نزيف اقتصادي ونزوح متواصل.. حقيقة خسائر إسرائيل من المواجهة مع حزب الله
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
القدس المحتلة- بمرور 8 أشهر على المواجهة العسكرية الدائرة مع حزب الله، تعجز الحكومة الإسرائيلية عن توفير الأمن لسكان الجليل الأعلى والغربي والمنطقة الشمالية، وسط تصاعد الانتقادات لحكومة بنيامين نتنياهو، وتوجيه الاتهامات لجيشه بالفشل في حسم المعركة وعجزه عن وقف إطلاق النار.
كما تتواصل موجة النزوح للإسرائيليين عن البلدات والمستوطنات الحدودية مع لبنان، وتستمر معها الخسائر الفادحة بسبب تضرر الممتلكات والبني التحتية والمشاريع التجارية والاقتصادية والزراعية.
ومنذ اندلاع الحرب، أطلق حزب الله أكثر من 3 آلاف صاروخ باتجاه إسرائيل، وتعرضت العشرات من المستوطنات التي تم إخلاء سكانها لأضرار جسيمة.
سجلت مديرية "الأفق الشمالي" التابعة لوزارة الأمن الإسرائيلية، تدمير 930 منزلا ومبنى تضررت بالكامل جراء نيران حزب الله. ومن 86 مستوطنة بالمناطق الشمالية، نزح 70 ألف إسرائيلي يشكلون معظم سكانها، في حين قُتل 25 من الجنود والمدنيين، وأصيب المئات بجروح متفاوتة منذ بداية المواجهة على الجبهة الشمالية.
كما لحقت أضرار وخسائر كبيرة بالمنازل، بالإضافة للحقول والمزارع ومشاريع تربية الدواجن والأبقار، جراء صواريخ حزب الله، في حين تسببت حركة مدرعات الجيش الإسرائيلي بنحو ربع الأضرار، وخصوصا بالطرقات ومشاريع البنى التحتية.
ويقدّر المسؤولون الأمنيون أن سكان المستوطنات التي تعرضت لأضرار جسيمة لن يتمكنوا من العودة إلى منازلهم، إلا بعد مرور عام على انتهاء القتال، نظرا للحاجة إلى ترميم الدمار الناجم عن المواجهة مع حزب الله، بحسب ما أفادت القناة 12 الإسرائيلية.
وقال موشيه دافيدوفيتش، رئيس المجلس الإقليمي بمنطقة "متيا آشير" ورئيس منتدى "خط المواجهة"، إن "المستوطنات الإسرائيلية في الشمال مهملة، والبنية التحتية مدمرة، والمنازل تهدمت، والمستوطنات على السياج الحدودي مع لبنان في وضع كارثي".
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن دافيدوفيتش قوله أيضا إن هناك مجتمعات بأكملها لن تتمكن من العودة إلى بلداتها في نهاية الحرب، وقال "نحن في المجلس نقدر أن العدد قد يصل إلى 4 مستوطنات لا يمكن لسكانها العودة إليها".
وأوضح أن هناك محاولات لتقديم الحلول داخل أراضي المجلس، "لكن الواقع هنا لا يطاق، أجهزة إنذار، وصواريخ، وأسلحة مضادة للدبابات واعتراضات ونيران، باختصار المنطقة غير قابلة للعيش والحياة"، حسب وصفه.
وانتقد رئيس المجلس الإقليمي مختلف المؤسسات الإسرائيلية، واتهم الحكومة بالتخلي عن توفير الحماية منذ سنوات عديدة، مؤكدا أن تحصين المستوطنات على طول خط المواجهة مرة أخرى سيستغرق وقتا طويلا جدا، "وهذا شيء آخر سيجعل من الصعب على السكان العودة إلى منازلهم بسبب انعدام الملاجئ".
واستنتج دافيدوفيتش بناء على ذلك أن هناك بالفعل عددا لا بأس به من العائلات على طول خط المواجهة لن تعود إلى منازلها حتى لو تم ترميم المستوطنات، وقال "رفع الناس أيديهم وقرروا الانتقال من هذا المكان"، وبعد ما يقرب من 8 أشهر من الحرب، لا تمنحهم الحكومة الإسرائيلية أي أفق أو أمل في إمكانية العودة إلى منازلهم.
دعاوى وتعويضاتومع استمرار الحرب واشتداد القصف، فُتحت دعاوى تعويضات جزئية عن الأضرار التي لحقت بمستوطنات الشمال والجليل الأعلى، بلغت حوالي 2400 قضية ضد سلطة الضرائب الإسرائيلية التي تعمل بالتنسيق مع وزارة الأمن.
ودفعت سلطة الضرائب 44 مليون شيكل (12 مليون دولار) حتى الآن للسكان الذين تضررت منازلهم، في حين لا تزال مئات دعاوى التعويضات الخاصة قيد المعالجة، ويتوقع المئات من القضايا المشابهة، حسب ما أفادت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية.
كما نقلت الصحيفة عن مدير صندوق التعويضات في سلطة الضرائب الإسرائيلية أمير دهان قوله إن صندوق التعويضات التابع لها دفع منذ اندلاع الحرب نحو 13.9 مليار شيكل (3.8 مليارات دولار) تعويضا عن الأضرار العامة بمختلف المجالات المدنية والزراعية والتجارية والاقتصادية.
ويضيف دهان أنه عندما يتم النظر إلى الخسائر وحجم الضرر على الساحة الشمالية والجليل الأعلى والغربي، يمكن إدراك أن الدفع سيتواصل، ولا يمكن جرد قيمة التعويضات النهائية عن الأملاك الخاصة والمنازل، التي قد تصل إلى 5 مليارات شيكل (1.4 مليار دولار).
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن الحدث لم ينتهِ، وأن تقدير حجم الأضرار المباشرة بالممتلكات الخاصة والمنازل حتى الآن يصل إلى 2.5 مليار شيكل في جميع أنحاء البلاد، بينما تقدر الأضرار غير المباشرة بـ20 مليار شيكل. وقال "نحن أيضا علينا استعادة الشمال، حيث توجد بنية تحتية تم تدميرها بالكامل، وهذا حدث سيستمر معنا لفترة طويلة".
ومنذ بداية المواجهة على الجبهة الشمالية حتى مايو/أيار 2024، تم تقديم 535 طلبا من قبل المجالس الإقليمية الشمالية إلى وزارة الأمن الإسرائيلية، للحصول على تعويضات عن الأضرار التي لحقت بالمساكن وبالبنية التحتية للعديد من المستوطنات في الشمال بسبب أنشطة الجيش الإسرائيلي.
وأفادت صحيفة "كلكليست" الاقتصادية أنه تم تعويض السلطات المحلية والسكان، بمبلغ إجمالي قدره حوالي مليوني شيكل (555 ألف دولار)، بينما قدر حجم الأضرار الذي تتناولها هذه الطلبات بحوالي مليار شيكل (28 مليون دولار).
يقول مراسل الصحيفة يوفال أزولاي إنه في بداية الحرب تم إخلاء معظم المواطنين الذين يعيشون في 86 مستوطنة إلى ملاجئ بعيدة، بسبب تخوف الأجهزة الأمنية من اجتياح محتمل من قبل قوة الرضوان التابعة لحزب الله لمحاولة السيطرة عليها، على غرار الهجوم الذي قامت به حركة حماس يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأضاف الصحفي الإسرائيلي أن وزارة الأمن قامت بإخلاء أكثر من 70 ألف إسرائيلي من منازلهم في الشمال والجليل، ولا يلوح في الأفق موعد لعودتهم، طالما أن الحرب في غزة مستمرة، وليس لإسرائيل مصلحة في فتح جبهة قتال أكثر شدة ضد حزب الله في الوقت نفسه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات العودة إلى ملیار شیکل حزب الله
إقرأ أيضاً:
السامعي يُطلع رئيس وأعضاء مجلس النواب على حقيقة وأبعاد الحرب الاقتصادية
الثورة نت /..
أطْلع عضو المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي، رئيس وأعضاء مجلس النواب على حقيقة وأبعاد المؤامرات الخارجية التي تستهدف الاقتصاد الوطني.
ودعا السامعي خلال لقائه رئيس مجلس النواب الأخ يحيى الراعي، وعدداً من الأعضاء، إلى تعزيز وحدة الصف الوطني لمواجهة التحديات وإحباط المخططات التآمرية التي تستهدف الاقتصاد الوطني بما في ذلك النهب المنظم لثروات الشعب اليمني ومقدراته في المحافظات المحتلة من قبل مرتزقة العدوان.
وشدد على أهمية تكاتف جهود الجميع والتصدي لتلك المؤامرات، مقدراً مواقف رئيس وأعضاء مجلس النواب في متابعة القضايا التي تلامس هموم المواطنين.
وحيا السامعي، الدور المشرف لرئيس وأعضاء مجلس النواب في مواجهة المؤامرات الخارجية التي تحاك ضد الوطن، مشيدًا بدور مجلس النواب في مخاطبة الاتحادات والبرلمانات العربية والأمم المتحدة بحقيقة ما يجري من نهب لثروات ومقدرات الشعب اليمني من قبل تحالف العدوان وأدواته.
بدوره ثمن رئيس مجلس النواب جهود عضو المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي في تعزيز وحدة الصف الوطني ومواجهة التحديات التي تستهدف الوطن أرضاً وإنساناً وفي مقدمتها القضايا المتعلقة بتعزيز دور الاقتصاد والتصدي للحرب الاقتصادية التي يشنها تحالف العدوان ضد الشعب اليمني.
ولفت إلى أهمية رفع مستوى الوعي وإحباط كافة المؤامرات التي تستهدف الوطن ومقدراته، وتوحيد الجهود لمواجهة تلك التحديات التي تحاول النيل من اليمن بسبب مواقفه المشرفة الداعمة والمساندة للشعب الفلسطيني.
وبارك رئيس مجلس النواب إعلان القوات المسلحة اليمنية، بدء تنفيذ المرحلة الرابعة من الحصار البحري على موانئ العدو الصهيوني، والذي يؤكد صدق وثبات واستمرار مواقف اليمن قيادة وشعبًا في نصرة وإسناد غزة.
وأثنى على دور قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والقيادة السياسية، في ثبات الموقف اليمني المساند لغزة وكل فلسطين، مثمناً الانتصارات التي حققتها العمليات العسكرية النوعية للقوات المسلحة اليمنية في استهداف عمق العدو الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وجدد الأخ يحيى الراعي التأكيد على أن نجاح الحصار الجوي والبحري المفروض على الموانئ والمطارات في الأراضي الفلسطينية المحتلة يترجم حكمة واقتدار القيادة الثورية والسياسية والعسكرية العليا.
حضر اللقاء عدد من رؤساء ومقرري اللجان الدائمة بمجلس النواب.