بعد نحو ثمانية أشهر من الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، يعاني السكان من وضع إنساني مأساوي.

حيث بدأت هذه الأزمة برد فعل على هجوم شنته حركة حماس، حيث أسفرت الإحصاءات الإسرائيلية عن مقتل نحو 1200 شخص.

وقُتل أكثر من 36 ألف فلسطيني، ودمر الهجوم مساحات شاسعة من القطاع، ما تسبب في مخاوف من وجود آلاف القتلى تحت الأنقاض.

كما أن النزوح أصبح واقعًا، حيث هجر نحو مليون شخص مدينة رفح في جنوب القطاع، بعضهم هربًا من العنف مرارًا وتكرارًا.

فالنازحون يعيشون في ظروف قاسية، فقد أجبروا على العيش في مناطق جرداء أو مبان تم هدمها جزئيًا بسبب القصف، دون وجود مرافق أساسية كالمياه والصرف الصحي.

وتفاقم الوضع مع حريق ناجم عن القصف الجوي الإسرائيلي، أودى بحياة 45 شخصًا في خيام النازحين في رفح.

ورغم تأكيد إسرائيل على استهدافها قادة حماس فقط، إلا أن الضحايا المدنيين لم يكونوا بمأمن.

كما تحذر الأمم المتحدة من مجاعة محتملة في غزة، حيث انخفضت كمية المساعدات الإنسانية بنسبة كبيرة منذ بدء الهجوم، إضافة إلى ذلك، فإن إغلاق معبر رفح مع مصر وتكدس الشاحنات وفساد الأغذية يزيدان من المعاناة.

وقد تحسنت الإمدادات إلى شمال غزة قليلًا، ولكن المخاوف من "مجاعة شاملة" ما زالت قائمة، بالإضافة إلى ذلك، يعاني الأطفال من سوء التغذية، حيث يُظهر التقرير أن 10.4% من الأطفال يعانون من درجات مختلفة من سوء التغذية.

وتتسبب القتالات ونقص الغاز في إغلاق بعض المخابز، مما يزيد من الصعوبات التي يواجهها السكان، في حال عدم توفير الحلول العاجلة، من المحتمل أن تزداد الأوضاع الإنسانية سوءًا في غزة، ما يستدعي تدخل دولي عاجل لتخفيف معاناة السكان.

والنزاع الدائر في غزة قد تسبب في دمار للقطاع الصحي، وأثار استنكارًا دوليًا لإجراءات إسرائيل في اجتماع لمنظمة الصحة العالمية في 29 مايو.

و وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعمل 14 من أصل 36 مستشفى في غزة فقط، وتعتبر عملية رفح عائقًا لنقل المرضى وتدفع بقطع إمدادات الرعاية الصحية، بين المصابين بأمراض خطيرة داخل القطاع، هناك فتى يبلغ من العمر عشر سنوات يعاني من السرطان.

كما يحذر عمال الإغاثة من تفاقم المخاطر الصحية بسبب طفح شبكة الصرف الصحي ونقص المراحيض.

وتقوم بعض الأسر بصنع مراحيض مؤقتة، بينما تجري مياه الصرف الصحي في الشوارع في بعض المناطق الأخرى.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مصر رفح مساعدات حماس مدنيين التغذية استهداف سوء التغذية منظمة الصحة معبر رفح حركة حماس مدينة رفح منظمة الصحة العالمية المياه والصرف الصحي نقل المرضى القصف النازحين شمال غزة المياه والصرف الصعوبات منظمة الصحة العالمي صرف الصحي قطاع الصحى

إقرأ أيضاً:

عدن تختنق في "صيف الظلام": انقطاع التيار لأكثر من 16 ساعة يوميًا وتجاهل حكومي يفاقم المعاناة

تعيش محافظة عدن، جنوبي اليمن، لليوم الخامس على التوالي، أزمة خانقة وغير مسبوقة في خدمة الكهرباء، مع استمرار انقطاع التيار لساعات طويلة تجاوزت 16 ساعة يوميًا في معظم مديريات المدينة، في ظل ارتفاع شديد بدرجات الحرارة ورطوبة خانقة، تنذر بكارثة صحية وإنسانية.

وأفاد سكان محليون في مديريات خور مكسر، المنصورة، الشيخ عثمان، وكريتر، بأن التيار لا يعود إلا لساعتين إلى ثلاث ساعات يوميًا في أحسن الأحوال، وسط انهيار شبه كامل لخدمة الكهرباء، الأمر الذي أدى إلى تعطل أجهزة التبريد والتكييف، وتلف المواد الغذائية داخل المنازل والمحلات، فضلًا عن ارتفاع معدلات الإصابات بضربات الشمس والإجهاد الحراري، خاصة بين كبار السن والأطفال، الذين صاروا الأكثر عرضة للمخاطر.

وأشار المواطنون إلى أن الأزمة تجاوزت حدود "التحمل"، مع انسداد أي أفق للحل، في ظل غياب أي تواصل رسمي من السلطات الحكومية أو المحلية، ما فاقم من حدة السخط الشعبي، وسط اتهامات بوجود "فساد ممنهج" في إدارة ملف الكهرباء والوقود.

أسباب معروفة وغياب الحلول

مصادر في مؤسسة الكهرباء بعدن، أوضحت أن الأسباب المباشرة للأزمة تعود إلى نفاد الوقود المشغّل لمحطات التوليد، إلى جانب أعطال فنية متكررة في المولدات والمحولات الرئيسية، وسط غياب خطط الصيانة الدورية وانعدام المخصصات التشغيلية.

وتشير التقارير إلى أن المحطات الرئيسة، مثل محطة الحسوة ومحطة المنصورة، تعمل بأقل من نصف طاقتها، ما جعل العجز في التغطية يتجاوز 70%، بالتزامن مع الارتفاع الموسمي في درجات الحرارة، والذي فاقم استهلاك الكهرباء بشكل غير مسبوق.

ورغم تفاقم الأزمة، لم تُصدر أي جهة رسمية حتى اللحظة بيانًا يوضح الأسباب بدقة أو يحدد سقفًا زمنيًا لمعالجة الوضع، فيما تكتفي الحكومة بوعود متكررة عن "مساعدات وقود قادمة"، دون جدول زمني واضح أو التزام تنفيذي.

وضع يزداد سوءًا كل صيف

وتتكرر أزمة الكهرباء في عدن سنويًا، خصوصًا خلال فصل الصيف، إلا أن هذا العام يُعد الأسوأ منذ سنوات، مع تفاقم عوامل الأزمة وتراجع دور الحكومة في تلبية الاحتياجات التشغيلية، وسط تحذيرات من خروج الوضع عن السيطرة، لا سيما مع اشتداد حرارة الصيف، وغياب أي بدائل حقيقية للكهرباء، في ظل ارتفاع أسعار المولدات الخاصة وندرة الوقود في السوق السوداء.

ويرى مراقبون أن أزمة الكهرباء في عدن لم تعد مجرد مشكلة خدمية، بل تحوّلت إلى تهديد مباشر للأمن الصحي والاجتماعي، في ظل ما تشهده المدينة من تفشي الأوبئة والأمراض الموسمية، إضافة إلى تداعيات نفسية واقتصادية قد تنعكس سلبًا على الاستقرار العام.

مواطنون غاضبون وحراك شعبي متصاعد

وتشهد منصات التواصل الاجتماعي موجة غضب عارمة، مع تصاعد الدعوات لتنظيم احتجاجات واسعة، تطالب بإقالة القيادات المسؤولة عن ملف الكهرباء، ومحاسبة المتورطين في قضايا فساد وهدر للمال العام، فضلًا عن مطالبات متكررة بفتح تحقيقات شفافة لكشف مصير المنح النفطية السابقة، التي لم تنعكس على واقع الخدمة.

صيف عدن... صيف بلا كهرباء ولا حلول

ومع دخول فصل الصيف بقوة، ومع انعدام العدالة في توزيع التيار بين الأحياء، وغياب أي مؤشرات فعلية للمعالجة، يجد سكان عدن أنفسهم أمام صيف هو الأقسى منذ سنوات، يواجهون فيه "ظلامًا كهربائيًا" قاتمًا، وسط مدينة تعيش على صفيح ملتهب من الأزمات السياسية والخدمية.

مقالات مشابهة

  • "مؤسسة غزة الإنسانية" تقدم مقترحاً لتهجير سكان القطاع
  • مؤسسة غزة الإنسانية تكشف وجهها الحقيقي.. قدمت مقترحا لتهجير سكان القطاع
  • رائحة الجثث.. إليكم الأسباب التي دفعت جنديا إسرائيليا للانتحار
  • صمت «الأجنة» لم يكن راحة… العلماء يحددون لحظة بدء المعاناة!
  • ‏القناة 12 الإسرائيلية: ستكون "المنطقة الإنسانية" المكان الذي سيعيش فيه سكان قطاع غزة "حتى إعادة إعمار القطاع
  • عدن تختنق في "صيف الظلام": انقطاع التيار لأكثر من 16 ساعة يوميًا وتجاهل حكومي يفاقم المعاناة
  • عاجل | معاريف عن اللواء احتياط إسحاق بريك: النجاحات التي يتحدث عنها جيشنا بغزة لا تتطابق مع الواقع المرير على الأرض
  • عودة الدوري السوداني من رحم المعاناة: صافرة الأمل تنطلق من عطبرة والدامر
  • حرب الـ12 يوما.. ما التغييرات التي طرأت على إيران بعد الهجوم الإسرائيلي؟
  • مظاهرة في الإكوادور دعما لغزة: دعوات لوقف الحرب وإنهاء المعاناة