تل أبيب تستنفر! أوامر بالاستعداد لتحركات محتملة للبحرية التركية
تاريخ النشر: 2nd, August 2025 GMT
نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية تحليلاً لافتاً سلط الضوء على الدعم القوي الذي تقدمه تركيا لسياسة غزة، وتزايد قوتها البحرية في شرق المتوسط، ما دق ناقوس الخطر في تل أبيب. وبدأت حكومة نتنياهو تتلقى تحذيرات رسمية بضرورة الاستعداد “لأي تحركات استراتيجية قد تأتي من البحر من جانب تركيا”.
ووفقاً للتقارير، فإن إسرائيل تشعر بقلق متزايد إزاء القوة البحرية التركية، خاصة في ظل موقف أنقرة الرافض للمجازر في فلسطين وصوتها المرتفع ضد الإبادة الجماعية في غزة.
وقد أعيد تداول أكثر المخاوف حساسية داخل أروقة القرار في تل أبيب، وهو ما عبر عنه تحليل للجنرال السابق في البحرية الإسرائيلية والأكاديمي البارز البروفيسور شاؤول حوريف، الذي قال إن دعم أنقرة العلني للشعب الفلسطيني ومبادراتها الإنسانية قد تأخذ بعداً عسكرياً في المستقبل.
وأكد التحليل أن “الموقف الصريح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان من الوضع في غزة، يثير قلقاً استراتيجياً في تل أبيب”، مشيراً إلى ضرورة أن تكون إسرائيل مستعدة لأي تحركات سياسية أو استراتيجية قد تأتي من الجانب التركي عبر البحر.
“دعم بحري”
ولفت التقرير إلى أن السفن “مادلين” و”هندالة”، التي أبحرت في يونيو/حزيران محمّلة بالمساعدات الإنسانية لغزة، تحظى بدعم تركي، واعتُبر هذا الدعم “دليلاً ملموساً على التضامن”. وحذر حوريف من أن هذا الدعم قد يتطور لاحقاً ليشمل مرافقة من قبل البحرية التركية، ما سيشكل مرحلة جديدة ومختلفة.
القلق الحقيقي: القوة البحرية التركية
وشدد التحليل على أن “القدرة العسكرية واللوجستية لتركيا في شرق المتوسط يجب أن تخضع لمراقبة دقيقة من قبل إسرائيل”، معتبراً أن الرأي العام الإسرائيلي يتابع عن كثب خطوات تركيا لتعزيز نفوذها في المنطقة، ويجب الاستعداد لجميع السيناريوهات.
اقرأ أيضاانطلاق أول تدفّق للغاز الأذربيجاني إلى سوريا عبر تركيا!
السبت 02 أغسطس 2025وقال حوريف إن “تركيا، في حال وقوع صراع محتمل، ستفضل التحرك عبر البحر”، مشيراً إلى أن خروج السفن الحربية التركية من مضائقها يشكل رسالة واضحة لإسرائيل.
المصدر: تركيا الآن
كلمات دلالية: تركيا اخبار تركيا اسرائيل البحرية التركية تركيا واسرائيل غزة تل أبیب
إقرأ أيضاً:
على إسرائيل الاستعداد لزلزال الألف عام… فاتركوا غزة وكفوا عن عقلية التوسع
صراحة نيوز- كتب أ.د. محمد الفرجات
الكوكب وبعد زلزال أمس شرق روسيا والبالغ 8.8 درجات، وبعد زلازل تركيا مؤخرا، وبعد الثوران البركاني الكبير في مواقع مختلفة، ورصد ظاهرة الانحراف المغناطيسي المتسارعة، لم تعد رسائل الطمأنة مجدية في مناطق الخطر على سطحه.
وفي خضم المواجهات المستمرة في غزة، والتوترات الأمنية الممتدة مع لبنان وسوريا وإيران، تُهمل إسرائيل تهديدًا أكثر خطورة، لا يُرى بالعين المجردة، ولا يُردع بالقبة الحديدية أو المفاوضات: زلزال ضخم قادم على طول صدع البحر الميت التحويلي، تتراكم طاقته منذ قرون، وقد اقترب موعد انفجاره.
الزلزال المؤجل: واقع جيولوجي لا يمكن تجاهله:
تشير الدراسات الزلزالية على امتداد صدع البحر الميت، وهو جزء من نظام الصدوع السوري-الإفريقي (Dead Sea Transform Fault System)، إلى أن المنطقة لم تشهد زلزالًا كبيرًا (بقوة تتجاوز 6.5 درجات) منذ زلزال عام 1033م، الذي خلّف دمارًا هائلًا في طبريا، أريحا، الخليل، القدس، غزة، وأجزاء من الساحل الفلسطيني. وفقًا لتحليل حركة الصدع، فإن الانزياح التراكمي على طول الصدع يبلغ حوالي 4.5 إلى 5.0 ملم سنويًا (Klinger et al., 2000; Agnon et al., 2006). وبذلك، وخلال 1000 عام، تراكمت طاقة كافية لانزياح يتجاوز 4.5 أمتار، وهي كافية نظريًا لحدوث زلزال بقوة 7.3 إلى 7.5 درجات.
ورقة علمية حديثة (Wechsler et al., 2020) المنشورة في “Journal of Geophysical Research” تؤكد أن المنطقة الواقعة بين البحر الميت وبحيرة طبريا تمثل فجوة زلزالية (Seismic Gap)، وهي منطقة لم تطلق طاقتها الزلزالية منذ أكثر من ألف عام، على الرغم من نشاط مستمر في المناطق المجاورة.
ما هو السيناريو المتوقع؟
إذا تعرض النطاق المذكور لزلزال الألف عام، فإن النموذج الزلزالي يشير إلى زلزال بقوة تتراوح بين 7.2 و7.5 درجات، مع شدة اهتزاز تصل إلى IX على مقياس ميركالي المعدّل (USGS, 2023). مثل هذا الحدث قد يؤدي إلى:
تدمير أكثر من 60% من المباني غير المدعّمة في مدن مثل طبريا وبيسان وأريحا.
سقوط آلاف الضحايا في المناطق الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية.
انهيار بنى تحتية حساسة مثل الجسور، محطات الكهرباء، وأنظمة المياه.
موجات تسونامي في البحر الميت، وإن كانت محدودة النطاق.
تصدعات وإنهيارات ظاهرة تدمر الشوارع وشبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي.
تبعات نفسية وبيئية وصحية.
تعطل خطوط الامداد الداخلي.
تحذير أكبر من الحرب:
دراسة جامعة تل أبيب لعام 2018 أظهرت أن 80% من المباني في إسرائيل لم تُبنَ وفقًا لكود الزلازل المعتمد بعد عام 1980، خاصة في الأحياء الشرقية من القدس ومدن شمال الضفة الغربية. وتوقعت الدراسة أن زلزالًا بقوة 6.5 درجات فقط، قد يسبب انهيارًا لما لا يقل عن 28,000 مبنى، ووفاة أكثر من 16,000 شخص في أسوأ سيناريو (Bar-El et al., 2018).
الزلزال المنتظر لا يميز بين مدن إسرائيلية وفلسطينية، ولا بين منشآت عسكرية أو مدارس، فهو “عقوبة طبيعية صماء” إن جاز التعبير، لا تفهم السياسة ولا تنحاز لأحد.
غليان شرق المتوسط: علامة إنذار بحري:
يضاف إلى ذلك التحول غير المسبوق في حرارة مياه شرق البحر الأبيض المتوسط، حيث وصلت درجة حرارة السطح في صيف 2023 إلى 30.5 مئوية قرب السواحل اللبنانية والفلسطينية، بزيادة تفوق 1.8 درجة عن المعدلات السنوية (European Copernicus Program, 2023). هذه الزيادة قد تؤثر على التوزيع التكتوني بشكل أو بآخر، وتُسرّع عمليات التصدّع في القشرة البحرية، مما يرفع احتمالية حدوث زلازل بحرية أو حتى موجات تسونامي مثل تلك التي ضربت بيروت عام 551م.
الربط الجيولوجي بين الصفيحتين الإفريقية والأوروآسيوية في شرق المتوسط يخلق وضعًا زلزاليًا مركبًا، حيث أن انزلاقًا بحريًا عميقًا قد يتزامن مع تمزق على صدع البحر الميت، منتجًا هزّة مزدوجة – برية وبحرية – تضرب قلب المنطقة من البر إلى الساحل.
الدروس من التاريخ:
زلزال عام 551م على الساحل اللبناني، بقوة ~7.5، تسبّب في تدمير بيروت وصيدا، وأطلق تسونامي هائل، قدر عدد ضحاياه بأكثر من 30,000.
زلزال عام 1033م على طول غور الأردن دمّر أكثر من 30 بلدة، وشعر به سكان مصر والشام، وخلّف تشققات أرضية غيّرت مسار الأنهار.
زلزال 1927 في أريحا، بقوة 6.3 درجات، أسقط نحو 500 قتيل رغم تواضع البنية السكانية آنذاك.
بين الإهمال والاستعداد:
في مواجهة هذا الخطر المتصاعد، فلا جدوى من القبة الحديدية حين تنهار المستشفيات، ولا تنفع الغواصات النووية حين تُبتلع البنى التحتية تحت الركام.
تواجه إسرائيل تحديات تفاقم الخطر الزلزالي كما يلي:
1. البنية التحتية في المدن المعرضة للخطر، وقلة تطبيق كود الزلازل.
2. أكثر من 1,200 مدرسة و250 مستشفى تقع على خط الصدع أو بالقرب منه.
3. غياب نظام الإنذار المبكر بالتعاون مع الأردن وفلسطين وتركيا وقبرص.
4. قلة الوعي بالخطر الزلزالي لدى المدنيين.
5. عدم دمج مراكز البحث الزلزالي وقلة تبادل البيانات الزلزالية على مستوى الإقليم.
زلزال قادم لا يعترف بالعزلة ولا بالاحتلال:
إذا كانت إسرائيل جادة في الاستعداد لما هو قادم، فإن المسألة ليست هندسية أو تقنية فقط، بل جيواستراتيجية وإنسانية بالدرجة الأولى. فالتعامل مع الزلازل الكبرى لا يتم بمعزل عن الجوار، بل يتطلب تعاونًا إقليميًا شاملاً في مجالات الرصد، وتبادل البيانات، وإدارة الطوارئ، والإخلاء، والإغاثة. وهذا لا يمكن تحقيقه في بيئة سياسية تقوم على العداء والحصار والحروب المتكررة مع جميع دول الإقليم، من غزة ولبنان وسوريا، إلى إيران واليمن.
إن الاستقرار الداخلي شرطٌ لا يمكن تجاوزه في أي منظومة جاهزية حقيقية، ولا يتحقق إلا من خلال حل سياسي عادل للصراع مع الشعب الفلسطيني، يقوم على الاعتراف بحقه التاريخي، ورفع الظلم المتمثل في القتل والتشريد والتجويع، ووقف الاستيطان ومصادرة الأراضي. إن حل الدولتين، بإجماع المجتمع الدولي، ليس فقط مطلبًا إنسانيًا، بل ضرورة وجودية لضمان التماسك المجتمعي في مواجهة الكوارث الطبيعية، لأن الشعوب المستقرة والمتصالحة داخليًا فقط، هي القادرة على الصمود والتعافي.
الزلازل لا تقرأ الخرائط السياسية، ولا تعترف بخطوط التماس أو الاتفاقات العسكرية. الزلزال القادم، في حال وقوعه، سيكون مأساة بشرية وجيوسياسية عابرة للحدود، ولن يوقفه احتلال أو إنذار مبكر أو اعتراض جوي.
لقد أنذرت الأرض، وسجّلت ذاكرتها تحت أقدامنا. والحوض الخسفي العملاق العميق بإزاحته الجانبية البالغة 105 كم حصلت على شكل زلازل.
بقي فقط أن نُصغي لصوت العلم قبل أن يعلو صوت الركام.
كما وأنه قد آن للإقليم إن ينظر لأمنه المائي والغذائي والطاقي والزلزالي والوبائي، وتأمين مستقبل الأجيال القادمة، وأن على إسرائيل أن تعي بأنها كانت وما زالت سببا يمنع ذلك، فإما السلام أو مستقبل مظلم للجميع.
إسرائيل حولت ذاتها إلى آلة حرب من أجل أمنها، وبنت الجدران العازلة، وخلال آخر عامين أنفقت عشرات المليارات على الحرب، بينما كانت قد أخرت وأعاقت خطط تعافي لإقليم والعالم الخارجين من سنوات كورونا العجاف، والمقبلين على سنوات أشد بسبب التغير المناخي.
أستغرب حقيقة أن لا نسمع من إسرائيل سوى صوت قادة الحرب وأصحاب عقلية التوسع، بينما لا نسمع شيء من الداخل الإسرائيلي ولا عن الرأي العام الاسرائيلي الداعي للسلام؛ أكاديميين، باحثين، طلبة جامعات، قوى عمالية، نقابات، منظمات مدنية، أحزاب… إلخ.
كم جامعة ومركز بحثي في غزة إختفت عن الوجود؟