حزب المؤتمر الوطني الأفريقي يدرس خياراته لتشكيل ائتلاف حاكم
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
يجري حزب المؤتمر الوطني الأفريقي محادثات داخلية عالية المستوى يوم الثلاثاء بشأن الأحزاب التي ينبغي أن يتواصل معها لتشكيل الحكومة المقبلة في جنوب أفريقيا، مع وضع الماركسيين المعارضين تماما وأنصار السوق الحرة على قائمة الخيارات.
وبعد 30 عاما من الهيمنة منذ أن قاده نيلسون مانديلا إلى السلطة بانتخابات عام 1994 التي شهدت نهاية الفصل العنصري، خسر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أغلبيته في الانتخابات الوطنية التي جرت الأسبوع الماضي، لكنه يظل الحزب الأكبر دون أن يكون قادراً على الحكم بمفرده.
لقد عاقب الناخبون حركة التحرير السابقة بسبب المستويات المرتفعة من الفقر والبطالة وعدم المساواة وتفشي الجريمة وانقطاع التيار الكهربائي المتكرر والفساد، وهي المشاكل التي أعاقت تقدم جنوب أفريقيا، وسوف تمثل تحدياً للحكومة المقبلة. وسيحصل المؤتمر الوطني الأفريقي على 159 مقعداً من أصل 400 بالجمعية الوطنية الجديدة، في حين سيحصل التحالف الديمقراطي المناصر للسوق الحرة على 87 مقعداً، بينما ينال حزب "إم كيه" الشعبوي على 58 مقعداً، وحزب "المناضلون الماركسيون من أجل الحرية الاقتصادية" على 58 مقعداً.
ويقول بعض المحللين إن الجميع ينتظر قرار المؤتمر الوطني الأفريقي، في ضوء الضغوط الكبيرة عليه من قبل الشركات الكبرى في البلاد للعمل مع التحالف الديمقراطي الذي يقدم نفسه على أنه بطل اقتصاديات السوق الحرة ويفضل إلغاء بعض إجراءات تمكين السود الرائدة التي اتخذها حزب المؤتمر والتي يقول إنها لم تنجح. وكثيرا ما يتهم الحزب الديمقراطي بأنه يمثل مصالح الأقلية البيضاء المتميزة، ويرفض هذا الوصف ويقول إن الحكم الجيد يفيد جميع مواطني جنوب أفريقيا.
ويجب أن ينعقد البرلمان الجديد بحلول 16 يونيو/حزيران، وسيكون من أولى أعماله اختيار رئيس البلاد. وفي ظل الوضع الحالي، يبدو من المرجح أن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي يصر على بقاء الرئيس الحالي سيريل رامافوزا، على الرغم من احتمال تعرضه لضغوط للاستقالة نظرا للأداء الضعيف لحزبه.
وقد اجتمعت لجنة عمل مكونة من 27 مسؤولا من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، أمس، لوضع قائمة خيارات لتقديمها إلى اللجنة التنفيذية الوطنية للحزب اليوم الأربعاء.
السيناريوهاتنشر موقع ديلي مافريك الإخباري الجنوب إفريقي تفاصيل من 3 وثائق نقاش داخلية لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي قال إنه حصل عليها، وتحدد السيناريوهات.
السيناريو الأولووفقا لإحدى تلك الوثائق، كان الخيار المفضل هو اتفاق الثقة والعرض الذي سيتولى بموجبه حزب المؤتمر الوطني الأفريقي السلطة التنفيذية، مع بعض المناصب لحزب الحرية إنكاثا (17 مقعدا) في حين سيكون لحزب التحالف الديمقراطي (87 مقعدا) واليد العليا في البرلمان فيتولى رئاسته ومناصب اللجنة القوية.
السيناريو الثانيوبموجب هذا السيناريو، قد يوافق حزبا التحالف الديمقراطي والحرية إنكاثا على دعم حكومة الأقلية لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي في الأصوات الرئيسية مثل الميزانية أو أي حجب الثقة، مقابل الحصول على موافقة البرلمان مع تنازلات سياسية ومشاركة في العملية التشريعية.
السيناريو الثالثوهو الخيار الأفضل، وفقًا للوثيقة، بأن يتم تشكيل حكومة ائتلافية تضم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، والحزب الديمقراطي، وحزب الحرية أنكاثا. وقالت الوثيقة إن هذا من شأنه أن يخاطر بتنفير بعض أنصار حزب المؤتمر لأن إيجاد أرضية مشتركة كافية بشأن كل الملفات السياسية سيكون تحديا.
هو الخيار الأقل تفضيلا -بحسب الوثيقة- حيث يقترح تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم مجموعة واسعة من الأحزاب. وقالت الوثيقة إن هذا قد ينطوي على خطر عدم الاستقرار والانهيار، أو انسحاب حزب أو أكثر، مما يترك حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في ائتلاف مع حزبي الحرية الاقتصادية وإم كيه بزعامة الرئيس السابق جاكوب زوما.
ورفض متحدث باسم حزب المؤتمر التعليق على محتوى تقرير ديلي مافريك. وتم وصف التحالف بين حزب المؤتمر و"المناضلون الماركسيون من أجل الحرية الاقتصادية، أو حزب إم كيه بأنه "سيناريو يوم القيامة" وسينظر إليه على أنه مثير للقلق للغاية من قبل الأسواق المالية والمستثمرين الأجانب.
ويدعو "المناضلون الماركسيون من أجل الحرية الاقتصادية" بقيادة جوليوس ماليما، الزعيم السابق المثير للجدل لجناح الشباب بحزب المؤتمر الذي انشق عن الحزب، إلى تأميم المناجم والبنوك والاستيلاء على الأراضي من المزارعين البيض لإعادة توزيعها على السود، بينما يدعو حزب "إم كيه" -الذي كان أداؤه قوياً بشكل مدهش، وخاصة في مقاطعة كوازولو ناتال، مسقط رأس زوما- إلى مصادرة الأراضي وتأميمها، فضلاً عن إلغاء الدستور وإنشاء غرفة برلمانية مكونة من الحكام التقليديين.
وينظر العديد من المحللين إلى الحزب على أنه وسيلة يستخدمها زوما للانتقام من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي (حزبه السابق) بعد أن أجبر على الاستقالة من منصب الرئيس عام 2018 بعد سلسلة من فضائح الفساد. ومنذ ذلك الحين أصبح عدوًا عنيدًا لرامافوزا.
وكانت جميع أحزاب المعارضة شديدة اللهجة في إدانتها لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي خلال فترة الانتخابات، ومن المتوقع أن تكون المحادثات بين الأحزاب صعبة للغاية.
وكان حزب المؤتمر الوطني قد حصل نحو 40% من الأصوات في الانتخابات البرلمانية التي جرت الأربعاء الماضي، مما شكل انتكاسة بالنظر إلى النسبة التي حصل عليها في البرلمان المنتهية ولايته والبالغة 57.5%.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات حزب المؤتمر الوطنی الأفریقی التحالف الدیمقراطی الحریة الاقتصادیة جنوب أفریقیا
إقرأ أيضاً:
أسطول الحرية يعلن أكبر توسّع في حملات كسر حصار غزة منذ تأسيسه
أعلن تحالف أسطول الحرية عن خطة توسّع هي الأكبر منذ تأسيسه قبل أكثر من 15 عامًا، تشمل مضاعفة مشاريع كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة خلال عام 2026، وذلك في ختام اجتماعاته السنوية التي احتضنتها العاصمة الإيرلندية دبلن بين 5 و8 ديسمبر/كانون الأول 2025.
وشارك في الاجتماعات مندوبون من الحملات الوطنية الأعضاء، ولجان التحالف المركزية، وممثلو شبكات تضامن دولية من أوروبا وأمريكا الشمالية وأفريقيا وأستراليا ونيوزلندا، بهدف تقييم موسم الإبحار لعام 2025 ووضع رؤية موسّعة للتحركات البحرية والبرية في العام المقبل.
تحذير من كارثة إنسانية.. “الشتاء يهدد مئات آلاف النازحين"
قال التحالف إن اجتماعات دبلن جاءت في وقت يشهد فيه قطاع غزة ظروفًا إنسانية "بالغة القسوة"، إذ تستمر إسرائيل ـ وفق تعبيره ـ بـ"انتهاك" وقف إطلاق النار، مع استمرار القيود المشددة على دخول المساعدات الأساسية، بما يشمل الخيام والبطانيات والمستلزمات الطبية وحليب الأطفال.
وحذّر المشاركون من أن مئات الآلاف من النازحين يواجهون مخاطر حقيقية في ظل شتاء قارس يفاقم نقص المأوى والمواد الإغاثية، مؤكدين أن الوضع الإنساني “لا يمكن احتماله”.
تحالف من 18 حملة.. وسفن ترفع راية المقاومة المدنية
يضم تحالف أسطول الحرية، الذي انطلق عام 2010، نحو 18 حملة وطنية، أبرزها اللجنة الدولية لكسر الحصار، ومنظمة IHH التركية، ومجموعات تضامن من أوروبا وأمريكا الشمالية وجنوب أفريقيا وأستراليا.
وتمكّن التحالف خلال الأعوام الماضية من إطلاق عشرات القوارب بهدف تحدّي الحصار البحري على غزة، من بينها سفن “مادلين” و”حنظلة” و”الضمير” التي أبحرت خلال موسم 2025.
وقال المجتمعون إن هذه الجهود ستشهد توسعًا "غير مسبوق" في 2026 عبر زيادة عدد السفن المشاركة، وتوسيع الشراكات الدولية، وتنظيم تحركات متزامنة في مختلف دول العالم.
قلق من قرار مجلس الأمن 2803.. "تهديد للقانون الدولي"
وتزامن اجتماع دبلن مع صدور قرار مجلس الأمن رقم 2803، الذي اعتبره التحالف "خطوة خطيرة قد تُضعف القانون الدولي وتعيد إنتاج وصاية دولية على غزة"، محذّرًا من أن القرار لا يعزز الحقوق الفلسطينية ولا يساهم في إنهاء معاناة سكان القطاع.
انضمام مبادرات دولية جديدة وتنسيق موسّع لعام الإبحار 2026
شهد الاجتماع انضمام مبادرتين دوليتين بارزتين إلى جهود التحالف خلال عام 2025، هما مبادرة "أسطول الصمود العالمي" ومبادرة "ألف مادلين إلى غزة"، ما رفع عدد القوارب المشاركة هذا العام إلى مستوى غير مسبوق.
وناقشت المبادرتان مع قيادة التحالف خططًا مشتركة لتوسيع الإبحار عام 2026، بما في ذلك: زيادة عدد السفن المشاركة، توسيع المشاركة الشعبية والدولية، تنسيق فعاليات ضغط وتضامن في مختلف القارات، تعزيز انخراط البرلمانيين والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني
وفي تصريح خاص لـ"عربي21"، قال زاهر بيراوي، رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، إن توسيع أنشطة الإبحار في 2026 يأتي استجابة مباشرة لتفاقم المأساة الإنسانية في القطاع.
وأضاف بيراوي: "لن يقف المجتمع المدني الدولي مكتوف الأيدي بينما يُترك أكثر من مليوني إنسان يواجهون الحصار والموت البطيء. التحرك الشعبي الدولي ضرورة أخلاقية وسياسية اليوم".
وأكد أن أسطول الحرية سيستمر حتى رفع الحصار بالكامل واستعادة غزة لحقها في الحياة والحرية، مشددًا: "الإبحار إلى غزة سيظل أداة سلمية للمقاومة المدنية وحشد التضامن العالمي، ولن نتراجع إلى أن يعيش الفلسطينيون بكرامة وعدالة".
واختتم التحالف اجتماعاته بالتأكيد أن غزة "بحاجة إلى جهد عالمي مضاعف"، وأن عام 2026 سيشهد أوسع حملة دولية لكسر الحصار منذ انطلاق أسطول الحرية، بمزيج من التحرك البحري والضغط السياسي والإعلامي، إلى جانب تعبئة جماهيرية عبر العالم.