيفة، إلى حاجز الألف متابع.

وفي تاريخ لاحق، حدَّدت وزارة الاتصالات والتكنولوجيا الصومالية، يوم 24 أغسطس 2023، موعداً نهائياً لمزودي الإنترنت في البلاد للتوقف عن توفير الوصول إلى “تيك توك”، بجانب “تليغرام” وموقع المراهنة عبر الإنترنت (1xBet)؛ باعتبارها منصات رقمية للدعاية الإرهابية، وذلك في أوج حربها على حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة. وفي ذات السياق، وثقت منظمة “هم أنجل” (HumAngle)، المتخصصة في تغطية النزاعات والإرهاب والأزمات الإنسانية في غرب إفريقيا، في أغسطس 2024، نحو 730 مقطع فيديو على “تيك توك” يتم ترويجها عبر 25 حساباً تخضع لإدارة جهات تدعم الجماعات المسلحة.

جاذبية “تيك توك”:

يأتي استخدام تطبيق “تيك توك” من جانب التنظيمات الإرهابية في سياق بحثها المستمر عن أدوات التأثير والانتشار وتنويع مصادر التعبير عن حضورها، وعموماً يمكن تحديد الدوافع المباشرة لاتجاه هذه التنظيمات نحو التطبيق الصيني، فيما يلي:

1- شعبية “تيك توك” لدى الشباب: أصبح تطبيق “تيك توك”، عام 2024، الأكثر تحميلاً في العالم بـ825 مليون مرة؛ ليسجل أكثر من خمسة مليارات عملية تنزيل منذ إطلاقه عام 2017. فيما بلغ عدد مستخدمي “تيك توك” النشطين في نيجيريا وحدها، العام الماضي، قرابة 24 مليون مستخدم.

ويُعتبر الشباب فئة مهمة من رواد التطبيق؛ إذ إن نحو 66% من مستخدميه تتراوح أعمارهم بين 18 و34 سنة، حسب إحصائيات (DemandSage) الصادرة في أوائل مايو 2025؛ لذلك بات التطبيق يشكل هدفاً للجماعات الإرهابية الساعية لتملك أدوات التواصل مع الشباب بغرض التجنيد، وهذا ما أوضحه جهادي سابق انشق عن جماعة بوكو حرام، في تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية، بقوله إن الجماعات التي اتجهت إلى “تيك توك” هجرت الأساليب التقليدية “المملة” في خطابها، وصارت تتبنى لغة عصرية جذَّابة وذات فاعلية تجاه الشباب، بين 16 و30 سنة، وهي الفئة الأكثر عُرضة للاستقطاب.

2- البث المصور والمباشر: يوفر تطبيق “تيك توك” إمكانية البث المصور والمباشر في ذات الوقت؛ الأمر الذي يتيح التفاعل الحي بين صاحب المحتوى ومتابعيه؛ ومن ثم خلق حالة من الشعور بالثقة المتبادلة يعززها ظهور عناصر التنظيم بوجه مكشوف وملابس تقليدية وملامح مألوفة لدى سكان المنطقة وتداول مفردات معهودة في خطابهم المحلي؛ الأمر الذي تطور في حالات مؤكدة، حسب تقرير وكالة الأنباء الفرنسية، إلى فتح مجال للتحادث من خلال طرح الأسئلة والجواب عليها ووضع التعليقات والتجاوب معها، وهو الأمر الذي عدَّته الوكالة مصدر قلق، خاصة أنه ينطوي على مخاطر أكبر تتمثل في فتح قناة جديدة للتمويل؛ إذ تتلقى بعض الحسابات من متابعيها “هدايا رقمية” قابلة للتحويل إلى نقود.

كما يمكن توقع الأسوأ في حال نجاح هذه التنظيمات، من خلال تكرار مشاهد البث بالصوة والصورة، في إشاعة ثقافة “الجهاد” في الأوساط المُستهدفة، بجعل الدعوة إلى التمرد وحمل السلاح وغيرها روتيناً يومياً يسهم في تطبيع العنف ومظاهر القتل بالمجتمع؛ ومن ثم توسيع حواضنها الشعبية بزيادة أعضائها والمتعاطفين مع مشروعها.

3- قصور الرصد اللغوي للغات المحلية: تعتري أنظمة الرقابة المُعتمدة من طرف “تيك توك” على محتوياته الرقمية، جملة ثغرات تقنية تشكل منافذ لدى العناصر الإرهابية والمتطرفة لتمرير خطاباتها. وعلى الرغم من الاحتياطات التي اتخذتها إدارة التطبيق؛ فإن جهودها على مستوى رصد المحتوى المتطرف ما زالت تتسم بالبطء والقصور.

وأمام تصاعد التحدي الإرهابي، تبدو شراكات التعاون الأمني التي أبرمها “تيك توك” مع الجهات المختصة غير كافية، خاصةً أن مبادرة “التكنولوجيا ضد الإرهاب” (Tech Against Terrorism)، المدعومة من الأمم المتحدة، قد أنهت تعاونها مع التطبيق منذ مطلع 2024.

بيد أن التحدي الأكبر الذي يواجه “تيك توك” في مناطق شمال شرقي نيجيريا، يتمثل في استخدام اللغات المحلية مثل “الفولفولدي” وخاصةً “الهوسا” التي يتحدث بها نحو 72 مليون شخص في غرب إفريقيا، حيث تعجز خوارزميات التطبيق عن تفعيل إشارات فورية بشأن المحتوى المتطرف؛ مما يتيح لهذا المحتوى فترات زمنية من النشر قد تمتد لأسابيع وحتى أشهر قبل حذفه، وذلك بفعل تحدي البث المباشر وغياب إمكانات الحذف الآلي.

4- فتور الاهتمام الأيديولوجي: لعل اعتماد مقاطع فيديو قصيرة عبر “تيك توك” في حملات الدعاية والتجنيد، يؤكد هيمنة الدوافع المادية في عمليات التطرف على حساب القناعات الأيديولوجية؛ ومن ثم يعكس مصداقية التقارير التي تحدثت عن تحكم الميول النفسية والسوسيولوجية والاقتصادية في سلوك الإرهابيين بشكل أكبر من السرديات الدينية. ومن ذلك التقرير الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في فبراير 2023، حول دوافع التطرف في دول مثل نيجيريا وبوركينا فاسو وتشاد ومالي والنيجر والكاميرون والصومال، وخلص إلى أن الأيديولوجية “الإسلاموية” ليست الدافع الأساسي للانخراط في المجموعات الإرهابية؛ معتبراً عامل “العمل” هو الدافع الرئيسي بنسبة 40%، يليه “الالتحاق بالعائلة أو الأصدقاء” بنسبة 22%، ثم “العامل الديني” في المرتبة الثالثة بنسبة 17% فقط.

وبالتالي فإن الترويج للتطرف والإرهاب عبر نشر الصور والفيديوهات وليس النصوص الدينية، جاء نتيجة لتعاظم الميول “المادية” في قرارات الشباب المقبل على التطرف؛ ليوفر له التسويغ الشرعي والاطمئنان الديني. ولهذا يرتقب أن يوفر النشاط الإرهابي عبر “تيك توك” تحفيزات إضافية لانخراط الشباب في التنظيمات المسلحة مقابل مكاسب مادية تحت غطاء ديني.

تطوير الاستجابة:

إن توجه التنظيمات الإرهابية نحو الاستغلال المكثف لتطبيق “تيك توك”، باحترافية متزايدة سواء على مستوى المحتوى أم الجوانب الفنية؛ يفرض ضرورة تطوير تكنولوجيا الرقابة في الفضاء السيبراني، وتعزيز التعاون الدولي في مجالات البنية التحتية الرقمية وتأهيل الكوادر المتخصصة، وهو ما قد يتحقق وفق مسارين اثنين هما:

1- معالجة القصور اللغوي لدى “تيك توك” بإدماج اللغات المحلية في مناطق انتشار الظاهرة الإرهابية ضمن نظام الحماية السيبرانية، وذلك على غرار اللغات الـ75 التي يشملها نظام الإشراف الآلي للتطبيق؛ الأمر الذي يوجب، حسب تقرير منظمة “هم أنجل” في أغسطس 2024، تعزيز التعاون مع المنظمات غير الحكومية المحلية؛ من أجل فهم التعبيرات الثقافية والخطابية للغات المحلية، واستيعابها ضمن منظومة الوقاية.

2- انتباه الحكومات إلى إمكانية حدوث طفرة جديدة على مستوى تطور الظاهرة الإرهابية؛ نتيجة الاستخدام الرقمي والاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تسجيل تفاعل أكبر وأعمق بين الدعوات المتطرفة والنزعات الشبابية الخاضعة لتقلبات المزاج وإحباطات الفشل والتحولات في القيم الحياتية والأخلاقية؛ ومن ثم تبلور نوع جديد من “الإرهاب الهجين” يجمع بين الدافع الديني والنزعة العدمية؛ مما يجعله أكثر قدرة على الاستقطاب والدفع نحو الفعل، وأقل عُرضة للرقابة الأمنية.

” يُنشر بترتيب خاص مع مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، أبوظبى ”


مقالات مشابهة

  • غدًا «كوستروما» تجسّد روح روسيا على مسرح الأوبرا.. باليه وطني يحكي ملحمة حضارةٍ شاسعة
  • هل يحقق منتخب السعودية ملحمة كروية ويتأهل إلى مونديال 2026 على حساب أستراليا؟
  • نموذج “بوكو حرام”: كيف تستغل الجماعات الإرهابية ثغرات “تيك توك”؟
  • الحوثي يعلق على اختطاف مادلين
  • الشهيد خالد عبد العال.. مطعم شهير يوزع وجبات على روح بطل ملحمة العاشر
  • مليشيا الحوثي تصادر أصول منظمة "رعاية الأطفال" بعد إغلاق مكاتبها في صنعاء
  • “الإعلامي الحكومي” في غزة: مؤسسة GHF ذراع للاحتلال “الإسرائيلي” تسببت باستشهاد أكثر من 130 شخصا
  • وكالة الطاقة الذرية: إيران تمتلك ثلاثة مواقع تحتوي على يورانيوم مخصب
  • البرغثي يُنبّه: تجاهل تعقيدات حلّ الميليشيات قد يُفجِّر الأوضاع
  • عقب المواجهات مع عناصر تخريبية.. العليمي يطلع على الاوضاع في مأرب ويشيد بقبائل المحافظة