هدد طليقته بالقتل.. 24 يونيو محاكمة فنان شهير ظهر في مسلسل الأسطورة
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
حددت محكمة استئناف القاهرة جلسة 24 يونيو لنظر أولى جلسات إعادة إجراءات محاكمة الفنان محمد غنيم سبق الحكم عليه غيابيا في اتهامه بتهديد طليقته بالقتل والسب والقذف والخوض في شرفها.
وكانت محكمة جنوب القاهرة قضت بالحبس 3 سنوات للفنان محمد غنيم في اتهامه بسب وقذف زوجته وتهديدها بالقتل واتهامها بالجمع بين زوجين بسبب خلافات بينهم.
وكانت قد أمرت نيابة جنوب القاهرة الكلية، بإحالة الممثل والطبيب محمد غنيم للمحاكمة؛ بتهمة تهديد طليقته "مذيعة" بإفشاء أمور خادشة للشرف وتهديدها بالقتل، بدائرة قسم شرطة مصر القديمة.
وجاء في أمر الإحالة الذي أعده المستشار شادي البرقوقوي في القضية رقم 15486 لسنة 2022؛ جنايات قسم مصر القديمة؛ المقيدة برقم 2307 لسنة 2022، كلي جنوب القاهرة- أن النيابة العامة تتهم محمد غنيم 63 سنة، طبيب بشري وممثل مخلي سبيله أنه في غضون عام 2022، بدائرة قسم شرطة مصر القديمة محافظة القاهرة؛ هدد المجني عليها رانيا نبيل؛ كتابة وشفها بواسطة زينب حسن؛ بارتكاب جريمة ضد النفس مهددًا إياها بالقتل وإفشاء أمور خادشه بالشرف وكان ذلك مصحوبًا بطلب التحصل منها على مبلغ مالي على النحو المبين بالتحقيقات.
كما تعمد إزعاج ومضايقة المجني عليها رانيا نبيل بإساءة استعمال أجهزة الاتصالات على النحو المبين بالتحقيقات، وسب وقذف المجني عليها بطريق التليفون، بأن وجه إليها ألفاظًا مبينة وصفًا بالأوراق؛ وأسند إليها أمورًا لو صدقت أوجبت احتقارها عند أهل وطنها، وتضمنت تلك الأمور والألفاظ طعنًا في عرضها وخدشًا لشرفها واعتبارها ولسمعة عائلتها على النحو المبين بالتحقيقات.
وأشار أمر الإحالة إلى أن المتهم قذف المجني عليها - بقنوات تليفزيونية وبث مرئي على شبكة المعلومات الدولية - بأن أسند إليها أمورًا لو صدقت لأوجبت عقابها واحتقارها عند أهل وطنها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الفنان محمد غنيم محمد غنيم محكمة استئناف القاهرة المجنی علیها محمد غنیم
إقرأ أيضاً:
غزة .. وإسقاط الأسطورة
على مدار المواجهات المتكررة مع قطاع غزة، برزت بوضوح إخفاقات الاحتلال الصهيوني في تحقيق أهدافه العسكرية والسياسية، لتتوج هذه الإخفاقات اليوم بطوفان الأقصى ومحرقة غزة الكبرى. لم يعد هذا مجرد انطباع فلسطيني أو رؤية ميدانية محدودة، بل تحول إلى واقع ملموس يعترف به قادة الاحتلال ومفكروه الاستراتيجيون، الذين يعترفون بسقوط ما كان يُعتبر “الجيش” الأسطورة، الذي استند لسنوات على الردع والقوة العسكرية الساحقة.
كشفت غزة هشاشة تلك الأسطورة، وأظهرت أن الاعتماد على قواعد الاشتباك التقليدية وكثافة النيران والعمليات العسكرية الممنهجة ضد المدنيين لا تحقق الانتصار ولا تؤسس لمعادلات مستقبلية ناجحة. إذ تجاوزت المقاومة الفلسطينية، من خلال إرادتها الصلبة وقدراتها التكتيكية، الحواجز التقنية والجدران الذكية، لتضرب العمق الاستراتيجي للكيان المحتل وتضعه أمام تآكل متسارع على الصعد العسكرية والسياسية والاجتماعية.
في ظل هذه المعطيات، يواجه القرار الصهيوني أزمة استراتيجية عميقة، حيث تجلت حالة الانقسام والتباين داخل المجتمع وأطيافه السياسية المتطرفة، ما أدى إلى تعثر في صياغة موقف حاسم تجاه ملف غزة، وفتح الباب أمام سيناريوهات محفوفة بالمخاطر لاستعادة الردع المفقود، التي يراها محللون عسكريون (إسرائيليون) مغامرات قد تفضي إلى كارثة.
وفي هذا السياق، تبدو محاولات الاحتلال في قتل المدنيين وتجويع السكان، من أعلى المستويات السياسية إلى القيادة العسكرية، مساعي يائسة لإعادة رسم صورة “إسرائيل القادرة”. غير أن المعطيات الميدانية تؤكد أن إسقاط غزة بات مستحيلاً، وأي مغامرة من هذا النوع قد تمثل المسمار الأخير في نعش الكيان الظالم الذي لم يكتب له الاستمرار لما بعد العقد الثامن.
اعترافات متزايدة من داخل الأوساط الأمنية والسياسية الصهيونية تكشف عن فشل الاستراتيجية الحربية، التي تحولت من شعارات “النصر الكامل” و”إبادة المقاومة” إلى أعباء ثقيلة مع تزايد الخسائر البشرية واستنزاف القوات، وتراجع الدعم الدولي، وانهيار صورة الجيش في أعين الرأي العام العالمي وحتى داخل صفوف الجيش نفسه، مع تحميل نتنياهو المسؤولية المباشرة عن هذا الفشل المستمر، والذي بات سؤالاً وجودياً للكيان الصهيوني بأسره.
(إسرائيل) اليوم أمام خيارات ضيقة ومأزق مركب، إما الهزيمة الاستراتيجية، وفق تحذيرات قيادات عسكرية غربية، وما يعنيه ذلك من انهيارات داخلية وتراجع على الساحة الإقليمية والدولية، أو الدخول في إدارة صراع مستدام بحدود ضيقة، تعتمد على ردع هش لا يتجاوز إطار التغطية الإعلامية والتصريحات السياسية، فيما الشعب الفلسطيني يثبت أن المقاومة التي تقاتل من أجل الوجود لا تُقهَر.
مع استمرار مأساة غزة، تتسارع الأحداث نحو أسوأ السيناريوهات المحتملة لانهيار الكيان الصهيوني، بدءاً من تصاعد الوعي الوطني الفلسطيني الذي يحول الهوية إلى مشروع تحرر ذكي وشامل، مروراً بهجمات نوعية تعرقل العمق الصهيوني تكنولوجياً ونفسياً، وانهيار الجبهة الداخلية بإشكالات نفسية وهجرات متزايدة، وصولاً إلى انكشاف الفساد الداخلي وتفكك الثقة في المؤسسات العسكرية والقضائية.
في ظل تصاعد الضغوط الديموغرافية، وتراجع الردع النووي، وامتداد حالات التمرد داخل صفوف الجنود، وانهيار الاقتصاد، تتجه (إسرائيل) نحو فوضى سياسية واجتماعية مفتوحة، تعززها انتفاضات داخلية وعمليات مقاومة في العمق، ما يؤدي إلى تدهور الأمن الداخلي وتزايد حالة الرعب بين المستوطنين، في وقت تخسر فيه تل أبيب حلفاءها الدوليين وتُترك لمواجهة مصيرها المحتوم.
في المحصلة، فرضت غزة معادلة جديدة على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث لم تعد (إسرائيل) وحدها من يحدد قواعد اللعبة، بل باتت المقاومة الفلسطينية طرفاً فاعلاً قادراً على هدم الأساطير السياسية والعسكرية، وخلق مآلات معقدة تتطلب من صناع القرار الإقليميين والدوليين إعادة تقييم مواقفهم. ويبقى السؤال المصيري: هل سيتجه الإقليم إلى استثمار هذا الواقع الجديد نحو إدارة تفاوضية متوازنة تنهي محرقة غزة، أم سيغرقون المنطقة في أزمات متتالية تهدد استقرارها بأسره.
*رئيس مركز غزة للدراسات والاستراتيجيات