الجزيرة:
2025-07-30@02:37:40 GMT

بيت المغرب.. مركز ثقافي مغربي في قلب القدس

تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT

بيت المغرب.. مركز ثقافي مغربي في قلب القدس

بيت المغرب معلم معماري أثري تاريخي ثقافي يقع في قلب البلدة القديمة للقدس، وهو عبارة عن عقار تاريخي يقع على بعد أمتار قليلة من المسجد الأقصى.

كان فيما مضى جزءا من مجمع الزاوية النقشبندية البخارية، اقتنته وكالة بيت مال القدس من عائلة مقدسية بتمويل من المملكة المغربية في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، وخضع لترميم وتأهيل في عهد الملك محمد السادس.

جرى تحويل المبنى إلى مركز ثقافي يعرض تاريخ المكون المغربي في القدس ويعزز العلاقات الوطيدة بين المغاربة والفلسطينيين، ويعد أول مركز ثقافي مغربي في القدس وأكبر مركز ثقافي عربي في فلسطين يمزج بين الطابع المغربي وفنون العمارة المحلية.

البيت المغربي في القدس يعكس في داخله فنون العمارة المغربية (الجزيرة) الموقع

يقع بيت المغرب في قلب القدس القديمة على مفترق طريق الآلام وطريق باب الغوانمة، وهو أحد أبواب المسجد الأقصى، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى غانم بن علي الذي ينحدر من أسرة مغربية قدمت إلى فلسطين من منطقة غمارة الواقعة بين مدينتي طنجة وتطوان عام 558 هجري زمن الناصر صلاح الدين الأيوبي.

شيد مركز "بيت المغرب" -الذي يمتد على مساحة 3 آلاف متر موزعة على 3 طوابق- فوق الحجارة الأصلية التي قامت على أساساتها القدس القديمة، ويعود تاريخها إلى ما قبل العصور البيزنطية والرومانية، وينتصب وسط العديد من الزوايا الصوفية وأهم الكنائس والمعالم الأثرية المسيحية وعلى بعد خطوات من المسجد الأقصى المبارك.

يوجد بيت المغرب أو المركز الثقافي المغربي في مدخل درب الآلام الذي يعتبر دربا مقدسا لكل المسيحيين في العالم، ويقع تحديدا في قلب المحطة الثانية من درب الآلام، حيث يعتقد المسيحيون أن الجند قاموا بتحميل الصليب إلى السيد المسيح، ويبعد المبنى أقل من 50 مترا من مكان المحطة الأولى، والتي تبدأ من مقر الوالي تيطس الذي يقول المسيحيون إنه أصدر حكم الصلب على السيد المسيح، ويعتقد معظم المؤرخين أن هذا المقر كان يوجد في مكان ما بالبقعة التي تقوم عليها الآن المدرسة العمرية المجاورة للمركز الثقافي المغربي.

ولاختيار موقع المركز الثقافي المغربي معنى اجتماعي وديني عميق، إذ يعد عنوانا لمعاني الأخوة الإسلامية المسيحية، حسب القائمين عليه.

الواجهة الرئيسية للمركز الثقافي المغربي في القدس (الجزيرة) قصة المبنى

بدأت قصة حيازة المملكة المغربية لهذا العقار التاريخي عام 1998 عندما اقترح القائد الفلسطيني فيصل الحسيني الأمر على الملك الحسن الثاني خلال إحدى زياراته للمغرب.

قبل الملك الراحل الفكرة وأصدر تعليماته بشراء العقار من عائلة مقدسية، ليتعزز الحضور المغربي في هذا الموقع الأثري الذي يستقطب الآلاف من مسيحيي العالم.

في عام 2008 باشرت وكالة بيت مال القدس بتعليمات من الملك محمد السادس عمليات ترميم المبنى بعد استكمال الدراسات الفنية التي أُسندت إلى مكتب استشاري هندسي يضم مهندسين فلسطينيين ومغاربة.

واستغرقت هذه العملية الوقت الكافي، ثم تُوجت في سنة 2016 بإضفاء الطابع المغربي على بعض جنبات المبنى، في انسجام تام مع فنون العمارة المحلية.

بلغت تكلفة عملية شراء المبنى نحو 5 ملايين دولار أضيفت إليها ميزانية بـ3 ملايين دولار غطت عمليات الترميم والتجهيز، ليكون جاهزا لاحتضان إبداعات وأنشطة الفنانين والمبدعين المغاربة والفلسطينيين وغيرهم.

الحي الذي يقع فيه البيت المغربي بالقدس (الجزيرة) مرافق البيت المغربي

يستقبل الزائر لهذا المركز مدخل مزين بأبواب خشبية منقوشة، ويتكون المبنى من مرافق عدة، من بينها فضاء الساقية الحمراء الذي يضم معرضا دائما للفنون التشكيلية لفنانين مغاربة وفلسطينيين.

وإلى يمينه متحف بيت المغرب بمغاراته وسراديبه، وعلى اليسار الجسر الزجاجي المطل على كهف يضم بين جنباته الحجارة "الأم" التي تشهد على تاريخ هذا المكان وقدمه وقيمته التاريخية.

ويضم المركز أيضا صالونا رئيسيا مفروشا وفق الطراز المغربي التقليدي بسجاد محبوك بأياد مغربية، ويشكل مساحة هادئة لزوار رواق المكتبة التي تقع في مواجهة الصالون وتجمع بين متعة القراءة واحتساء الشاي المغربي.

وغير بعيد عن المكتبة -التي تضم نحو 5 آلاف عنوان من مؤلفات الفكر والأدب والفقه والتاريخ والعلوم والفلسفة وغيرها- يوجد فضاء دار السلام الذي تزينه لوحات فنية من الزليج البلدي المغربي (الفسيفساء) والخشب المنقوش، وفيه يتم تنظيم المحاضرات والمنتديات الثقافية.

وفي الطابق الثاني من البناء قاعات عديدة ومساحات واسعة تحمل أسماء مغربية تاريخية مثل طنجيس ووليلي وأنجاد وزايان، وزُودت هذه القاعات بأحدث التجهيزات الإلكترونية والمعدات السمعية البصرية لتنظيم الفعاليات الثقافية والفنية، وهي قاعات معزولة صوتيا عن الخارج.

أما الطابق الثالث فيضم المكاتب الإدارية للمركز الثقافي المغربي التي تم تجهيزها وفق النمط العصري والعملي للمكاتب، وإلى يمينها يمتد فضاء خارجي قبالة مئذنة باب الغوانمة التي بنيت في العهد المملوكي، وتتوسطه نوافير تقليدية من الزليج في محاكاة للبيوت القديمة في المغرب، ويشكل مقهى ثقافيا جميل الإطلالة يلتقي فيه هواة الفنون والأدب ومتذوقو الطبخ المغربي الأصيل.

ويمتد من المبنى قوس النصر أو قوس أوكوهومو الذي يربط بيت المغرب بكنيسة راهبات صهيون المجاورة ممتدا على درب الآلام.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الثقافی المغربی مرکز ثقافی المغربی فی بیت المغرب فی المغرب فی القدس فی قلب

إقرأ أيضاً:

التجمع الوطني للأحرار يعلن أنه مستعد لتنزيل وتنفيذ رؤية الملك من مختلف المواقع والمسؤوليات

أعلن حزب التجمع الوطني للأحرار متزعم الأغلبية الحكومية، انخراطه الكامل لتنزيل وتنفيذ رؤية  الملك من مختلف المواقع والمسؤوليات، داعيا كل القوى الحية للشعب المغربي للارتقاء إلى مستوى تحديات ورهانات هذه المرحلة، من خلال تعزيز الجبهة الداخلية والالتفاف القوي وراء الملك، لربح مختلف التحديات.

ويأتي موقف حزب الأحرار، في سياق تثمينه ما جاء في الخطاب الملكي  بمناسبة عيد العرش.

وفي هذا الإطار، نوه « التجمع الوطني للأحرار » الذي يقود الحكومة في بلاغ له، بدعوة الملك إلى إحداث نقلة حقيقة، في التأهيل الشامل للمجالات الترابية، وتدارك الفوارق الاجتماعية والمجالية، وتوجيهه الحكومة إلى اعتماد جيل جديد من برامج التنمية الترابية، ترتكز على تثمين الخصوصيات المحلية، وتكريس الجهوية المتقدمة، ومبدأ التكامل والتضامن بين المجالات الترابية.

كما حيا حزب  الحمامة عاليا استمرار الملك في نهج سياسة اليد الممدودة تجاه الجزائر وشعبها الشقيق، وتأكيده مجددا في إطار موقف واضح وثابت عن « استعداد المغرب لحوار صريح ومسؤول وصادق، حول مختلف القضايا العالقة بين البلدين »، وتمسك جلالته، في ذات السياق، بالاتحاد المغاربي.

وقال حزب التجمع الوطني للأحرار إنه يستحضر دعوة الملك محمد السادس في خطاب العرش إلى الأخذ بعين الاعتبار نتائج الإحصاء العام للسكان 2024، في إعداد وتنفيذ السياسات العمومية، وهو الإحصاء الذي أبان عن مجموعة من التحولات الديمغرافية والاجتماعية والمجالية، على غرار تراجع نسبة الفقر متعدد الأبعاد ببلادنا، الشيء الذي ينعكس من خلال مجموعة من المؤشرات الدولية، من بينها تجاوز المغرب هذه السنة عتبة مؤشر التنمية البشرية، الذي يضعه في فئة الدول « ذات التنمية البشرية العالية ».

وفي الوقت الذي استحضر فيه الحزب المكتسبات العديدة التي تحققت في عهد الملك محمدالسادس، كثمرة للمبادرات الرائدة والأوراش الكبرى التي أطلقها،  سواء على المستوى الديمقراطي والحقوقي والمؤسساتي، أو على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والتنموي، وهو ما مكن البلاد من تحقيق تنمية شاملة وتقدم ملموس على كافة الأصعدة. فإنه نوه في المقابل أيضا بـحرص الملك على النهوض بالتنمية الاقتصادية والبشرية الشاملة، وكذا تعزيز مكانة المغرب ضمن نادي الدول الصاعدة، مرتكزا على عدد من المؤشرات الإيجابية التي يعكسها اليوم تحقيق الاقتصاد الوطني لنسبة نمو هامة ومنتظمة خلال السنوات الأخيرة، رغم توالي سنوات الجفاف وتفاقم الأزمات الدولية.

 

كلمات دلالية بلاغ حزب التجمع الوطني للأحرار خطاب العرش

مقالات مشابهة

  • العاهل المغربي يدعو إلى مصالحة تاريخية مع الجزائر.. ويؤكد: لا حل للصحراء خارج مبادرة الحكم الذاتي
  • التجمع الوطني للأحرار يعلن أنه مستعد لتنزيل وتنفيذ رؤية الملك من مختلف المواقع والمسؤوليات
  • خطاب العرش..الملك محمد السادس: لقد عملنا منذ اعتلائنا العرش على بناء مغرب متقدم ومتضامن
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع 1.129 كرتون تمر بمحافظة المهرة
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع 600 سلة غذائية في السودان
  • المغرب يحتفل بالذكرى الـ26 لاعتلاء الملك محمد السادس العرش
  • عاجل: عبور 6 شاحنات إغاثية سعودية إلى غزة مقدمة من مركز الملك سلمان
  • الصحافي المغربي محمد البقالي بعد وصوله مطار محمد الخامس..أدركت اليوم لماذا المغاربة لديهم باب وحارة باسمهم في القدس
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع 3,874 سلة غذائية في عدة مناطق في باكستان
  • رئيس الاتحاد المغربي يرد على أنباء منح مدريد استضافة نهائي مونديال 2030