الخيبات الخمس : حميدتي وعبدالرحيم وعزت وقحت وفولكر
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
فى صباح السبت 15 ابريل 2023م ، وبينما كان جنود المليشيا يهتفون وسط الخرطوم (حكمنا السودان خلاص لا رجوع ) ، كانت هناك خمس مهام موزعة بدقة ، لتحقيق هذه الغاية ، وتحولت خلال عام من الحرب الى خيبات خمس :
– اولها : حميدتي قائد المليشيا على ابواب القصر الجمهوري بشارع النيل ، ناحية وزارة الحكم الاتحادي.. للدخول إلى هناك وبالفعل وصلت طلائع قواته.
– وثانيها : كان عبدالرحيم دقلو قائد ثاني المليشيا على ابواب القيادة العامة فى ثلاث موجات ، من ناحية الشمال والشرق والغرب ، كانت مهمته الدخول للقيادة العامة ، وحتى قبل هذا اليوم كانت بعض اطراف قحت ينادونه (السيد وزير الدفاع وهو يبتسم ويقول عليه شويه) ، وفى تلك الساعة كان حلمه قد اقترب..
– وثالثها : وفى الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون كان يوسف عزت لإذاعة بيان استلام السلطة ، وكان موقع المليشيا قد تحدث عن السيطرة على كل مواقع الاستراتيجية ، بينما كان حميدتى يتحدث عن (على البرهان الإستسلام)..
– ورابعها : وفى غرفة أخرى ، ينتظر بعض قادة قحت لإعلان التأييد السياسي للخطوة ، وقد بدأوا المهمة بتبني مرويات المليشيا عن بداية الحرب ، وتناسوا كل حشود المليشيا ومعسكراتها وتسليحها وخطاباتها ومرتزقتها واحاديث قائدها وبحثوا عن رواية واهية (المدينة الرياضية)..
– وخامسها: كان فولكر يدير إنابة عن قوى كبرى المشهد ، وانتقل من الخرطوم إلى بورتسودان ، وحوله جوقة من عاطلى الموهبة وعشرات المسميات الوهمية مما يطلقون عليه منظمات المجتمع المدني واصحاب المصلحة ، يدبجون التقارير ..
هذه كانت أكثر المهام خيبة ، فى التاريخ ، لم تتوفر شروط مثل هذه لأى مهمة ثم فشلت ، ولكنها اقدار الله فى تدمير مكر الماكرين ، ثم عزيمة جيش ، وإرادة أمة وادراكها للمخطط وهذه النقطة الوحيدة والفاصلة التى صمد فيها البرهان ويستحق عليها التحية..
ومع المقاربات ، فإن المسافة بين تلك اللحظة واليوم بعيدة ،
ومع ذلك ما زالت المليشيا ورعاتها وداعميها فى غيبوبتهم ..
قديما قال أبو العتاهية: :
وكيفَ تريدُ أنْ تُدعى حَكيماً وأنتَ لِكُلِّ مَا تَهوى رَكُوبُ.. وتُصْبِحُ ضاحِكاً ظَهراً لبَطن وتذكُرُ مَا اجترمْتَ فَمَا تَتُوبُ… أراكَ تَغيبُ ثمّ تَؤوبُ يَوْماً وتوشِكُ أنْ تغِيبَ ولا توؤب..
النقاط الأهم فى هذه الخيبات :
– أن مليشيا الدعم السريع اعدت خطة متكاملة للإستيلاء على السلطة وان الحديث عن الطلقة الاولي أو مهاجمة معسكراتهم مجرد ذر للرماد في العيون.. فقد هاجموا مطار مروى ونصبوا معسكراتهم فى كل زاوية وناحية..
– أن غرف المليشيا كانت واثقة من استلام السلطة خلال ساعات محدودة.. ولم ترتب لأى خسارة..
– كان الإتفاق الإطاري وما بدر من تصريحات بعض قيلداته هو غاية من هدفين:
– تهيئة الرأى العام الداخلى والخارجي للانقلاب واسبابه..
– توفير حاضنة سياسية هى من داعمى ومؤيدى الإتفاق الإطاري..
وكل هذه المقاربات تؤكد حقيقة واحدة ، ان ما يجرى الآن هو استمرار لذات الخطة مع خيارات اخرى ، اي ربط أمر الحكم بسيطرة مليشيا الدعم السريع عسكريا و(تقدم) سياسيا ، وهذا هو البند الذي تصر عليه بعض الدول والمنظمات وتنتظره (تقدم) .. وكل مواقفها تستند عليه وقد رسخت لذلك من خلال (إعلان مبادىء اديس ابابا مع حميدتي)..
اما الخيارات الأخرى وفى حالة فشل ذلك ، فإن المليشيا تتباعد بخطتها وتكتفي بدولة فى دارفور.. ما تشاهدونه من مظاهر ومنصات اعلام خادمة للمليشيا ومنابر تستهدف التشكيك فى الجيش وتندد بالمقاومة الشعبية وتستهين بارواح المدنيين وترويعهم وتسعى إلى خلق مؤسسات حكم زائفة ، هى جزء من مخطط واجندة مرسومة..
حفظ الله البلاد والعباد
د.ابراهيم الصديق علي
9 يونيو 2024م
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الشرع وترامب وإيران: ثلاثية الغياب الحاضر في بغداد
17 مايو، 2025
بغداد/المسلة:
تهيمن على قمة بغداد الرابعة والثلاثين للجامعة العربية أسئلة كبرى تتجاوز طاولة الاجتماعات، حيث تتداخل مصائر غزة، وسوريا، وإيران، ولبنان، ضمن مشهد إقليمي يتغير على وقع القنابل والتفاهمات المبهمة.
ويُعقد هذا الاجتماع وسط استمرار القصف الإسرائيلي على غزة، وارتفاع أعداد القتلى والمشردين، فيما تغيب أي مبادرة دولية فاعلة لوقف إطلاق النار، ويجري الحديث عن مشروع أميركي لإخضاع القطاع لسيطرة مباشرة أو غير مباشرة، تحت ذريعة “التحرير”، كما لمح الرئيس دونالد ترامب في تصريحاته الأخيرة.
ويواجه العرب في بغداد مأزقاً مزدوجاً: كيف يمكن تثبيت ما يشبه الموقف الموحد تجاه قضية أصبحت اليوم في صلب إعادة تعريف الإقليم، في وقت تواصل فيه إسرائيل تقديم مشروع “الشرق الأوسط الجديد” وفق مقاييس القوة، لا الشراكة؟.
ويبحث القادة مشروعاً لإعادة إعمار غزة، واستعادة دور السلطة الفلسطينية في القطاع، غير أن هذا الطرح يظل محاطاً بالشكوك طالما ظل العدوان مستمراً، والفاعلون الحقيقيون في الميدان — كحماس والجهاد الإسلامي — خارج إطار الحوار.
وتفتح عودة دمشق إلى المحيط العربي باباً ملتبساً في العلاقات الإقليمية، بعدما أصبحت السلطة الانتقالية بقيادة أحمد الشرع واقعاً سياسياً بديلاً لنظام الأسد، مدعومة ضمنياً من تفاهمات دولية تقودها واشنطن، ما يعيد تشكيل خريطة الاصطفافات القديمة.
ويُنظر إلى زيارة ترامب الأخيرة، ولقائه بالشرع في الرياض، باعتبارها تدشيناً لصيغة جديدة من “التطبيع المشروط”، حيث تُربط عودة سوريا إلى الشرعية العربية بمدى استعدادها للانخراط في النظام الإقليمي الجديد، بما في ذلك الموقف من إسرائيل.
ويجد العراق نفسه في قلب هذا التحول، مستضيفاً القمة بعد أكثر من عقد على آخر لقاء مماثل، محاولاً أن يثبت قدرته على لعب دور الوسيط المتوازن، وسط تشكيك داخلي من قوى سياسية ترفض أي تقارب مع واشنطن أو دمشق الجديدة، وتخشى من تجاوز طهران.
وتتقاطع فوق بغداد ملفات شائكة، من الاتفاق النووي مع إيران الذي يشهد مفاوضات مكثفة، إلى مستقبل السلطة في لبنان الغارق بالأزمات، وصولاً إلى سؤال مصيري: هل يملك العرب استراتيجية مشتركة لما بعد الحروب، أم أنهم ما زالوا أسرى ردود الفعل؟
وتتردد بين أروقة القمة تصريحات دبلوماسية عن “الدعم والتضامن”، لكن الشارع العربي يتابع المشهد بتوجس، وسط شعور متزايد بأن القرارات لا تصدر من بغداد ولا من العواصم العربية، بل من تل أبيب وواشنطن وطهران.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts