«راح نام بعد النبطشية مات».. وفاة مفاجئة لطبيب شاب في الأقصر تثير الحزن
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
ما تزال حالات الوفاة بين شباب الأطباء، تزلزل منصات التواصل الاجتماعي، بين يوم وآخر، إذ يخطف الموت المفاجئ أرواح كثير من الشباب في عُقر عملهم، ليلفظوا أنفاسهم الأخيرة في لحظة.
شهر واحد، سيطر فيه موت الفجأة على أروح 5 أفراد من المنظومة الطبية، ضمت 4 أطباء وممرضة، في أوقات مختلفة وأماكن متفرقة، إلا أن الأسباب تشابهت، ليرحلوا جميعًا دون سلام أو وداع، تاركين خلفهم أحلامهم التي لم تكتمل بعد.
وانضم مؤخرًا، إلى القائمة الدكتور مصطفى فتحي، جراح المسالك البولية وأمراض الذكورة والعقم بمستشفى حورس بالأقصر، لقائمة الأطباء الراحلين، التي ضمت كل من طبيب الأمراض الصدرية، معاذ السبكي، والممرضة إسراء عطية، والدكتور إسلام علي، والدكتور شريف نايل.
خلال الساعات الماضية، أعلن عميد القلب السابق، الدكتور جمال شعبان، وفاة طبيب بالأقصر، إثر تعرضه إلى أزمة قلبية مفاجئة، أودت بحياته على الفور.
وكتب «شعبان» عبر حسابه على «فيسبوك»: «إنا لله وإنا إليه راجعون، ما زالت السكتة القلبية، ما زال الموت المفاجئ، ما زال توقف القلب يغتال صفوة شباب الأطباء، وهم في محراب الواجب والعمل والشرف».
وتابع: «الدكتور مصطفي فتحي طبيب مقيم جراحة في مستشفى حورس التخصصي في الأقصر كان نبطشي طوارئ جراحة لغاية الصبح، راح نام بعد النبطشية ما خلصت ومات في السكن، لا حول ولا قوة إلا بالله، ربنا يرحمك ويجعل مثواك الجنة يا رب».
وسرعان ما تذكر رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وسط حالة من الحزن، حوادث الأطباء الراحلين الأيام الماضية، والتي تسببت في هلع كبير، بعد انتشار الأزمات القلبية للشباب.
أوضح الدكتور علاء الغمري، أستاذ أمراض القلب، إن سبب سقوط الأطباء الشباب، ضحايا للأزمات القلبية، هو ساعات العمل الطويلة بدون راحة، ما يسبب ارتفاعًا في ضغط الدم، أو هبوطًا بالدورة الدموية، وعليه الأزمات القلبية.
وأشار الغمري، خلال حديثه لـ«الوطن» إن عدم النوم بشكل صحي، أو تناول الأغذية الصحية، يصل بهم لتصلب الشرايين، وتوقف القلب والوفاة، ونصح بضرورة الكشف حال وجود تاريخ مرضى للأزمات القلبية للوقاية.
كيف تقي نفسك من الأزمات القلبية؟وقدم أستاذ أمراض القلب، 5 نصائح للحماية من الأزمات القلبية:
- الفحص باستمرار حال وجود تاريخ مرضي للأزمات القلبية للوقاية.
- تناول نظام غذائي صحي ومتوازن.
- أخذ قسط كاف من النوم.
- الابتعاد عن القلق والتوتر.
- الراحة في ساعات العمل.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الابتعاد عن التدخين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: وفاة طبيب السكتة القلبية الأزمة القلبية الأزمات القلبیة
إقرأ أيضاً:
الحياد الإيجابي والدبلوماسية الهادئة
سلطان بن سالم العيسائي **
sultan52053@gmail.com
في خضم تصاعد الأزمات الجيوسياسية في المنطقة، برزت سلطنة عُمان كأنموذج فريد في تبني نهج الحياد الإيجابي والدبلوماسية الهادئة، الذي مكنها من الحفاظ على توازن استراتيجي في علاقاتها مع مختلف الأطراف المتنازعة إقليميا ودوليا. ولقد شكل هذا النهج حجر الزاوية في السياسة الخارجية العُمانية منذ عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد- رحمه الله- واستمر بقوة وثبات في عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه.
وسلطنة عُمان لم تكن يومًا دولة هامشية في محيطها؛ بل أدت دورًا مركزياً في التهدئة والوساطة، كما في الأزمة اليمنية، حيث احتضنت السلطنة محادثات غير مُعلنة بين أطراف الصراع، وأسهمت في توفير أرضية للحوار السياسي البعيد عن التصعيد الإعلامي. وفي الملف الإيراني الخليجي، احتفظت مسقط بعلاقات متوازنة مع طهران ودول مجلس التعاون على حد سواء، مما منحها مساحة موثوقة للتحرك الدبلوماسي عند الأزمات.
وتتمثل قوة هذا الحياد الإيجابي في أنه ليس موقفا سلبيا أو انسحابا من التأثير، بل هو اختيار استراتيجي واع، يُعزز من مكانة السلطنة كوسيط نزيه وشريك موثوق. كما إن هذا النهج اكتسب أهمية متزايدة مع تزايد الاستقطاب بين القوى الكبرى، لا سيما الولايات المتحدة، والصين، وروسيا؛ حيث حافظت عُمان على استقلالية قرارها الخارجي دون الانخراط في تحالفات حادة أو اصطفافات أيديولوجية.
ورغم ما يفرضه المحيط المضطرب من تحديات؛ فإنَّ الحياد العُماني يظل أحد الضمانات الأساسية للاستقرار الداخلي والإقليمي، خاصة في ملفات حساسة كأمن الطاقة، والملاحة الدولية، والتنمية المستدامة. ومع تسارع التحولات الإقليمية، تبرز الحاجة لتأطير هذا النهج ضمن سياسة خارجية أكثر مرونة وقدرة على التكيف، توازن بين المبادئ والسيادة، وبين البراغماتية والحكمة التاريخية.
وكذلك، أمام صعود قوى دولية جديدة كالصين، وتزايد التوترات البحرية في مضيق هرمز والبحر الأحمر، فإن استمرار السلطنة في تبني الحياد الإيجابي يمنحها القدرة على لعب أدوار استراتيجية دون المخاطرة برصيدها السياسي أو الاقتصادي. وقد أثبتت التجارب أن الدول التي تنتهج الدبلوماسية الهادئة تضمن موقعها كوسيط، لا كطرف، وهو ما يتسق مع المبادئ الثابتة للسياسة العُمانية.
وعليه.. فإن قراءة الدور العُماني ليست فقط تأريخًا لمواقف مُتزنة؛ بل دعوة لإعادة فَهْم "الحياد" كقوة ناعمة قادرة على صناعة التوازن، في زمن تتراجع فيه مساحات العقلانية السياسية.
** رئيس قسم التعلم مدى الحياة بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الباطنة