نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلتها ليبي بروكس سلطت فيه الضوء على تحذيرات من استخدام المتطرفين اليمينيين منصات ألعاب البث المباشر، لاستهداف اللاعبين المراهقين وتجنيدهم.

يكشف البحث الجديد، المنشور في مجلة "فرونتيرز إن سايكولوجي"، كيف تستخدم مجموعة من الجماعات والأفراد المتطرفين منصات تتيح للمستخدمين الدردشة والبث المباشر أثناء لعب ألعاب الفيديو للتعرف على مستخدمين ضعفاء وتجنيدهم، وخاصة الشباب.



وحثت وكالات مكافحة الجريمة والإرهاب في المملكة المتحدة الآباء على توخي الحذر بشكل خاص من المجرمين عبر الإنترنت، الذين يستهدفون الشباب خلال العطلة الصيفية.

في خطوة غير مسبوقة، أصدرت شرطة مكافحة الإرهاب، وجهاز المخابرات البريطاني MI5، والوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة الأسبوع الماضي تحذيرا مشتركا للآباء ومقدمي الرعاية من أن مرتكبي الجرائم الإلكترونية "سيستغلون العطلات المدرسية للانخراط في أعمال إجرامية مع الشباب عندما يدركون أن الدعم المتاح أقل".



صرح الدكتور ويليام ألكورن، الباحث البارز في معهد أبحاث الشرطة الدولية وحماية الجمهور بجامعة أنغليا روسكين، والذي أجرى الدراسة مع زميلته الدكتورة إليسا أوروفينو، بأن المنصات "المرتبطة بالألعاب" تُستخدم كـ"ساحات لعب رقمية" للأنشطة المتطرفة.

ووجد ألكورن أن المتطرفين "يُوجّهون" اللاعبين المراهقين عمدا من منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية إلى هذه المواقع، حيث "تُصعّب طبيعة وكمية المحتوى مراقبة هذه المنصات".

وكانت الأيديولوجية الأكثر شيوعا التي يروج لها المستخدمون المتطرفون هي اليمين المتطرف، مع مشاركة محتوى يُشيد بالعنف الشديد وحوادث إطلاق النار في المدارس.

يوم الثلاثاء، حُكم على فيليكس وينتر، الذي هدد بتنفيذ إطلاق نار جماعي في مدرسته بإدنبرة، بالسجن ست سنوات بعد أن استمعت المحكمة إلى أن الشاب البالغ من العمر 18 عاما قد "تطرف" عبر الإنترنت، حيث أمضى أكثر من 1000 ساعة على اتصال بمجموعة ديسكورد المؤيدة للنازية.

وقال ألكورن: "لقد كان هناك بالتأكيد جهد أكثر تنسيقا من قبل الجماعات اليمينية المتطرفة مثل البديل الوطني لتجنيد الشباب من خلال فعاليات الألعاب التي ظهرت لأول مرة أثناء الإغلاق. ولكن منذ ذلك الحين، تم حظر العديد من الجماعات المتطرفة من المنصات الرئيسية، لذلك يتسلل الأفراد الآن إلى المجموعات أو القنوات العامة على فيسبوك أو ديسكورد، على سبيل المثال، ويستخدمون ذلك كوسيلة لتحديد شخص قد يكون متعاطفا للتواصل معه".



وأضاف أنه في حين يلجأ بعض المستخدمين الأصغر سنا إلى المحتوى المتطرف لقيمته الصادمة بين أقرانهم، فإن هذا قد يجعلهم عرضة للاستهداف.

وقال ألكورن إن المتطرفين اضطروا إلى أن يصبحوا أكثر تطورا لأن غالبية المنصات حظرتهم. عند التحدث إلى فرق سلامة المجتمع المحلي، أخبرونا أن النهج الحالي يدور حول محاولة بناء علاقة جيدة بدلا من الترويج الأيديولوجي المباشر.

وتحدثت الدراسة أيضا إلى المشرفين، الذين وصفوا إحباطهم من سياسات التنفيذ غير المتسقة على منصاتهم، وعبء تحديد ما إذا كان ينبغي الإبلاغ عن المحتوى أو المستخدمين إلى جهات إنفاذ القانون.

ورغم أن الدردشة داخل اللعبة غير خاضعة للإشراف، إلا أن المشرفين قالوا إنهم ما زالوا يشعرون بالإرهاق من حجم وتعقيد المحتوى الضار، بما في ذلك استخدام رموز مخفية للتحايل على الكلمات المحظورة التي تلتقطها أدوات الإشراف الآلية، على سبيل المثال، سلسلة من الرموز مُدمجة لتمثل الصليب المعقوف.

وأبرز ألكورن الحاجة إلى محو الأمية الرقمية الحرجة للآباء، وكذلك جهات إنفاذ القانون، حتى يتمكنوا من فهم كيفية عمل هذه المنصات والثقافات الفرعية بشكل أفضل.

في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، كشف كين ماكالوم، رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني MI5، أن "13% من جميع الذين يحقق معهم جهاز الاستخبارات البريطاني MI5 بتهمة التورط في الإرهاب في المملكة المتحدة هم دون سن 18 عاما"، وهي زيادة قدرها ثلاثة أضعاف في ثلاث سنوات.

يتم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي للمساعدة في الإشراف، لكنها تواجه صعوبة في تفسير الميمات أو عندما تكون اللغة غامضة أو ساخرة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية المتطرفين اليمينيين المراهقين تجنيد اليمين المراهقين المتطرفين منصات الالعاب سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ما الذي تعانيه منظومة التربية من تحديات؟

يبرز في السنوات الأخيرة اهتمام موسع على المستوى الوطني بموضوع تصويب منظومة تربية الأبناء – مدعومًا بخطاب أعلى من القيادة السياسية – وذلك نظير ما يعتري هذه المنظومة من تحديات ومتغيرات؛ بعضها نابعٌ من ذات المجتمع في حركته وتبدلاته وتغير المفاهيم والتفاعلات بين أجياله وأفراده، وبعضها الآخر نابعٌ من خارجه ويتأتى من سياق عولمة الثقافة وأدوات التربية ومصادرها من إعلام ومضامين تربوية. ورغم تسليط الضوء على مستوى الحوار العام (إعلام، مؤسسات ثقافية، مؤسسات مجتمع مدني، مؤسسات أكاديمية، حوارات عمومية) على هذه القضية إلا أن النقاش حولها – في تقديرنا – يعتريه بعض أوجه الخلل التي تضعف مخرجاته ونتائجه، ومنها: أن هذا النقاش ينبغي أن يكون مؤصلًا على مخرجات جهد علمي وأكاديمي من دراسات وبحوث موسعة، لا تدور في ذات فلك القضايا، بل تتحول إلى محاولة فهم شمولي لما يعتري منظومة التربية ككل من متغيرات، وما مرت به من تحولات، وصولًا إلى نتائج يمكن أن ينطلق منها في النقاش وتطوير المعالجات. وثاني أوجه الخلل أن الحوار تقوده النخب، سواء الأكاديمية أو الرسمية ويفتقد فيه إلى صوت المجتمع (المربين أنفسهم)، من خلال هواجسهم، وتجاربهم، ورؤاهم، والتحديات الواقعية التي تعترض ممارساتهم التربوية، وهو ما يميل بهذا الحوار إلى أن يكون أحادي النظرة، تنظيري في غالبه. ومن أوجه الخلل التي نعتقد بها كذلك أنه ليس هناك تشخيصًا دقيقًا ومحددًا لتحديات منظومة التربية ينطلق منه فعلًا ويتوافق عليه ويصار إلى تقصيه وبحث معالجاته وفق سردية وطنية ومؤسسية جامعة.

ولعلنا في هذه المقالة نسلط الضوء على هذا الوجه تحديدًا، في محاولة للإجابة على سؤال: ما الذي يواجه منظومة التربية حقًا من تحديات؟ وفي محاولة الإجابة على هذا السؤال لعلنا نستعين ببعض الرؤى التي تمدنا بها مسوحات ودراسات المنظومة التربوية من ناحية، ومنهجية العقد من ناحية أخرى (كيف يسبب تحديًا غير منظور تحديات كبرى للمجتمع على المدى المتوسط والبعيد). ونرى بتقسيم هذه التحديات إلى ثلاث مجموعات أساسية؛ تحديات مباشرة ومرئية يمكن أن نلحظها وتأثيراتها بشكل مباشر، ومنها ضعف التحكم في أوقات التربية المباشرة، لصالح الأوقات التي تقضى على المنصات الرقمية عمومًا، وضعف التحكم في المحتوى المتلقى من قبل الأبناء في هذه المنصات، وصعوبة التمييز لاحقًا بين مصداقية/ شرعية/ أخلاقية ما يتم تلقيه عبر المنصات الرقمية من ناحية وما يتم تلقيه عبر أدوات التربية التقليدية من ناحية أخرى، وضمن هذا النوع من التحديات كذلك الضعف في وجود محتويات تربوية مصممة بطريقة تفاعلية وقائمة على المفاهيم والقيم والموجهات المحلية يمكن للأبناء تلقيها والتفاعل معها عبر المنصات الرقمية. هناك انحسار واضح كذلك لأدوار بعض مؤسسات التنشئة الاجتماعية كالمساجد ومساحات الأقران الفاعلة وهو ما يشكل اختلالًا في أركان مهمة في دور المنظومة. وهناك نوع آخر من التحديات؛ وهي تحدياتٌ غير مرئية بطريقة مباشرة ولكنها على المدى البعيد تشكل أزمة لمنظومة التربية عمومًا، ومنها تباين الممارسات واختلافها في منظومة تربية الطفولة المبكرة؛ نظير تباين المؤسسات والتوجهات التي ينخرط فيها الطفل في السنوات الأولى، وعدم وجود مرجعية واضحة ومحددة لسمات هذه المرحلة وموجهاتها، وكذلك ممارسة بعض الأسر الضغط المعرفي والتعليمي واعتبار قيمة التحصيل الدراسي القيمة والموجهة الأعلى خلال السنوات الممتدة من عمر (7 – 18) سنة وربما ما بعدها، دون اعتبار للموجهات الأخرى مثل النمو الاجتماعي والنفسي والعاطفي للأبناء. ومن التحديات كذلك تحديات الإعالة والتي ترتبط في جزء كبير منها بالظروف الاقتصادية للمجتمع من ناحية، وبثقافة تأسيس الأسرة لدى المربين من ناحية أخرى، ومن التحديات كذلك ضعف سعي بعض المربين لتطوير معارفهم ومحصلتهم الثقافية حول المتغيرات والأدوات التربوية الحديثة، مما ينشئ أزمة صراع مفاهيمي بينهم وبين الأبناء. أما النوع الثالث من التحديات؛ فهي تحديات تظهر إشاراتها الأولى ولا نجزم حقًا في كونها ترقى إلى تحديات بنيوية، ولكن استمرارها بنفس الوتيرة ينذر بتحولها إلى مشكلات تربوية، ومنها: اكتفاء الأسرة بدور الإعالة الاقتصادية وترك الأدوار التربوية الأخرى لصالح أطراف أخرى مستجدة في منظومة التربوية كـ(المربيات ومدبرات المنازل)، والانفصال عن الأسر الممتدة التي تشكل مصدرًا فاعلًا لنقل القيم والأخلاق وامتداد المقبول من العرف عبر الأجيال، وكذلك عدم توجيه منظومة (اللعب والترفيه) للأبناء وفق موجهات تتوافق مع الحالة القيمية والعمرية والمعرفية وحاجيات النمو الحقيقية والمتزنة للأبناء، عوضًا عن بعض الظواهر الناشئة مثل الحماية المفرطة، والاعتماد المطلق على المؤسسات في أوقات فراغ الأبناء، وعدم وجود خارطة نمو واضحة ومحددة لدى الأسرة لمسار الأبناء عبر فترات زمنية متتابعة ومحددة بأهداف واضحة لمتابعة هذا النمو.

لا ندعي أن ما ذكر أعلاه يمثل كافة التحديات التي تعتري منظومة التربية؛ ولكن هي دعوة لتوسيع الأفق في مناقشة هذه القضية، والذهاب إلى رؤى أكثر منهجية في تناولها، وعلى الجانب الآخر فإن منظومة التربية المعاصرة في حاجة اليوم إلى عدة تحولات جادة وحقيقية لعل من بينها: تسويق القدوات التربوية المطلوبة والمرغوبة، وتعزيز ثقافة الصحة النفسية والعقلية لدى المربين والأبناء، والاهتمام بإعادة هيكلة منظومة الطفولة المبكرة، وإيجاد التدخلات التي تساعد الأسر على النظر إلى رحلة نمو الأبناء من منظورات متعددة، وليس فقط منظور التحصيل الدراسي والعلمي، والاهتمام بظاهرة أثر المربيات ومدبرات المنازل، عوضًا عن مضاعفة المحتوى التربوي المحلي المصمم بطريقة فائقة ومنتقاة عبر المنصات الرقمية، والاهتمام بمنظومة إعلام الطفل وتوسيع المنصات الإعلامية الموجهة لأغراض التربية ونمو الأطفال.

مبارك الحمداني مهتم بقضايا علم الاجتماع والتحولات المجتمعية فـي سلطنة عُمان

مقالات مشابهة

  • الليلة التي خاف فيها ترامب.. تقرير عبري يكشف كيف أرعبت صنعاء حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان”؟
  • ما الذي تعانيه منظومة التربية من تحديات؟
  • الحوثيون يجبرون عقال أحياء بالحديدة على فتح منازلهم لتجنيد النساء
  • موت على الهواء.. عالم أزهري يحذر الشباب من التيك توك
  • «يذهب العقل.. الرجولة مش سيجارة».. حسام موافي يحذر الشباب من الحشيش
  • خالد عبد الرحمن يُصور جمهوره ويشعل المنصات.. فيديو
  • رسالة مؤثرة من زوجة سالم الدوسري تشعل المنصات الاجتماعية
  • ماذا ينتظر الأقصى فيما يسمى يوم خراب الهيكل؟
  • فتاة تروي لحظات الرعب التي عاشتها مع سقوط لعبة 360 في منتزة الجبل الأخضر بالطائف.. فيديو