إطلاق 63 سلحفاة بعد إعادة تأهيلها إلى بيئتها الطبيعية في دبي
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
أطلق مشروع دبي لإعادة تأهيل السلاحِف، اليوم، 63 سلحفاة بعد إعادة تأهيلها إلى بيئتها الطبيعية، في جميرا بدبي، ليصبح إجمالي عدد السلاحِف التي أطلقها المشروع منذ عام 2004 أكثر من 2175 سلحفاة.
يأتي ذلك احتفالاً بالذكرى العشرين لانطلاق مشروع دُبي لإعادة تأهيل السلاحِف، واستعدادا لليوم العالمي للسلاحِف البحرية الذي يُصادف 16 يونيو الجاري.
وفي هذا الصدد عقدت جلسة نقاشية بعنوان «مسؤوليتنا الجماعية للحفاظ على محيطنا» في دبي اليوم، بمشاركة كل من الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي سفير مشروع دبي لإعادة تأهيل السلاحف البحرية، وسعادة رزان المبارك رئيس الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة ورائدة الأمم المتحدة لتغير المناخ في مؤتمر الأطراف (COP28)، وباربرا لانج لينتون رئيس مشروع دُبي لإعادة تأهيل السلاحِف؛ وجوانا راكستون مؤسس ومدير جمعية أوشن جينيرايشن؛ وعالم الأحياء البحرية د. خوان أنطونيو روميرو، في بعثة ميشن بلو.
وناقش المشاركون التحديات الأكثر إلحاحاً التي تواجه محيطاتنا اليوم، مؤكدين أن الحفاظ على البيئة البحرية يمثل تحدياً عالمياً مشتركاً يتطلب التعاون بين الحكومات والمؤسسات والشركات والأفراد.
كما ناقشوا الحلول المبتكرة وأفضل الممارسات التي يمكن تنفيذها للحفاظ على المحيطات، والدور الجوهري الذي يؤديه التعليم وجهود رفع الوعي وإشراك الشباب في تشكيل مستقبل مستدام للمحيطات.
وأكد الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، أهمية الحفاظ على البيئات الطبيعية للكائنات الحية بما يحفظ استدامتها عبر رفع الوعي بالممارسات الفردية والمؤسسية تجاه البيئة، مشيرا إلى توجيهات القيادة الرشيدة بضرورة العمل على خدمة إستراتيجية الدولة في المجال البيئي والحفاظ عليها.
وأوضح الشيخ فاهم القاسمي، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات «وام»، أن البرنامج يحتفي اليوم بمرور 20 عاما على حماية وإنقاذ السلاحف البحرية بالتعاون مع مجموعة جميرا، مشيرا إلى أنه تم اطلاق 63 سلحفاة بحرية ضمن مبادرة توعوية لكيفية إعادة تأهيلها والحفاظ عليها كونها مهمة للبيئة البحرية من خلال العمل المشترك بين قطاع السياحة والقطاع الخاص.
وأشارت سعادة رزان المبارك - في كلمتها بالجلسة - إلى الدور الحيوي لدولة الإمارات نحو مستقبل أكثر استدامة، مع تصدرها لجهود حماية البيئة وتعزيز الحفاظ على الأنواع ومكافحة تغير المناخ على مستوى غرب آسيا والعالم، مؤكدة أهمية مشروع دبي لإعادة تأهيل السلاحف على مدار السنوات العشرين الماضية والدَور الذي تلعبه الشركات في مجال الرعاية البيئية وحيوية الحياة البحرية، بهدف الحفاظ على توازن الأنظمة البيئية.
وقالت باربرا لانج لينتون:«إن هذا المشروع من الإنجازات البيئة المهمة لإمارة دبي ودولة الإمارات ويؤكد على الجهود الواسعة التي تُبذل في سبيل الحفاظ على التنوع البيولوجي، وفي ظلّ ازدهار السياحة الساحلية والبحرية، أصبح الحفاظ على المحيطات ضرورة ملحة، لما للحياة البحرية من دور جوهري على النظام البيئي للمحيطات، وأثر كبير على حياتنا».
أخبار ذات صلةوأضافت:«مع تزايد عدد المسافرين الذين يبحثون عن وجهات ساحلية ويميلون نحو خيارات السفر المسؤولة، يزداد التأثير على أنظمتنا البيئية البحرية، ما يحتّم علينا اتّخاذ خطوات استباقية للإشراف على جهود الحفاظ على المحيطات، ومن الضروري في هذا الإطار توحيد الجهود لحماية حياتنا البحرية الثمينة والحفاظ عليها لصالح الأجيال القادمة».
من جهة أخرى لفتت باربرا لانج لينتون مدير مشروع دبي لإعادة تأهيل السلاحف البحرية، إلى أهمية اطلاق وتأهيل السلاحف البحرية والتي يعتبر وجودها مؤشراً قوياً على سلامة وصحة النظم الإيكولوجية، إضافة إلى أن إنقاذها وإطلاقها مرة أخرى في البيئة البحرية يعكس أهمية البيئة ومدى القدرة على المحافظة عليها.
وقالت لـ «وام»، إن البشر يعتمدون على المحيطات للبقاء على قيد الحياة، فهي الرئة الحيوية التي تنتج أكثر من نصف الأكسجين الذي تتنفسه الكائنات الحية، وامتصت أكثر من 90% من انبعاثات الكربون، مشيرة إلى أهميتها في التصدي لتحديات التغيرات المناخية.
ولفتت جوانا راكستون إلى أهمية تعزيز صلة الأفراد بالمحيطات وتثقيفهم حول كيفية صنع الفروقات المهمة والمؤثرة، فضلاً عن الحد من التأثيرات البيئية الناجمة عن تغيّر المناخ.
وأكد الدكتور خوان أنطونيو روميرو، ضرورة الحفاظ على المحيطات من خلال التعليم وزيادة الوعي والعلوم والتي تعد من الأدوات الجوهرية للتعريف بقضايا المحيطات، بحيث توفّر للأفراد نافذة للاطلاع على القضايا، بالإضافة إلى طرق ملموسة للأفراد للمساهمة في جهود الحفاظ على هذه النظم البيئية لإحداث أثر كبير وتأمين مستقبل مستدام.
وكانت جميرا قد استضافت مجموعة من أنشطة الحفاظ على السلاحِف البحرية بمناسبة اليوم العالمي للسلاحِف البحرية، ففي أبوظبي تعاون منتجع جميرا جزيرة السعديات مع هيئة البيئة - أبوظبي والأكواريوم الوطني وسي وورلد جزيرة ياس لإطلاق 50 سلحفاة بحرية على شاطئها. فضلا عن جلسات وورش عمل لرفع مستوى الوعي ودعم جهود الحفاظ على السلاحِف البحرية.
ويعتبر التزام دبي بالاستدامة البيئية وتعزيز التنوع البيولوجي عنصراً مهماً ضمن رؤيتها التنموية، والتي تضع في أولوياتها الحفاظ على النظم البيئية الطبيعية، مما أدى إلى تعزيز ثقافة المسؤولية الاجتماعية في مختلف الشركات، والتي انعكست في مجموعة من المبادرات البيئية عبر القطاعات بما في ذلك برامج جميرا مشروع دُبي لإعادة تأهيل السلاحِف.
ومن بين السلاحِف التي تم إطلاقها بارني، صقرية المنقار يبلغ وزنها 31 كجم تم العثور عليها في مارس في منطقة جبل علي مصابة في درعها.
المصدر: وامالمصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: السلاحف البحرية السلاحف البحریة على المحیطات الحفاظ على ف البحریة مشروع د
إقرأ أيضاً:
إعادة تأهيل مراكز الإبداع.. رؤية صندوق التنمية الثقافية لإحياء التراث وتمكين الأجيال الجديدة
في إطار حرصه على تفعيل التراث المعماري كمكوّن حي ومتجدد في الحياة الثقافية المصرية، نظم قطاع صندوق التنمية الثقافية، حلقة نقاشية موسّعة بمركز الإبداع الفني بقصر الأمير طاز، بهدف التعريف ومناقشة تفاصيل مسابقة "إعادة تأهيل وتوظيف الفراغات الداخلية" لكل من بيت المعمار المصري وقصر الأمير طاز، والتي ينظمها الصندوق بالتعاون مع شعبة العمارة بنقابة المهندسين.
السطوحي: “نحن لا نُعيد تأهيل المباني فقط.. بل نُعيد تأهيل علاقتنا بها”في مستهل اللقاء، أكد المعماري حمدي السطوحي، مساعد وزير الثقافة للمشروعات الثقافية ورئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، أن هذه المسابقة تُعد إحدى أدوات الرؤية الجديدة للقطاع، التي تستهدف إعادة إحياء المواقع التراثية التي تضم مراكز إبداع، وتحويلها إلى فضاءات نشطة للإبداع المجتمعي والتفاعل الثقافي.
وأوضح أن الحفاظ على التراث لا يقتصر على الترميم المادي، بل يشمل أيضًا إعادة توظيفه لخدمة المجتمع والأنشطة الثقافية، مضيفًا: "هدفنا ليس مجرد التصميم، بل خلق حالة من الحراك الفكري والمعرفي، تُفضي إلى وعي أعمق بقيمة ما نملكه من عمارة وهوية".
وتابع: "المسابقة لا تستهدف تجميلًا سطحيًا، بل تطويرًا وظيفيًا يتسق مع الطابع المعماري والتاريخي لكل مبنى، ويعزز استدامته الثقافية".
جمال مصطفى: خطوة جادة لتطوير استخدام التراثرحّب د. جمال مصطفى، مدير قصر الأمير طاز، بالحضور، واصفًا المسابقة بأنها خطوة جادة نحو تطوير الاستخدام الثقافي للمباني التراثية، ومؤكدًا أهمية هذا التوجه في تعميق العلاقة بين الجمهور والمكان.
لجنة التحكيم: تفاعل فكري ورؤى متنوعةشهد اللقاء حضور عدد من أعضاء لجنة التحكيم، وهم: أ.د. علي جبر (عميد كلية الهندسة، جامعة نيو جيزا)، د. هالة بركات (عميد كلية الفنون والتصميم، الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا)، وأ.د. ياسر السيد (رئيس قسم العمارة، كلية الفنون الجميلة)، والمعماري معاذ أبو زيد (مهندس حر).
ياسر السيد: “المسابقة محاولة لفهم المكان وتحقيق تواصل حي”أكد ياسر السيد أن المسابقة تفتح أفقًا جديدًا لفهم العلاقة بين المعمار والنشاط الثقافي والمجتمع المحلي، موضحًا: "المشاركة ليست مجرد تمرين تصميمي، بل دعوة لفهم عمق المكان وتاريخه، وبناء جسور تواصل حيّة بين الفراغ والجمهور".
وأشار إلى أن اختيار قصر الأمير طاز وبيت المعمار المصري جاء نظرًا لطبيعتهما الخاصة من حيث التكوين والعلاقة بالأنشطة، مؤكدًا أن إحياء ثقافة المسابقات المعمارية ضرورة لإعادة إشعال روح التجريب والتفكير الجماعي في مصر.
ولفت إلى أن عدد استمارات المشاركة حتى الآن بلغ 485 استمارة، تتوزع بين مشاركات فردية وجماعية، ما يعكس الحماس الكبير لدى شباب المعماريين تجاه إعادة إحياء التراث وتطوير استخداماته الثقافية.
علي جبر: “الطريق الحقيقي للحفاظ على الأثر هو استخدامه”ركّز علي جبر على أهمية الفهم المعماري لطبيعة المبنى المراد تأهيله، قائلًا: "الحفاظ الحقيقي على الأثر لا يتحقق إلا باستخدامه... يجب التفريق بين المباني الأثرية والتراثية، لأن لكل منها طبيعة ومعايير مختلفة في التعامل المعماري".
وأضاف أن إعادة التوظيف يجب أن تكون مرنة ومتعددة الاستخدامات، مع احترام القيم التاريخية والمعمارية، وأن تصميم المساحات ينبغي أن يسمح بالتكيف مع الأنشطة الثقافية دون الإضرار بهوية المبنى.
هالة بركات: “النجاح في التصميم ينبع من فهم روح المكان”شددت هالة بركات على أهمية أن تنبع الأفكار التصميمية من فهم عميق لروح المكان ومحيطه الاجتماعي والثقافي: "النجاح لا يُقاس فقط بجمال التصور، بل بمدى قدرة المعماري على التماهي مع خصوصية المكان، والعودة إليه مرارًا لالتقاط إيقاعه وتاريخه".
معاذ أبو زيد: "لكل فراغ طاقة مُلهمة.. هذا هو الإلهام المكاني"أكد المعماري معاذ أبو زيد أن التعامل مع الفراغات التاريخية يجب أن ينطلق من إدراك الطاقات الكامنة في كل فراغ، متابعًا: "بمجرد دخول المكان، تبدأ الأفكار في التشكل.. التعامل مع فراغ أثري ليس مجرد هندسة، بل هو حوار مع التاريخ والإنسان".
أسئلة الحضور.. بين القوانين والمعايير الدوليةشهد اللقاء تفاعلًا لافتًا من الحضور، خصوصًا من شباب المعماريين وطلاب كليات الفنون والهندسة، حيث طُرحت استفسارات حول معايير التحكيم، وآليات التقييم، وحدود التعامل مع العناصر التاريخية.
وأكدت اللجنة ضرورة الالتزام بالقوانين المنظمة، وعلى رأسها قانون حماية الآثار والمباني ذات القيمة، فضلًا عن مراعاة المعايير الدولية لتأهيل المباني التاريخية.
نحو مراكز تراثية حية.. رؤية الصندوق للمستقبلتأتي هذه المسابقة في سياق توجه صندوق التنمية الثقافية لإعادة توظيف المباني التراثية كمراكز ديناميكية للإبداع والفن، من خلال تمكين الشباب، وإحياء التراث، وتحويل الفراغات التاريخية إلى منصات معاصرة للحوار الثقافي والفني.