صنعاء.. مماطلة حوثية لإطلاق سراح القاضي قطران رغم أوامر الإفراج
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
أقرت النيابة الجزائية المتخصصة في صنعاء، الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، إطلاق سراح القاضي عبدالوهاب قطران عقب نحو 5 أشهر من الاحتجاز بصورة غير قانونية داخل أحد السجون التابعة للمليشيا.
وعقدت النيابة الحوثية، الأحد، جلسة تحقيق مع القاضي قطران بحضور عدد من الأشخاص بينهم البرلماني البارز في صنعاء أحمد سيف حاشد، والقيادي الحوثي المعين في منصب النائب العام محمد الديلمي، إلى جانب محامي القاضي، نجيب شرف الحاج والمحامي نزار الآنسي.
ووفقاً لما نقله نجل القاضي قطران، فإن النيابة الجزائية أصدرت قراراً بالإفراج عن والده، على أن تستكمل إجراءات الإفراج عنه، الثلاثاء، تنفيذاً للقرار وهو ما لم يتم.
وقال نجل محمد عبدالوهاب قطران، في منشور على صفحته في "فيسبوك"، الاثنين: "ذهبنا صباح اليوم إلى الجزائية المتخصصة، وأخرجنا أمر الإفراج الصادر من النيابة الجزائية، وثم بعثه المراسل إلى جهاز المخابرات، ولكنهم قالوا لنا بأن تنفيذ أمر الإفراج سيتأخر بضعة أيام".
وأضاف نجل قطران: "أظن أنهم يريدون مهلة كافية يدوروا المعصرة، لأجل يسلموها لنا مع المضبوطات، وهم الآن بصدد البحث عنها". في إشارة إلى الاتهامات المزعومة التي وجهتها الجماعة إلى والده في الأيام الأولى من اختطافه بأن لديه معصرة لصناعة الكحوليات ويقوم بتعاطيها والاتجار بها.
واختطف القاضي عبدالوهاب قطران في 2 يناير الماضي، عقب مداهمة منزله في حي القاع بصنعاء، على خلفية عدد من المنشورات الحقوقية المدافعة عن حقوق الإنسان. وتم توجيه له عدة تهم بينها الاتجار بالخمور، وصولاً إلى الخيانة والعمالة للخارج والإساءة إلى زعيم المليشيا الحوثية.
وخلال فترة احتجاز القاضي تم إخضاعه للكثير من جلسات التحقيق وسط تعذيب نفسي وجسدي أسعف على إثرها إلى أحد المستشفيات جراء تدهور صحته ومنع الرعاية الطبية عليه أثناء فترة احتجازه في الزنزانة الانفرادية. كما أن مجلس القضاء الأعلى الخاضع للمليشيا أصدر قراراً بإسقاط الحصانة عن القاضي، في انتهاك صارخ لقوانين ولوائح المجلس.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
الرواد محمد علي عبدالله عبدالوهاب وعبير الامكنة
ms.yaseen5@gmail.com
محمد صالح عبدالله يس
يقال ان في المدن تنام الذكريات في أزقة الشوارع والحارات وتتكئ على جدرانٍ متآكلة وتتنفس تحت ماء المطر وتنجدل لا توقظها إلا خطوات عابرٍ يحمل ذات الحنين والذكريات المثاقيل نحن هنا ياصديقي رغم حلاوة العيش وطيبه فمازلنا مسكونون بحب العصيدة وأم جنقر ولوبيا الخريف والتبش والسبلي واكل كسيرة في عقر داري احب الي من أكل الرغيف
مثل الأخ الأديب الأريب محمد علي سيرته ليست مجرد سيرة فرد بل مرآة واطار وخزانة تحمل الآلاف الحكايات والذكريات المنسيةً هو احد ضحايا التسلط والدكتاتورية فهو من النوابغ الذين هزمهمتهم اوطانهم وتركتهم يواجهون بؤس الحياة وحرمتهم الحرية وحجبت افكارهم وأصواتهم عن الفضاء العام في بلادنا
محمد علي كان صوتا مرعبا للطغاة كان فارس المنابر وقف امام مايو ورجالها وجاهرها بالعداوة حين صمت الجميع ومن غريب الصدف أنني الان اكتب هذه القصاصات واليوم هو ذكري الخامس والعشرون من مايو
محمد علي صاحب كلمة واضحة وموقف لا يعرف المواربة. ناضل في السرّ والعلن كتب المنشورات، خطب في المنتديات وقف في الصفوف الأمامية للمظاهرات. أتذكر جيدا يوم خطب امام حشد حشيد من طغمة مايو فمازالت عباراته وكلماته تسبح في فضاء امكدادة بين جبل مدلتون وجبل بوباي ( أقول لا لنميري أقولها رغم انف الطبالين لا لنميري والف لا ووصلت به الجراءة ان كتب خطابا أودعه في صندوق الاقتراع ليصل الي بريد الطاغية ذكر فيه أسباب معارضته لهذه المهزلة التي تسمي استفتاء فلم تجد لجنة الأمن بالمدينة وبدا إلا وأوصت باعتقاله ونقله الي السجن وحبسوه فاجتمع النزلاء حوله وأحبوه وأحبوا فصاحته ولأول مرة عرف النزلاء ماذا تعني كلمة المعارضة وارهق الذين استجوبوه وقال لمأمور السجن عبارة ( كش ملك ) فظنها إساءة شخصية فامر بنقله الي سجن شالا بالفاشر حتي لا يحرض ضدهم النزلاء فيتعلمون منه المواجه والتمرد
يومها كنا في ميعة الصبا يوم حدث ذلك ولطالما ان هذه الكلمات في حق رجل افضاله علينا كثيرة وتأثيره علينا كان شديدا فوالله اول مرة في حياتي اعرف عبارات ( التهميش والمهمشين) سمعناها من عضمة لسانه وكنت معجبا بها وكذلك أقراننا والشيئ بالشيئ يذكر فقد اتصل بي الأخ بركات مصطفي الكردفاني من لندن أيام كنت متوكعا من السكري والغضروف اللذان حبساني من التواصل و عندما رفعت السماعة قبل ان يحيني أو اسلم عليه باغتني قائلا ( يا ابوصلاح شنو التهميش ده ) فغرقت في الضحك وقلت له الحمد الله الذي اخرج منك هذه العبارة فقال لي جارك محمد علي مابتنسي والتهميش دي من عباراته وأدبياته وأدوات نضاله ذكرت للأخ بركات ان ميرغني محمد الزاكي هو احد أصدقاء محمد علي درس الفنون في اثينا وتخصص في النحت ورحل الي لندن وتزوج من انجليزية وأنجب منها زهرة جميلة ثم توفي ولم نعلم اين دفن وفي اي المقابر في مدينة لندن فارجو ان تبحث عنه وعن زوجته وبته التي تركها ذكري فاوعدني ذلك وبالفعل تحصل علي اسمه في سجلات الوفيات ولكن لم يتمكن من معرفه عنوانه وأوعدني بالبحث عن أسرته وبنته لميرغني الرحمة والمغفرة فقد كان رحيله نكايةً فينا وفي اصدقائه
تم ترحيل الأخ محمد علي من سجن امكدادة الي سجن شالا بالفاشر وهناك جمعته الصدفة مع ابرز معارضي النظام المايوي والتقي مع قادة الاستنارة في بلادي وراي بعيني رأسه الدكتور الخاتم عدلان وصافحه بكلتا يديه كما التق بالأكاديمي والمناضل الشرس فاروق كدودة الأكاديمي الأشهر ونطاس السياسة الماهر والحاذق تصافح بكلتا يديك دكتور فاروق كدودة الأكاديمي الماهر النطاس
لم تكن معارضتك للنظم الديكتاتورية ناتجة عن طموح سياسي شخصيًبل عن قناعة راسخة بأن الحرية ليست ترفاً بل ضرورة للكرامة الإنسانية ومن أراد نورها فعليه ان يصطلي بنارها كما قال الزعيم الخالد إسماعيل الأزهري فهي حرب ضروس ومعركة طويلة عالية الكلفة وأنت قد دفعت ثمنها واعطيت ولم تستبقي من مسيرتها الوعرة شيئاً
عرفت السجون جيداًً وعشت علي هامش المدن والأطراف وذقت طعم المطاردة والعزلة. ورغم كل ذلك لم تنكسر اوتنهار ظللت حرا خالدا تقاوم وتكتب
محمد علي يا كل الذين احبهم لك مودتي لن ننساك مادمنا احياء فأنت صاحب قلب عقول ولسان فصيح قؤول و قلم ذرب تخصص في منازلة الدكتاتوريات والمماليك الخصيان
تحياتي وانت عودة مع البروف عبدالرحمن الزاكي وبوبي الذي اراه الان باسط ذراعيه بالوسيط